اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-06-2015, 04:27 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي رسالة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم إلى ملك البحرين المنذر بن ساوي العبدي ( بين ال


رسالة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم


إلى ملك البحرين المنذر بن ساوي العبدي ( بين الصحة والتدليس )


عبدالكريم السمك
نشرت جريدة الرياض الصادرة يوم الخميس 11 شعبان 1423هـ- 17 أكتوبر 2002م، العدد (12536) السنة التاسعة والثلاثين، صورة للرسالة النبوية مع كتاب من الدكتور قاسم السامرائي، يقول صاحب الرسالة: إن كتاب الدكتور السامرائي كان بمنزلة إقرار بصحة الرسالة، ولكن كيف يقول هذا عن الدكتور السامرائي، وهو أعلم الناس بالأصول الموجودة لمجموعة الرسائل النبوية؟!
وبناء على هذا العرض للرسالة، ذهبت في دراستها دراسة منهجية وفق الأسس والأصول التي وضعها علماء مصطلح التاريخ لإثبات صحة الرسالة ومصداقيتها، فيما يخدم تاريخ الإسلام السياسي والدعوي.
قبل عرض الدراسة عن هذه الوثيقة لا بد من الإشارة إلى ما يلي:
1- لدى مراجعة جميع كتب الأصول الخاصة بالرسائل النبوية، لم تشر هذه الكتب إلا إلى رسالة واحدة محفوظة في متحف (طوب قابي) في استانبول، حيث تحفظ في صندوق ذهبي، وقد اهتم بها السلطان عبدالمجيد في منتصف القرن التاسع عشر للميلاد، وهي التي أجمع على صحتها جميع علماء الأصول.
2- على مالك الرسالة الأخ نايف الجراح العنزي، أن يثبت منشأ هذه الرسالة، ومكان وجودها قبل وصولها إليه، ومتى تم التعريف به، وتقدم لعلماء الأصول لدراستها دراسة نقدية، تقوم على مبدأ الشك بصحتها حتى يثبت عكس ذلك.
3- أقول لمالك الرسالة الأخ نايف العنزي، إنه في حالة صحة هذه الرسالة يكون مشكوراً قد عمل على تقديم وثيقة
جديدة تحفظ له وباسمه على مدى التاريخ، لأن مثل هذا الأصل لم يكن موجوداً وقد جاء على يديه.
4- في هذه الوثيقة التاريخية العظيمة؛ أقول بأن من يذهب في نقد نص الوثيقة قبل التعامل مع أصل صحتها مادياً، المتمثل في إثبات صحة الكاغد سواء كان من جلد أو ورق ومعه الحبر والخط، فمثله كمثل من يضع الحصان وراء العربة، وصحة النص تأتي من صحة الوثيقة وفق مرئيات النقد الظاهري لها، وليس العكس هو الصحيح، بأن تكون صحة النص هي التي تقوم صحتها من نصوص علماء مصطلح التاريخ.
علم التاريخ وتكوينه:
يقوم علم التاريخ على قاعدة عريضة من الأصول التاريخية، كالوثائق المتضمنة للرسائل، والأعمال الإنسانية المتمثلة بالأوابد والقلاع والتماثيل والكتب، وجميع الفنون والعلوم الإنسانية، ومن أجل الحفاظ على علم التاريخ وأصوله بشكل أفضل، فقد أرسى علماء أصول ومنهج مصطلح التاريخ، قواعد ومبادئ ونظم وأصول، قام عليها أصول علم مصطلح التاريخ كحارس للحفاظ على أصول التاريخ، وقد استفاد الدكتور أسد رستم[1] في وضع أصول هذا العلم من مدرسة الحديث النبوي، بعد أن اطلع على رسالة القاضي عياض في مصطلح علم الحديث، فوضع كتابه المشهور (مصطلح التاريخ)، وفي الكتاب هذا بين أسد رستم أن علماء السنة من المسلمين هم واضعو أصول هذا العلم أو الفن - أي علم مصطلح التاريخ - قبل غيرهم من علماء الحضارات الإنسانية.
