اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > رمضان كريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-07-2015, 01:13 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 60
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي رمضانيات







رمضانيات














د. زيد بن محمد الرماني








(1)



مَرَّ الحسن البصري رحمه الله بقوم يضحكون فوقف عليهم، وقال: إن الله تعالى قد جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقِه يستبقون فيه بطاعته، فسبق أقوام ففازوا، وتخلَّف أقوام فخابوا، فالعجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه المسارعون وخاب فيه الباطلون.






الصوم جنة أقوام من النار

والصوم حصنٌ لمن يخشى من النار


والصومُ سترٌ لأهل الخير كلهم

الخائفين من الأوزار والعار


فصام فيه رجالٌ يربحون به

ثوابهم من عظيم الشأن غفار


فأصبحوا في جنان الخلد قد نزَلوا

من بين حور وأشجار وأنهار










(2)



الحكمة في فرض شهر رمضان أنَّ الله تعالى أمرنا أن نصوم فيه ونجوع؛ لأنَّ الجوع ملاك السلامة في باب الأديان والأبدان عند الحكماء والأطباء، فما ملأ ابن آدم وعاءً شرًّا من بطنه، والحكمة ملاك لا يسكن إلا في بيت خال.







قال يحيى بن معاذ رحمه الله مرَّة لأصحابه: مَن شبِع من الطعام عجز عن القيام، ومَنْ عجز عن القيام افتُضِح بين الخُدَّام، وإذا امتلأت المعدة رقدت الأعضاء عن الطاعات، وقعدت الجوارح عن العبادات.







(3)



قيل: مثل شهر رمضان كمثل رسول أرسله سلطان إلى قوم، فإن أكرموا شأنه وعظَّموا مكانه، وشرفوا منزلته، وعرَفوا فضيلته، رجع الرسول إلى السلطان شاكرًا لأفعالهم، مادحًا لأحوالهم، راضيًا لأعمالهم، فيحبهم السلطان على ذلك، فيحسن إليهم كل الإحسان، وإن استخفوا برعايته وهوَّنوا لعنايته، ولم يُنزلوه منزلته من الإكرام، وفعلوا به فعل اللئام، فيرجع الرسول إلى السلطان وقد غضب عليهم من قبيح أفعالهم وسيِّئ أعمالهم، فيغضب السلطان لغضبه، كذلك يغضب الله سبحانه وتعالى - (ولله المثل الأسمى والأعلى) - على مَن استخف بحُرمة شهر رمضان؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].







(4)



إنَّ أعظم هدية حملها إلينا رمضان - بل حملها إلى البشرية جمعاء - هي القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى في هذا الشهر المبارك على محمد صلى الله عليه وسلم، فقال عز وجل: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185].







كما أنَّ هدية رمضان الثانية هي ليلة القدر، وهي ليلة نزول القرآن الكريم على محمد صلى الله عليه وسلم؛ قال جل شأنه: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1].







كيف لا تكون هدية عظيمة وفيها انطلقت أنوار العلم والمعرفة ماحية ظلمات الجهل والجاهلية؟!







(5)



قال أحد الصالحين: أدوية الروح خمسة، وهي كلها من متطلبات شهر الصيام: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين.






يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب

حتى عصى ربَّه في شهر شعبان


لقد أظلك شهر الصوم بعدهما

فلا تصيِّره أيضًا شهر عصيان


واتلُ القرآنَ وسبِّح فيه مجتهدًا

فإنه شهر تسبيح وقرآن


كم كنت تعرف ممن صام في سلفٍ

من بين أهل وجيران وإخوانِ


أفناهم الموت واستبقاك بعدهمُ

حيًّا فما أقرب القاصي من الداني










(6)



أيام شهر رمضان كالتاج على رؤوس الأيام، وهي مغنم الخير والبركات لذوي الإيمان، وللصيام آداب يجمعها: حفظ القلوب عن الخطرات، واللسان عن قبيح المقالات، والسمع عن الاستماع إلى المنكرات، والجوف عن المطاعم والمشارب المحرمات.






مَنْ كان يشكو عِظَم داء ذنوبه

فليأت من رمضان باب طبيبه


ويفوز من عرف الصيام بطيبه

أو ليس قول الله في ترغيبه؟






(الصوم لي وأنا الذي أجزي به).







(7)



كان سفيان الثوري رحمه الله إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وأقبل على قراءة القرآن.






يا غافلًا وليالي الصوم قد ذهبت

زادت خطاياك قف بالباب وابْكيها


واغنَم بقية هذا الشهر تحظَ بما

غرسته من ثمار الخير تَجنيها


وتُبْ لعلك تحظى بالقبول عسى

أن تبلغ النفس بالتقوى أمانيها


وقلْ: إلهي أنا العبد الذليل وقد

أتيت أرجو أجورًا فاز راجيها


فلا تكلني إلى علمي ولا عملي

واغفِر ذنوبي فإني غارقٌ فيها










(8)



لقد حفل شهر رمضان بأحداث مهمة في التاريخ، كلها تدل على أن رمضان كان على مدى التاريخ شهر عمل وانتصارات وبركات، ففي رمضان من السنة الثانية للهجرة وقعت غزوة بدر الكبرى، وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة كان الفتح الكبير فتح مكة، وفي رمضان سنة 15 للهجرة كانت موقعة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وفي رمضان سنة 92 للهجرة فتح المسلمون الأندلس بقيادة طارق بن زياد رحمه الله، ويبقى أهم الأحداث الرمضانية قاطبة، وهو نزول القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء.







(9)



قال ابن الجوزي رحمه الله: شهر رمضان شهر فيه تُزهر القناديل، وينزل فيه بالرحمة جبريل، ويُبتلى فيه التنزيل، ويسمح فيه للمسافر والعليل.







وورد عن ذي النون المصري رحمه الله قوله: تجوع بالنهار وقم بالأسحار، ترَ عجبًا من الملك الجبَّار.







قيل للأحنف بن قيس رحمه الله: إنك شيخ كبير، وإنَّ الصوم يضعفك، فقال: إني أعده لسفر طويل، والصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذابه.







سُئِل بعض السلف: لِمَ شُرع الصيام؟ قال: ليذوق الغني طعم الجوع، فلا ينسى الجائع.







قال أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله: رمضان شهرٌ جعله الله تعالى مصباح العام، وواسطة النظام، وأشرف قواعد الإسلام المشرف بنور الصلاة والصيام والقيام.







(10)



لما كانت القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، وجلاؤها ذكر الله، فإنَّ شهر رمضان فرصة للذكر والشكر، وبذلك يمتلك الشهر الفضيل أدوية الروح والقلب.






يا فوز مَنْ للصوم قام بحقه

وأتى بحُسن القول فيه وصدقه


ومن الجحيم نجا وفاز بعتقه

فالله قال عن الصيام لخلقه:


"الصوم لي وأنا الذي أجزي به"








رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:15 AM.