اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > معلمي مصر > منتدى معلمى الأزهر الشريــــــــــــف

منتدى معلمى الأزهر الشريــــــــــــف ملتقى معلمى التعليم الأزهرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-09-2011, 07:05 PM
الصورة الرمزية ndeem55
ndeem55 ndeem55 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,038
معدل تقييم المستوى: 15
ndeem55 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farrag63 مشاهدة المشاركة
الله موجود في كل زمان ومكان قال تعالي:
{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ } [الزخرف: 84]
وقال تعالى:
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [الحديد: 4]
قال به علي والشافعي ومالك وأبو حنيفه واحمد بن حنبل وغيرهموخالفهم الوهابيون

ما تقول به أخي الكريم قول أصحاب وحدة الوجود ومفداه أن الله خلق الكون وهو جزء منه ( حشاه) فلا فرق بين خالق ومخلوق ، لكن عقيدة الرسول وصحابته الكرام اثبات ما أثبته الله لنفسه ونفي ما نفاه عن نفسه ، فالله خلق الخلق وهو بائن عنه ، ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) فنصف الله بم وصف به نفسه فنقول ( الله سبحانه قال ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ...) إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وقال تعالى (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ) فهذه هي صفة العلو والفوقية التي يؤمن بها كل مسلم لم تلوث عقله كتب الفسلفة اليونانية ولا إرهاصات أحاب عقيدة الحلولية ووحدة الوجود ،وصفة العلو صريحة في حديث الجارية التي سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم (أين الله ) فأشارت إلى السماء ، فقال الرسول لسيدها اعتقها فإنها مؤمنة ،

وهذا ما أثبته الله تعالى لنفسه في قوله (الرحمن على العرش استوى ) والاستواء معلوم كما قال الإمام مالك أي بمعنى العلو والفوقية ( استوت على الجودي )حكاية عن سفينة نوح أي علت على اليابسة ( لتستووا على ظهوره ) أي العلو والفوقية ، فهذا معناها في لغة العرب ، والكيف مجهول ، فلا نسأل عن الكيف ( لأنه ليس كمثله شئ ) ( ولم يكن له كفوا أحدا) بل نقول الله أعلم عن كيفية استوائه فاستواؤه يليق بذاته المقدسه وعظمته وقدرته ، والايمان به واجب .

أما من قالوا بقول أن الله في كل مكان هم الذين حصروه في مكان (حشاه ) لأن المكان مخلوق والزمان مخلوق من الله ، فلم يخلق الله الخلق وحل فيه بل كان الله ولا شئ معه وكان عرشه على الماء وكان مستغنيا عن كل شئ ، ولما خلق الزمان والمكان ظل مستغنيا عنهما فلم يحل في مكان ولم يحل في زمان ، وهو أعلى من كل زمان ومن كل مكان ، فالله تعالى موجود حيث لا زمان ولا مكان ، فلو قال الله تعالى عن نفسه أنه على العرش أي فوق العرش وليس محتاجا للعرش ، حيث أن فوق العرش لا زمان ولا مكان فالله تعالى موجود حيث لا زمان ولا مكان لأنه غني عنهما وهو الخالق لهما ولم يحتج لهما، ولم يختلط بهما .
فليتب من يقول بهذه المقولة فلا يصح أن نقول ان الله موجود في الأماكن الطاهرة ، فكيف وهم يقولون في كل مكان ، والمكان اسم جنس يشمل كل الأماكن الطاهرة والنجسة فهل هذا يعقل ياعباد الله يامسلمون ، تتركون ما وصف الله به نفسه وتركضون خلف الفلاسفة ، فلا يجوز أن نحصر الله في مخلوقاته بل عالي على جميع مخلوقاته لأن وصف التحتية والسفلية صفة وضع لا تليق بالبشر فكيف بالله تعالى ،
فالله موجود في كل مكان بقدرة وعلمه واحاطته ،أما بذاته فكما وصف نفسه ( الرحمن على العرش ) وخص العرش على اعتبار أنه أعلى مخلوقات فليس فوقه شئ لا زمان ولا مكان لا لحاجته إليه ، فالعرش مخلوق منه وهو مستغن عنه
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-09-2011, 07:21 PM
ام ياسين وآمر ام ياسين وآمر غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 2,729
معدل تقييم المستوى: 18
ام ياسين وآمر will become famous soon enough
افتراضي

مشكوره اختي في الله
جزاك الله الخير كله
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-09-2011, 08:13 PM
الصورة الرمزية ابو زياد22
ابو زياد22 ابو زياد22 غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 608
معدل تقييم المستوى: 14
ابو زياد22 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nadeem55 مشاهدة المشاركة
ما تقول به أخي الكريم قول أصحاب وحدة الوجود ومفداه أن الله خلق الكون وهو جزء منه ( حشاه) فلا فرق بين خالق ومخلوق ، لكن عقيدة الرسول وصحابته الكرام اثبات ما أثبته الله لنفسه ونفي ما نفاه عن نفسه ، فالله خلق الخلق وهو بائن عنه ، ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) فنصف الله بم وصف به نفسه فنقول ( الله سبحانه قال ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ...) إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وقال تعالى (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ) فهذه هي صفة العلو والفوقية التي يؤمن بها كل مسلم لم تلوث عقله كتب الفسلفة اليونانية ولا إرهاصات أحاب عقيدة الحلولية ووحدة الوجود ،وصفة العلو صريحة في حديث الجارية التي سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم (أين الله ) فأشارت إلى السماء ، فقال الرسول لسيدها اعتقها فإنها مؤمنة ،

وهذا ما أثبته الله تعالى لنفسه في قوله (الرحمن على العرش استوى ) والاستواء معلوم كما قال الإمام مالك أي بمعنى العلو والفوقية ( استوت على الجودي )حكاية عن سفينة نوح أي علت على اليابسة ( لتستووا على ظهوره ) أي العلو والفوقية ، فهذا معناها في لغة العرب ، والكيف مجهول ، فلا نسأل عن الكيف ( لأنه ليس كمثله شئ ) ( ولم يكن له كفوا أحدا) بل نقول الله أعلم عن كيفية استوائه فاستواؤه يليق بذاته المقدسه وعظمته وقدرته ، والايمان به واجب .

أما من قالوا بقول أن الله في كل مكان هم الذين حصروه في مكان (حشاه ) لأن المكان مخلوق والزمان مخلوق من الله ، فلم يخلق الله الخلق وحل فيه بل كان الله ولا شئ معه وكان عرشه على الماء وكان مستغنيا عن كل شئ ، ولما خلق الزمان والمكان ظل مستغنيا عنهما فلم يحل في مكان ولم يحل في زمان ، وهو أعلى من كل زمان ومن كل مكان ، فالله تعالى موجود حيث لا زمان ولا مكان ، فلو قال الله تعالى عن نفسه أنه على العرش أي فوق العرش وليس محتاجا للعرش ، حيث أن فوق العرش لا زمان ولا مكان فالله تعالى موجود حيث لا زمان ولا مكان لأنه غني عنهما وهو الخالق لهما ولم يحتج لهما، ولم يختلط بهما .
فليتب من يقول بهذه المقولة فلا يصح أن نقول ان الله موجود في الأماكن الطاهرة ، فكيف وهم يقولون في كل مكان ، والمكان اسم جنس يشمل كل الأماكن الطاهرة والنجسة فهل هذا يعقل ياعباد الله يامسلمون ، تتركون ما وصف الله به نفسه وتركضون خلف الفلاسفة ، فلا يجوز أن نحصر الله في مخلوقاته بل عالي على جميع مخلوقاته لأن وصف التحتية والسفلية صفة وضع لا تليق بالبشر فكيف بالله تعالى ،
فالله موجود في كل مكان بقدرة وعلمه واحاطته ،أما بذاته فكما وصف نفسه ( الرحمن على العرش ) وخص العرش على اعتبار أنه أعلى مخلوقات فليس فوقه شئ لا زمان ولا مكان لا لحاجته إليه ، فالعرش مخلوق منه وهو مستغن عنه
بارك الله فيك اخ نديم علي التوضيح الجميل بالادلة
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-09-2011, 02:49 AM
ام سعيد ام سعيد غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 145
معدل تقييم المستوى: 14
ام سعيد is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farrag63 مشاهدة المشاركة
الله موجود في كل زمان ومكان قال تعالي:
{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ } [الزخرف: 84]
وقال تعالى:
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [الحديد: 4]
قال به علي والشافعي ومالك وأبو حنيفه واحمد بن حنبل وغيرهموخالفهم الوهابيون
هذا فيديو للشيخ محمد حسان يقول فيه أن الله سبحانه وتعالى فى السماء