وقد قام هذا العلم في أصول نشأته، على أن الشك في عدم صحة أي أصل تاريخي، هو الأساس حتى يثبت عكس ذلك، ويشكر الدكتور قاسم السامرائي على كتابيه الأول (مقدمة في الوثائق الإسلامية)، وكتابه الثاني (علم الاكتناه العربي والإسلامي)[2]، وفي كلا الكتابين بين الدكتور السامرائي قضايا التزوير والتدليس في الرسائل والوثائق التاريخية، وقد أفرد باباً خاصاً بالرسائل النبوية والحديث عنها في هذين الكتابين بشكل واسع.
وإذا كنا اليوم أمام رسالة نبوية لم يسبق لأحد أن أشار لها، فإن هذا يضعنا أمام الحذر والشك حتى يثبت عكس ذلك، فإذا صحت مصداقيتها فستكون ذات أهمية في تكوين التاريخ الإسلامي السياسي والدعوي، فقضية نقد الأصل التاريخي المنبثق عن علم مصطلح التاريخ، شرط في مثل هذه القضية، لإثبات صحتها ومصداقية ما جاء فيها.
وستكون العملية هنا على أساسين:
الأول: وهو النقد الظاهري المعني بعدة أمور لإثبات صحة الأصل التاريخي، وهو يتناول الورق وتكوينه، وتعيين الزمان والمكان لتدوين الأصل التاريخي، ونوع الخط والحبر المستخدم.
والأساس الثاني: في التحقق من صحة الأصل التاريخي، وهو يقوم على النقد الباطني الخاص بالنص ودواعي كتابته وحال صاحب الأصل وكاتبه وظروفه العامة في تدوين هذا الأصل، ومثل هذا الأساس لا حاجة لنا به في هذه المرحلة، ويكفينا الأساس الأول المعني بالنقد الظاهري، فإذا صح مع هذا الأصل التاريخي، فسوف يكون ما بعده من التحليل والاستقراء والاستنتاج مكملاً لما سبق.
المنذر بن ساوي العبدي[3]:
هو المنذر بن ساوي بن الأخنس العبدي، من عبدالقيس، أو من بني عبدالله بن دارم، أمير في الجاهلية والإسلام، وكان صاحب (البحرين)، كتب له الرسول صلى الله عليه وسلم، رسالته قبل فتح مكة، يدعوه فيها إلى الإسلام، فأسلم واستمر في عمله ولم يصح خبر قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة (11هـ)، أي قبل ردة أهل البحرين - رضي الله عنه، فقد أكرمه الله بالإسلام وأن يذكر بخير على لسان المسلمين بسبب أمر هذه الرسالة التي نحن بصدد دراستها.
حامل الرسالة:
هو العلاء بن عبدالله الحضرمي[4] رضي الله عنه، كاتب من كتاب رسول الله، وقائد من قواد الفتح الإسلامي، أخوه عمرو بن الحضرمي أول قتيل ***ه مسلم، وكان ماله أول مال خمس في الإسلام، وبسببه كانت وقعة بدر، وقد ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إمارة البحرين بعد وفاة المنذر، وذكر الأنصاري أن العلاء أول من بنى مسجداً في دار الكفر، وقد حملت اسمه أكثر من ثلاث رسائل في كتاب الوثائق السياسية للعلامة محمد حميد الله -رحمه الله.
ويكفيه شرفاً أنه حامل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ونال شرف صحبته وكان من كتابه، توفي سنة (14هـ) وهو في طريقه إلى البصرة.
رسالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى المنذر ودواعي دراستها:
نشرت جريدة الرياض في عددها (12536) الصادر في يوم الخميس 11 شعبان 1423هـ- 17 أكتوبر 2002م، صورة تفيد بأنها صورة الرسالة النبوية المرسلة للمنذر بن ساوي، ومع الصورة شهادة تزكية من الدكتور قاسم السامرائي، الأستاذ المحقق والغني عن التعريف، وذلك حسب ما أفاد به مالك الرسالة المواطن السعودي نايف بن جراح العنزي، وقد حملت جريدة الرياض خبر الرسالة على الشكل المعروض في الصورة، وقد شكك البعض بصحة هذه الرسالة وثبوتها، وفي أنها لا تعود إلى أنها الرسالة التي تواتر الحديث عنها لدى علماء الأصول وأهل علم الحديث والتاريخ الذين اهتموا برسائل النبي صلى الله عليه وسلم وهل هي الرسالة التي حملها العلاء بن عبدالله الحضرمي -رضي الله عنه-؟ ودخلت الرسالة في قضية التشكيك فيها بين القبول والرفض، وفق معطيات دراسات الأصول التاريخية في ميزان علم مصطلح التاريخ.
