اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-08-2015, 11:33 AM
seryo seryo غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 1,903
معدل تقييم المستوى: 17
seryo is on a distinguished road
افتراضي صرخات من داخل سجون معتقلي الرأي السياسي في مصر

رسالة من رسائل عدة بنفس المحتوى وصلتني من معتقلين تم الافراج عنهم ، و كلها تحكي عن معاناة معتقلي الرأي السياسي في السجون المصرية ، أترككم مع الرسالة بعد إعادة صياغتها مع المحافظة على المضمون: المكان : إحدى الأحياء السكنية الزمان : الساعة الثالثة بعد منتصف الليل الهدوء يفرض سيطرته على الكون طبقا لمعاهدة غير مكتوبة بين الانسان و الطبيعة يتخلى فيها الانسان عن ضجيجه و لو لسويعات قليلة . أحذية ثقيلة تطأ الأرض تشق سكون الليل ، تتسلق سلالم بناية ما و تتحرك بكثير من اللامبالاة و الازعاج ، يتبعها دقات عنيفة على باب احدى الشقق توقظ السكان ، الأب يهرع إلى الباب متوجسا بعد أن أصطدم عدة مرات بقطع الأثاث ووقع مرة أو اثنتين ، يفتح الباب و خفقات قلبه تكاد تخلعه من أضلعه ، الباب يُدفع ليفتح على مصراعيه للقوات المقتحمة المدججة بالسلاح ، يهرع بعضهم إلى إحدى الغرف فتصرخ الفتيات و هن يحاولن ستر أنفسهن ، فيما تكلل جهود الآخرين الذين اقتحموا الغرفة الاخرى بالنجاح ، و يخرجون مظفرين بغنيمتهم البائسة ، شاب في مقتبل العشرينات ، ضعيف البنية ، حائر النظرات ،يلقفوه فيما بينهم وصولا إلى سيارة الترحيلات، الام تصرخ متسائلة بجنون عن المكان الذي يأخذون فيه ابنها فيستقبلون جزعها و خوفها على فلذة كبدها بدفعها ثم تكسير البيت على ساكنيه ، ينتهي المشهد الكئيب بالأم و هي تجري خلف سيارة الترحيلات منادية على ابنها الوحيد محمد المكان : قسم الشرطة الزمان : بعد 3 ساعات "يلا يا حبيبي انت و هو على القسم " قالها أمين الشرطة و هو يجر محمد و باقي زملاؤه من سيارة الترحيلات إلى قسم الشرطة ، لتستقبلهم هراوات العساكر و أحذيتهم استقبال يليق بعتاة المجرمين ، أتبعوه بإيداعهم "الثلاجة" ، و الثلاجة لمن لا يعرف ، هي الاسم الدارج بين أفراد جهاز الشرطة لغرفة يوضع فيها جميع المساجين السياسيين و الجنائيين في الانتظار، لحين عرضهم على النيابة أو استجوابهم قبل العرض ، و الاستجواب هنا يشمل الصاعق و الضرب حتى تمام استخلاص المعلومات المطلوبة من المعتقل ، لينتهي به الأمر الى الزنزانة ،و ما أدراك ما زنزانة القسم ! تستطيع أن تضعها بدون خطأ كبير في مقارنة مع أي حمام عمومي لأي مصلحة حكومية ( اذا صح وصف الحمام بها ) ، مكان كئيب و قذر جدا ، يحتضن عتاة المجرمين جنبا إلى جنب معتقلي الرأي السياسي ، يرأسهم بلطجي يختار لنفسه أفضل الأماكن في الحجز و أكبرها ، و يجبر باقي المعتقلين على دفع إتاوات يومية . التكدس في غرفة الاحتجاز يذكر المعتقلين بعذاب الآخرة ، يلبسون الملابس الخفيفة و لا يسترون من أجسادهم الكثير حتى في أشد أوقات الشتاء برودة ، فحرارة أنفاسهم والتصاق أجسادهم و ندرة الهواء مع سوء التهوية و استنشاقهم لسحب دخان ‏السجائر ، تطفئ أي شعور ببرودة فصل الشتاء . المكان : المعتقل الزمان :بعد 150 يوم من إعادة تجديد الاحتجاز ، بعد أن أصبح بلا سقف زمني استقبال آخر يسمى بالتشريفة كان