شريف والعجيزي بين أمل الشروق وخطر الغروب، ومجاملة علاء صادق

[!DreAmeR!]

من البرامج الرياضية التي أحرص على مشاهدتها برنامج هنا القاهرة الذي يقدمه د.علاء صادق، وأهتم فيه بمتابعة فقرة "فتاوى مع الشناوي"، وأشهد لهذه الفقرة، من خلال متابعتي لأغلب منتديات الإنترنت وغيرها من المناقشات الكروية التي يشهدها الشارع المصري، بأنها الأكثر مشاهدة بين أغلب فقرات البرامج الرياضية.
كشفت لنا هذه الفقرة تحديداً منذ بدايتها من عام ونصف أن التحكيم المصري في تراجع مستمر، وأن الأخطاء التحكيمية كثيرة جداً، للدرجة التي يمكن أن نقول فيها بمتابعة بسيطة للدوريات الأوروبية، أن الأخطاء التحكيمية في مباراة واحدة بالدوري المصري تتعدى أخطاء التحكيم في أسبوع واحد بالدوري الإنجليزي.
وأثبتت الفقرة أيضاً أن جمال الغندور رئيس لجنة الحكام السابق هو المتسبب في هذا التراجع المخزي بعدم تفرغه للجنة واقتدائه بالرحالة العربي ابن بطوطة، فأغلب وقت الغندور على سفر بدول الخليج للتحليل وتدريب حكامها، ونسى حكامنا، رغم أنه يقبض مرتباً كبيراً من عمله كرئيس لجنة التحكيم، وهو أول رئيس لجنة تحكيم يعمل محترفاً بالإتحاد المصري لكرة القدم، والطريف أن يأتي الغندور الآن ويبكي على حال التحكيم المصري مستنكراً عدم ترشيح حكم ساحة مصري في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، وكأننا نسينا أن غندور زمانه ترك رئاسة لجنة التحكيم المصرية في الصيف الماضي، وبعد اختيار أطقم تحكيم 2010 بالفعل.
ومن أمثلة الأخطاء المتكررة التي كشفتها الفقرة التحكيمية لبرنامج هنا القاهرة، وأثبت بها أن التحكيم في تراجع نتيجة عدم متابعة لجنة الحكام، التسللات الوهمية المحتسبة على اللاعبين والتي حرمتهم من إحراز أهداف مؤكدة، والأهداف المحتسبة من تسللات واضحة والتي أظهرت شاشات التليفزيون أن المخطئ الأول فيها هو حامل الراية، ولم يشفع معها التبرير الذي صدعنا به جمال الغندور من أن قرار الحكم يأخذه في ثانية، بينما يحكم الجالسون أمام الشاشات بعد الإعادة عدة مرات، فأخطاء التسلل كلها جاءت نتيجة وقوف خاطئ لحامل الراية بعيداً عن الخط العرضي للملعب والذي يقف عليه آخر مدافع، فإما نجد حامل الراية يسبق آخر مدافع بياردتين أو خلفه بياردتين، وهو ما يؤدي لاحتساب تسللات وهمية أو أهداف من تسللات صريحة واضحة، ورغم الحديث المتكرر عن هذا الخطأ من الفقرات التحكيمية في كافة البرامج الرياضية ومنها هنا القاهرة، إلا أن هذا الخطأ لم يعالج على مدى عامين من عمر لجنة حكام الغندور، لأن الغندور مهتم بارتفاع مستوى التحكيم ولكن في الخليج.
تسببت الفقرة التحكيمية "فتاوى مع الشناوي" في أزمة كبيرة لعلاء صادق مع جمهور الزمالك تحديداً، فهذه الفقرة الشيقة قضت وبنسبة كبيرة على وهم أكبر عشش في العقول مؤداه أن خسارة الزمالك وفوز الأهلي في الدوري المصري سببهما التحكيم، فلقد أثبتت الفقرة بالصوت والصورة أن كل الأندية تجامل بأخطاء تحكيمية بشعة، وكلها أيضاً تظلم بقرارات أبشع، لا فرق بين هذا وذاك، وكل متابع للبرنامج يعرف هذا، لا فرق بين هذا النادي أو ذاك، إلا في استخدام سياسة الصوت العالي.
فالنادي الفائز صامت لا يتحدث عن التحكيم حتى وإن ظلم في المباراة طالما دخلت النقاط الثلاث في رصيده، والنادي الخاسر يظل يبكي من ظلم تحكيمي على الرغم من أنه جومل كثيراً، لكننا دائماً ننسى ما علينا ولا نتذكر إلا ما لنا، والصريخ والصوت العالي هما السائدان.
