اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-09-2015, 09:06 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,315
معدل تقييم المستوى: 22
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي مع أبنائنا..لا للقسوة..نعم للحزم..!!


مع أبنائنا..لا للقسوة..نعم للحزم..!!









إذا رأينا المربي دائم العبوس في وجه أبنائه، شديد الانتهار لهم كلما خاطبهم، لا يجيبهم بالموافقة على أي طلب مباح من مباهج الطفولة ومتعها، يستخدم العقاب البدني بإفراط ....إذا رأينا المربي ينتهج منهج "القسوة" في تربية أبنائه؛ فإن ذلك يدل على إفلاسه في الوسائل والأساليب التربوية، كما يؤذن بنتائج غير طيبة سواء في علاقة المربي بأبنائه، أو في المنتج الذي سيفرزه عمله كمربي وأب..!

أعزائي المربين والمربيات
وحتى يكون المعنى واضحاً..ماذا نقصد بالقسوة تحديداً ؟
القسوة تعني (معاملة الأبناء بشتى أنواع العقاب المؤلم جسدياً ونفسياً بشدة ، واعتماد ذلك أسلوباً أساسياً في التربية. كالضرب بشدة، والتوبيخ والتقريع للابن أو أعماله، أو تخويفه بأمور مخيفة، أو تأنيبه المستمر وإشعاره بالإهانة والنقص والحرمان) .

تداخل معنى القسوة مع معاني أخرى نافعة لدى كثير من المربين:
لننتبه جميعاً ! فقد يحدث شيء من التداخل بين معنى وتطبيق أسلوب (القسوة) المرفوض تربوياً، وبين معاني أخرى لها تطبيقات هامة جداً ولازمة في عملية التربية المتوازنة المنضبطة، مثل (الحزم)، و(الإلزام بقوانين الأسرة ونظامها) ..!
وقد يأتي الإشكال من أنّ كثير من الآباء يخلطون بين القسوة المضرة بالأبناء، والحزم اللازم لتربيتهم.
فالأطفال يحتاجون إلى الحزم؛ لأنه يقدّم لهم حدوداً يلتزمون بها، ويقفون عندها دون أن يشعروا بالضيق، فإن لم توجد هذه الحدود سيستمر الطفل في توسيع المجال لنفسه إلى أن يصل لدرجة الانفلات ثم يحدث مالا يحمد عقباه.
والحسنة بين السيئتين أن ينتهج الأب مع ولده منهجاً قاصداً متوسطاً يحفظ فيه كرامته فلا يخدشها، ولا يكثر من التعنيف الذي يؤدي بالولد إلى الاستهانة بالأب وعدم احترامه والجرأة عليه، وأن يمنحه شيئاً من الحرية دون إفراط أو تفريط.(عدنان باحارث:مسئولية الأب المسلم في تربية الولد،ص:76)
وهذا التوازن يعد من أهم أسرار نجاح الأب تربوياً، عندما يدرك كيف ومتى يكون حازماً؛ وتلك الوقفات الحازمة مع الولد لن تُنسى، ولكنها ستحفر في ذاكرته، وتصير علامات يهتدي بها فيما يستقبل من عمره. (عمرو أبو ليلة-نسيبة أحمد:أطفال سعداء..تحدي للآباء،ص:107 بتصرف)

التربية على منهج القسوة تعوق عملية التعلّم:
أفضل الطرق لتعليم الأبناء تكون بالحب والقدوة، مع الضبط والمتابعة، وليس بالأمر والشدة، والإفراط في العقوبة، أوضح ذلك ابن خلدون في مقدمته الرائعة، إذ يقول:
" إرهاف الحد في التعليم مضرّ بالمتعلم، سيما في أصاغر الولد، لأنه من سوء الملكة. ومن كان مُرَبَّاهُ بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم، سطا به القهر وضيق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل وحمل على الكذب والخبث، وهو التظاهر بغير ما في ضميره، خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة لذلك، وصارت له هذه عادة وخلقاً، وفسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع والتمدن، وهي الحمية والمدافعة عن نفسه أو منزله.وصار عيالاً على غيره في ذلك، بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل، فانقبضت عن غايتها ومدى إنسانيتها، فارتكس وعاد في أسفل السافلين. (مقدمة ابن خلدون 347 ) .
على حين نجد الأبناء الذين عوملوا من جهة الأب – خاصة – بأساليب الرفق والاحترام لذواتهم؛ يتمتعون بصفات:الثقة، والاستقلالية، والقدرة على الإنجاز، والإبداع، والتفوق.

