|
التنمية البشرية يختص ببناء الانسان و توسيع قدراته التعليمية للارتقاء بنفسه و مجتمه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أمثال اقتصادية
أمثال اقتصادية (1)
د. زيد بن محمد الرماني المثل: لا يبصر الدينار غير النقاد. شرح المثل: من الناس والأشياء الصحيح ومنهم الزائف وقد يستتر الزائف بين الصحيح فيخفى حتى يكشفه الخبير ويعلن أمره. فمن الناس من يدعي القدرة على عمل فينخدع به من ليس لهم خبرة بذلك العمل ويستخدمونه ويسلمون الأمر إليه ويظنون ما يأتيه شيئاً رائعاً، حتى إذا رآه الخبير كشف زيفه وخداعه. الدلالة الاقتصادية: في النقود الصحيح وفيها الزائف وقد يحكم التزييف حتى يخفى على الرجل العادي فيغش أما الناقد الخبير بالنقد، فله من خبرته ما يقدره على تبين الصحيح وتمييزه من الزائف، وكلما زادت تجربته كان أصدق حكماً وأسرع إدراكاً وتميزاً. كذا، قد يغش غير الخبير في الدابة وفي الأرض وفي المنزل وفي السلعة، ولكن الخبير يعرف كل تمويه ويكشف الحقيقة، حينذاك يقال: لا يبصر الدينار غير النقاد. أي لا يعلم حقيقة الأمر غير الخبير به. المثل: للسوق درة وغرار. شرح المثل: إذا كثر لبن الناقة أو البقرة حتى سال فللناقة في ذلك الوقت درة، وإذا نقص اللبن فلها في ذلك الوقت غرار. والحياة بعامة لها ساعة فرح وساعة حزن، وتكون يوماً للمرء ويوماً عليه. والعاقل من يعرف أحوالها، فإذا كانت عليه صبر ولم ييأس، وإذا كانت له لم يبطر، لا يفوته أن ينتهز يوم إقبالها ليوم إدبارها، ويوم خيرها ليوم شرها. ولذا على المريض أن يصبر ولا ييأس من البرء فقد يأتيه البرء في أشد أوقاته يأساً. الدلالة الاقتصادية: لقد عرف التجار المجربون أحوال السوق وأدركوا أنها تارة يكون لها درة، كما يكون للدابة درة، فتزداد حركة البيع والشراء والربح، وتارة تغامر فيقل فيها البيع والشراء والربح. لذا، على من زرع ثم لم يصل إلى الغلة التي قدرها أن يصبر ويديم الجد، فإنه إن لم يصل اليوم فسوف يصل في الغد، وعلى من كسدت صناعته في وقت أن يصبر ولا يقطع الأمل، فسوف تأتي ساعة تعوض ما فات. المثل: لو بلغ الرزق فاه لتولاه قفاه. شرح المثل: من الناس الموفق المحظوظ، تفتح له أبواب الرزق، ويتدفق عليه الخير، إذا رغب في شيء وجده، وإذا عزم على أمر هيئت له أسبابه. ومن الناس غير الموفق أينما يتوجه يفر منه الخير، كل الأبواب في وجهه مغلقة، يتخذ الأسباب كما يتخذ الموفقون، لكنه لا يبلغ ما يبلغون. الدلالة الاقتصادية: من الناس من إن كان تاجراً اهتدى إلى أوجه الربح وانهالت الثروة عليه، وإن كان زارعاً جادت أرضه ونما زرعه وكثر إنتاجه، وإن تحول إلى صناعة يسرت له وازدهرت في يديه. ومن الناس من إن كان تاجراً فربحه أقل ونوائبه أكثر، وإن كان زارعاً فآفاته أكثر وحصاده أقل، وإن كان صياداً ورمى في البحر شباكه كما يرمي الناس خرجت شباكه فارغة، وشباك غيره ملأى، كأن الصيد يعرف حظه وقلة