أزمة علاء صادق أنه أنهى وهم عش في العقول، وتستغله الإدارات والأجهزة الفنية لتبرير خسائرها، فانتفضت أقلام بيضاء تهاجمه وتستبيح دمه لأنه قضى على مبررات خسائرها للبطولات، ودفع الجميع للبحث عن الأسباب الحقيقية للخسائر داخل منظومة الخاسر، بعيداً عن التحكيم الظالم للجميع والمجامل للجميع أيضاً، ولا أنسى حكمة هيديكوتي المدير الفني الأسبق للنادي الأهلي في السبعينات، والذي قال للاعبيه إن التحكيم قد يظلمك لكنه لن يحرمك من الفوز بالبطولات، فإن لم يحتسب هدفاً أو ضربة جزاء لكم فعليكم تعويض ذلك بإحراز هدفين أو ثلاثة، والإدارة الناجحة هي من تبعد عن لاعبيها أي مبررات للخسارة، وتجعل تركيزهم في الملعب فقط مع الكرة بعيداً عن أي مبررات أخرى تخرج اللاعبين من تركيزهم.
هذه الأزمة بين علاء صادق وجمهور الزمالك والتي يحس ويشعر بها علاء صادق جيداً، تجعله كثيراً ما يسعى لمجاملة نادي الزمالك حتى لو عن غير حق، وآخرها حين تحدث في حلقة مساء أول أمس الأحد عن فوز الزمالك على الأهلي 4/3 في دوري الشباب تحت 21 عاماً.
فقد تحدث علاء صادق عن شريف أشرف لاعب الزمالك المنتقل إليه من الأهلي والذي سيبكي عليه الأهلي دماً "كما قال علاء صادق"، وأثنى عليه لأنه أحرز هدفين في مباراة الزمالك والأهلي بدوري الشباب، وانتقد علاء صادق الأهلي لأنه ترك شريف أشرف، واستضاف علاء صادق شريف أشرف تليفونياً، فقال شريف إن هناك زملاء كثيرين له في النادي الأهلي مظلومين ويحتاجون فقط الفرصة والصبر عليهم، ولا يأخذوا حظهم في اللعب، انتهت الفقرة.
لكي يجامل علاء صادق الزمالك، تجاهل وجود لاعب آخر لعب في نفس المباراة بين الأهلي والزمالك بدوري الشباب تركه الزمالك ليلعب بعدها للأهلي وهو هاني العجيزي، وأحرز العجيزي هدفاً للأهلي في نفس المباراة، وكان من المنطقي أن يتحدث علاء صادق عن اللاعبين، باعتبار أن لهما نفس الوضعية، ولكن علاء صادق تجاهل العجيزي متعمداً، ولم يكتفي بهذا بل مرر على الشاشة معلومات خاطئة يريد بها أن ينتقد الجهاز الفني للأهلي، وحتى تتضح الصورة أكثر دعونا نتحدث عن شريف أشرف وهاني العجيزي لنعرف من ترك من؟، ومن فرط في من؟، ومن أخذ الفرصة؟، ومتى؟.
فشريف أشرف، كان لاعباً في فريق تحت 19 سنة بالنادي الأهلي، تعرض لإغواء زملكاوي لينتقل لصفوف الزمالك استغلالاً للفترة بين توقيع اللاعب على تجديد عقده مع الأهلي بعد انتهاء عقده الأول، فلم يكن قد تخطى سن التسجيل في المراحل السنية للناشئين، ولم يحن ميعاد قيده بالفريق الأول للنادي الأهلي، بل ولآخر لحظة كان هناك تمسك شديد باللاعب من قبل إدارة الأهلي، بل وصل الأمر "لاطمئنان الإدارة خطأ برغبة اللاعب في التوقيع" أن حدث خطأ جسيم بتوقيع إدارى مرحلته السنية على الأوراق بدلاً من اللاعب، لينتهي الأمر بانتقال اللاعب للزمالك بعد اكتشاف تزوير في توقيعه، ويتم شطب الإداري المتسبب في الخطأ واستقالة ضياء السيد المدير الفني لفريق تحت 19 عاماً والذي كان يلعب له شريف أشرف.
أما هاني العجيزي قد تخطى سن القيد بالمراحل السنية للناشئين بنادي الزمالك، وحان موعد قيده بالفريق الأول للنادي، ولكن لم يتم قيده، وتركه نادي الزمالك حراً لعدم قناعة الأجهزة الفنية بالزمالك بإمكانيات وقدرات اللاعب، حتى اتصل به محمد حلمي المدير الفني لبلدية المحلة في بداية الموسم الماضي ليعيده للملاعب بدلا من هجر الكرة بعد أن قرر اللاعب ذلك، ويتألق مع البلدية ويلفت أنظار الجهاز الفني للأهلي الذى كان يقدر موهبته جيداً عندما كان فى فريق الشباب بالزمالك، وينتقل إليه بداية من الموسم الحالي.
إذن عندما نقارن يا دكتور علاء بين اللاعبين، سنجد أن شريف أشرف تمسك به الأهلي حتى النهاية، إلا أن الغواية والترغيب بالمال والعقد الكبير من قبل نادي الزمالك واستغلال الفترة بين العقدين، كان لهما العامل الأكبر في انتقاله، ولا يمكن أبداً أن نتهم الأهلي بترك لاعب وإهماله وهو لا يزال تحت السن ويلعب كل مباريات مرحلته السنية، ولا يوجد ما يجبر الجهاز الفني للفريق الأول على تصعيد لاعب ناشئ قد تأتيه الفرصة عند تصعيده للفريق الأول بعد تخطيه المرحلة السنية مثل عماد متعب.