ينتظر محمد ،لم يختلف كثيرا عن الاستقبال الأول في القسم ، إلا أن عساكر الأمن المركزي قد اصطفوا على الجانبين هذه المرة و أشبعوه هو و من معه ضربا وصولا إلى المعتقل ، أتبعوه بتفتيشهم و حرق متعلقاتهم الشخصية، ثم إيداعهم الإيراد ، و الإيراد هو مكان يحتجز فيه المعتقلين بدون تريض أو زيارات عائلية لمدة 11 يوم ، يتسم بأن حمامه غير آدمي و مياهه غير نظيفة . والسجن الذي أودع فيه محمد ، يتكون من 4 أدوار ، يحوي كل دور منه 6 زنازين صغيرة وواحدة كبيرة ، تعافي الشمس الدور الأرضي منه ،و التريض فيه مسموح لنصف المعتقلين لمدة ساعة واحدة فقط ، يتم السماح للنصف الآخر بالتريض بعد عودة النصف الأول ، الفول و العدس و الأرز هم أصدقاء لحشرات السوس بعد أن أضحوا مكون رئيس فيهم، زيارات الأهالي ***** لهم ، ينتظرون دورهم في الشمس الحارقة لأوقات قد تمتد لساعات طويلة ، أما المضحك المبكي ، أن أهالي معتقلي الرأي يبدأ السماح بتوافدهم بعد أن تنتهي زيارات أهالي الجنائيين أولا ! وكأن حال مصر الثورة يقول ; أن تكون مجرما لهو أحب و أقرب إلى قلب الدولة من أن تبدي رأيا لا يعجب المسؤولين ! أما مدة الزيارة فهي تتراوح ما بين 15 إلى 25 دقيقة ، يفتش الأهالي بدقة شديدة قبلها و بعدها . المكان : التأديب الزمان : لا أهمية له ! التأديب هو زنزانة صغيرة للغاية في الدور الأرضي طولها 120سم و عرضها 50 سم يوجد بها شباك صغير للغاية تحوطه الأسلاك ، مظلمة ، رائحتها سيئة للغاية ، يسمح للمتأدب المحلوق رأسه ببطانية قذرة ، و فارغة ( زجاجة بلاستيك ) يقضي فيها حاجته ، طعامه فيها رغيف من الخبز سيء الجودة وقطعة من الجبن و شرابه مياه فاسدة يقال أن مصدرها من بحيرة راكدة ( ترعة ) و لا يفتح بابها إلا عندما تنتهي المدة المقررة له المكان : عيادة السجن الزمان : دقيقتان هما كل الوقت المتاح للمرضى للحصول على مسكن ، يصرف لجميع الحالات و حتى الحرجة منهم ! المكان : البيت الزمان : مستقبل فقد لكل معانيه الجميلة ومازال محمد يتساءل إلى الان ... ماذا فعلت ؟ أضم صوتي إلى صوته متسائلة ماذا فعل محمد و غيره من سجناء الرأي العام ؟ مم تخاف الدولة و هي المدججة بالسلاح القابضة على كل مراكز القوة المسلحة ؟ مم يخاف النظام و الجيش يقف حارسا له غير منقلب عليه ؟ مم يخافون و الشعب منقسم على نفسه في عهد لم تعرفه مصر من قبل منذرا ببوادر حرب أهلية تغذيه بممارساتها الخاطئة مع الشباب ؟ ماذا يفعل شباب مصر وبناتها و أطفالها في السجون مع المجرمين ؟ أي مستقبل ترونه في شباب كره بلاده و انتماؤه بعد أن ذاق الأمرين في مهانة بشرية تدعى المعتقلات ؟ هل هذه هي وعودكم بتمكين الشباب من العمل السياسي ؟ أخرجوا شباب معتقلي الرأي من السجون و اجعلوا انقضاء مدة حكمهم في عمل اجتماعي يخدم مصر بأجور رمزية ‏ ، بعيدا عن العوالم الافتراضية و الجماعات التكفيرية ‏ ،استفيدوا من أيادي عاملة مهدرة في غياهب السجون و اغرزوا فيهم القومية وحب مصر بالأفعال و ليس بالرقص و بالأغاني الوطنية . و الله انها لسبة على جبين مصر الثورة أن يكون بمعاقلها إلى الآن محتجزي رأي عام .

اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D...85%D8%B5%D8%B1
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:12 AM.