توفيقه. مثل هذا لو أن الرزق دنا من فمه لتحول إلى قفاه وتعد منه وتخطاه. وحينذاك يقال: لو بلغ الرزق فاه لتولاه قفاه. وما ذلك إلا لحكمة وتقدير منه عز وجل ابتلاء أو اختبارا. المثل: يا عاقد اذكر حلاً. شرح المثل: عندما يضع القائد الماهر خطته يقدر الهزيمة كما يقدر النصر، ويرسم طرق إنقاذ جيشه إذا انهزم، كما يرسم طرق معاملة العدو إذا انتصر ويحتاط لما قد تأتي به الأقدار، فإذا صنع ذلك فهو رجل ينظر في العواقب ويتدبر الأمور. وعندما يرسم الرحالة طريقه يقدر أنها قد لا تسير كما قدر، وإن كثيراً من العوائق والمفاجآت قد تعترضه، فيعد لكل حالة حلاً، ولكل مأزق مخرجاً. مثل هؤلاء كمثل رجل جمع حملاً من الخطب ثم أراد ربطه، فلو أنه شد العقد شداً وثيقاً لا ستعصى عليه حلها حين يحتاج إليه، وإذا ذكر أنه سيحل هذه العقدة فخفف ربطها سهل عليه حلها حين يريده وكان حازماً حين ذكر الحل ساعة العقد. الدلالة الاقتصادية: عندما يرتب التاجر الماهر أمره يقدر الخسارة ويحسب حسابها حتى يكون مستعداً لها إذا نزلت، كما يقدر كسبه وطرق توجيهه، فإذا صنع ذلك كان رجلاً بصيراً بالعواقب، يقدر لرجله قبل الخطو موضعها. حينذاك يقال لمثل هؤلاء ولغيرهم: يا عاقد اذكر حلاً!! |
#2
|
||||
|
||||
أمثال اقتصادية (2) د. زيد بن محمد الرماني المثل: إذا تخاصم اللصان ظهر المسروق. شرح المثل: قد يتفق الأشرار على الشر فيسرقون أو ي***ون فيظل عملهم في طي الكتمان لا يعرفه أحد غيرهم. بيد أن هذا الاتفاق الشرير لا يدوم، والأشرار لا يبقى بعضهم على بعض، فكثيراً ما يتقطع ما بينهم من أجل مطمع، يرى أحدهم أن يختص به، فيتهم كل منهم الآخر بالجرم ويلصق به ما اقترف من الإثم، حينذاك يدل كل منهم على الجريمة، فإذا كانت سرقة ظهر المسروق، وإذا كانت جريمة *** ظهر القتيل. الدلالة الاقتصادية: وكذلك عندما تختلف الدول المشتركة في احتلال أمة من الأمم إذ تطلب كل منهما لها الحرية والاستقلال، لا عن عقيدة، وإنما لتنزع الفريسة من يد الأخرى، وهنا تنكشف نية كل واحدة، وكذلك عندما يتفق المحتكرون على أثمان سلعة ثم يختلفون يظهر ثمنها الحقيقي، ويعرف الناس كيف غبنوا، وحينذاك يقال: ((إذا تخاصم اللصان ظهر المسروق))!! المثل: اشتر لنفسك وللسوق. شرح المثل: يقال عند التبصير بالمستقبل: اشتر لنفسك وللسوق أي احسب حساب الأيام. فقد تشتري المرأة الحلي الزائفة، تفضلها لرخصها، ولأنها تجزئ ما تجزئ الخالصة، لكنها عندما تحتاج إليها لا تجد لها ثمناً. الدلالة الاقتصادية: فلو أن رجلاً أراد أن يشتري دابة فاختار القوية الفتية، لكان قد اشترى لنفسه وللسوق، إذ يستطيع الانتفاع بها ما شاء، حتى إذا احتاج إلى بيعها وجد لها سوقاً ومشترين. ولو أنه اختار الضعيفة أو المسنة لعجز عن أن يجد لها ثمناً أو مشترين إذا رغب في بيعها. ومن اشترى أرضاً فقدر موقعها ومستقبلها وغلتها وأوجه الانتفاع بها، فقد اشترى لنفسه وللسوق لأنها إذا