وهذا كلام الشيخ ابن تيمية يقول أن الشافعى وأحمد بن حنبل ومالك وأبى حنيفة يقولون أن الله فى السماء وأن هناك من ينسب إلى هؤلاء الأئمة غير ذلك وإذا طولب بالنقل الصحيح عنهم تبين كذبه.

--------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم


سؤال وجواب لشيخ الإسلام ابن تيمية

(أين الله؟ )

سُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ : أَبُو الْعَبَّاسِ : أَحْمَد بْنُ تيمية رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ رَجُلَيْنِ اخْتَلَفَا فِي الِاعْتِقَادِ . فَقَالَ أَحَدُهُمَا : مَنْ لَا يَعْتَقِدُ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي السَّمَاءِ فَهُوَ ضَالٌّ . وَقَالَ الْآخَرُ : إنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَا يَنْحَصِرُ فِي مَكَانٍ وَهُمَا شَافِعِيَّانِ فَبَيِّنُوا لَنَا مَا نَتَّبِعُ مِنْ عَقِيدَةِ " الشَّافِعِيِّ " رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَا الصَّوَابُ فِي ذَلِكَ ؟
الْجَوَابُ
الْجَوَابُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ اعْتِقَادُ الشَّافِعِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَاعْتِقَادُ " سَلَفِ الْإِسْلَامِ " كَمَالِكِ وَالثَّوْرِيِّ والأوزاعي وَابْنِ الْمُبَارَكِ وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ راهويه ؛ وَهُوَ اعْتِقَادُ الْمَشَايِخِ الْمُقْتَدَى بِهِمْ كالفضيل بْنِ عِيَاضٍ وَأَبِي سُلَيْمَانَ الداراني وَسَهْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ التستري وَغَيْرِهِمْ . فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ وَأَمْثَالِهِمْ نِزَاعٌ فِي أُصُولِ الدِّينِ . وَكَذَلِكَ أَبُو حَنِيفَةَ - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ - فَإِنَّ الِاعْتِقَادَ الثَّابِتَ عَنْهُ فِي التَّوْحِيدِ وَالْقَدَرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مُوَافِقٌ لِاعْتِقَادِ هَؤُلَاءِ وَاعْتِقَادُ هَؤُلَاءِ هُوَ مَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَهُوَ مَا نَطَقَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ . قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي أَوَّلِ خُطْبَةِ " الرِّسَالَةِ " : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هُوَ كَمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ وَفَوْقَ مَا يَصِفُهُ بِهِ خَلْقُهُ . فَبَيَّنَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّ اللَّهَ مَوْصُوفٌ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ وَعَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَكَذَلِكَ قَالَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ : لَا يُوصَفُ اللَّهُ إلَّا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ أَوْ وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا تَعْطِيلٍ وَمِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ وَلَا تَمْثِيلٍ بَلْ يُثْبِتُونَ لَهُ مَا أَثْبَتَهُ لِنَفْسِهِ مِنْ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى وَالصِّفَاتِ الْعُلْيَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ ** لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } لَا فِي صِفَاتِهِ وَلَا فِي ذَاتِهِ وَلَا فِي أَفْعَالِهِ . إلَى أَنْ قَالَ : وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ؛ وَهُوَ الَّذِي كَلَّمَ مُوسَى تَكْلِيمًا ؛ وَتَجَلَّى لِلْجَبَلِ فَجَعَلَهُ دَكًّا ؛ وَلَا يُمَاثِلُهُ شَيْءٌ مِنْ الْأَشْيَاءِ فِي شَيْءٍ مِنْ صِفَاتِهِ فَلَيْسَ كَعِلْمِهِ عِلْمُ أَحَدٍ وَلَا كَقُدْرَتِهِ قُدْرَةُ أَحَدٍ وَلَا كَرَحْمَتِهِ رَحْمَةُ أَحَدٍ وَلَا كَاسْتِوَائِهِ اسْتِوَاءُ أَحَدٍ وَلَا كَسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ سَمْعُ أَحَدٍ وَلَا بَصَرُهُ وَلَا كَتَكْلِيمِهِ تَكْلِيمُ أَحَدٍ وَلَا كَتَجَلِّيهِ تَجَلِّي أَحَدٍ . وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ قَدْ أَخْبَرَنَا أَنَّ فِي الْجَنَّةِ لَحْمًا وَلَبَنًا وَعَسَلًا وَمَاءً وَحَرِيرًا وَذَهَبًا . وَقَدْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِمَّا فِي الْآخِرَةِ إلَّا الْأَسْمَاءُ . فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتُ الْغَائِبَةُ لَيْسَتْ مِثْلَ هَذِهِ الْمَخْلُوقَاتِ الْمُشَاهَدَةِ - مَعَ اتِّفَاقِهَا فِي الْأَسْمَاءِ - فَالْخَالِقُ أَعْظَمُ عُلُوًّا وَمُبَايَنَةً لِخَلْقِهِ مِنْ مُبَايَنَةِ الْمَخْلُوقِ لِلْمَخْلُوقِ وَإِنْ اتَّفَقَتْ الْأَسْمَاءُ . وَقَدْ سَمَّى نَفْسَهُ حَيًّا عَلِيمًا سَمِيعًا بَصِيرًا وَبَعْضُهَا رَءُوفًا رَحِيمًا ؛ وَلَيْسَ الْحَيُّ كَالْحَيِّ وَلَا الْعَلِيمُ كَالْعَلِيمِ وَلَا السَّمِيعُ كَالسَّمِيعِ وَلَا الْبَصِيرُ كَالْبَصِيرِ وَلَا الرَّءُوفُ كَالرَّءُوفِ وَلَا الرَّحِيمُ كَالرَّحِيمِ . وَقَالَ فِي سِيَاقِ حَدِيثِ الْجَارِيَةِ الْمَعْرُوفِ : ** أَيْنَ اللَّهُ ؟ قَالَتْ : فِي السَّمَاءِ } لَكِنْ لَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ فِي جَوْفِ السَّمَاءِ وَأَنَّ السَّمَوَاتِ تَحْصُرُهُ وَتَحْوِيهِ فَإِنَّ هَذَا لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا ؛ بَلْ هُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ سَمَوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ ؛ لَيْسَ فِي مَخْلُوقَاتِهِ شَيْءٌ مِنْ ذَاتِهِ وَلَا فِي ذَاتِهِ شَيْءٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ . وَقَدْ قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ : إنَّ اللَّهَ فَوْقَ السَّمَاءِ وَعِلْمُهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ - إلَى أَنْ قَالَ - : فَمَنْ اعْتَقَدَ أَنَّ اللَّهَ فِي جَوْفِ السَّمَاءِ مَحْصُورٌ مُحَاطٌ بِهِ وَأَنَّهُ مُفْتَقِرٌ إلَى الْعَرْشِ أَوْ غَيْرِ الْعَرْشِ - مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ - أَوْ أَنَّ اسْتِوَاءَهُ عَلَى عَرْشِهِ كَاسْتِوَاءِ الْمَخْلُوقِ عَلَى كُرْسِيِّهِ : فَهُوَ ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ جَاهِلٌ وَمَنْ اعْتَقَدَ أَنَّهُ لَيْسَ فَوْقَ السَّمَوَاتِ إلَهٌ يُعْبَدُ وَلَا عَلَى الْعَرْشِ رَبٌّ يُصَلَّى لَهُ وَيُسْجَدُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا لَمْ يُعْرَجْ بِهِ إلَى رَبِّهِ ؛ وَلَا نَزَلَ الْقُرْآنُ مِنْ عِنْدِهِ : فَهُوَ مُعَطِّلٌ فِرْعَوْنِيٌّ ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ - وَقَالَ - بَعْدَ كَلَامٍ طَوِيلٍ - وَالْقَائِلُ الَّذِي قَالَ : مَنْ لَمْ يَعْتَقِدْ أَنَّ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ فَهُوَ ضَالٌّ : إنْ أَرَادَ بِذَلِكَ مَنْ لَا يَعْتَقِدُ أَنَّ اللَّهَ فِي جَوْفِ السَّمَاءِ بِحَيْثُ تَحْصُرُهُ وَتُحِيطُ بِهِ : فَقَدْ أَخْطَأَ . وَإِنْ أَرَادَ بِذَلِكَ مَنْ لَمْ يَعْتَقِدْ مَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَاتَّفَقَ عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتُهَا مِنْ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ سَمَوَاتِهِ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ : فَقَدْ أَصَابَ فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَعْتَقِدْ ذَلِكَ يَكُونُ مُكَذِّبًا لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّبِعًا لِغَيْرِ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ؛ بَلْ يَكُونُ فِي الْحَقِيقَةِ مُعَطِّلًا لِرَبِّهِ نَافِيًا لَهُ ؛ فَلَا يَكُونُ لَهُ فِي الْحَقِيقَةِ إلَهٌ يَعْبُدُهُ وَلَا رَبٌّ يَسْأَلُهُ وَيَقْصِدُهُ . وَهَذَا قَوْلُ الجهمية وَنَحْوِهِمْ مِنْ أَتْبَاعِ فِرْعَوْنَ الْمُعَطِّلِ . وَاَللَّهُ قَدْ فَطَرَ الْعِبَادَ - عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ - عَلَى أَنَّهُمْ إذَا دَعَوْا اللَّهَ تَوَجَّهَتْ قُلُوبُهُمْ إلَى الْعُلُوِّ وَلَا يَقْصِدُونَهُ تَحْتَ أَرْجُلِهِمْ . وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ : مَا قَالَ عَارِفٌ قَطُّ : يَا اللَّهُ إلَّا وَجَدَ فِي قَلْبِهِ - قَبْلَ أَنْ يَتَحَرَّكَ لِسَانُهُ - مَعْنًى يَطْلُبُ الْعُلُوَّ لَا يَلْتَفِتُ يَمْنَةً وَلَا يَسْرَةً . وَذَكَرَ مِنْ بَعْدِ كَلَامٍ طَوِيلٍ - الْحَدِيثَ : ** كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ } . وَلِأَهْلِ الْحُلُولِ وَالتَّعْطِيلِ فِي هَذَا الْبَابِ شُبُهَاتٌ يُعَارِضُونَ بِهَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَمَا أَجْمَعَ سَلَفُ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتُهَا ؛ وَمَا فَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ عِبَادَهُ وَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الدَّلَائِلُ الْعَقْلِيَّةُ الصَّحِيحَةُ . فَإِنَّ هَذِهِ الْأَدِلَّةَ كُلَّهَا مُتَّفِقَةٌ عَلَى أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ مَخْلُوقَاتِهِ عَالٍ عَلَيْهَا قَدْ فَطَرَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ الْعَجَائِزَ وَالصِّبْيَانَ وَالْأَعْرَابَ فِي الْكُتَّابِ ؛ كَمَا فَطَرَهُمْ عَلَى الْإِقْرَارِ بِالْخَالِقِ تَعَالَى . وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : ** كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ؛ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَا تُنْتِجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ؟ } ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : اقْرَءُوا إنْ شِئْتُمْ : ** فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ } . وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ : عَلَيْك بِدِينِ الْأَعْرَابِ وَالصِّبْيَانِ فِي الْكُتَّابِ وَعَلَيْك بِمَا فَطَرَهُمْ اللَّهُ عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ فَطَرَ عِبَادَهُ عَلَى الْحَقِّ وَالرُّسُلُ بُعِثُوا بِتَكْمِيلِ الْفِطْرَةِ وَتَقْرِيرِهَا لَا بِتَحْوِيلِ الْفِطْرَةِ وَتَغْيِيرِهَا . وَأَمَّا أَعْدَاءُ الرُّسُلِ كالجهمية الْفِرْعَوْنِيَّةِ وَنَحْوِهِمْ : فَيُرِيدُونَ أَنْ يُغَيِّرُوا فِطْرَةَ اللَّهِ وَيُورِدُونَ عَلَى النَّاسِ شُبُهَاتٍ بِكَلِمَاتِ مُشْتَبِهَاتٍ لَا يَفْهَمُ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ مَقْصُودَهُمْ بِهَا ؛ وَلَا يَحْسُنُ أَنْ يُجِيبَهُمْ . وَأَصْلُ ضَلَالَتِهِمْ تَكَلُّمُهُمْ بِكَلِمَاتِ مُجْمَلَةٍ ؛ لَا أَصْلَ لَهَا فِي كِتَابِهِ ؛ وَلَا سُنَّةِ رَسُولِهِ ؛ وَلَا قَالَهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ كَلَفْظِ التَّحَيُّزِ وَالْجِسْمِ وَالْجِهَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ . فَمَنْ كَانَ عَارِفًا بِحَلِّ شُبُهَاتِهِمْ بَيَّنَهَا وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عَارِفًا بِذَلِكَ فَلْيُعْرِضْ عَنْ كَلَامِهِمْ وَلَا يَقْبَلْ إلَّا مَا جَاءَ بِهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ كَمَا قَالَ : ** وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ } . وَمَنْ يَتَكَلَّمُ فِي اللَّهِ وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ بِمَا يُخَالِفُ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَهُوَ مِنْ الْخَائِضِينَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِالْبَاطِلِ . وَكَثِيرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ يَنْسُبُ إلَى أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ مَا لَمْ يَقُولُوهُ ؛ فَيَنْسِبُونَ إلَى الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ وَمَالِكٍ وَأَبِي حَنِيفَةَ : مِنْ الِاعْتِقَادَاتِ مَا لَمْ يَقُولُوا . وَيَقُولُونَ لِمَنْ اتَّبَعَهُمْ : هَذَا اعْتِقَادُ الْإِمَامِ الْفُلَانِيِّ ؛ فَإِذَا طُولِبُوا بِالنَّقْلِ الصَّحِيحِ عَنْ الْأَئِمَّةِ تَبَيَّنَ كَذِبُهُمْ . وَقَالَ الشَّافِعِيُّ : حُكْمِي فِي أَهْلِ الْكَلَامِ : أَنْ يُضْرَبُوا بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ وَيُطَافَ بِهِمْ فِي الْقَبَائِلِ وَالْعَشَائِرِ وَيُقَالَ : هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَأَقْبَلَ عَلَى الْكَلَامِ . قَالَ أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي : مَنْ طَلَبَ الدِّينِ بِالْكَلَامِ تَزَنْدَقَ . قَالَ أَحْمَد : مَا ارْتَدَى أَحَدٌ بِالْكَلَامِ فَأَفْلَحَ . قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : الْمُعَطِّلُ يَعْبُدُ عَدَمًا وَالْمُمَثِّلُ يَعْبُدُ صَنَمًا . الْمُعَطِّلُ أَعْمَى وَالْمُمَثِّلُ أَعْشَى ؛ وَدِينُ اللَّهِ بَيْنَ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ . وَقَدْ قَالَ تَعَالَى : ** وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا } وَالسُّنَّةُ فِي الْإِسْلَامِ كَالْإِسْلَامِ فِي الْمِلَلِ . انْتَهَى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .

وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (( وكذلك جعلناكم أمّة وسطاً )) والسنّة فِي الإسلام كالإسلام فِي الملل. انتهى والحمد لله ربّ العالمين.
[ مجموع الفتاوى (5/256-261) ]
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-09-2011, 05:22 AM
ahmos_123 ahmos_123 غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 98
معدل تقييم المستوى: 15
ahmos_123 is on a distinguished road
افتراضي

جزاكى الله خيرا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-09-2011, 07:14 AM
عماد السلامونى عماد السلامونى غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 120
معدل تقييم المستوى: 0
عماد السلامونى is on a distinguished road
افتراضي

قول القائل " انت ليك ربنا فى السماء و أنا فى الأرض "

فهو بذلك جعل نفسه نداً لله ....
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14-09-2011, 01:49 PM
Sally82 Sally82 غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 160
معدل تقييم المستوى: 15
Sally82 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد السلامونى مشاهدة المشاركة
قول القائل " انت ليك ربنا فى السماء و أنا فى الأرض "

فهو بذلك جعل نفسه نداً لله ....
حضرتك الله يدبر كل الامور لكنه يسبب الاسباب و يجعل الخير على ايدي بعض الناس و هذا ليس ندية انما تسخير....الفيصل في هذه الاقوال هو النية التي يعلمها الا الله فما ادرانا ان نيته انه يجعل نفسه ندا لله الا يمكن ان يعني ان يقول "لك الله في السماء و جعلني انا لك في الأرض"
__________________
مدونـــــــتي
تعب كلها الحياة...تعب..
فما أعجب من راغب في ازدياد
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-09-2011, 07:21 AM
man22 man22 غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 351
معدل تقييم المستوى: 16
man22 is on a distinguished road
افتراضي

لا لنشر الفكر الوهابى (السلفى)فى مصر
مصر بلد الازهر الذى علم العالم اجمع الدين الوسطى الغير متشدد
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13-09-2011, 05:35 PM
الصورة الرمزية ndeem55
ndeem55 ndeem55 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,038
معدل تقييم المستوى: 15
ndeem55 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة man22 مشاهدة المشاركة
لا لنشر الفكر الوهابى (السلفى)فى مصر
مصر بلد الازهر الذى علم العالم اجمع الدين الوسطى الغير متشدد
فلتلعم أننا أزهريون من الجذور ، ونعلم ونتعلم في الأزهر بما قارب النصف قرن ، فهذا شرف لا تحاول أن تسلبه منا ، فنحن أولى به .

الأخ الفاضل هذه عقيدة رسول الله صلى الله عليه وصحابته ، فإن شئت أن تسمها وهابية فلتسمها ، أو حتى نوبية فلتسمها بم شئت ، والحمد لله كنت تائها ردحا من الزمن بمثل فكر حضرتك ، إلى أن اهتديت لمذهب أهل السنة أهل الحق الذين وصفوا الله بم وصف به نفسه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تأويل
أما ما تدعيه من فكر غير متشدد أقول : الحمد لله الذي جنبنا ضحالات الفلاسفة وقد ناقشت أخا كريما على الفيس بوك أزهري ، لكنه كان في غاية الأدب رغم تشدده لفكره ، فأعرض ردي عليه عسى أن تقرأه جيدا وتعلم أنك تشرق وتغرب بعيدا عن بر الأمان :

وأنا لست ناقل وإنما آتيكم من كيسي مباشرة

هذا التفسير أخي الكريم متصور عند من تصور التجسيم والتشبيه وقاس الخالق على المخلوق ، لكن من آمن بليس كمثله شئ فقد أذهب من عقله شبهة التجسيم والتشبيه لله عز وجل ، فنصف الله حيث وصف نفسه في كتابه ، فقال الرحمن على العرش استوى - ونؤمن بالاستواء كما في اللغة من العلو والفوقية .
ألا تؤمن أخي بأن الله كان ولم يكن قبله شئ ولا معه ثم خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء ثم استوى على العرش؟

فهل كان في مكان ؟
بالطبع اجابتك ستكون بالنفي، ثم أسألك هل بعد أن خلق السموات والأرض هل حل في المكان والزمان ؟ أم ظل مستغنيا عنهما كما كان قبل أن يخلق السموات والأرض ؟

بالطبع ستقول ظل مستغنيا عنهما ، ثم أسألك المكان هذا وجودي أم عدمي ؟
بالطبع قد يكون وجودي وهو ما تحيط به الجهات الست وهو الذي يتعلق بالمخلوقات ، أما المكان العدمي هو الخلاء حيث لا زمان ولامكان - فكان الله حيث لا زمان ولا مكان حيث أنه سبحانه الخالق للزمان والمكان وهو مستغني عنهما ، ومازال موجودا حيث لا زمان ولا مكان ، لذا وصف نفسه أنه على العرش استوى أي استعلى - لماذا خص العرش؟
أسألك سؤالا يوضح الإجابة ، ماذا فوق العرش من المخلوقات ؟ ستقول بالطبع العدم = العدم أي لا زمان ولا مكان !! فإذا قلنا نثبت ما أثبته الله لنفسه أنه على العرش استوى فقد نفينا عنه الجسمية ، لأننا نزهناه عن الزمان والمكان وأثبتنا له العو والفوقية المطلقة على خلقه، فكان الله قبل الموجودات حيث كان هو، وهو باق حيث كان هو