ويدمّر البناء النفسي والخُلقي للأبناء:
- اعتماد القسوة كأسلوب لتربية الأبناء من شأنه أن يؤثر سلبياً على سلامتهم وتوافقهم النفسي، ولقد كشفت الدراسات النفسية والتربوية أنّ الأطفال الذين لا يشعرون بالأمن إلى جانب آبائهم يتصفون بالخوف والكآبة والصمت، أو يصابون بعقد نفسية، ويكونون أفراداً غير أسوياء. وقد يلجئون إلى شخص أو أشخاص آخرين يلتمسون عندهم الأمان الذي يفتقدونه داخل الأسرة، مما يعرضهم للمفاسد الأخلاقية والسلوكية، ولعل هذا ما يفسر أن كثيراً من حالات جنوح الأحداث والمراهقين يرجع في أحد أسبابه الهامة إلى أنهم عوملوا بقسوة داخل الأسرة.

وماذا تفعل القسوة أيضاً ؟
- تتحطم أعصاب الطفل، وقدراته عبر ما يتلقاه من زجر ونهر، واستجوابات، ومصادرة لدفاعه عن نفسه أو تبريره لخطئه؛ فيصير كالطائر الذي يسيطر عليه الخوار والضعف، لا يمكنه التحليق والارتفاع.

- يعتبر أسلوب القسوة والتخويف نوعاً من دعوة الطفل إلى تكرار الخطأ ولكن بشكل سري؛ دون أن يعلم به أحد خاصة الأب، ويزيد من جرأته على المخالفة، وغالباً يكون ذلك تنفيساً عن مشاعر القهر التي يعانيها من جرّاء المعاملة القاسية.

- تؤدي قسوة الأب إلى خلق فجوة معنوية واسعة بينه وبين أبنائه، بل أيضاً على مستوى التقارب البدني؛ فنجد الطفل يحاول الابتعاد عن المكان الذي يجلس الأب فيه، ويتهرب من الاجتماع معه متى سنحت له الفرصة.

-كثير من الأمهات تؤجل عقاب الطفل على خطئه إلى حين مجيء الأب الذي يقوم بدوره بتنفيذه؛ وهذا المسلك يترتب عليه؛ فقدان الأب جاذبيته وخاصيته التدعيمية للطفل، ويصير شخص الأب مرتبطاً في نفس الطفل بمشاعر الخوف والنفور وربما الكراهية؛ مما يترتب عليه عدم تأثر الطفل بأبيه في المواقف الإيجابية؛ ذلك أن العقاب ارتبط لدى الطفل بحضور الأب وليس بسلوكه الخاطيء، الأمر الذي يهدد صحة الأبناء النفسية.(هداية الله أحمد شاش:موسوعة التربية العملية للطفل،ص:108)

- ومن آثار القسوة أيضا: كراهية الأطفال لمنازلهم وأسرهم، وعدم الرغبة في البقاء فيها ، أو استمرار حياتهم مع والديهم أو ذويهم ، ومن هنا يفرون إلى الشوارع والطرقات ، والجماعات المختلفة ، حيث يجدون حرية أوسع وأكبر ، الأمر الذي يعرضهم إلى الكثير من ألوان الانحرافات السلوكية المختلفة ، أو أن يمارسوا ألواناً من السلوك المضاد للمجتمع ، يُعَدّ التشرد والإجرام أبرزها وأوضحها.