عرضت للبيع جاءت بثمنها أو بأضعافه. وكذلك من بنى بيتاً فـأقامه متيناً شديد التحمل فقد ضمن الانتفاع به، كما ضمن أن يجيء بثمن مرض إذا احتاج إلى ثمنه فعرضه للبيع. المثل ألق دلوك في الدلاء: شرح المثل: المحتاجون إلى الماء يذهبون إلى البئر ويدلون فيها دلاءهم، ثم يعودون كل بما أخرج، فيسقي دوابه أو أهله، وإن أدلى الدلو ولم تخرج بماء أعادها، ولا يزال حتى يحصل على الماء. وبجانب هؤلاء المجدين، الكسالى الذين لا يدلون دلائهم فيظلون على عطشهم ولا ينالون الماء الذي يناله أهل النشاط وأصحاب السعي والحركة. والناس في الحياة مثل رواد البئر ووراده، من تقدم وأدلى دلوه وصل إلى هدفه، ومن وقف بعيداً ظل فقيراً معدوماً متأخراً. الدلالة الاقتصادية: فمن ضاق به العيش في مكان فلم يرحل إلى أرض الله الواسعة، ومن امتهن مهنة فأخفق فيها فلم يجرب غيرها، فمثله كمثل ذلك الواقف على البئر دون أن يدلي دلوه، سيجد الماء بعيداً عنه وإن طال به الوقت، وحينذاك يقال: ألق دلوك في الدلاء. المثل: الحاجة تفتق الحيلة: شرح المثل: عندما عرف الإنسان المرض احتاج إلى الدواء فاحتال لصنعه حتى صنعه، وكشف جرثومة المرض، وتمكن أن يطارد الكثير من أنواعه. وعندما كثر الإنسان وتفرق في بقاع الأرض، واحتاج إلى الانتقال سخر الحيوان، فلما وجده أداة بطيئة اخترع وسائل أسرع منه. وهكذا، كلما أحس الإنسان حاجة إلى شيء تفتقت حيلته عما ينيله حاجته، ولو أنه كفي طعامه وشرابه وأمنه، ولم يكن له ما يفكر فيه ويسعى إليه لأخلد إلى الهدوء ولم يجد الدافع إلى الاحتيال والاختراع. الدلالة الاقتصادية: عندما أحس الإنسان الجوع بحث عن الطعام واحتال للحصول عليه، فأخضع الأرض، يزرعها وينبت نباتها، ويجني ثمارها، وأخضع الحيوان، فاستأنسه وصاده، واحتال لصيده فصنع السهم والقسي والشباك والفخاخ، وخاف الوحوش فاحتال لرد عدوانها فصنع الآلات التي تخيفها، كما صنع البيوت التي تقيه شرها، كما تقيه الحر والبرد وعدوان الإنسان. المثل: دون ذا وينفق الحمار. شرح المثل: قالوا: أراد رجل بيع حماره، فذهب إلى المشور الذي يعرض الدواب للبيع (سمسار دواب) وقال له: اذكر محاسن حماري، ولك مكافأة حسنة إذا بيع بثمن غال. وذهب الرجل بحماره إلى السوق فأقبل عليه المشور وصاح أمام الناس: أهذا هو حمارك الذي كنت تصيد عليه الوحش؟ فأحس الرجل أن هذا المدح مبالغ فيه، وأن هذه المبالغة ربما تفوت عليه ما قصده، فلا يصدق الناس، ولا يقبلون على شراء الحمار، فأسرع يقول للمشور: دون ذا أو ينفق الحمار! أي قل قولاً أقل من هذا يناسب الحمار. فإن إكثارك قد يعطل بيعه. الدلالة الاقتصادية: إن المبالغة قد تفوت القصد وتعكس المراد، وحينذاك يقال: دون ذا وينفق الحمار. إلا أن المبالغة لا تجدي، بل قد تجلب الضرر. فإذا كثر طلب سلعة قيل إن السلعة قد نفقت وكذلك يقال نفقت السوق إذا راجت. |
#3
|
||||
|
||||
أمثال اقتصادية (2)