وينبغي علينا التأدب مع الله فلا نجري قانونا البشري عليه ونقيسه بمخلوقاته فنحاول تنزيهه فننفي صفاته التي وصف بها نفسه ، فنحن نقيس الأمور بقدراتنا المحدودة والتي تحتاج للمخلوقات وتحتاج للجهة والحيز ، وهذا القياس يصبح فاسدا لو أجريناه على رب العزة لأنه فوق تصورتنا البشرية المحدودة ،
وبالطبع أخي الكريم من قالوا أن الله في كل مكان ،وأن علوه علو منزلة فقط وليس ذاتاً، وأن الله لا يتصف بصفة العلو المطلق على مخلوقاته هم الذين أثبتوا له الجهة والحيز ، أو جعلوه عدما محضا (حاشاه) وقد اقتربوا من أصحاب عقيدة وحدة الوجود الذين قالوا أنه لا فرق بين خالق ومخلوق ، بل هذه المخلوقات هي تعيينات للذات الإلهية ( حاشاه) فقد تصوروا إله خلق الخلق وانتشر فيه واختلط به ، ثم تحيّروا فقام بالتأويل ، ونسبوا للسلف الذين ضحوا بالغال والنفيس لينشروا الإسلام أنهم عبدوا إله يجهلون صفاته ، وأنهم ضحوا بعزهم ومجهم في عبادة الأصنام التي ورثوها من أجدادهم لإله مجهول لهم الصفات ، وكانوا يفوضون حقيقة الصفة لله ، وهذا غير حقيقي بالمرة ، فقد نزل القرآن بلغتهم ، ووصف لهم نفسه وصفا دقيقا ، فعرفوه بأسمائه وصفاته علما نافيا للجهالة ، لكنهم لم تقع في أذهانهم شبهة التشبيه بالمخلوقات ، فقدروا الله حق قدره ، وأمروا الصفات كما جاءت كيفا وليس معنى ، فالله يوصف بالسمع ونحن نوصف بالسمع والبصر ، لكن سمعه ليس كسمعنا وبصره ليس كبصرنا ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ، فداء التشبيه منتفي تماما ، لأن اشتراكنا مع الله في اسم الصفة وليس مسماها وحقيقتها ، وهذا الأمر غير متصور حتى في المخلوقات ، فنحن نوصف والحيوانات والملائكة والجن بالسمع والبصر مثلا ، لكن هل سمع الملائكة والجن كسمعنا بمعنى أنهم يحتاجون لنفس آلة سمعنا من أذن ووقناة وقناة مائية وعصب ، وكذلك القول في البصر وغيره من الصفات ، بالطبع الإجابة ستكون بنفي المماثلة ، والسؤال إذا انتفت المماثلة في نظرنا بين المخلوقات ، فكيف يتصورها عاقل بيننا وبين الله سبحانه وتعالى ، أظن قد اتضح البيان ، وهذا ما أردت قوله لأنني تعبت من الكتابة
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11-09-2011, 07:53 AM
man22 man22 غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 351
معدل تقييم المستوى: 16
man22 is on a distinguished road
افتراضي

الرد على الفكر الوهابى
وليُعلَم أن الاستواءَ في لغةِ العربِ له خمسة عشرَ معنًى كما قالَ الحافظُ أبو بكر بن العربيّ ومن معانيهِ : الاستقرارُ والتَّمامُ والاعتدَال والاستعلاءُ والعلوُّ والاستيلاءُ وغير ذلك ، ثم هذه المعاني بعضُها تليقُ بالله وبعصُها لا تليقُ بالله . فما كان من صفات الأجسام فلا يليق بالله .

يقولُ حسن البنّا في كتابِ العقائدِ الأسلاميَّةِ : ( السَّلفُ والخلفُ ليس بينهم خلافٌ على أنه لا يجوزُ حملُ ءايةِ الاستواءِ على المعنى المتبادرِ ) وهذا الكلام من جواهِرِ العلمِ .

فإن قالَ الوهَّابيُّ : ﴿ الرحمن على العرش استوى ( 5) ﴾ ( على ) أي فوق ، يقالُ لهم : ماذا تقولونَ في قولِهِ تعالى : ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10 ) ﴾ [ سورة المجادلة ] هل يفهمونَ من هذه الآية أن العبادَ فوق الله ؟ فإن ( على ) تأتي لعلوّ القدرِ وللعلوّ الحِسّيّ ، وقد قالَ الله تعالى مُخبرًا عن فرعون أنه قال : ﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ( 24 ) ﴾ [ سورة النازعات ] أرادَ علوَّ القهرِ بقولِِهِ : ﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) ﴾ .

وقد ذَكَرَ الإمامُ أبو منصورٍ الماتريديُّ في تأويلاتِهِ في قولِهِ تعالى ﴿ ثُمَّ استوى على العرش 54) ﴾ [ سورة الأعراف ] يقولُ : ( أي وقد استوى ) ، ومعناهُ أنَّ الله كانَ مستويًا على العرشِ قبلَ وجودِ السمواتِ والأرضِ ، وبعضُ الناس يتوهَّم من كلمة ( ثم ) أن الله استوى على العرشِ بعد أن لم يكن يظنُّونَ أن ثُمَّ دائمًا للتأخُّر ، ويصحُّ في اللُّغة أن يقالَ أنا أعطيتُكَ يوم كذا كذا وكذا ثم إني أعطيتُكَ قبلَ ذلك كذا وكذا ، فإن ( ثم ) ليست دائمًا للتَّأخُّرِ في الزَّمن ، أحيانًا تأتي لذلكَ وأحيانًا تأتي لغيرِ ذلك ، قال الشَّاعر :

إِنَّ مَنْ سَادَ ثُمَّ سَادَ أبُوهُ ثُمّ قَدْ سَادَ قَبْلَ ذَلِكَ جَدُّهْ

ويُروى عن أمّ سلمةَ إحدى زوجاتِ الرّسولِ ويروى عن سفيانَ بنِ عيينةَ ويروى عن مالكِ بن أنسٍ أنهم فسَّروا استواء الله على عرشِهِ بقولهم: الاستواءُ معلومٌ ولا يقالُ كيفٌ والكيفُ غيرُ معقولٍ . ومعنى قولهم :

( الاستواء معلومٌ ) معناهُ معلومٌ ورودُهُ في القرآنِ أي بأنه مستوٍ على عرشِهِ استواءً يليقُ به ، ومعنى :

( والكيفُ غير معقولٍ ) أي الشَّكلُ والهيئةُ والجلوسُ والاستقرارُ هذا غير معقولٍ أي لا يقبلُهُ العقلُ ولا تجوزُ على الله لأنها من صفات الأجسام ، وسُئِلَ الإمامُ أحمدُ رضي الله عنه عن الاستواء فقال : ( استوى كما أخبَرَ لا كما يَخطُرُ للبشرِ) .

