|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]()
بداية : ما أقوله هنا هو عدة حقائق ممزوجة بترجمتي الفكرية الخاصة لهذه الحقائق على ضوء مشاهداتي و متابعاتي للأحداث و المصحوبة بخلفية تاريخية عن الحدث و ليس فيها إلا القليل من رأيي أو توجهي فاحتفظ لرأيي بجمل اعتراضية بسيطة و قليلة جدا داخل الموضوع و فقرة قصيرة أسلط فيها الضوء على نقاط بشكل سريع
عادة تلك الفقرة ما موجزة و فى ختام القضية دى حلقة أولى نظرا لأن الموضوع طويل لا شك ان المقاومة الفلسطينية و الشعب الفلسطينى جنبا إلى جنب أثبتا للعالم بأسره أن الترسانة العسكرية و حساباتها شئ و نصرة الله لشعب مستضعف و أمة وقفت تدعو ربها على قلب رجل واحد شئ آخر . هنيئا للمقاومة و هنيئا للشعب نصره و شهداءه و لكن ينبغى أن نعى الدرس و نفهم ما وراء الكواليس و ما يدور فى إسرائيل و أمريكا داخل غرفهم المغلقة . لابد أن نفهم ماذا حدث من أول لحظة فى العدوان و حتى آخر طلقة أطلقت على القطاع و موقف كل جهة إقليمية فهناك العديد و العديد من الأسئلة السياسية و الاستراتيجية الصعبة و المعقدة التى أظهرها و خلفها لنا هذا العدوان بجوار ما خلفه من دمار و خراب. و أبرز هذه الأسئلة : لماذا قررت إسرائيل مهاجمة قطاع و ما الذى دفعها لذلك ؟ لماذا أخذت الحكومة المصرية هذا الاتجاه فى بداية الحرب ؟ و لماذا انتهت الحرب بوقف لإطلاق النار من جانب واحد هو الجانب الاسرائيلى ؟ و ما النتائج التى خلفها العدوان سياسيا على الصعيد المصري و العربي و الإقليمي ؟ كل هذه الأسئلة الشائكة و المعقدة نجيب عليها الآن بداية من أسباب الحرب الإسرائيلية على غزة . ليس صحيح أن إسرائيل قامت و انتفضت لضرب غزة من أجل الصورايخ - الهاون و القسام و الغراد - التى تمتلكها المقاومة و تطلقها باتجاه بلدات إسرائيلية . و الدليل على ذلك هو أزلية موضوع إطلاق الصواريخ من غزة على البلدات الإسرائيلية بعد دخول المقاومة عصر ما بعد العمليات الاستشهادية إذن ما الذى يدفع الترسانة الحربية الإسرائيلية إلى التحرك و بهذه الكيفية التدريجية و فى هذا التوقيت الحاسم . إسرائيل كان لديها هاجس اسمه حماس و لكن الخوف ليس من حماس كحركة مقاومة امكاناتها محدودة و معلومة و لكن الخوف ممن يمول و يدعم حماس معنويا و ماديا و هما أعداء إسرائيل حزب الله اللبنانى و إيران . فكان السبب الأول هو إرهاص حماس و العمل على ضعف إمكانياتها و سيطرتها الأمنية و السياسية على قطاع غزة . السبب الثانى هو ضرب العمق الفلسطينى بالقول بأن الحرب على حماس فقط . بل و بسبب تعنت حماس يقع الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى فينقلب الشعب و تنقلب فتح على حركة حماس و هذا ما لم يحدث و هذا ما تعجب منه الساسة فى إسرائيل عندما سمعوا بتوحد الأجنحة العسكرية للفصائل فى مقاومة العدوان . السبب الثالث وراء العدوان هو بالونة اختبار لحزب الله و إيران بمعنى أن إسرائيل تضعهما تحت ضغط سياسى و نفسى و أمنى بضرب حماس و خصوصا حزب الله فالساسة فى اسرائيل كانوا يتحسبون لدخول السيد حسن نصر الله كطرف آخر فى الحرب و عندها تضرب إسرائيل لبنان ضاغطة على المجتمع الدولى و متكسبة تعاطفه و معرضة بذلك لبنان للعقوبة لخرقها قرار مجلس الأمن 1701 المتعلق بوقف إطلاق النار فى حرب تموز 