بينما (الحزم) من ضرورات التربية الصالحة
و به قوام التربية، والحازم هو الذي يضع الأمور في مواضعها،فلا يتساهل في حال تستوجب الشدة ولا يتشدد في حال تستوجب اللين والرفق.
وضابط الحزم: أن يُلزم ولده بما يحفظ دينه وعقله وبدنه وماله،وأن يحول بينه وبين ما يضره في دينه ودنياه، وأن يلزمه التقاليد الاجتماعية المَرعيَّة في بلده ما لم تعارض الشرع. قال ابن الجوزي – رحمه الله – مؤكداً على ضرورة الحزم في التربية:
" فيا أيها المرزوق عقلاً لا تبخسه حقه، ولا تطفيء نوره، واسمع ما نشير به، ولا تلتفت إلى بكاء طفل لفوات غرضه؛ فإنك إن رحمت بكاءه لم تقدر على فطامه، ولم يمكنك تأديبه، فيبلغ جاهلاً فقيراً:
لا تسه عن أدب الصغي ... ر ولو شكا ألم التعب
ودع الكبير لشأنــــــــه ... كبر الكبير عن الأدب
وإذا كان المربي غير حازم فإنه يقع أسير حبه للولد، فيسرف في تدليله، وينفذ جميع رغباته، ويترك معاقبته عند الخطأ، فينشأ ضعيف الإرادة منقاداً للهوى، غير مكترث بالحقوق المفروضة عليه.
- ومن مظاهر الحزم الإيجابي كذلك عدم تلبية طلبات الولد على الدوام؛ فإن بعضها ترف مفسد، وألا ينقاد المربي للطفل إذا بكى أو غضب؛ ليدرك الطفل أن الغضب والصياح لا يساعده على تحقيق رغباته، وليتعلمَ أن الطلب أقرب إلى الإجابة إذا كان بهدوء وأدب واحترام.
ومن أهم ما يجب أن يحزم فيه الوالدان النظام المنزلي،فيحافظ على أوقات النوم والأكل والخروج، وبهذا يسهل ضبط أخلاقيات الأبناء وعاداتهم.

ومن أهم الفروق بين الحزم والقسوة :
- أن الحزم يكون عن دراية وبصيرة بظروف الموقف ومقوماته، بل وبحالة الشخص، بينما لا تخضع القسوة للظروف الموضوعية والنفسية اعتبار .

- أن الحزم يكون لمصلحة الشخص، بينما تكون القسوة نتيجة انفعالات من المربي .

- أن الحزم يعطينا أكثر من طريقة لإلجام نزوات المربى بينما لا تعرف القسوة إلا طريقاً واحداً لذلك وهو طريق القهر والقمع .

- أن الحزم يساعد المتربي على الاستقلال التدريجي ، بينما لا تحقق القسوة إلا الاستذلال وفقدان الإحساس بالمسؤولية وامتناع تبلور الشخصية .

- أن الحزم يُشعِر المتربي بالحب الصادق، بينما القسوة تجعله يشعر بالكراهية.



وأخيراً عزيزي المربي
تذكر أنّ الرحمة بالأولاد، والحنو بهم، والشفقة عليهم؛ لهي من أهم الأسباب الجالبة لبرّ الأبناء لآبائهم، ومحبتهم إياهم، وكلما أمعن الوالدان في حب أبناءهما، كلما بادلهم الأبناء حباً بحب وشفقة بشفقة .
والأب الناجح هو ذلك الأب الرحيم العطوف بأبنائه وأسرته الذي يمنحهم الحب والعطف، ويوازن بين الحنان والحزم، ويشملهم برعايته ويحتويهم بقلبه الكبير؛ فيشعرون معه بالسعادة والأمان.
منقول




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
- مسئولية الأب المسلم في تربية الولد:د.عدنان حسن با حارث
- موسوعة التربية العملية للطفل:هداية الله أحمد شاش
- أطفال سعداء..تحدي للآباء: عمرو أبو ليلة-نسيبة أحمد
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .


آخر تعديل بواسطة أبو إسراء A ، 24-09-2015 الساعة 09:08 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:40 PM.