بجاحة الإعلام الرياضي في انتخابات الجبلاية

[ีundertaker_2000]

انتهت المسرحية الهزلية والتي كان يطلق عليها انتخابات "اتحاد الكرة" بمشاهدها المثيرة والحزينة والساخرة بانتصار مؤكد ومتوقع ومنطقي للمخرج العالمي سمير زاهر هو ومساعديه بالكامل.

وبغض النظر إن كان يستحق زاهر أن يكون على رأس إتحاد الكرة لفترة ثانية هو والحرس القديم أو لا يستحق، إلا أن هذا كان المتوقع نظراً لعدم وجود منافسين حقيقيين له على مقعد الرئاسة كما أشرت في مقال سابق قبل الانتخابات.

وكان أبرز ما لفت انتباهي في هذه الانتخابات تحديداً ليست الصراعات التي حدثت في المحاكم قبل أيام قليل من إقامتها لأننا إعتدنا على تلك الصراعات "غير النظيفة" بفضل السيد مرتضى منصور مساه الله بكل خير لما فعله في نادي الزمالك من خراب، ولكن كان أبرز ما لفت انتباهي وأصابني بالاستياء كانت السقطة الصريحة والواضحة في إعلامنا الرياضي بكافة أشكاله خلال هذه الانتخابات.

هذا الوضع المرير الذي أشير إليه تجسد بوضوح في البرامج الرياضية عبر القنوات الفضائية خلال تلك الفترة، فمنها من ساند زاهر وقائمته بكل وضوح متمثلاً في برنامج شوبير على قناة الحياة وبرنامج مدحت شلبي على قناة مودرن سبورت وبرنامج آخر مخصص بالكامل لتدعيم رئيس الإتحاد على نفس القناة.

من ناحية أخرى قام السيد إيهاب صالح رئيس قناة دريم سبورت ببث برنامج يقوم هو بتقديمه "كالعادة" لتدعيم نفسه ومنافسي زاهر في الانتخابات وأطلق عليه "رد عليه"!

هذه المناظرة "الرخيصة" المغلفة بتلميحات سخيفة بين أشخاص بعضهم لبعض في حق المشاهد أصابت الجميع بالاشمئزاز سواء مناصري زاهر أو مناصري منافسيه وأثبتت في النهاية شيء واحد هو أن من قام بهذه البرامج كان يدعم نفسه وأسمه ومكانته لدى صاحب القرار. باختصار كانت برامج تخدم "المصلحة الشخصية".

والمشاهد لا حول له ولا قوة لا يجد برنامجاً رياضياً واحداً يقدم مضموناً رياضياً، وأصبح مضطرا لمشاهدة تلك المسرحيات الهزلية والرخيصة يومياً وعلى مدار الساعة لينتفي أمامه اختيار "حول القناة بالريموت كنترول" لأن الجميع يقدم نفس المضمون وإن اختلفت الوسيلة والأداء.

في إطار الحديث:

- أعجبني الدكتور كمال درويش حين قال بعد الانتخابات "الجمعية العمومية اختارت زاهر، وأنا احترم رغبتها.. وعليها تحمل مسئولية اختياراتها".. نفس الكلمات قالها بعد أن خسر انتخابات رئاسة الزمالك لصالح مرتضى منصور عام 2005.

- الحالة الثائرة التي حدثت لأسامة خليل وأشرف شاكر بعد حصولهم على الرقم صفر في عدد الأصوات وتوعدهم لزاهر بإسقاطه عن طريق المحاكم والقضاء ذكرتني بصفر المونديال الشهير الذي حصلت عليه مصر وخرج المسئولون وقتها يبررون الموقف بأنه كان هناك تحيز لجنوب إفريقيا والمغرب وتربص ببلد الفراعنة بالرغم من انه في الحالتين أسباب الرقم صفر معروفة.

- السيد أسامة خليل والسيد أشرف شاكر.. هناك حكمة تقول "لكي يكون لديك أعلى مبني إما أن تدمر كل المباني من حولك.. أو تبنى اعلي من غيرك، اجعل الاختيار الثاني هدفك دائماً".

- وأخيراً سؤال على يقين أني لن أستمع لإجابة له ولكني سأتركه لكم لعل أحدنا يجد له إجابة.. ما هو مغزى "العمل التطوعي" الذي يأخذ كل من يسعى إليه لكل هذه الصراعات الدامية القاتلة؟ واعتذر لغلاظة الكلمات الأخيرة.