وقد ثبَت عن الإمامِ مالكٍ بإسنادٍ قويّ جيدٍ أنه قال في استواء الله : ( استوى كما وَصَفَ نفسَهُ ولا يقالُ كيف وكيف عنه مرفوعٌ ) ، ولا يصحُّ عن مالكٍ ولا عن غيرِهِ من السلفِ أنه قال الاستواءُ معلومٌ والكيفيةُ مجهولةٌ فهذه العبارةُ لم تَثبُت من حيثُ الإسنادُ عن أحدٍ من السلفِ ، وهي موهِمَةٌ معنًى فاسدًا وهو أن استواءَ الله على العرشِ هو استواءٌ له هيئةٌ وشكلٌ لكن نحنُ لا نعلمُهُ وهذا خلافُ مرادِ السلفِ بقولهم : ( والكيفُ غيرُ معقول ) . وهذه الكلمةُ قالها بعض الأشاعرة مع تنزيهِهِم لله عن الجسميةِ والتحيزِ في المكان والجهةِ وهي كثيرةُ الدورانِ على ألسنةِ المشبهةِ والوهابيةِ لأنهم يعتقدونَ أن المرادَ بالاستواءِ الجلوسُ والاستقرارُ أي عند أغلبِهم وعندَ بعضِهم المحاذاةُ فوق العرش من غير مماسة ، ولا يدرونَ أن هذا هو الكيفُ المنفيُّ عن الله عند السلفِ ، ولا يُغْتَرُّ بوجودِ هذه العبارةِ في كتابِ إحياء علومِ الدينِ ونحوهِ ولا يريدُ مؤلفُهُ الغزاليُّ ما تفهمُهُ المشبهةُ لأنه مُصَرّحٌ في كتبِهِ بأن الله منزهٌ عن الجسميةِ والتحيزِ في المكانِ وعن الحَدّ والمقدارِ لأن الحدَّ والمقدارَ من صفاتِ المخلوقِ قال الله تعالى :﴿ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ (8) ﴾ [ سورة الرعد] . فالتحيز في المكان والجهة من صفات الحجم والله ليس حجمًا . وما يوجد في بعض كتب الأشاعرة من هذه العبارة الاستواء معلوم والكيفية مجهولة غلطة لا أساس لها عن السلف لا عن مالك ولا عن غيره وهي شنيعة لأنها يفهم منها المشبه الوهابيّ وغيره أن الاستواء كيفٌ لكن لا نعلمه مجهول عندنا . وأما من أوردها من الأشاعرة فلا يفهمون هذا المعنى بل يفهمون أن حقيقة الاستواء غير معلوم للخلق فالوهابية تقصد بها ما يناسب معتقدها من أن الله حجم له حيّز . والعجب منهم كيف يقولون إنّ الاستواء على العرش حسيّ ثم يصفونه بالكون مجهولا . ولعلهم يريدون بهذا هل هو قعود على شكل تربيع أم على شكل ءاخر.

فإن قيلَ : لماذا قالَ الله تعالى بأنه استوى على العرشِ على حَسَبِ تفسيرِكم بمعنى قَهَر وهو قَاهرُ كلّ شئٍ ؟ نقول لهم : أليسَ قال : ﴿ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ( 129) ﴾ [ سورة التوبة] مع أنه ربُُّ كلّ شئٍ؟!

قال المؤلف رحمه الله : كَقَوْلِ الشَّاعِرِ :

قَد اسْتَوَى بِشْرٌ علَى العِراقِ مِنْ غَيْرِ سَيْفٍ ودَمٍ مُهْراقِ

الشرح: ( مهراق) تُلفظ القافُ المكسورة وكأَنَّ في ءاخرِها ياءً ولو لم تكن الياءُ مكتوبةً ، والمعنى أنه سَيطَرَ على العراقِ ومَلَكَهَا من غير حَربٍ وإراقَةِ دِمَاءٍ .

قال المؤلف رحمه الله : وفَائِدَةِ تَخْصِيص العَرْشِ بالذّكْرِ أنَّهُ أعْظَمُ مَخلُوقَاتِ الله تَعَالى حجمًا فيُعْلَمُ شُمُولُ ما دُوْنَه مِنْ بَابِ الأَوْلَى . قَالَ الإمَامُ عَلِيٌّ : ( إنَّ الله تَعَالى خَلَقَ العَرْشَ إِظْهَارًا لقُدْرَتِهِ ، ولمْ يَتّخِذْهُ مَكَانًا لِذَاتِهِ ). رواهُ الإمامُ المحدثُ الفقيهُ اللغويُّ أبو منصورٍ التميميُّ في كتابهِ التبصرة .

الشرح: إذا قلنا : الله تعالى قهر العرش معناهُ قَهَرَ كلَّ شئٍ وإنما خصَّ العرش بالذكر لأنه أعظم المخلوقات حجمًا وهو محدود لا يعلم حده إلا الله . وبئسَ معتقدُ ابن تيمية فإنه قال : الله محدود لكن لا يعلم حده إلا هو اهـ فيقال لمن يقول قوله هذا قد قلت الله محدود لكن لا يعلم حده إلا هو فقد شبهته بالعرش فماذا يفيد قولكم في الله إن له حدًا لكن لا يعلم حده إلا هو .

فإن قيلَ : كيفَ تقولونَ خَلقَهُ إظهارًا لقدرتِهِ ونحنُ لا نَراهُ ؟ نقولُ : الملائكةُ الحافُّون حولَهُ يرونَهُ والملائكةُ لما ينظرونَ إلى عِظَمِ العرشِ يزدادونَ خوفًا ويزدادونَ عِلمًا بكمالِ قدرةِ الله ، لهذا خَلَقَ الله العرشَ . وقولُ سيدنا علي الذي مرّ ذكره رواهُ الإمام أبو منصورٍ البغداديُّ في كتابه التبصرة.

قال المؤلف رحمه الله: أَوْ يُقَالُ : اسْتَوَى اسْتِوَاءً يَعْلَمُهُ هُوَ مَع تَنزِيْهِهِ عن اسْتِواءِ المخْلُوقِيْنَ كَالجُلوسِ والاسْتِقرارٍ .

الشرح: مَن شَاءَ يقولُ : استوى استواءً يليقُ بهِ من غير أن يُفَسّرَهُ بالقهرِ أو نحوهِ فيكونُ أوَّل تأويلاً إجماليًّا ، ومن شَاءَ أوَّلَ تأويلاً تفصيليًّا فقال: استوى أي قَهَرَ .

قال المؤلف رحمه الله : واعْلَم أَنَّه يَجِبُ الحَذَرُ مِنْ هؤلاءِ الذينَ يُجِيزُوْنَ علَى الله القُعُودَ علَى العَرْشِ والاسْتِقْرارِ عليه مُفَسّرينَ لِقَوله تعالى : ﴿ الرحمن على العرش استوى(5) ﴾ بالجُلُوسِ أو المحاذاةِ من فوق.



الشرح: هؤلاءِ هم الوهابية وقَبلهم أناسٌ كانوا يعتقدونَ ذلكَ ففسَّروا الآيةَ بالجلوسِ فقالوا : الله تعالى قاعدٌ على العرشِ ، هؤلاءِ يجبُ الحَذَرُ منهم .

قال المؤلف رحمه الله : ومُدَّعِينَ أَنَّه لا يُعقَلُ مَوْجُودٌ إلا في مَكَانٍ ، وحُجَّتُهم دَاحِضَةٌ.

الشرح: يقولون : كيفَ يكونُ موجودٌ بلا مكانٍ ، والموجودُ لا بدَّ له من مكانٍ ، الله موجود إذًا له مكانٌ ، وحجَّتُهم هذِهِ داحضةٌ باطلةٌ ، لأنهُ ليسَ من شرطِ الوجودِ التحيزُ في المكانِ أليسَ الله كان موجودًا قبل المكانِ والزمانِ وكلّ ما سواهُ بشهادةِ حديثِ : ( كان الله ولم يكن شئٌ غيرُهُ ) فالمكانُ غيرُ الله والجهاتُ الحجمُ غيرُ الله فإذًا صحَّ وجودُهُ تعالى شرعًا وعقلاً قبلَ المكانِ والجهاتِ بلا مكانٍ ولا جهةٍ ، فكيفَ يستحيلُ على زعم هؤلاءِ وجودُهُ تعالى بلا مكانٍ بعد خلقِ المكانِ والجهاتِ . ومصيبةُ هؤلاءِ أنهم قاسوا الخالقَ على المخلوقِ قالوا : كما لا يُعقَلُ وجودُ إنسانٍ أو مَلَكٍ أو غيرِ ذلكَ من الأجسامِ بلا مكانٍ يستحيلُ وجودُ الله بلا مكانٍ فَهَلَكوا .

