#1
|
|||
|
|||
تَسْمَعُ وَتُطِيعُ للأَمِير
تَسْمَعُ وَتُطِيعُ للأَمِير السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة من اصول الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة وجوب طاعة ولاة أمر المسلمين بالمعروف وأَهل السنة والجماعة : يقولون إِن الفقه في الدِّين لا يتم ولا يستقيم إِلَّا بالعلم والعمل معا ؛ فمن حصل علما كثيرا ولم يعمل به أَو لم يَهْتَدِ بهدي النبِي- صلى الله عليه وسلم - ولم يعمل بالسنة فليس بفقيه . -ومن أُصول عقيدة السلف الصالح ، أَهل السُّنَّة والجماعة : أَنَهم يرون وجوب طاعة ولاة أُمور المسلمين ما لم يأمرُوا بمعصية ؛ فإِذا أَمَرُوا بمعصية فلا تجوز طاعتهم فيها ، وتبقى طاعتهم بالمعروف في غيرها ، عملا بقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } ولقول رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « مَنْ أَطَاعَني فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى الله ، ومَنْ يُطعِ الأَميرِ فَقَدْ أَطاعَني ، ومَنْ يَعصِ الأميرَ فَقدْ عَصاني » (متفق عليه) وقوله : « اسْمَعُوا وَأَطِيْعُوا ، وإِن اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِي كأنَ رَأْسَهُ زَبِيبَة » (البخاري ) وقوله : « تَسْمَعُ وَتُطِيعُ للأَمِير ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأخِذَ مَالُك ؛ فَاسمَعْ وَأَطِع » (مسلم ) وقوله : « مَنْ كَرِهَ مِن أَميرهِ شَيْئا فَلْيَصْبر عَلَيْه ، فَإِنَهُ لَيسَ أَحَد مِن الناس خَرَجَ مِن السّلْطانِ شِبْرا ، فَمَاتَ عَلَيْه ؛ إِلَّا مَاتَ مِيتَة جَاهِلية » (مسلم ) 2-فَأهل السُّنَة والجماعة : يقولون إِن طاعة أُولي الأَمر في المعروف أَصل عظيم من أُصولِ العقيدة ، ومن هنا أَدرجها أَئمَة السلف في جملة العقائد ، وقل أَن يخلو كتاب من كتب العقائد إِلا تضمن تقريرها وشرحها وبيانها ، وهي فريضة شرعية لكلِّ مسلم ؛ لأنها أَمر أَساسي لوجود الانضباط في دولة الإسلام . 3-وأَهل السنة والجماعة : يرون الصلاة والجُمَع والأَعياد خلف الأُمراء والولاة ، والأَمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد والحج معهم أَبرارا كانوا أَو فجارا ، والدعاء لهم بالصلاح والاستقامة ((2) الدعاء لولاة الأمور بالصلاح والاستقامة والهداية من طريقة السلف الصالح . قال الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله : ( لو كان لي دعوة ما جعلتها إلا في السلطان ، فأمِرنا أن ندعو لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعو عليهم ، وإن جاروا وظلموا ؛ لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين) . ولأن في صلاحهم صلاح الأمة . وقال الحسن البصري رحمه الله : (اعلم- عافاك الله- أن جور الملوك نقمة من نقم الله تعالى ، ونقم الله لا تلاقى بالسيوف ، وإنما تُتقى وتُستَدفع بالدعاء والتوبة والإنابة والإقلاع عن الذنوب ، إن نقم الله متى لقيت بالسيف كانت هي أقطع . وقيل : سمع الحسن رجلا يدعو على الحجاج ، فقال : لا تفعل- رحمك الله- إنكم من أنفسكم أوتيتُم ، ( إنما نخاف إِن عُزلَ الحجاجُ أو مات أن تليكم القردة والخنازير) . ، ومناصحتهم (قال الإمام النووي رحمه الله : (وأما النصيحة لأئمة المسلمين ؛ فمعاونتهم على الحق ، وطاعتهم فيه وأمرهم به ، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف ، وإعلامهم بما غفلوا عنه) . شرح صحيح مسلم : ج 2 ، ص241) إِذا كان ظاهرهم صحيحا ، ويُحرمون الخروج عليهم بالسيف إِذا ارتكبوا مخالفة دون الكفر ، والصبر على ذلك لأَمره - صلى الله عليه وسلم - طاعتهم في غير معصية ما لم يحصل منهم كفر بواح ، وأَن لا يقاتلوا في الفتنة ، وقتال من أَراد تفريق أَمر الأُمة بعد الوحدة . قال النبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « خِيارُ أَئمتِكُمُ الذِينَ تُحِبونَهُمْ وَيُحِبونَكُمْ ، وَيُصَلونَ عَليْكُمْ وَتُصَلونَ عَلَيْهِمْ . . وَشِرارُ أئمتكُمُ الذِينَ تُبْغضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونكُم وَتَلْعَنونَهُمْ وَيَلْعَنونَكُمْ » قيل : يا رسول الله أَفلا نُنابِذُهُم بالسيف؟ فقالَ : « لا ، مَا أَقَامُوا فيكُمُ الصلاةَ ، وَإِذَا رَأَيتْمْ مِنْ ولاتِكُمْ شَيْئا تَكْرَهُونَه فَاكْرَهُوا عَمَلَه ، وَلاَ تَنزعُوا يَدا مِن طَاعَة » (مسلم ) وقال : « إنهُ يُسْتَعمَلُ عَلَيْكُمْ أمَراءُ فَتَعْرفونَ وَتنكِرُون ؛ فَمَن كَرِهَ فَقَدْ بَرئ ، وَمَنْ أَنكَرَ فَقَدْ سَلمَ ، وَلَكِنْ مَن رَضِيَ وَتابع » . قالوا : يا رسول الله! أَلا نُقاتلهم؟ قالَ : « لا ؛ مَا صلوا » (1) واعلم أن من ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به ، أو غلبهم بسيفه حتى صار خليفة ، وجبت طاعته وحرم الخروج عليه . قال الإمام أحمد : (ومن غَلبَ عليهم- يعني الولاةَ- بالسيف حتى صار خليفة ، وسمي أمير المؤمنين ؛ فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيتَ ولا يراهُ إماما برا كان أو فاجرا) . وقال الحافظ في الفتح : (وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتَغلب ، والجهاد معه ، وأن طاعته خير من الخروج عليه ؛ لما في ذلك من حقنِ الدماء ، وتسكين الدهماء) . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (وقل من خرج على إِمام ذي سلطان ؛ إِلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير) . وأما من عطل منهم شرع الله ولم يحكم به وحكم بغيره ؛ فهؤلاء خارجون عن طاعة المسلمين فلا طاعة لهم على الناس ؛ لأنهم ضيعوا مقاصد الإمامة التي من أجلها نُصبوا واستحقوا السمع والطاعة وعدم الخروج ، ولأن الوالي ما استحق أن يكون كذَلك إلا لقيامه بأمور المسلمين ، وحراسة الدين ونشره ، وتنفيذ الأحكام وتحصين الثغور ، وجهاد من عاند الإسلام بعد الدعوة ، ويوالي المسلمين ويعادي أعداء الدين ؛ فإذا لم يحرس الدين ، أو لم يقم بأمور المسلمين ؛ فقد زال عنه حق الإمامة ووجب على الأُمة- متمثلة بأهل الحل والعقد الذين يرجع إِليهم تقدير الأمر في ذلك- خلعه ونصب أخر ممن يقوم بتحقيق مقاصد الإمامة ؛ فأهل السنة عندما لا يجوزون الخروج على الأئمة بمجرد الظلم والفسوق- لأن الفجور والظلم لا يعني تضييعهم للدين- فيقصدون الإمام الذي يحكم بشرع الله ؛ لأن السلف الصالح لم يعرفوا إمارة لا تحافظ على الدين فهذه عندهم ليست إمارة ، و ( إنما الإمارة هي ما أقامت الدين ثم بعد ذلك قد تكون إمارة بَرة ، أو إِمارة فاجرة . قال علي بن أَبي طالب رضي الله عنه : « لا بد للناس ؛ من إِمارة برة كانت أو فاجرة ، قيل له : هذه البرة عرفناها فما بال الفاجرة ؟! قال : يُؤمن بها السبُل وتُقام بها الحدود ويُجاهد بها العدو ويُقسم بها الفيء) » . أَما طاعتهم في المعصية فلا يجوز ، عملا بما جاء في السنة من النهي عن ذلك ، قال النبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « السمْعُ والطاعَةُ عَلَى المرْءِ المسْلِمِ ، فيما أَحَب وَكَرِهَ ، مَا لَمْ يُؤْمَر بِمَعْصِيَة ، فإِذَا أمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سمْع وَلاَ طَاعَة » . (البخاري) وقال : « لا طاَعَةَ في مَعْصِيَةِ اللهِ إِنما الطاعةُ في المعْروف » (متفق عليه) وما هى مواصفات الامام عندكم ؟ وعلى الإمام أَن يتقي الله في الرعية ، ويعلم أنما هو أجيرٌ استأجره الله تعالى على الأمة لرعايتها ، ولخدمة دين الله وشريعته ، ولتنفيذ حدوده على العام والخاص ، وعلى الإِمام أَن يكون قويا لا تأخذه في الله لومة لائم ، أَمينا على الأمة ، وعلى دينهم ، ودمائهم وأَموالهم ، وأعراضهم ومصالحهم ، وأمنهم ، وشأنهم ، وسلوكهم ، وأَن لا ينتقم لنفسه ، ويكون غضبه للّه تعالى . قال النَّبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « مَا مِنْ عَبْد يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعية ، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاش لِرَعيتِه ؛ إِلَّا حرمَ اللهُ عَلَيهِ الجَنَّة » (مسلم ) واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ===================الداعى للخير كفاعلة============== ====انشرها فى كل موقع ولكل من تحب واغتنمها فرصة اجر كالجبال======= |
العلامات المرجعية |
|
|