قل‏:‏ يحيي توري و لا تقل يايا توري‏‏

[محمد عبد المنعم حسبو]

نصيحة من وكالة أنباء الشرق الأوسط‏:‏
قل‏:‏ يحيي توري و لا تقل يايا توري‏....‏ وقل أبو بكر ديوب ولا تقل بوبا ديوب‏!‏

السنغالى ابوبكر ديوب

لا يعلم الكثيرون في مصر والدول العربية الاخري أن العديد من أسماء لاعبي كرة القدم الافارقة الذين شاركوا في صفوف منتخبات بلادهم في بطولة كأس الامم الافريقية في دورتها السادسة والعشرين التي اختتمت أمس بغانا هي أسماء عربية واسلامية وليست أسماء أجنبية أوأفريقية كما يعتقدون‏.‏

فعدد قليل من جمهور كرة القدم هم الذين يعرفون ذلك‏..‏ فعلي سبيل المثال فإن يايا توري نجم خط وسط كوت ديفوار ونادي برشلونة الاسباني هو يحي توري وأن باب بوبا ديوب نجم خط وسط السنغال وبورتسموث الانجليزي هو بابا أبو بكر ديوب‏.‏

كما لا يعلم الكثيرون في العالم العربي أن ابدولاي فاي نجم دفاع السنغال و نادي نيوكاسل الانجليزي هو عبدالله فاي وأن لامين سيسي نجم وسط السنغال و نادي بورصاسبور التركي هوالأمين سيسي وأن اسمه الاول هو محمد واسم والده هو الامين فيما يحمل جده اسم أفريقي هو سيسي ليكون اسمه بالكامل محمد الأمين سيسي‏.‏

ويرجع عدم تخيل عدد كبير من الناطقين باللغة العربية الي ان دريسا دياكيتي نجم وسط منتخب مالي و نادي نيس الفرنسي هو إدريس دياكيتي لارتباط الاسم العربي في أفريقيا باسماء وألقاب عائلية لاتينية وأفريقية اضافة الي ما يتعرض له الاسم العربي للاعب الافريقي من تغيير في كثير من الاحيان سواء بسبب سقوط حرف منه أو عدد من حروفه بفعل نطقه بالفرنسية أو الانجليزية أو باحدي اللهجات المحلية الافريقية أو بسبب عدم قدرة الافارقة علي نطق بعض أحرف الهجاء العربية لاسيما العين والحاء والهاء‏.‏

وليس هناك أجدر من أبناء الجاليات الافريقية المقيمين في مصر للدراسة لاطلاع الرأي العام المصري والعربي علي مدي حرص العديد من المسلمين الافارقة ـ وماأكثرهم ـ في القارة السمراء علي اطلاق اسماء عربية علي أبنائهم رغم أن لغتهم الرسمية هي في الغالب الفرنسية أو الانجليزية في حين أن تعاملاتهم اليومية تجري باللهجات المحلية الافريقية وما أكثرها‏.‏

وتعود ضرورة أن يدرك العرب مدي حرص العديد من الافارقة علي تسمية أنفسهم بأسماء عربية الي أهمية افريقيا بالنسبة للعالم العربي والعكس صحيح فافريقيا تمثل عمقا استراتيجيا للعالم العربي فطالما وقفت أفريقيا بجانب القضايا العربية و لا تزال مثلما وقفت مصر الي جانب الدول الافريقية و لاتزال سواء في نضالها لنيل الاستقلال أو في مساعدتها في مجال التعليم والثقافة من خلال بعثات الازهر الشريف أو المنح الدراسية في الجامعات المصرية‏.‏ كما تلعب مصر منذ سنوات طويلة دورا مهما في النهوض بعمليات التنمية بالدول الافريقية سواء من خلال الاتفاقيات الثنائية و الجماعية أو من خلال الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا التابع لوزارة الخارجية المصرية‏.‏

ويقول سليمان كوناتيه الطالب المالي بكلية أصول الدين بجامعة الازهر أن العديد من المصريين لا يتخيلون أن الاسماء التي ينطقونها كما ينطقها الفرنسيون للاعبين في منتخب مالي هي الا أسماء عربية اسلامية مشيرا الي أن البعض في مصر لا يعلم مثلا أن بوبا صديقي كوني نجم منتخب مالي المحترف في المغرب هو في واقع الامر أبو بكر الصديق كوني أو أن سيدو كيتا نجم وسط منتخب مالي المحترف في نادي اشبلية الاسباني هو سيد كيتا لكنه تحول الي سيدو لاعتياد الافارقة علي استخدام الفصحي والتشكيل في الاسماء نظرا لتأثرهم بالقرآن الكريم الذي يحفظونه رغم عدم معرفتهم للغة العربية‏.‏

