اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > رمضان كريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-07-2015, 03:42 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
مشرف ادارى الركن الدينى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,321
معدل تقييم المستوى: 22
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي كيف نصومُ رمضانَ كما ينبغي؟


كيف نصومُ رمضانَ كما ينبغي؟


أحبابي في الله... كل عامٍ وأنتم بخير... يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن صامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه)(متفق عليه)، ومعني " إيماناً " أي: (تصديقاً بوعد الله بالثواب على الصيام)،ومعنى" احتساباً " أي: (طلباً للأجر، لا لقصدٍ أخر، كرياءٍ وغيره)، ويقول صلى الله عليه وسلم أيضاً: (مَن لم يَدَع قولَ الزُور والعمل به فليس للهِ حاجةٌ في أنْ يَدَعَ طعامَهُ وشرابَه)(البخاري 1903)، إذن فالأمرُ ليس مقتصراً على صوم المَعِدَةِ عن الطعام والشراب وفقط، وإنما حقيقةُ الأمر - (حتى يقبلَ اللهُ صيامَك) - أنْ تصومَ جوارحُكَ عن مَعصِيَةِ الله، فإذا كان اللهُ تعالى قد أمرك بالصيام عن الحلال لِمُدَّةِ تَقرُبُ مِن (14) ساعة متواصلة، فإنه يجب عليك من باب أوْلَى أن تصومَ عن الحرام.فتصومُ عيناكَ عن النظر إلى الحرام، وعن احتقار نعمة الله، وعن احتقار أحدٍ من المسلمين.
ويصومُ لسانك عن التلفظ بالحرام (من غِيبَةٍ ونميمَةٍ وكَذِبٍ وَسَبٍّ وغير ذلك)، وتصومُ يداكَ عن فِعل الحرام، وتصومُ قدماكَ عن المَشْي إلى الحرام، وهكذا باقي الجَوَارح حتى يقبلَكَ اللهُ تعالى. وقد يسألُ سائلٌ ويقول: كيف أشعُرُ بلذة الصيام (أريد أنْ أحب الصيام فماذا أفعل)؟
يقول الله تعالى فى الحديث القدسى: (وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحَبَّ إليَّ مما افترضتُهُ عليه) (البخاري 6502)، إذَن فأفضلُ شيءٍ تتقربُ بهِ إلى الله تعالى هو الفرائض (كالصلواتِ الخَمس، والزكاة، وصيام رمضان، والحج).
ولكن لابد أنْ تعلمَ جيداً أن العبادات ليست مُقتَصِرَةً على حركاتٍ تؤدَّى في الظاهر وفقط، وإنما - حتى تؤثرَ العبادةُ في قلبك - لابد من وُجُودِ شَيْئَيْن:1. أنْ تصبرَ على المُدَاوَمَةِ عليها، كما قال أحدُ السَلَف: (عَالَجْتُ قيامَ الليل سَنَة، ثم تمتعتُ به عِشرين سَنَة).
2. أنْ تفهمَ مُرَادَ اللهِ من هذه العبادة، فحتى يؤثرَ فيك الصيام..ينبغي أنْ تفهمَ أولاً المعاني الإيمانية للصيام.فمثلاً عندما تأتى عليك آخرُ ساعةٍ في الصيام، وتشعرُ أنك مُنهَكُ القُوَى.. ذليل.. مُنكَسِر..
كل ما تحتاجُهُ هو شربةُ ماءٍ تُذهِبُ ظمأك أو لُقمَةٍ تَسُدُّ جُوعَك، فساعتَهَا تعرفُ قدْرَ نفسِك، فتعرفُ ضعفك وفقرك، وكذلك تعرفُ ربّكَ القوي الغني، الذي لا يحتاجُ إلى شيءٍ (فلا يحتاجُ إلى طعامٍ ولا إلى شراب)، فهو سبحانه الذى يُطعِمُ ولا يُطعَم، وهو الرزاق ذو القوة المَتِين.
فساعتَهَا تقول: (سبحان مَن لا يأكلُ ولا يشرب)، (سبحان الذى ليس كَمِثلِهِ شيءٌ وهو السميعُ البصير)، فحينئذٍ يَشهَدُ قلبُكَ عَظَمَة اللهِ تعالى، وينشَغِلُ بذلك عن الجُوع والعطش، لأنه قد شعر أنه فقيرٌ ومُحتَاجٌ إلى ربه، وكذلك قد شعر أنه غَنِىٌ بالله الذي لا يحتاجُ إلى شيءٍ مما يحتاجُهُ البَشَر، فهُوَ سبحانه الذي يسألُهُ مَن في السموات والأرض، (وهذا هُوَ مَشهَدُ التوحيد في الصيام).
فهذا المَشهَد يَدفعُ العبدَ عن ارتباطِ قلبه بالمخلوقين، وعن التعلق بهم، وعن التوكل عليهم، فلا يعتمدُ على أحدٍ إلا الله، ولا يستعينُ إلا به وحده، وذلك لأنه قد رأى ضَعفَ البَشَر مِن حَولِهِ في هذا الشهر، ورأى ذُلَّهُم وفقرَهُم لِفَقد الطعام والشراب وحِرمَانِهِم منه، فصارُوا لا حَوْلَ لهم ولا قوة، فحينئذٍ يَعلمُ أنه لا يَجُوز له أنْ يتوكل على ضعيفٍ مثله أو على فقيرٍ مثله أو على مَن يَموتُ مثله، فيتوجه كل اعتمادِهِ على اللهِ الحيِّ القيوم، فحينئذِ تدعو اللهَ تبارك وتعالى وأنت مُوقِنٌ بالإجابة، لأنك قد عَلِمتَ يقيناً أنه سبحانه القويّ الغنيّ الذي بيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شيئ.
وهناك مَشهَدٌ آخر يَظهَرُ عِندَ الإفطار وهو: (مشهد الفرح)، وذلك عندما تأتى قبل الإفطار بلحظات والماء أمامك...وحلقك سيتقطع من العطش، فتجِدُ أنَّ نفسك التي بينَ جنبَيْكَ تقولُ لك: (اشرب)، ولكنَّ اللهَ يقولُ: (لا تشرب)، فتجعلُ حُكمَ اللهِ يَمضى على نفسك، كما قال تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ) (يوسف 40)، فحينما يأتى الإذنُ مِن المَلِكِ سبحانه وتعالى تفرحُ بفطرك، وتفرحُ بانتصارك على نفسِك، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ﴾[يونس 58] أي بفضل الله الذى وفقك لأداء الطاعة كما ينبغى، والذى وفقك لمجاهدة نفسك، والذى أعطاك دعوة مستجابة عند فِطرِك.
وهناك مشاهد أخرى فى الصيام نذكرُ منها: أنْ تشعُرَ بلذةِ التعب لِمَن تحب...(أنْ تتعبَ لله)، فعندما تشعر بالجوع والعطش والتعب فى الصيام تستشعر أنَّ اللهَ هو الذى أمرك بذلك، وأنت تحبُ الله، وكما نقولكل ما يأتي مِن حبيبك...حبيبك)، فأنت تجوعُ لله وتعطشُ لله وتتحملُ لله.ومنها مشهد الإيثار والتخلص مِن بُخل النفس: وذلك تشاهدُهُ عندما تُفَطِّرُ عندك صائماً (وخاصة لو كان فقيراً)، فعندما تجلس معه على مائدة افطار واحدة، وتطبق معه قولَ الله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)(آل عمران 92)، وقوله تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ﴾[الإنسان 8]، فتؤثِرُهُ على نفسك وتعطى له من أفضل قطعة تحبها فى الطعام فتتخلص ساعتَها من بُخل النفس كما قال تعالى: (﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ﴾[الحشر 9]. ومنها مشهد سَلامةُ الصَدْر للمسلمين: وذلك تلاحظه فى قول النبي (صلى الله عليه وسلم): (فإنْ سَابَّهُ أحَد أو قاتله فليَقل إني امرؤٌ صائم)(متفق عليه)، وذلك يُعَلِمُكَ احتمال الأذى، وَرَدّ السيئة بالحسنة. ومنها أنْ تتذكر إخوانك الجوعى.
(فلابد أنْ تستشعر هذه المعانى الإيمانية وأنت صائم، حتى يكون صيامُكَ بحب) ولكن دَعُونَا أيها الأحِبّة نسألُ أنفسَنَا: لماذا في رمضان نستشعر هذة الهمَّة والإقبال على العبادة؟1. لأنه شهر العبادة التى لا مَثِيلَ لها، فعن أبي أُمَامَة رضي الله عنه قال : أتيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: (مُرنِي بأمْرٍ آخُذُهُ عنك)، قال: (عليك بالصوم فإنه لا مِثلَ له)( انظر صحيح النسائي)، فهو لا مَثِيلَ له في علاج الشهوات...لا مَثِيلَ له في الوصول إلى الله... لا مَثِيلَ له على الميزان... لا مَثِيلَ له في الوقاية من النار... لا مَثِيلَ له على الصراط.