د. زيد بن محمد الرماني المثل: إذا تخاصم اللصان ظهر المسروق. شرح المثل: قد يتفق الأشرار على الشر فيسرقون أو ي***ون فيظل عملهم في طي الكتمان لا يعرفه أحد غيرهم. بيد أن هذا الاتفاق الشرير لا يدوم، والأشرار لا يبقى بعضهم على بعض، فكثيراً ما يتقطع ما بينهم من أجل مطمع، يرى أحدهم أن يختص به، فيتهم كل منهم الآخر بالجرم ويلصق به ما اقترف من الإثم، حينذاك يدل كل منهم على الجريمة، فإذا كانت سرقة ظهر المسروق، وإذا كانت جريمة *** ظهر القتيل. الدلالة الاقتصادية: وكذلك عندما تختلف الدول المشتركة في احتلال أمة من الأمم إذ تطلب كل منهما لها الحرية والاستقلال، لا عن عقيدة، وإنما لتنزع الفريسة من يد الأخرى، وهنا تنكشف نية كل واحدة، وكذلك عندما يتفق المحتكرون على أثمان سلعة ثم يختلفون يظهر ثمنها الحقيقي، ويعرف الناس كيف غبنوا، وحينذاك يقال: ((إذا تخاصم اللصان ظهر المسروق))!! المثل: اشتر لنفسك وللسوق. شرح المثل: يقال عند التبصير بالمستقبل: اشتر لنفسك وللسوق أي احسب حساب الأيام. فقد تشتري المرأة الحلي الزائفة، تفضلها لرخصها، ولأنها تجزئ ما تجزئ الخالصة، لكنها عندما تحتاج إليها لا تجد لها ثمناً. الدلالة الاقتصادية: فلو أن رجلاً أراد أن يشتري دابة فاختار القوية الفتية، لكان قد اشترى لنفسه وللسوق، إذ يستطيع الانتفاع بها ما شاء، حتى إذا احتاج إلى بيعها وجد لها سوقاً ومشترين. ولو أنه اختار الضعيفة أو المسنة لعجز عن أن يجد لها ثمناً أو مشترين إذا رغب في بيعها. ومن اشترى أرضاً فقدر موقعها ومستقبلها وغلتها وأوجه الانتفاع بها، فقد اشترى لنفسه وللسوق لأنها إذا عرضت للبيع جاءت بثمنها أو بأضعافه. وكذلك من بنى بيتاً فـأقامه متيناً شديد التحمل فقد ضمن الانتفاع به، كما ضمن أن يجيء بثمن مرض إذا احتاج إلى ثمنه فعرضه للبيع. المثل ألق دلوك في الدلاء: شرح المثل: المحتاجون إلى الماء يذهبون إلى البئر ويدلون فيها دلاءهم، ثم يعودون كل بما أخرج، فيسقي دوابه أو أهله، وإن أدلى الدلو ولم تخرج بماء أعادها، ولا يزال حتى يحصل على الماء. وبجانب هؤلاء المجدين، الكسالى الذين لا يدلون دلائهم فيظلون على عطشهم ولا ينالون الماء الذي يناله أهل النشاط وأصحاب السعي والحركة. والناس في الحياة مثل رواد البئر ووراده، من تقدم وأدلى دلوه وصل إلى هدفه، ومن وقف بعيداً ظل فقيراً معدوماً متأخراً. الدلالة الاقتصادية: فمن ضاق به العيش في مكان فلم يرحل إلى أرض الله الواسعة، ومن امتهن مهنة فأخفق فيها فلم يجرب غيرها، فمثله كمثل ذلك الواقف على البئر دون أن يدلي دلوه، سيجد الماء بعيداً عنه وإن طال به الوقت، وحينذاك يقال: ألق دلوك في الدلاء. المثل: الحاجة تفتق الحيلة: شرح المثل: عندما عرف الإنسان المرض احتاج إلى الدواء فاحتال لصنعه حتى صنعه، وكشف جرثومة المرض، وتمكن أن يطارد الكثير من أنواعه. وعندما كثر الإنسان وتفرق في بقاع الأرض، واحتاج إلى الانتقال سخر الحيوان، فلما