ويقول أمادو نبي موسي الطالب الغيني بجامعة الازهر بالقاهرة بعد أن انتهي من مشاهدة احدي مباريات غينيا في بطولة كأس الامم الافريقية في أحد مقاهي حي الحسين بالقاهرة أن العديد من المصريين والعرب الذين التقي بهم خلال اقامته في مصر لا يتخيلون أن الاسيني قمارا نجم دفاع منتخب غينيا و نادي روديز الفرنسي هو الحسيني قمر لسبب بسيط هو انه من الصعب علي الافارقة نطق بعض الاحرف العربية بشكل سليم مثل الحاء أو العين أو الهاء فينطقون الحسيني الاسيني مثلما تكتب بالفرنسية أو الانجليزية تماما مثلما ينطقون عبدالله ابدولاي‏.‏

و من جانبه يؤكد رشاد شيتو وهو طالب من بنين يدرس بالازهر الشريف أن الكثير من المصريين لا يتخيلون علي سبيل المثال أن ادجاموسي نجم دفاع منتخب بنين و نادي كريتاي الفرنسي هو الحاج موسي وأن رازاق اوموتويوسي مهاجم بنين و نادي هلسينبورج السويدي هو رزاق أمة يوسف و أن موريتالا اوجوبييي نجم وسط منتخب بنين والنجم الساحلي التونسي هو ما يريده الله اوجوبييي‏.‏

ويوضح محمدو تيجاني الطالب السنغالي بكلية الشريعة و القانون بجامعة الازهر أن تضمن اسماء عدد كبير من لاعبي كرة القدم في السنغال لاسماء و القاب غربية جعل المصريين والعرب لا يتخيلون ان هذا الاسم او ذاك اللقب هو في الاصل اسم عربي او ان صاحب الاسم مسلم الديانة‏...‏ فعلي سبيل المثال فان هنري قامارا نجم هجوم منتخب السنغال و نادي ويست هام الانجليزي هو هنري قمر فاسمه الاول فرنسي وهو هنري في حين ان لقب عائلته عربي هو قمر الذي تحول بعد كتابته بالفرنسية ثم بفعل نطقه بالعربية الفصحي كما جاء في القران الكريم الي قمارا‏.‏ ويضيف محمدو تيجاني ان ابيب باي نجم دفاع السنغال ونادي نيوكاسيل الانجليزي هو في واقع الامر حبيب بك باللغة العربية لكن عدم قدرة الافارقة من غير المستعربين علي نطق الحاء تجعل الحاء الف فيما تحول اسم بك الي بيي بالفرنسية‏.‏

كما أن صعوبة نطق الحاء بالنسبة للافريقي الذي لا يفهم العربية تجعله يكتب و ينطق محمد كما تقول الفصحي بمامادو‏(‏ محمدو‏)‏ و احمد بامادو‏(‏ احمدو‏).‏ و يكشف الطالب السنغالي عن أن امادو فلافيو نجم هجوم انجولا والنادي الاهلي هو في الواقع أحمد فلافيو فتحول بعد التشكيل بالفصحي و عدم وجود حرف الحاء في اللغة البرتغالية الرسمية لانجولا الي تحريف اسم احمد الي أمادو‏.‏

ويحرص دائما رئيس مالي السابق و الرئيس الحالي للمفوضية الافريقية ألفا أومر كوناري علي توضيح اسمه للصحفيين العرب عندما يلتقي بهم في المؤتمرات المختلفة‏.‏ فاسم الفا أومر كوناري كما ينطق بالفرنسية هو في واقع الامر الفاروق عمر كوناري في وقت يعتقد فيه البعض ان المقصود من الفا هو اول الحروف الابجدية اليونانية‏.‏ ويرجع اختصار اسم الفاروق الي الفا الي اعتياد العديد من الافارقة علي اختصار الاسماء فيختصرون الفاروق الي الفا وأبو بكر الي بوبا او بابكر‏.‏

[mostafa1991]

شكرا على الموضوع

[الضوء الشارد]

شكرا ليك على الموضوع