2. ولأن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (إَّن في الجنة باباً يُقالُ له الرَيَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحدٌ غيرهم، فإذا دخلوا أُغلِقَ فلم يدخل منه أحد)(متفق عليه).
ولاحظ أنه صلى الله عليه وسلم قال: (فى الجنة) ولم يقل: (للجنة)، فهو بابٌ داخلُ الجنة، فيه من الأفراح والمُتَع..الشيء الخاص بالصائمين فوق أفراح الجنة ومُتَعِهَا.
3. ولأن الصيامَ والقرآنَ يَشفعان للعبد يوم القيامة، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: (أي رَبّ منعتُهُ الطعامَ والشهوة فشفِعني فيه)، ويقول القرآن: (منعتُهُ النومَ بالليل فشفِعني فيه، قال: (فيشفعان)(انظر صحيح الترغيب والترهيب).كيف تحافظ على هِمَّتِك طُوال شهر رمضان ؟
1. ألِحّ على اللهِ عَزّ وَجَلّ بالدعاء أنْ يثبتك، وأنْ يرزقك النشاط طُوال الشهر.
2. نَم مُبَكِّراً بعد التراويح مباشرة لتدرك التَهَجُد والاستغفار والدعاء (فى جَوف الليل).
3. احضَر دروس العِلم في المساجد، فهي كثيرة في هذا الشهر الكريم.
4. أحسِن اختيار صُحبَة صالحة تُعينكَ على الطاعة، والزَمْهَا طُوال الشهر، حتى لا تترك نفسك وحدك فتَفتُر (أي تشعر بالكسل)، قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ﴾ [الكهف 28]، وقال أيضاً: ﴿ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف 67]، (والأخِلاء هنا: هم الأحِبَّاء في غير ذات الله).
فلابد أنْ تعلم جيداً أنه لن ينفعَك غيرُ هذه الصُحبَة الصالحة، أما أصدقاء السُوء فإنهم سيكونون أعدائك يوم القيامة بِنَصّ الآية الكريمة، فلذلك يَجب أنْ تحذر من أنْ تقول: (إنهم اصدقاء العمر) أو: (إننى قد تَرَبَّيْتُ معهم ولا أستطيع مفارقتهم) كلا، إنهم لن ينفعوك فى الآخرة أمام الله تعالى.
(فلابد أنْ تتبرأ منهم هنا - إنْ لم يتوبوا إلى الله - قبل أنْ يتبرأوا منك يوم القيامة).فوائد وتنبيهات هامة جداً في شهر رمضان:1. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن قام رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه)(متفق عليه)، وحتى تضمن - بإذن الله تعالى - أنك قد قمتَ ليالي رمضان كلها كاملة - (بما فيهم ليلة القدر) - فعليك أنْ تطبق هذا الحديث الرائع: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنه مَن قام -أي صلى القيام (التراويح) - مع الإمام حتى ينصرف كُتِبَ له قيامُ ليلة) (انظر حديث رقم 2417 صحيح الجامع)، فما عليك أخي الحبيب إلا أنْ تُصَبِّرَ نفسَك حتى ينتهي الإمام مِن آخر تسليمة (من صلاة الوتر) فتفوز بهذا الثواب العظيم إنْ شاء الله تعالى، ولكنِ احذر مِن أنْ يفوتك هذا الخير الكبير، وذلك بانصرافك قبل أنْ تصلي الوتر مع الإمام، بحِجَّةِ أنك تريد أنْ تصلي التَهَجُد في المنزل أو في مسجدٍ آخر، ثم تصلي الوتر بعد ذلك،وإنما ينبغي عليك في هذه الحالة أنْ تفعل شيئاً من اثنين:
أ. إما أنْ تُسَلِم مع الإمام (آخر تسليمة) من صلاة الوتر، ثم تصلي التَهَجُد بعد ذلك ولا تأتي بالوتر مرة أخرى.
ب. عندما يُسَلِم الإمام آخر تسليمة يَجُوز لك أنْ تقوم فتأتي بركعة أخرى، حتى يكون عدد ركعاتك زوجياً، ثم تأتي بالوتر بعد أنْ تصلي التَهَجُد.2. احذر من تضييع صلاة العصر فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن ترك صلاة العصر فقد حَبِطَ عمله) (رواه البخاري)، فلذلك ينبغي ألاَّ تنامَ بعد أنْ تأتي مِن عملكَ إلا بعد أنْ تصلي العصر أوَّلاً.