قال المؤلف رحمه الله : ومُدَّعِيْنَ أيضًا أنَّ قَوْلَ السَّلَفِ استوى بلا كَيْفٍ مُوافِقٌ لذَلِكَ وَلم يَدْرُوا أنَّ الكَيْفَ الذي نَفَاهُ السَّلَفُ هُوَ الجُلُوسُ والاسْتِقْرارُ والتّحَيُّزُ إلى المَكَانِ والمُحَاذاةُ وكلُّ الهيئاتِ من حركةٍ وسكونٍ وانفعَالٍ .

الشرح: المحاذاةُ والجلوسُ والاستقرارُ هذا الكيفُ الذي نفاهُ السَّلفُ الذين قالوا في قوله تعالى :

﴿ الرحمن على العرش استوى(5) ﴾ استوى بلا كيفٍ ، ومرادُهُم بقولهم بلا كيفٍ ليسَ استواءَ الجلوسِ والاستقرارِ والمحاذاةِ . المحاذاةُ معناهُ كونُ الشّئِ في مقابلِ شئٍ ، فنحنُ حينَ نكونُ تحتَ سطحٍ فنحنُ في محاذاتِهِ ، وحينَ نكونُ في الفضاءِ نكونُ في محاذاةِ السماءِ ، والسماءُ الأولى تحاذي السماءَ التي فوقَها ، و الكرسي يحاذي العرشَ ، والعرش يحاذي الكرسيّ من تحت ، والله تَعَالَى لا يجوزُ عليهِ أن يكونَ مضطجِعًا عليهِ ولا أن يكونَ في محاذاتِهِ ، إذ المحاذي إما أن يكونَ مساويًا للمحاذَى وإما أن يكونَ أكبر منهُ وإما أن يكونً أصغر منهُ ، وكلُّ هذا لا يصحُّ إلا للشّئ الذي له جِرمٌ ومساحةٌ والذي له جِرمٌ ومساحةٌ محتاجٌ إلى من رَكَّبَهُ ، والله منزَّهٌ عن ذلك .


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 13-09-2011, 04:34 PM
ام سعيد ام سعيد غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 145
معدل تقييم المستوى: 14
ام سعيد is on a distinguished road
افتراضي

يوجد موقع اسمه مركز الفتوى
نكتب السؤال فى قسم الفتاوى الحية وننتظر الاجابة فى الحال
الموقع :
http://www.islamweb.net/fatwa/

---------------------------------------

هل يجوز أن نقول الله موجود فى كل مكان؟


الفتاوى المباشرة1:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالواجب على المسلم أن يعتقد أن الله تعالى مستو على عرشه ، وعرشه فوق سماواته ، وأنه بائن من خلقه جل وعلا ليس حاّلاً فيهم ، فهو العلي الأعلى ، فوق جميع مخلوقاته سبحانه وتعالى وتقدس. وهذا ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة ، وإجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أهل القرون المفضلة.
قال الله تعالى ( سبح اسم ربك الأعلى )
وقال الله تعالى ( يخافون ربهم من فوقهم )
وقال الله تعالى ( ثم استوى على العرش ) في سبعة مواضع من القرآن .
وقال الله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب )
وقال الله تعالى ( بل رفعه الله إليه )
وقال الله تعالى ( أأمنتم من في السماء )
والسماء بمعنى العلو ، أو هي السموات المعروفة و ( في ) بمعني (على ) أي: على السماء ، إذ ليس الله تعالى محصوراً ولا داخلا في شيء من خلقه ، وهذا نحو قوله تعالى ( قل سيروا في الأرض ) أي على الأرض . وكقوله تعالى ( ولأ صلبنكم في جذوع النخل ) أي على جذوع النحل.
إلى غير ذلك من الآيات الدالة على علوه تعالى على خلقه.
كما دلت عليه نصوص السنة ومنها:

الفتاوى المباشرة1:
1- ما رواه مسلم من حديث معاوية بن الحكم السلمي في قصة ضربه لجاريته وفيه.. فقلت : يا رسول الله أفلا أعتقها ؟
قال : "ادعها ، فدعوتها ، فقال لها أين الله ؟ قالت : في السماء .
قال : من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله. قال : أعتقها فإنها مؤمنة ".
2- ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله أن رسول صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم عرفة : " ألا هل بلغت ؟ فقالوا : نعم _ يرفع أصبعه إلى السماء وينكتها إليهم _ ويقول : اللهم اشهد ".
3- ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الملائكة يتعاقبون فيكم ، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون " .
4- ما رواه أبو داود والترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ".
5- ما رواه البخاري عن أنس أن زينب بنت جحش كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول :" زوجكن أهاليكن ، وزوجني الله من فوق سبع سموات ".

الفتاوى المباشرة1:
6- ما في الصحيحين من حديث أبي سعيد قال : قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء".
7- ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها زوجها ".
8- ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان ملك الموت يأتي الناس عياناً ، فأتى موسى عليه السلام فلطمه فذهب بعينه ، فعرج إلى ربه عز وجل فقال : يارب بعثتني إلى موسى فلطمني" الحديث.
9- ما رواه النسائي من حديث سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسعد بن معاذ : " لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سموات ".
10- وما جاء في قصة معراجه صلى الله عليه وسلم وارتفاعه إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام ، وكلامه مع ربه جل وعلا ، ثم مروره على موسى ، ثم رجوعه إلى ربه جل وعلا سائلاً التخفيف في أمر الصلاة.
إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة الثابتة الدالة على إثبات هذا الأمر العظيم .

الفتاوى المباشرة1:
وهذا الأمر مستفيض عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من التابعين وحسبنا من ذلك ما قال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه :
شهدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافرينا
وأن العرش فوق الماء طاف وفوق العرش رب العالمينا
وتحمله ملائكة كرام ملائكة الإله مقربينا
وأما الإجماع فقد حكاه غير واحد من أئمة المسلمين.
1_ قال الإمام الأوزاعي ( المتوفى سنة 157هـ ) : ( كنا والتابعون متوافرون نقول : إن الله تعالى فوق عرشه ، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته ) .
2- وقال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي ( المتوفى سنة 280 هـ ) في رده على بشر المريسي:
(اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله تعالى فوق عرشه ، فوق سماواته ).
3ــ وقال الإمام قتيبة بن سعيد ( المتوفى سنه 240هـ) : ( هذا قول الأئمة في الإسلام وأهل السنة والجماعة : نعرف ربنا عز وجل في السماء السابعة على عرشه ، كما قال ( الرحمن على العرش استوى )
4ــ وقال الإمام أبو زرعة الرازي ( المتوفى سنة 264هـ ) والإمام أبو حاتم : (أدركنا العلماء في جميع الأمصار ، فكان مذهبهم أن الله على عرشه بائن من خلقه ، كما وصف نفسه ، بلا كيف ، أحاط بكل شيء علما ).