وسنجد أيضاً أن هاني العجيزي تركه الزمالك بكامل إرادته وحريته ليذهب ويتألق مع بلدية المحلة وينضم للأهلي وحالت قائمة الأهلي الأفريقية من الاستفادة الكاملة منه ومستقبله قادم، ودائماً المستقبل في يد اللاعب إن تمسك بفرصته، سواء شريف أشرف أو هاني العجيزي، قد يبزغ نجمهما وقد يغرب وهذا في علم الغيب، وأجدك قلبت الآية لتتهم إدارة الأهلي بالتفريط في شريف أشرف، على الرغم من أنه هو نفسه الذي ترك الأهلي، فما رأيك إذن فيما حدث مع هاني العجيزي من قبل إدارة الزمالك؟.
الأمر الآخر، أن علاء صادق وشريف أشرف اتفقا على أن شريف أشرف لم يكن قد أخذ فرصته في الأهلي بعد، فهل أخذ شريف أشرف فرصته بالفريق الأول للزمالك والتي لم يجدها بالأهلي؟، انضم شريف أشرف للفريق الأول لنادي الزمالك الموسم الماضي 2007/2008، وقارب النصف الأول من هذا الموسم 2008/2009 من الانتهاء، فكم مباراة لعبها شريف أشرف؟، في النصف الأول من هذا الموسم لعب شريف 122 دقيقة من 900 دقيقة لعبها نادي الزمالك، منها مباراة واحدة بدأ فيها المباراة واستبدل، ومباراتين كان فيهما احتياطياً ولعب في الشوط الثاني، بمعدل 13% من مباريات الزمالك، وفي الموسم الماضي كانت نسبته أقل، فأين هي الفرصة التي تتحدثون عنها؟.
وما قاله علاء صادق من أن الأمر فقط يحتاج الاستقرار في نادي الزمالك ليتألق شريف أشرف يعد فرضاً غيبياً لا يضمنه علاء صادق ولا أي أحد من الناحية العملية فبغض النظر عن الاستقرار من عدمه ففريق الزمالك به سبعة لاعبين على الأقل ثابتين في التشكيل، وغياب شريف أشرف المستمر عن التشكيلة الرئيسية يعني عدم القناعة الكاملة بقدراته، فالاستقرار من عدمه لا يعني أن يجلس اللاعب باستمرار على الدكة، فهل نال شريف أشرف الفرصة في الزمالك بعد موسم ونصف قضاهم فيه؟، أم يصبح شريف أسير فرق الشباب كي ينجز ويأخذ فرصته؟، وهنا نتساءل لماذا إذن ترك الأهلي ونسمعه يتحدث يومياً عن الفرصة الضائعة فيه؟، فقد كان هدافاً لمختلف المراحل السنية للناشئين بالنادي الأهلي، وكان أيضاً يهدف في الزمالك، فما الفارق؟، وللمرة الثالثة أسأل، أين الفرصة التي أخذها شريف أشرف في الفريق الأول لنادي الزمالك ولم يجد مثيلتها في الفريق الأول للنادي الأهلي؟.
ومن ناحية أخرى فما يقال من أنه يوجد لاعبون كثيرون في النادي الأهلي يحتاجون للفرصة والصبر عليهم، يعد كلاماً لا يصح مع فرق البطولات، فاللاعب الصاعد الموهوب لا يحتاج إلا لفرصة واحدة أو اثنتين وعليه التمسك بهما، وتظهر لمساته بسرعة، ولا يمكن لفرق البطولات أن تتحمل الصبر على لاعبين لمجرد إعطاء الفرصة وإلا فلتنسى البطولات، ولا يصح أبداً أن نقارن بين لاعب صاعد ولاعب مثل فلافيو لنقول أنه يجب إعطائه الفرصة مثل فلافيو، ففلافيو لاعب فضلا عن خبرته السابقة، فهو هداف لناديه السابق، وهداف لمنتخب بلاده، وصاحبه لفترة سوء التوفيق الذى يصيب كل مهاجمى العالم، والفارق كبير بين الحالتين.
فحالة فلافيو حالة متكررة ومن نجوم كبار في الملاعب الأوروبية، فمن منا لا يعرف جان بيير بابان أحسن لاعب بأوروبا والعالم 1991 والذي انتقل إلي الميلان ليحرز معه في عامين ثلاثة أهداف في بطولة الدوري وهدفين في بطولة الكأس، ومن ينسي أيان راش الذي انتقل من ليفربول لليوفنتوس موسم 1988/1989 ليحرز له هدفين فقط أحدهما من ضربة جزاء، ومن ينسي كاسانو الذي انتقل من روما لريال مدريد ليحرز له هدفين أحدهما في بطولة الدوري والآخر في بطولة الكأس، وهناك أيضاً إبراهيموفيتش عندما كان يلعب لليوفنتوس وأحرز له خمسة أهداف في 39 مباراة.
دكتور علاء، خانك التوفيق تماماً في طرحك، وأتمنى ألا يخونك مرة أخرى.

[Bent 3bdo]

علاء صادق هيدبح الحكم بتاع النهارده