3. اجعل ارتباطك بتلاوة القرآن وحفظِهِ قوياً، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويَصعَد لكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه) (انظر حديث رقم 8122 صحيح الجامع)، ويقول أيضا: (لو جُمِعَ القرآن في إهَابٍ - (أي في جِلد) - ما أحرقه الله بالنار) (انظر حديث رقم 5266 صحيح الجامع)، فما بالك بمن يحفظ القرآن في صدره؟4. ابتعد قدر ما تستطيع عن مواطن الاختلاف، وتجنب الوقوع في الجدال.
5. عليك بكثرة الدعاء، فقد قال تعالى: (﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ﴾[الفرقان 77]، وقال أيضا: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر 60]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما مِن مسلم يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثم ولا قطيعة رَحِم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أنْ يُعَجِلَ له دعوته، وإما أنْ يَدَّخِرَهَا له في الآخرة، وإما أنْ يَصرفَ عنه من السُوء مثلها)( انظر صحيح الترغيب والترهيب)، (إذن..فأنت في الثلاث حالات رابحٌ بإذن الله تعالى)، فعليك أنْ تحدد لكل يوم من أيام الشهر دعوة واحدة على الأقل تُلِحُّ بها على ربك الكريم، فإنه سبحانه وتعالى يحب المُلِحِّين في الدعاء، ثم تضيف باقي الدعاء (أي أدعية الأيام السابقة)، وعليك أيضاً أنْ تدعُو باستغاثة حتى يتقبل الله منك دعائك، كما قال تعالى: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ)(الأنفال 9)، واعلم أن الدعوة المجابة في الصيام ليست عند الإفطار فقط، ولكن دعاء الصائم طول صومه لا يُرَدّ كما في الحديث (الصائم حتى يُفطِر)(انظر صحيح الترغيب والترهيب).6. عليك أنْ تُعَجِّل بالفِطر فور سماع كلمة (الله أكبر) ولا تقل: (انتظر حتى ينطق المؤذن الشهادتين) لأن هذه الكلمة ليس لها أصل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يزال الناسُ بخيرٍ ما عَجَّلُوا الفِطر(متفق عليه)، ثم تفطر على وتراً من التمرات (1-3-5-7....)، ثم تذهب لتصلي المغرب في المسجد، ثم ترجع لتأكل أكلاً خفيفاً حتى تستطيع أنْ تصلي القيام بخشوع، ثم تكمل طعامك بعد صلاة التراويح.7. لا تنسَ إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، وأنت تستشعر فضل الفقير عليك، فأنت تَعمُرُ له دُنياه وهو يَعمُرُ لك آخرتك، وقد قال أحد الصالحين - حينما سأله مسكين- مرحباً بمن جاء يخلصني من ذنوبي) أو كلاماً قريباً منه.
8. كُن حريصاً على اتباع السنة قولاً وعملاً حتى يحبك الله تعالى ويغفر ذنوبك، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[آل عمران 31]، وحتى يَسقِيَك النبي صلى الله عليه وسلم من حوضه، فلذلك يجب عليك أنْ تحذر من التفريط في اتباع سنته صلى الله عليه وسلم حتى لا يقول لك ساعتها: (سُحقاً سُحقاً لِمَن بَدَّلَ بعدي)(متفق عليه)، ويمكنك أنْ تراجع في ذلك ورقة: (مائة سُنَّة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم) و(أذكار اليوم والليلة من صحيح السُنَّة)، وهما موجودان على موقع (http://kenanaonline.com/waeL85) في (التحميلات).




فضل الصيام

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد:


فإن من أفضل الأعمال الصالحة وأجلها عند الله تعالى الصيام، فقد رغب فيه الشرع، وحث عليه، وجعله أحد أركان الإسلام العظام، وأخبر - جل وعلا - أنه لا تستغني عنه الأمم؛ لما فيه من تهذيب الأخلاق؛ وتطهير النفوس؛ وحملها على الصبر، فقال: **يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].


وقال تعالى: **وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 184].


وقال تعالى بعد ما ذكر المسارعين إلى الخيرات من الرجال والنساء: **وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35].


وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبيلِ اللهِ، إِلاَّ بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا[1]))[2].

ومن فضائل الصيام أنه وقاية للعبد من عذاب الله يوم القيامة.

فعن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إِنَّمَا الصِّيَامُ جُنَّةٌ، يَسْتَجِنُّ بِهَا الْعَبْدُ مِنْ النَّارِ، هُوَ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ))[3].


ومنها: أنه طريق عظيم إلى الجنة، فعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قلت يا رسول الله دُلَّنِي على عمل أدخل به الجنة، فقال: ((عليك بالصوم فإنه لا مِثْلَ له)) قال: فكان أبو أُمَامَة لا يُرَى في بيته الدخان نهارًا، إلا إذا نزل بهم ضيف[4].

وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ في الجنَّة بابًا يُقالُ له الرَّيَّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ))[5].


ومنها: أنَّ الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أَيْ رَبِّ منعته الطَّعام والشَّهْوَة فشفِّعْنِي فيه، ويقول القرآن: منَعْتُه النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشَفَّعَانِ))[6].


ومنها: أنَّ الصائم يُوَفَّى أجره بغير حساب، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل عمل ابن آدم يُضَاعف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله - عز وجل -: "إلا الصَّوْمَ فإنه لي وأنا أجزي به، يَدَعُ شهوته وطعامه من أجلي. للصائم فرحتان فرحة عند فِطْرِه، وفرحة عند لقاء ربه، ولخُلُوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك))[7].


ومنها: أنه كفَّارة لكثير من المخالفات، فمن ذلك: أنه كفارة لحَنَثِ اليمين، و*** الصيد في الإحرام، قال تعالى: **لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ} [المائدة: 89].

وقال تعالى: **يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [ائدة: 95].

وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((فتنة الرجل في أهله وماله تُكَفِّرُها الصلاة، والصيام، والصدقة))[8].


ومنها: أن من صام رمضان وأدى الفرائض الأخرى كان من الصِّدِّيقين والشهداء، فعن عمرو بن مرة الجُهَنِيّ - رضي الله عنه - قال: "جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أرأيت إن شهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله ، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان، وقمته فممن أنا ؟ قال: ((من الصديقين والشهداء)) [9].


ومنها أن صيام رمضان يُكَفِّر الخطايا والسيئات.

فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ صام رمضان إيمانًا وإحتسابًا غفر له ما تقدم له من ذنبه))[10].

وقد فَضَّلَ الله بعض الأزمنة على بعض وخصها بمزيد من الفضل فمن ذلك.