الفتاوى المباشرة1:
5ــ وقال الإمام بن عبد البر حافظ المغرب ( المتوفى سنة 463هـ ) في كتابه التمهيد ( 6/ 124) في شرح حديث النزول ( …
وهو حديث منقول من طرق متواترة ، ووجوه كثيرة من أخبار العدول عن النبي صلى الله عليه وسلم … وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سموات ، كما قالت الجماعة ، وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم : إن الله عز وجل في كل مكان وليس على العرش . و الدليل على صحه ما قاله أهل الحق في ذلك : قول الله عز وجل ( الرحمن على العرش استوى …) انتهى
6- وقال الإمام الحافظ أبو نعيم صاحب الحلية في كتابه محجة الواثقين : ( وأجمعوا أن الله فوق سمواته ، عال على عرشه ، مستو عليه ، لا مستولٍ عليه كما تقول الجهمية إنه بكل مكان …).
وبهذا يعلم أن القول بأن الله في كل مكان ليس من أقوال أهل السنة ، بل هو قول الجهمية والمعتزلة ، ولهذا قال ابن المبارك رحمه الله ( المتوفى سنه 181هـ ) وقد سئل : كيف ينبغي أن نعرف ربنا ؟ قال: على السماء السابعة على عرشه ، ولا نقول : كما تقول الجهمية : إنه هاهنا في الأرض ).

الفتاوى المباشرة1:
قال الإمام الذهبي في نهاية كتابه : العلو : ( والله فوق عرشه كما أجمع عليه الصدر الأول ، ونقله عنهم الأئمة. وقالوا ذلك رادين على الجهمية القائلين بأنه في كل مكان محتجين بقوله ( وهو معكم ) فهذان القولان هما اللذان كانا في زمن التابعين وتابعيهم ، وهما قولان معقولان في الجملة. فأما القول الثالث المتولد أخيراً من أنه تعالى ليس في الأمكنة ولا خارجا عنها ولا فوق العرش ولا هو متصل بالخلق ، ولا بمنفصل عنهم ، ولا ذاته المقدسة متحيزة ، ولا بائنة عن مخلوقاته ، ولا في الجهات ، ولا خارجا عن الجهات ، ولا ، ولا ، فهذا شيء لا يعقل ولا يفهم ، مع ما فيه من مخالفة الآيات والأخبار ، ففر بدينك وإياك وآراء المتكلمين ) . انتهى
فمن قال : إن الله في كل مكان ، يريد نفي علوه على عرشه ، وأنه بذاته في الأمكنة فقوله باطل بل هو كفر بالله تعالى ، لما فيه من إثبات الحلول والامتزاج بالمخلوقات.
ولهذا قال الإمام ابن خزيمة ( من لم يقل إن الله فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب ، فإن تاب و إلا ضربت عنقه ، ثم ألقي على مزبلة لئلا يتأذى به أهل القبلة ولا أهل الذمة ).
ومن قال إن الله في كل مكان يريد بذلك علمه تعالى وأنه لا يعزب مكان عن علمه ، فهذا حق ، وينبغي له أن يصرح مع ذلك بأن الله بائن عن خلقه مستو على عرشه لئلا يوهم كلامه حلول الله في خلقه ، تعالى الله عن ذلك .
وهذا هو معنى قوله تعالى ( وهو معهم أينما كانوا )

الفتاوى المباشرة1:
وقوله (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم …) الآية. وقد صح عن الإمام مالك بن أنس رحمه الله أنه قال : ( الله في السماء ، وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء ) وقد نقل الإمام أبو عمرو الطلمنكي الإجماع على أن المراد بهذه الآية : العلم. وقال القاضي أبو بكر الباقلاني في كتابه الإبانة:
( فإن قال: فهل تقولون إنه في كل مكان؟
قيل له: معاذ الله ، بل هو مستو على عرشه كما أخبر في كتابه فقال الرحمن على العرش استوى ) وقال الله (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) وقال( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور) . ولو كان في كل مكان لكان في بطن الإنسان وفمه ، والحشوش ، والمواضع التي يرغب عن ذكرها ، ولوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة إذا خلق منها ما لم يكن ، وينقص بنقصانها إذا بطل منها ما كان ، ولصح أن يُرْغب إليه إلى نحو الأرض ، وإلى خلفنا وإلى يميننا وإلى شمالنا ، وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله ) انتهى
وهذه المسألة قد اهتم أهل السنة ببيانها والتصنيف فيها ، فمن أراد الاطلاع على كلام السلف واستدلالاتهم فليرجع إلى هذه المصادر ، ومنها :

الفتاوى المباشرة1:
1- كتاب الإيمان والتوحيد لابن منده .
2- الإبانة لابن بطة العكبري.
3- التوحيد لابن خزيمة.
4- كتاب أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للطبري اللالكائي.
5- كتاب الإبانة للإمام أبي الحسن الأشعري .
6- كتاب العلو للحافظ الذهبي.
7- كتاب الفتوى الحموية لابن تيمية.
8- كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم.
والله أعلم.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 13-09-2011, 05:48 PM
الصورة الرمزية ndeem55
ndeem55 ndeem55 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,038
معدل تقييم المستوى: 15
ndeem55 will become famous soon enough
افتراضي

أحب أن أضيف اضافة علمية مهمة جدا للأخوة في منهج القرآن الكريم في حديثه عن الله تعالى والتي تشكل ركائز لمنهج محدد المعالم سار عليه السلف في موقفهم من الصفات الإلهية والتي قد أخذوا بها تطبيقا وعملا وسلوكا واعتقادا في منهجهم الفكري والاعتقادي عموما ، وهي منقولة باختصار من كتاب قضية التوحيد بين الدين والفسلفة للدكتور الجليند .

1- اثبات الوجود ونفي العلم بالكيف

2-القول في الصفات تابع للقول في الذات

3- الكتاب والسنة مصدر الاثبات والنفي

4- الأخذ بقياس الأولى في الاثبات والنفي

5- الكمال والنقص محور الاثبات والنفي

6- طريقة التنزيه ينبغي أن تؤخذ من السمع

7-الجمع بين الاثبات والنفي

8- الاثبات ليس تشبيها

ولو أحببتم شرحها فلن أتأخر ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 13-09-2011, 06:08 PM
الصورة الرمزية ndeem55
ndeem55 ndeem55 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,038
معدل تقييم المستوى: 15
ndeem55 will become famous soon enough
افتراضي

ثم عندي سؤال لحضرتك ما سر تهمة الوهابية هذه لكل من نطق بالكتاب والسنة ؟
ناقشت الاسماعيلية والدروز والبهرة والاثنا عشرية وجميع فق الشيعة ، فليس على ألسنتهم طعنا وتكفيرا إلا الوهابية ، بل النصارى بل أمريكا وبوش ، وكذلك العلمانييون والليبراليون الذين ليس لهم شأن في الدين ، فما سميتموه وهابية أجمع العالم كله على نصب العداء لهم ، ثم نأتي للصوفية في مصر على نفس المنهج
والسؤال هل نستطيع أن نضع كل هؤلاء الفرقاء في سلة واحدة ، فهم يد واحدة ضد فصيل يتمسك بالكتاب والسنة أم نستثني الصوفية ونعذرهم بالجهل ؟
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 13-09-2011, 06:50 PM
الأستاذ أحمد راشد الأستاذ أحمد راشد غير متواجد حالياً
مدرس لغة عربية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 9,404
معدل تقييم المستوى: 24
الأستاذ أحمد راشد is just really nice
افتراضي

بارك الله فيكى
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 13-09-2011, 08:32 PM
man22 man22 غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 351
معدل تقييم المستوى: 16
man22 is on a distinguished road
افتراضي

لا لنشر الفكر الوهابى (السلفى)فى مصر
مصر بلد الازهر الذى علم العالم اجمع الدين الوسطى الغير متشدد
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:36 AM.