تقرير : راعي أغنام يحبط رونالدو ومخرج تلفزيوني يرعب ميسي

[Mohammad Asaad]

دائما ما تشهد بطولة كأس العالم، العديد من قصص الكفاح للاعبين مغمورين جاءوا رفقة منتخباتهم لإثبات إمكاناتهم أمام العالم بأسره، لا سيما أنها المسابقة الأهم في جمع الأعراق والأجناس تحت لواء كرة القدم.

وشهد دور المجموعات بمونديال روسيا، تألق نجوم كبار ككريستيانو رونالدو، وروميلو لوكاكو، إضافة لهاري كين، هداف البطولة، لكن على الجانب الآخر، ظهرت أسماء لم يتوقع أحد أن تخطف الأنظار، وشاء القدر لهم أن يكونوا حديث العالم.

حارس إيران.. راعي أغنام

"والدي كان لا يحب كرة القدم على الإطلاق، وسبق أن مزق قمصاني وقفازاتي عدة مرات، ولعبت بدونها كثيرا"، هذه كانت كلمات الحارس الإيراني على رضا بيرانفاند، لصحيفة "جارديان"، بعد أن تمكن من القيام بما عجز عنه أعظم الحراس في العالم، بالتصدى لضربة جزاء من كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في العالم في العامين الأخيرين.

وعانى صاحب الـ25 عاما في حياته ليحقق حلمه باللعب في المونديال، فمع نشأته الريفية ورعي الأغنام بجوار والده، أشد كارهي كرة القدم، قرر علي الهروب من والديه بحثا عن فرصة لمواصلة اللعب، ليبدأ المشاركة مع أحد الفرق المحلية، بجانب العمل في عدة مهن للحصول على قوت يومه.

عمل علي بالعديد من المهن التي تبتعد تمام البعد عن الكرة، مثل محطة لغسل السيارات، ومطعم بيتزا، حتى انتهى به الأمر بجمع القمامة.

كما كان ينام على بوابة النادي الذي كان يلعب له، حتى صرح بأنه عندما كان يستيقظ كان يجد الكثير من الأموال المعدنية، في ظل اعتقاد المارة بأنه متسولا.

وبعدما تم استبعاده من الفريق بسبب الإجهاد الذي يعاني منه في أعماله الاخرى، تلقى مكالمة من مدرب الفريق تحت 23 عاما، ليسمح له بالعودة للتدريبات والمشاركة في المباريات إذا لم يوقع مع ناد آخر، حتى بات من العناصر الأساسية، وانضم للمنتخب عام 2015.

ويعد الحارس الإيراني من أبرز الأسباب في تأهل منتخب بلاده إلى نهائيات كأس العالم، بالحفاظ على شباكه نظيفة في 12 مباراة بالتصفيات، ليأتي إلى روسيا ويكتب لنفسه تاريخا سيتذكره طوال حياته.


مخرج إعلانات

وكانت المجموعة الرابعة على موعد مع قصة أخرى مثيرة، أيضا مع حارس مرمى سبق وأن صمد أمام كريستيانو رونالدو، ولكن أتته الفرصة ليتصدى لضربة جزاء من غريمه المباشر ليونيل ميسي في المونديال، وهو هانيس هالدورسون، حارس مرمى منتخب أيسلندا.

ومثلما أثار هالدورسون، غضب رونالدو بعد احتفاله بالتعادل مع البرتغال في يورو 2016، كرر الحارس الأيسلندي احتفاله في أولى مباريات أيسلندا بالمونديال بعدما منع ميسي من إحراز هدف التقدم.

وقال هالدرسون: "التعادل نتيجة كبيرة أمام الأرجنتين، لقد لعبنا أمام أفضل اللاعبين في العالم، قمت بمشاهدة العديد من ضربات الجزاء التي سددها ميسي في الفترة الأخيرة، وقمت بتحليل الأمور، كما نظرت لطريقتي في التعامل مع أخر ضربتين جزاء".

ومن المثير للاستغراب أن الحارس صاحب الـ 34 عاما، لم يتخذ كرة القدم كمهنة دائمة له سوى قبل 6 سنوات، فبعدما رُفض في عدة أندية، لم يتخل عن حلمه وانضم لفريق كي أر، ليكون بوابته نحو المنتخب الوطني.

وكان الإخراج التليفزيوني هو المهنة الأساسية لهالدرسون، فقد أنشأ شركة إنتاج صغيرة خاصة به كان يقوم من خلالها بعمل بعض الإعلانات التليفزيونية والمقاطع الموسيقية، واستمر في العمل بها حتى انطلاق نهائيات كأس العالم.

وأشار هالدرسون الذي قام بتصوير إعلانات لشركة مياه غازية يتم بثها الآن أثناء المونديال: "قد أتجه للتركيز فقط على عملي الأساسي كمصور إذا سنحت لي الفرصة لتصوير عمل تليفزيوني كبير، كما هو الحال مع باقي اللاعبين في المنتخب، الدوري الأيسلندي شبه محترف لذا اللاعبين يمارسون بعض الوظائف الجانبية".

شاهد أيضًا: قصة لقب.. أوزيل "غراب" الألمان الذكي