صيام ست من شوال، فعن أبي أيوب - رضي الله عنه -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ صامَ رمضان، ثم أَتْبَعَه ستًا مِنْ شَوَّال كان؛ كصيام الدهر))[11].


ومنها: صيام شهر الله المحرم، وخاصة اليوم العاشر، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المُحَرَّم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل))[12].

وعن أبي قتادة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئِل عن صيام يوم عاشوراء فقال: ((يُكَفِّر السنة الماضية))[13].


ومنها: صيام يوم عرفة، فعن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: سُئِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم يوم عَرَفة فقال: ((أحْتَسِبُ على الله أن يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قبله، والسنة التي بعده))[14].


ومنها: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أوصاني خليلي بثلاث: ((صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعَتَي الضحى، وأن أوتر قبل أن أَرْقد)) [15].


ومنها: صيام الاثنين والخميس، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((تُعْرَض الأعمال على الله يوم الاثنين والخميس، فأُحِبُّ أن يُعْرَضَ عملي وأنا صائم))[16].


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــــ
[1] سبعين خريفًا أي سبعين سنة.
[2] صحيح البخاري (2/317) برقم (2840)، ومسلم (2/808) برقم (1153).
[3] مسند الإمام أحمد (3/396) قال المنذري: في كتابه: "الترغيب والترهيب" (2/9): إسناده حسن.
[4] صحيح ابن حبان (5/179-180) برقم (3416، 3417).
[5] صحيح البخاري (2/29) برقم (1896)، صحيح مسلم (2/808) برقم (1152).
[6] مسند الإمام أحمد (2/174)، قال المنذري في كتابه: "الترغيب والترهيب" (2/10): رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجاله محتج بهم في الصحيح. ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الجوع بإسناد حسن.
[7] صحيح البخاري (2/31) برقم (1904)، وصحيح مسلم (2/807) برقم (1151).
[8] صحيح البخاري (2/29) برقم (1895).
[9] صحيح ابن حبان (5/184) برقم (3429)، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (1/46)، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا شيخي البزار؛ وأرجو أنه إسناد حسن أو صحيح.أ هـ.
[10] صحيح البخاري (2/31) برقم (1901)، وصحيح مسلم (1/523) برقم (759).
[11] صحيح مسلم (2/822) برقم (1164).
[12] صحيح مسلم (2/821) برقم (1163).
[13] صحيح مسلم (2/821) برقم (1163).
[14] صحيح مسلم (2/819) برقم (1162).
[15] صحيح البخاري (1/364) برقم (1178).وصحيح مسلم (1/499) برقم (721).
[16] رواه الترمذي (3/122) برقم (747)، وقال: حديث حسن غريب.

منقول



__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-07-2015, 02:17 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

جزاكم الله خيرا ونفع بكم
كبر الخط شوية يا حبيب

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-07-2015, 02:19 PM
أبو إسراء A أبو إسراء A غير متواجد حالياً
مشرف ادارى الركن الدينى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,321
معدل تقييم المستوى: 22
أبو إسراء A is a jewel in the rough
افتراضي

جزاكم الله خيرا ، و كل عام أنتم بخير .
__________________
المستمع للقرآن كالقارئ ، فلا تحرم نفسك أخى المسلم من سماع القرآن .

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-07-2015, 04:15 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

جزاكم الله خيرا ونفع بكم
كل عام انتم بخير
مبارك الترقية الجديدة يا حبيب
بالتوفيق إن شاء الله والى الامام دائما
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-07-2015, 01:08 AM
الصورة الرمزية العشرى1020
العشرى1020 العشرى1020 غير متواجد حالياً
مسئول الأقسام العامة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 18,483
معدل تقييم المستوى: 34
العشرى1020 has a spectacular aura about
افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-07-2015, 04:42 PM
2lham 2lham غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 2
معدل تقييم المستوى: 0
2lham is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرا

آخر تعديل بواسطة أبو إسراء A ، 12-07-2015 الساعة 11:58 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:56 PM.