وجده أداة بطيئة اخترع وسائل أسرع منه. وهكذا، كلما أحس الإنسان حاجة إلى شيء تفتقت حيلته عما ينيله حاجته، ولو أنه كفي طعامه وشرابه وأمنه، ولم يكن له ما يفكر فيه ويسعى إليه لأخلد إلى الهدوء ولم يجد الدافع إلى الاحتيال والاختراع. الدلالة الاقتصادية: عندما أحس الإنسان الجوع بحث عن الطعام واحتال للحصول عليه، فأخضع الأرض، يزرعها وينبت نباتها، ويجني ثمارها، وأخضع الحيوان، فاستأنسه وصاده، واحتال لصيده فصنع السهم والقسي والشباك والفخاخ، وخاف الوحوش فاحتال لرد عدوانها فصنع الآلات التي تخيفها، كما صنع البيوت التي تقيه شرها، كما تقيه الحر والبرد وعدوان الإنسان. المثل: دون ذا وينفق الحمار. شرح المثل: قالوا: أراد رجل بيع حماره، فذهب إلى المشور الذي يعرض الدواب للبيع (سمسار دواب) وقال له: اذكر محاسن حماري، ولك مكافأة حسنة إذا بيع بثمن غال. وذهب الرجل بحماره إلى السوق فأقبل عليه المشور وصاح أمام الناس: أهذا هو حمارك الذي كنت تصيد عليه الوحش؟ فأحس الرجل أن هذا المدح مبالغ فيه، وأن هذه المبالغة ربما تفوت عليه ما قصده، فلا يصدق الناس، ولا يقبلون على شراء الحمار، فأسرع يقول للمشور: دون ذا أو ينفق الحمار! أي قل قولاً أقل من هذا يناسب الحمار. فإن إكثارك قد يعطل بيعه. الدلالة الاقتصادية: إن المبالغة قد تفوت القصد وتعكس المراد، وحينذاك يقال: دون ذا وينفق الحمار. إلا أن المبالغة لا تجدي، بل قد تجلب الضرر. فإذا كثر طلب سلعة قيل إن السلعة قد نفقت وكذلك يقال نفقت السوق إذا راجت. |
#4
|
||||
|
||||
أمثال اقتصادية (3)
د. زيد بن محمد الرماني المثل: الحركة بركة. شرح المثل: تستيقظ الطيور مبكرة، ثم تقضي يومها دائبة السعي متنقلة من مكان إلى مكان، تجمع القوت لها ولصغارها ثم تعود بما جمعت في سرور، ولو أنها مكثت في عشها ما صعد لها الحب، ولا وجدت القوت فتموت جوعاً وظمأً. وتغادر الوحوش غابها سعياً وراء فريستها تتحرك وتضرب في الأرض، إذا لم تجد أكلها في موضع انتقلت إلى غيره حتى تجد، ولو أنها ظلت في غابها لماتت جوعاً، إذ لن تصل إليها الفريسة وهي نائمة مستريحة. الدلالة الاقتصادية: من وجد وكدح وتحرك وجد مأربه ونال الغنى والمجد، ومن كسل وتوانى فاته الرزق وناله الفقر والجوع. وهكذا، فإن خطوة يخطوها المرء سعياً في عمل، أو مشياً في مناكب الأرض، أو جرياً وراء الرزق فإن وراءها الخير والبركة. المثل: رب زارع لنفسه حاصد سواه. شرح المثل: يقال لمن يقتر أو يشح: رب زارع لنفسه حاصد سواه. أي أن المال الذي تجمعه قد يتمتع به غيرك، وقد يجني ثمرته سواك، فمتع نفسك أولاً. الدلالة الاقتصادية: يعمل الإنسان ولا يدري ما هو مخبوء له، يقدر في يومه لما بعده ولا يعرف ما هو مقدور له في غده، ويرسل فكره مخترقاً به الأيام والسنوات ويضع خططه لأعوام وأحقاب ويتحرى وجوه الصواب لتسير تلك الخطط على ما يهوى ويقدر، ولكن قدر الله يقلب كل ما صنع ويحول