|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
![]()
المقدم ، المؤخر
أرفع رأسي من عمق الأوراق التي أدمنتُ مطالعتها فيطالعني وجهها ، تسألني أن أختار يوماً لتصوير الإمتحانات ، تعرض علي جدولاً به أياماً فارغة كي أختار منه يوماً. اختار يوماً قريباً رغم أنني لم أبدأ في كتابة الإمتحان بعد ، ببساطة أحب أن أنهي عملي في أقرب وقت ممكن ، أفرغ منه لأبدأ غيره. أختار الأربعاء ، بعد غد لتصوير الإمتحان ، كلي ثقة أنني سأنتهي منه في يومين. الثلاثاء ، تغيب مدرسة في طاقمي و أحل محلها في فصولها ، أؤجل كتابة الإمتحان. أما الأربعاء فتغيب أخرى و انشغل بإكمال مراجعات الصف الأول الإعدادي ، لا لم أكتب الإمتحان بعد. في الحقيقة ، تمتلىء أيام الإسبوع التالي أشغالاً تؤجل كتابة الإمتحان إسبوعاً كاملاً. أما أخذ موعد جديد لتصوير الإمتحان فيتلاشى ، فقد جهز الجميع إمتحاناتهم و حان وقت التصوير ، تعلن مسؤولة التصوير في إرهاق أنها تضع أمر تصوير إمتحاناتي في ذهنها ، لكن لا مكان لي في الجدول! أول مرة أشعر بالعجز عن وضع إمتحان نهاية الفصل الدراسي ، يتصوره عقلي على نحو ما ، أشرع في الكتابة ، يتباعد التصور عن مدى يدي . منهج الصف الثاني الإعدادي الجديد متشعب ، لم تكتسبه المدرسات و الطالبات بسهولة ، دوماً تعترضه العقبات كي يصل للطالبات ، و قد هذبت بعض تلك العقبات و الآن عليّ حل العقبة الأخيرة، امتحان نهاية الفصل الدراسي. لكن التأخر عن غيري أمر لا أستسيغه ، المنافسة و التنافس ملفان يضربان جذرهما في معظم جينات مادتي الوراثية ، لكن الكثير هذه المرة يحول بيني و بين ما أريد. ما يبعد عني عدة سنتيمترات يتناءى كأنه في قارة أخرى. ما الذي يؤخرني؟ تنساب في إدراكي عدة ركعات اعتدت أن استهل بها وضع الإمتحان ، لكن (لا شيء) شغلني عنها فاستجبت له و نسيتها إلى أن ذكرني عجزي بها . أصلي مجدداً و مطولاً ما يشاء خالق الصلاة ، ثم ألمح ممراً في الحياة في اتجاه امتحان ميسر، أجلس إلى مكتبي لا يشغلني سوى الإمتحان. ساعات تُـشكّل هيكل الجنين ، فقراته و أسئلته، لكن بعض الفراغات العنيدة لازالت تلتصق بالإمتحان. لا بأس فقد انتهى يوم العمل ، للغد يد في إكمال النقص. اليوم التالي يلح طلباً للصلاة كي يكتمل جهدي و يكلل بالنجاح ، ثم يجد لها مكاناً و وقتاً ، أتناولها على الريق ، أزيد جرعاتها و أكثف يا رب. تدرك عيناي مواضع الخلل و تصلح يدي ما أفسدته البارحة ، أتركه و قد قارب الخروج للنور. ثالث يوم ، تلح الصلاة أن بوسعها محو كل خلل و تعديل العوج ، لا أتوانى. في جلسة استماع للإمتحان ، يخبرني أسراره ، يستجيب الحاسب للمسات أصابعي و هي تيسر العسير و تضع السؤال موضعه، هذه النقطة لو سألت عنها بالتفسير كان أجدى ، أزن الإسئلة بما يناسب ساعتين و يتناسب مع الجهد الذي بـُذِل مع الطالبات أثناء العام الدراسي. أوازن الصعب و السهل ، ما هو بديهي نسمع به في حياتنا اليومية و ما هو متخصص يعرفه طالب الثاني الإعدادي لأنه ازداد علماً ، أزن الدرجات فأعطي أسئلة المقال نفساً أطول و مجالاً رحباً من الدرجات ، لكن أسئلة المقال بعضها يسير ، مر بهم مثلها في امتحانات الأشهر السابقة. مريح للعقل و العين ، حين يصيبني الكثير من الرضى ، أطبعه و أضعه في ظرف و أتوجه مجدداً لحجرة التصوير، نفس الإرهاق يطالعني في عينيها ، لا وقت مطلقاً على الأقل إلى نهاية الأسبوع. يشدني المصلى تجاهه فأصلي و أدعو ربي أن يجعل لي فرجاً . تمر ساعة ثم يصلنا خبر طيب ، الغد إجازة للمدرسات و الإداريات لترتيب اللجان. أمر بها فأسألها ، هل يمكن أن أمر بك غداً لتصوير الإمتحان فالمدرسة بجوار بيتي؟ _ بالطبع ، اختاري الوقت الذي يناسبك. يحضر يوم الإجازة مع المرض و انحطاط الهمة ، أفتش النفس عن رافعة تزحزح همتي من موضع اللافعل إلى قمة الإهتمام فتنجدني الصلاة . في المدرسة أجد حجرة التصوير مشغولة بتصوير إمتحان اللغة الإنجليزية ، لا يضايقني الأمر هذه المرة البتة ، فقد وعيت الدرس. في المصلى أصلي الضحى ، أنتهي بينما موظفة التصوير تبحث عني كي تصور إمتحاني. ملاحظة: نال الإمتحان قبول الكثيرين . تم تصحيحه و تسليمه للكننترول لرصده في سلام ، أحرز الطلاب نتائج طيبة و لله الحمد و الفضل و المنة. |
العلامات المرجعية |
|
|