2006 و هذا أيضا لم يحدث . كانت الحرب أيضا تحمل سببا آخر أو بمعنى أصح رسالة عسكرية لإيران بإمكانية الجيش الإسرائيلى و كانت العملية فى أولها جوية كما اعتادت إسرائيل كى تظهر لإيران القدرة الجوية الإسرائيلية و منذ اليوم الثامن رأينا العشوائية و البربرية فى القذف و العنف و البطش الغير مبرر إلا تبريرا واحدا و هو استعراض قوى و عملية تجربة فعلية على أرض الميدان تعكس قوة و بطش الجيش الإسرائيلى و لعل ما يؤكد كلامى هو استخدام الأسلحة المحرمة دوليا من العنقودية و الفسفورية و هناك حديث عن قنابل نصف ذرية تجعل الجثث تتحل فور سقوط القنبلة مما يؤكد أن هناك عملية إرهاب عسكرى لإيران بشكل خاص و تليها من حيث الخصوصية مصر باعتبارها العقبة و باعتبارها قلب العروبة و أقوى الجيوش العربية فهذا الاستعراض يقذف القلق فى قلوب العسكريين المصريين من قدرة مصر على المواجهة و الصمود إذا ما حدث أمر ما أو حتى لو لم يحدث فإن إسرائيل تكسب نفسيا عندما تحاول إثبات أنها أقوى عسكريا من مصر بإهميتها الإقليمية و بموقعها الاستراتيجى و الأمنى و العسكرى إضافة لسبب استراتيجى آخر هو إشعال حماسة الشعوب العربية ضد حكامها لخلق نوع من الضغط و عجم الاستقرار الداخلى داخل بعض الدول العربية الكبرى بالمنطقة .و آخر الأسباب هو الانتخابات العامة الإسرائيلية فى شباط فبراير من العام الجارى فالكل يسعى إلى كسب المزيد من الناخبين على حساب وتيرة دحر حماس و حماية مستوطنات الجنوب الإسرائيلى و لكن الدم الفلسطينى كان هو الثمن . و نأتى إلى السؤال الأكثر تحيرا فى هذه الأزمة و هو موقف الحكومة المصرية الذى ظل طوال الأيام الأولى للحرب رقم صعب فى المعادلة العسكرية و الدبلوماسية الإقليمية و لكن الموقف المصرى ليس بالمتخاذل و ليس بالخائن و لا يقدر أحد أن يصادر على أحد وطنيته و لا عروبته و لكن الموقف المصرى تجرد من المشاعر فالموقف المصرى كموقف الجراح الماهر الذى يشهد عملية جراحية كبيرة و خطيرة يجريها طبيب آخر لأخيه فهذا الجراح تجرد من المشاعر و تعامل مع الموقف بحرفية و بجدية دون النظر للمشاعر هكذا كان موقف مصر . و ما أشعل فتيل الأزمة شيئان أولهما : زيارة تسيبى ليفنى للقاهرة و الإعلان أنها ستوجه ضربة عسكرية لحماس ...... و ثانيهما : التصريحات الغير مسئولة من وزير خارجية هو الأكثر فشلا فى تاريخ مصر الدبلوماسى الخارجى و بغرض عدم الإطالة لن أذكر التعليقات الغيطية على الحرب على غزة خصوصا و أنها فى ذهن كل مهتم بالقضية و لكن الرئيس مبارك - رغم خلافى السياسى معه - تعامل مع الأزمة بمنطق الحكمة و الهدوء و الروية و أيضا منطق التوازن فيما بين المصلحة المصرية و المصلحة العربية و السلام فى المنطقة . فهو استدعى السفير الإسرائيلى و أبلغه استياء مصر و رفضها و ضرورة وقف إطلاق النار و استدعاه مرة أخرى ليبلغه رفضه للهجوم البرى . قد يتخيل البعض أنها أفعال بسيطة و لكن هذه هى الإجراءات فى عالم السياسة . أمر الرئيس بفتح معبر رفح من العاشرة و النصف صباحا و حتى الخامسة مساءا طوال أيام العدوان. تم التخاطب مع إسرائيل بشأن الأطباء المصريين المتطوعين بالذهاب إلى القطاع و توفير الطريق الآمن لهم حتى وصلوا مستشفى الشفاء بغزة بسلام و لم تتركهم رغم كتابتهم إقرارات بتحملهم مسئولية أنفسهم و