بينه وبين هواه ويحرمه نتائج سعيه. فقد يجمع الرجل المال كأنه مخلد، ثم يموت فيأكل المال غير جامعه، كما حصد الزرع غير زارعه. وقد يزرع الزارع ويحسب حين يزرع حساب غلته ويتخيل الثمرة يانعة، ويصور نفسه لنفسه وهو يجني تلك الثمرة ويتمتع بها، ولكن الموت قد يفاجئه قبل الحصاد فيحصد غيره الزرع ويتمتع بالثمرة سواه. المثل: كل ذات ذيل تختال. شرح المثل: كان المترفون من العرب يلبسون الثياب ذات الذيل الطويل، يجرونه من خلفهم فخراً وزهواً يصنع ذلك النساء وقد يصنعه الرجال. فإذا لبست الفتاة أو المرأة ذلك الثوب ذا الذيل الطويل اختالت فيه وتبخترت لأنه دليل عزها وعنوان غناها. والشجاع القوي يزهو بقوته ويتيه بقدرته، والجميل يزهو بجماله، والبليغ ببلاغته والمنجب بأبنائه. الدلالة الاقتصادية: قد يزهو بعض الناس بما لديهم ويفخرون بما عندهم، فذو المال يزهو بثروته، ويتأنق في ملبسه ومسكنه وفيما يتخيره من مركب. وحينذاك يقال: كل ذات ذيل تختال. المثل: كل صعلوك جواد: شرح المثل: الصعلوك الفقير الذي لا مال له و لا من يعتمد عليه والجواد: السخي الذي يجود بماله. فذو العيال نفسه لعياله، يخاف أن يرمي نفسه ويجازف بها فيتعرض للمخاطر، أما من ليس له عيال ولا ما يشغله فيرمي نفسه كل مرمى، ويطرحها كل مطرح. وكذلك ذو العرض النقي، يحافظ على عرضه وسمعته وشرفه أما من لا عرض له ولا شرف، فلا يبالي. الدلالة الاقتصادية: عندما تكون للمرء ثروة ضخمة يعني بها ويحافظ عليها، وكلما كبرت تلك الثروة ازداد حرصه على القليل، لأنه يعتقد أن التفريط في الجزء يؤثر على الكل، وقد يتسبب له في الخسارة. أما إذا لم يكن لدى المرء شيء فليس هناك ما يعني بحفظه ولا ما يشغل نفسه برعايته وتكثيره. وكما يحافظ ذو المال على ماله فلا يفرط في قليله وكما يهون على الصعلوك ضياع ما يصل إلى يده. حينذاك يقال: كل صعلوك جواد، أي من ليس له رأس مال يبقي عليه، يهون عليه ذهاب القليل. المثل: كل مبذول مملول. شرح المثل: يحب الإنسان التغيير وينفر من الرتابة والحالة الواحدة، ويسعى إلى الشيء البعيد عنه وإن كان القريب مثله، يقيس قيم الأشياء بندرتها. فالذهب غال لديه، لأنه نادر، والماس أغلى لديه لأنه أندر، يحتاج إلى الطعام فإذا أكثر لديه عافه. ويحتاج إلى الشراب فإذا يسر له مجه، إذا ورث ثروة استهان بها إذا نالها سهلة، فإذا فقدها حرص على القليل الذي يكسبه ويكدح من أجله. الدلالة الاقتصادية: لقد عرف الإنسان أن ما يكون مبذولاً سهل الحصول يكون مملولاً. لذا أوصي التاجر بأن يشتد في المساومة ولا يسرع ببذل السلعة فتهون في عين المشتري. وكما أوصوا بالشدة في المساومة، أوصوا بالعمل على ندرة السلعة، حتى يلح الناس في طلبها، كما أوصوا باستخدام الإغراء بحيث تحلو السلع في نظر قاصديها، ومن ثم يحرصوا عليها ويدفعوا الأثمان العالية في سبيل ذلك، وما ذلك إلا لأنه كما قيل: كل مبذول مملول! |
العلامات المرجعية |
|
|