#1
|
|||
|
|||
مع القرآن - في المشهد: صالح و ثمود
مع حلقة من حلقات الصراع المستمر بين الحق والباطل يقص علينا الحق تبارك وتعالى هذا المشهد العظيم بين صالح وقومه ... في المشهد: صالحٌ عليه السلام يتحمل الأمانة ويبلغ الرسالة وكالعادة يؤمن معه القليل (من أصحاب القلوب السليمة والعقول الصحيحة) وفي جانبٍ آخر يظهر أهل العناد (الملأ) كما ظهروا لإخوانه الأنبياء في سائر حلقات الصراع. فقط: اعبدوا الله الذي خلقكم فأبدع وسخر لكم كل ما حولكم من وسائل الحياة لتتمكنوا من عبادته وتوحيده . مطلبٌ واضحٌ بسيط: الله خلق ورزق، إذن هو يستحق وحده الحمد والشكر والثناء والعبادة. الرد المعتاد: {أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ} . و الأعجب أنهم قدموا تلك العبارة بالثناء على صالح عقلاً وخلقاً وأنه كان ذا شأن فيهم، قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا، ولكن غواية إبليس وسواد قلوبهم وغشاوة أعينهم حجبت صلاح الرسول ورسالة المرسل . رد صالح: هل تضمنون نصري من الله إن أطعتكم وعصيته؟؟!!!! أأترك أمره بعدما هداني ورحمني وعمني بفضله وخصني برسالته وعمني بهدايته؟؟؟. ثم سأل الله آية: فأنزل لهم الناقة (يكفي لبنها لقبيلة كاملة) على أن يتناوبوا معها على البئر، و لو تأمل المعاندون لوجدوا أن ما يخسرونه من ماء البئر يرد إليهم لبناً صافياً فيه الكفاية عن الطعام والشراب سوياً. فما كان منهم إلا أن عقروها ليتخلصوا من أحد أسباب سعادتهم ورزقهم، فقط من أجل العناد!!!! فلما اكتملت دائرة العناد وفعل صالح ما في يده و أبلغ الرسالة وأوضح الحجة كان رد السماء واضحاً حاسماً كما كان وسيكون في سائر حلقات الصراع بين الحق و الباطل: {فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ* فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ * وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} [هود: 65-67] تأمل الآن سياق القصة من سورة هود : {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ * قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ * قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ * وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ * فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ * فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ * وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ} [هود: 61-68] أبو الهيثم محمد درويش
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|