لكنهم كوادر الطب المصرية و مستشارين طبيين مرموقين مصر بحاجة إليهم كحاجة القطاع فكان من الضرورى تأمين حياتهم. تجاوب الرئيس مبارك مع دعوة أردوغان رئيس الوزراء التركى و دعم دوره فى حل الأزمة دليل على أن مصر حرصت على حل الأزمة و مساعدة أى طرف جاد و ليس له مصلحة شخصية فى حل الأزمة . الحقيقة أنا لا أبرر الموقف المصرى و لست أسامة سرايا لكى أكتب أن مبارك هو الفاتح العظيم و الرجل ذو العقل الجهنمى و لكن بكل أمانة و بعيدا عن الخلاف السياسى أنا أرى الأحداث كما هى ... و ليس الرئيس شيطانا لكى نقر و نفتى بأن كل ما يفعله خطأ و لكننا نصور ما يحدث بموضوعية فما هو صحيح نصفق له و ما هو خطأ ننوه إليه و تلك هى الليبرالية التى تعلمتها من الكتب و المفكرين . الحلقة الجاية ان شاء الله الجمعة و آسف على التأخير للأربعاء بس كان النت عندى مش موجود امبارح الحلقة الجاية فيها كيفية نهاية الحرب و النتائج التى خلفها العدوان |
#2
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم
جزاك الله خيرا على هذ التحليل ![]() بص يا فندم ممكن نضيف للأسباب الحرب على غزة ان اسرائيل عاوزة تحقق أقصى استفادة من بوش قبل ما يمشى بدليل اتفاقية حظر الأسلحة اللى مضيتها ليفنى مع رايس سيبك بقى من ان الريس قال دى مش مُلزمة لينا ![]() هنلاقية بكرة جاى يقول دى اتفاقيات ولازم ننفذها ![]() ![]() مش موضوعنا دلوقتى بس أنا عاوزة أسئل لية اسرائيل تحلل لنفسها امتلاك قنابل ذرية وعنقودية وتمنع أكثر الإسلحة بدائية وبساطة عن حماس؟؟!!!! أنا ضد اللى حصل بين حماس وفتح بس اعتقد ان حماس جت بإرادة الشعب الفلسطينى وبانتخابات ديموقراطية ![]() لية بقى الإعتراض دة كلة؟؟؟!! ![]() ثانيا حضرتك قلت ان موقف مصر مش مُشين أو حاجة؟؟!! بالعكس أنا شايفة انة غاية فى العار والتخاذل ![]() بدأ من رفض مصر المشاركة بقمة الدوحة وبالتالى عدم التوصل لبيان ختامى بقمة الكويت وعدم فتح المعبر بشكل منتظم ورد الفعل المايع اللى اتبعتة الحكومة فى بدء العدوان وبعدين أنا رد فعل الحكومة مش زى جراح ماهر لأ دة زى جراح خايب...مش عارف يعمل حاجة فبيألف مع نفسة ![]() يمكن حضرتك فاكر أنى بتكلم من مُنطلق عاطفى أكتر منة واقعى بس الحقيقة ان احنا اللى عملنا كدة فى نفسنا وخلينا رقبتنا تحت رجليهم!!!!!! لحد أما بقينا مش عارفين نتنفس قبل ما نستأذنهم ![]() كمان موقف الدول العربية ان كل واحد يرمى الكورة فى ملعب التانى ويرموا الإتهامات على بعض بجد حاجة تشل..!! ![]() مش عاوزة أطول بس حاسة انى عاوزة أكتب كتير بس أفكارى مش مترتبة دلوقتى!!!!! لو افتكرت حاجة هرد تانى
__________________
أحببتكم فى الله فائق احترامى للجميع،،،،،،،، بالتوفيق
![]() آخر تعديل بواسطة د/ ماجدولين ، 28-01-2009 الساعة 08:32 PM |
#3
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
و أنا و لله الحمد معروف توجهى و فكرى و لكن ده ما يمنعش أننا نفكر بعقل و نشوف الحقايق زى ما هى أشكرك على المرور و الاهتمام |
#4
|
||||
|
||||
![]()
و بعد ذلك نناقش كيفية انتهاء العدوان و لماذا فضلت إسرائيل انهاء الحرب فى هذا التوقيت و بهذه الكيفية - وقف إطلاق النار من جانب واحد - و ورد فى تصريح إيهود أولمرت الذى أعلن فيه وقف إطلاق النار من جانب واحد .
