اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-11-2008, 11:39 AM
الصورة الرمزية aly almasry
aly almasry aly almasry غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 2,899
معدل تقييم المستوى: 19
aly almasry is on a distinguished road
Opp مصرع التربية داخل مؤسسات التعليم!

د.سعيد إسماعيل علي يكتب: مصرع التربية داخل مؤسسات التعليم!

٧/ ١١/ ٢٠٠٨
«عمرك شفت صنايعي بي*** صبيه؟!»!!
خرج هذا التساؤل الاستنكاري من فم أبي الطفل القتيل «إسلام» موَجَّها للإعلامي الشهير محمود سعد في «البيت بيتك»، فكأنه رصاصة اخترقت أذني، وإذا بي أشعر بخجل شديد وحزن مرير يضاف إلي الحزن الشديد الذي كاد أن يقَطع قلوبنا ونحن ننظر إلي صورة الطفل البريء المقتول، وبيد من؟ أبوه «الروحي»، المعلم، وأين؟
في مؤسسة أقامها المجتمع، وينفق عليها، من أجل «تربية» الأبناء و«تعليمهم»، موكلا الأمانة لوزارة ليس من اسمها نصيب، فلا هي تقوم بمسؤولية التعليم، بدليل قيام مئات المراكز الخاصة بتعويض التلاميذ عما لم يتعلموه داخل المدارس، ولا هي تقوم بواجب «التربية»، حيث إن معظم مقومات هذه التربية تداس كل يوم بالأقدام، بل وصلت علي حد أن تلقي ***ها ومصرعها !
كان وجه خجلي أنني أنتمي إلي مؤسسة مهمتها، وكل ما ماثلها، هي تكوين وتنشئة «المعلم»، وما حدث، وهناك غيره يعلن مع الأسف الشديد أن هذه المؤسسات، قد فشلت في مهمتها، فهل هذا صحيح؟
يزيد من وطأة المشكلة أن «إسلام» لم يكن هو القتيل الوحيد، فعدد واحد من «المصري اليوم» - السبت ١/١١/٢٠٠٨ - يحمل العناوين الآتية:
- محافظ الغربية يلغي تعاقد المدرس الذي ضرب التلاميذ بعصا المكنسة.
- إحالة طالبة في الإسكندرية للطب الشرعي اتهمت ناظرة بـ«ضربها».
- مدرسان يعتديان بالضرب علي أب أمام أبنائه الأربعة في مدرسة حكومية بالقاهرة.
- وفاة طالب جراء الإصابات التي لحقت به أثناء محاولته القفز من الدور الثاني لمدرسة بالإسكندرية!
أخبار «التربية» و«التعليم» تملأ صفحات الحوادث في الصحف اليومية!
أكاد أردد قولة مريم عليها السلام (يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا) في سورة مريم!
ليس المقال محاولة لتخفيف الضغط علي الضمير المهني، ولا هي بأي حال من الأحوال محاولة «للتبرير»، فلا يوجد من يحمل في قلبه ذرة مشاعر إنسانية يمكن أن يقبل هذا الذي حدث ويحدث، لكنها محاولة للفهم، فالتعرف علي الأسباب، ربما ينير الطريق أمامنا للتحسب مستقبلا بحيث لا يتكرر هذا.
إن الأحوال في كليات التربية التي تقوم بتكوين وتنشئة المعلم ساء حالها منذ سنوات، بحيث لم نعد نطمئن إلي قيامها بمسؤولياتها، وسوف يزداد الطين بلة، عندما تبدأ في تخريج الدفعات الجديدة التي تم تكوينها نتيجة ما سمي بتطوير كليات التربية الذي هو في حقيقته «تخريب» لكليات التربية مدفوع الأجر.. بقرض يبلغ عدة عشرات الملايين (!!).
أقر وأعترف بهذا، ولكن، هل سائر كليات الجامعة، تلك التي تعد الطبيب، وتلك التي تعد المهندس، وتلك التي تعد كذا وكذا، تقوم هي بمسؤوليتها الحقيقية، أم أننا نشكو كذلك من خريجي هذه الكليات وغيرها؟
الإجابة واضحة لا تحتمل معاندة ولا مراوغة.. فالتعليم الجامعي المصري يفتقد الآن الكثير من مقومات التعليم الفعال النظيف!
انظروا إلي نوعية من يقودون التربية والتعليم في مصر منذ سنوات قليلة.. لقد كنت واحدا ممن يقفون موقف المغايرة والتنديد إزاء الدكتور حسين بهاء الدين، الوزير الأسبق، فإذا بي اليوم أكاد أترحم علي أيامه قياسا بالبلاء الذي حل بالوزارة.
إنني - بحكم المهنة والتخصص الأكاديمي - أعرف معرفة جيدة، جميع وزراء التربية والتعليم منذ أيام محمد علي، وأقول بملء الفم، أنه ليس في كل هؤلاء من هو أسوأ من وزيري التربية والتعليم العالي الحاليين!!
وانظر إلي ما يحيط بالمعاهد والجامعات منذ عام ٢٠٠٠، من سيارات مصفحة وجند أقوياء غلاظ القلوب، يمسكون بالهراوات الغليظة، كي يعلنوا لجميع طلاب الجامعات، ومنهم بطبيعة الحال طلاب كليات التربية، أن العصا لمن عصا، وأن الفكر لا يرد عليه بالفكر، بل بالضرب في المليان، فهل لا تجد هذا المناخ باذرا بذور روح ال*** والقسوة وغلظة القلب؟
بل، إن المواطن المصري، أصبح معتادا أنه عند أي محاولة لأي فئة لإظهار موقفها الاحتجاجي السلمي بالنسبة لقضية من القضايا، أو مشكلة من المشكلات، دائما ما يواجهون بجيوش الأمن المركزي للضرب بكل *** علي كل من تسول له نفسه الاحتجاج، والضرب بالجزمة، حتي ولو كان المضروب قاضيا؟
وانظر إلي ما تنشره الصحف اليومية، بين حين وآخر عن أفراد شرطة يتعاملون بالقسوة المفرطة التي تصل إلي حد ال*****، والضرب الذي يفضي إلي الموت، وهم الذين عينهم المجتمع للحفاظ علي أرواح الناس وأمنهم.. إن مثل هؤلاء، مثل المدرسين الذين عينهم المجتمع وسلمهم فلذات أكبادهم ليربوهم ويعلموهم، فإذا ببعضهم يعذب ويضرب، بل وي***!!
المفارقة حقا، أن هذا الذي يحدث من المدرسين، بدأ يتكاثر، بعد أن بشرتنا وزارة اللاتربية واللاتعليم بكادر المعلمين واختبارات الكادر كي نعلم علم اليقين أن الوزارة لم تبصر حقيقة حال المعلمين، وتصورت أن المسألة بضع عشرات من الجنيهات «تمن» بها عليهم، وتختبرهم قبل أن تعطيهم إياها لمعرفة هل يستحقونها أم لا، بمناخ يغلب عليه «المن»، بل ووضعهم موضع السخرية والاستهزاء.
ليست المسألة إذن هي مسألة هذا المدرس أو ذاك، وإنما هي منظومة التعليم الكلية التي لم يعد من الممكن وصفها بالخلل والمرض، وإنما أخشي أن أصف ما أصيبت به بأنه «إيدز»، لا أدري حقا، هل بات وقت العلاج قد فات؟!
اللهم خيب ظني!!
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:51 PM.