كان ذلك التصريح استكمالا للمسلسل السياسى الإسرائيلى الذى بدء بالحرب على لبنان فى يوليو 2006 مرورا بالتحرشات الإسرائيلية العربية دبلوماسيا و أيضا التفاوض الغير مباشر مع سوريا حتى الحرب الغاشمة على القطاع المحاصر و إعلان وقف إطلاق النار . هذا المسلسل الإسرائيلى سميته مسلسل " الاستعراض و التحذير و الوقيعة " حيث تستعرض إسرائيل قدرتها عسكريا أمام إيران بشكل خاص و مصر كأقوى الجيوش العربية و المنطقة بأسرها بشكل عام و تحذر إيران من مغبة شن هجمة عسكرية عليها و أيضا تحذر سوريا من عدم الانصياع لطلبات إسرائيل فى المفاوضات الغير مباشرة و إلا سيحدث لها ما لا يحمد عقباه و توقع فيما بين العرب مطلقة على حلفائها اسم الدول المعتدلة مدعية أنهم على علم بالحرب و يدعموا إسرائيل و يعترفون أن حماس سلطة غير شرعية للقطاع و هذا من شأنه إبقاء الدول العربية منقسمة من جانب و من جانب آخر و بشكل أعمق إبقاء مصر رافضة لسلطة حماس مما يشل حركة المصالحة الوطنية بين فتح و حماس لأن الأخيرة لن تتفاوض مع مصر و هى تعلم أن مصر لا تعترف بها و مع فتح عليها فيبقى الوضع فى فلسطين متأزم و بذلك تتهرب إسرائيل من مسئولية عرقلة عملية السلام معللة بطء المفاوضات بالانقسام داخل الصف الفلسطينى نعود إلى تصريح وقف إطلاق النار الذى أتى بعد عدة أيام من قرار مجلس الأمن 1860 الذى تضمن بشكل صريح ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار و بعد مبادرة الرئيس المصرى بمباركة فرنسية و ترحيب دولى . أتى الخطاب بلغة متميعة فوجه ضربة قاسمة للمبادرة المصرية - الفرنسية بعدم الإشارة إليها كسبب لوقف إطلاق النار أو حتى الإشارة بأنها كانت أحد العوامل التى دفعت إسرائيل لوقف الحرب حيث أرجع أولمرت سبب وقف إطلاق النار لأسباب " إنسانية " على حد تعبيره و لم يشر إلى قرار مجلس الأمن و لا المبادرة المصرية مما أثار حفيظة النظام المصرى حيث اتضحت صورة مصر و مبادرتها على أنها بلا جدوى و أن إسرائيل أنهت الحرب عندما أرادت و كيفما أرادت و لا دخل للمبادرة و لا للرئيس المصرى بوقف إطلاق النار . و على صعيد آخر متزامن و مترابط سياسيا أوفد إيهود أولمرت وزيرة خارجيته تسيبى ليفنى إلى الإدارة الأمريكية التى بدورها تصرفت كما تتصرف فى الآونة الأخيرة منذ مؤتمر دافوس الاقتصادى بشرم الشيخ . فمنذ ذلك الحين العلاقات الأمريكية المصرية ليست على ما يرام و لذلك فعقدت أمريكا ممثلة فى كوندليزا رايس و إسرائيل ممثلة فى ليفنى - عقدا - اتفاقا أمنيا خاص بتهريب الأسلحة عن طريق الأنفاق على الحدود المصرية مع قطاع غزة دون علم مصر ببنود الاتفاق و دون حضور من يمثلها فاكتملت الضربة للنظام المصرى بمشاركة أمريكية و تلك الضربتان مختلفة عن الضربات التى تلقاها النظام المصرى منذ بدء الحرب فقد تلقى النظام المصرى ضربة من حماس عندما صرحت بأن النظام المصرى متواطئ و بعدها الإعلام العربى الذى صور أن مصر لا تريد مساعدة الفلسطينيين فى غزة و أبرزها الحملة الإعلامية فى قنوات " الجزيرة " و " المنار " ثم الضربة التى تلقاها النظام من سماحة الشيخ حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبنانى باتهامه النظام المصرى بنفس التهم السابقة و ليس هذا كل ما أورده نصر الله و لكن أيضا دعا الجيش - حرفا - إلى نصح الرئيس مبارك بما تمليه عليه و عليهم العروبة و القومية و حث الشعب المصري على التظاهر للتأثير على النظام المصري و من ثم تغيير موقفه . ثم الضربة التى تلقاها من الرئيس الإيراني أحمدى نجاد و الذى اتهم مصر بدوره بالتقصير و بالمتاجرة بالقضية الفلسطينية و اتهم المسئولين المصريين بالتواطؤ و الخيانة . و لكن النظام المصري ممثلا فى كرسي الرئاسة ظل صامدا فعلينا أن نقول حقا و صدقا أن الرئيس مبارك تعامل مع كل تلك الضربات بهدوء و حكمة و رزانة هى للأمانة معهودة و مشهود للرئيس بها و لكن ما فجر الأزمات هو من يدعى علمه بأصول السياسة و هو لا يفهم - من وجهة نظري - معنى كلمة دبلوماسية فلقد ظن أن السياسة الخارجية " قعدة عرب " و ظن أن الدبلوماسية هى أن ترتدي البدل الفخمة و تجلس واضعا قدمك اليمنى على اليسرى و التحدث بالعامية بالفاظ لا يقولها النساء فى جلسات الساونا و جلسات المساطب . من لم يتعامل مع الأزمة على قدرها هو السيد الوزير أحمد أبو الغيط بتصريحاته الغير مسئولة و بكلماته التى تتسم بالابتذال و السوقية و هذا ليس انتقادا شخصيا للوزير فمقام الوزارة يفرض علينا احترامه و لكن النقد على قدر الخطأ و من وجهة نظرى أن الخطأ إن لم يكن الأخطاء كان فادحا بكل المقاييس . و بأمانة لولا تدخل الرئيس مبارك و توجيهاته حقا و صدقا لكانت مصر خسرت الكثير و الكثير دبلوماسيا و خارجيا على صعيد علاقاتها العربية و اهتمامها بالقضية الفلسطينية بالتحديد . و بذلك كان الاعتداء على غزة يحمل للنظام المصرى سلسلة من الطعنات و المآزق و كان اختبارا حقيقيا و صعبا لقدرة مصر الخارجية دبلوماسيا و مدى تأثير مصر و دورها العربى و الإقليمى و الدولى و لكن فى أول الأمر بدت مصر راسبة بالثلث فى هذا الاختبار الصعب و الفضل فى ذلك للسيد أبو الغيط و لكن بعدها أعطى له الرئيس " كورس " مكثف فى السياسة الخارجية و اطلعه بل و أملاه ما يقول و ما يفعل خطوة بخطوة و لفظة بلفظة حتى استطاعت مصر النهوض و اثبات أنها على قدر كبير من الوعى و الحكمة و الرزانة و على قدر كبير من الصواب رغم عدم إدراكها للصواب كله ننتقل بعدها للنتائج الميدانية سياسيا و استراتيجيا للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أول نتيجة خلفها العدوان الإسرائيلى على القطاع هو الدمار الذى حل بالمدنيين فى القطاع من ضاعت أسرته و بيته و رأس ماله و التاجر الذى ضاعت تجارته و المدارس التى تهدمت و المصانع التى تعطلت و البيوت التى تهدمت من جراء الوحشية الإسرائيلية على القطاع . ثانى نتيجة هى تدمير البنية التحتية على صعيد الدولة فلقد خلف العدوان نقصا فى المواد الغذائية بقصف مستودعات و مخازن غذاء و أيضا استهداف الطواقم الطبية و عربات الإسعاف و قصف محولات و مولدات الكهرباء و الطاقة و غيرها من الأماكن الحساسة و الحيوية للمعيشة فى قطاع غزة . ثالث نتيجة هى إعادة القطاع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية لبعض الوقت فبعد وقف إطلاق النار تبدء عملية انسحاب بطيئة تتزامن معها عمليات تمشيط واسعة و تعطيل عمليات تهريب الأسلحة لبعض الوقت . رابع نتيجة خلفتها الحرب هى ضربة قاسمة تلقتها حماس حتى و إن لم تعترف بها حماس فعندما تصرح حماس بأن المقاومة فقدت القليل فى الحرب و قواها لم تهتز فهى تصريحات مستمدة من اسمها " حماسية " كى تطمئن بها الشعب و ترهب بها العدو و تعطيها القوة اللازمة لدخول المفاوضات فعندما تبدو أنها مازلت بقوتها و لم تنكسر عسكريا أو ماديا - لا أراهم الله انكسارا أو ذلا - تكون قادرة على كسب بعض المكاسب السياسية فى المفاوضات . خسرت حماس مقرات بلدات فى القطاع إلى جانب مستودعات للوقود إلى جانب أيضا كمية هائلة و هائلة جدا من الصواريخ التى استخدمت فى القصف الحمساوى على البلدات الجنوبية الإسرائيلية. ضف على ذلك خسارتها البشرية فى صفوف مقاوميها و قادتها الميدانين و على رأس الشهداء السيد سعيد صيام وزير الداخلية فى الحكومة الحمساوية و قد كان أحد الكوادر الأمنية البارزة للحركة . خامس نتيجة هو ما حققته إسرائيل من رعب لإيران على سياسة المثل المصرى الشهير " اضرب المربوط يخاف السايب " فإيران اليوم ستفكر ألف مرة قبل توجيه ضربة لإسرائيل حيث أن ضرب إسرائيل هى الورقة التى تستخدمها إيران للضغط على المجتمع الدولى بشأن ملفها النووى و هذا هو السبب الذى يدفع مجموعة 5+1 و هى الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن مع ألمانيا إلى التفاوض مع إيران مما يضعف موقف إيران فى مفاوضاتها بشأن برنامجها النووى الذى طبعا ضد المسألة الأمنية الإسرائيلية . سادس نتيجة و هى الايقاع بين الدول العربية حيث اتخذت مثلا سوريا موقفا مغايرا للموقف المصرى و الاثنان يختلفا عن الموقف القطرى و انقسمت الجبهة العربية إلى عدة جبهات داخلية و كان المنظر مؤسفا و مضحكا بوجود 3 قمم فى أربعة أيام قمة قطر و قمة الكويت و قمة السعودية . سابع النتائج التى تحققت هى تدمير جزء كبير من الأنفاق على الحدود المصرية مع القطاع مما يخلق أزمة فى تهريب السلاح لدى حماس و يربك حساباتها لفترة و يجبرها سياسيا على قبول الهدنة لحين لملة الأوراق الدبلوماسية و الإصلاحية و الاقتصادية و العسكرية. ثامن النتائج مرتبطة بسابعها و هى الهدنة التى تصب فى مصلحة أعضاء الحكومة الحالية من حزب كاديما فى الانتخابات المقبلة حي نجحت تلك الحكومة فى تحقيق الهدنة و الكرامة الإسرائيلية و التفوق العسكرى - من وجهة النظر الإسرائيلية طبعا - تاسع نتيجة هى إحداث بلبلة شعبية و تمرد ضد الأنظمة العربية و حققت إسرائيل ذلك بالقصف العشوائى على المدنين و استخدامها الأسلحة المحرمة دوليا لإثارة و إلهاب شعور الشعوب العربية مع تأكدها من بلادة مشاعر حكامها مما يخلق بلبلة و عدم استقرار داخلى فى عدة بلدان عربية خصوصا الكبير منها كمصر و الأردن و السعودية و مصر بشكل خاص و مخصص . و تلك أبرز و معظم النتائج التى خلفها العدوان على كافة الأصعدة و بذلك يكون الحديث عن الحرب الإسرائيلية قد انتهى |
العلامات المرجعية |
|
|