الرسائل المتبادلة بين الرسول صلى الله عليه وسلم والمنذر بن ساوي[5]:
اهتم علماء السنة والمؤرخين بمسألة الرسائل النبوية، وقد أحصوا هذه الرسائل جميعها، وعلى سبيل المثال فقد كتب العالم ابن طولون الدمشقي كتاباً صنف فيه معظم رسائل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد عاش ما بين عامي (880هـ- 953هـ)، وكتابه المعروف هو (إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم)، وجاء بعد ذلك العالم محمد حميد الله ليقدم للمكتبة الإسلامية والإنسانية كتابه الشهير (مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة).
رقم الرسالة المذكورة في كتاب ابن طولون[6]، هو الرقم (2) من مجموعة الرسائل، أما كتاب محمد حميد الله، فقد حمل إلينا عدة رسائل متبادلة بين الرسول الأكرم -صلى الله عليه وسلم - وبين المنذر - رضي الله عنه-، وقد حملت هذه الرسائل الأرقام التالية في كتابه (56 - 57 - 59 - 61 - 62 - 63)، وقد توافق الرقم (57) مع الرسالة المنشورة في جريدة الرياض، كما أرسل المنذر للنبي صلى الله عليه وسلم الرسالة التي تحمل الرقم (58) كما وردت في كتاب حميد الله.
والذي أقول فيه جازماً، هو ما ذهب إليه علماء مصطلح التاريخ[7]، وهو الشك والحذر في عدم صحة أي أصل تاريخي حتى يثبت عكس ذلك؛ بعد الدراسة والاستقراء والاستنتاج، وفق القواعد الأصولية المتبعة، فالدخول على أي أصل تاريخي وثائقي - كالرسالة النبوية المعنية بالدراسة - هو من باب الشك في عدم صحتها حتى يثبت عكس ذلك، ولا أتحدث هنا عما احتوته الرسالة وإنما هو الجانب المادي منها، وكذلك يكون هذا المبدأ هو المتبع والأساس في التعامل مع أي أصل من أصول التاريخ - كالوثائق والرسائل والكتب والآثار إلى غير ذلك-، وهذا ما أقره علماء الأصول في علم مصطلح التاريخ.
وفيما يخص الرسائل النبوية، فقد اعتمد علماء الأصول التاريخية على ما أجمع عليه المحدثون من علماء السنة في صحة أصول الرسائل النبوية، فكان منها المتواتر الذي جاء عن طريق الرواية والخبر، ومن هذه الرسائل ما صح أصله واتفق على صحته علماء الأصول، أمثال العلامة محمد حميد الله، والدكتور صلاح المنجد، والدكتور قاسم السامرائي، وقد أحصوا أصول رسائل الرسول صلى الله علي وسلم جميعها، وأقروا بصحة الأصول الموجودة لهذه الرسائل فكانت على التوالي كما جاءت رقمياً في الكتاب السالف الذكر (محمد حميد الله) ولأهمية كتابه في هذا الموضوع، فقد تم الاعتماد عليه في موضوع الرسائل:
1- الرسالة ذات الرقم (49): وهي رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس حاكم مصر، وكان قد وجدها المستشرق الفرنسي (بارتيملي) في كنيسة قرب أخميم في مصر (حميد الله والمنجد والسامرائي).
2- الرسالة ذات الرقم (57): وهي المرسلة إلى المنذر بن ساوي العبدي، وقد نشر المستشرق الألماني (فلايشر) صورة هذه الوثيقة الموجودة عند محمد حميد الله، وأشار الدكتور السامرائي إلى أن من نشرها هو (بوش) الملحق بالسفارة البروسية -الألمانية- في استنبول سنة (1863م)، وهي موجودة في قصر طوب قابي، استنبول، وكذلك أشار لها د. صلاح المنجد.
3- الرسالة (21): المرسلة من الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى النجاشي وقد نشرها المستشرق (دنلوب) الإنكليزي، وأورد صورها محمد حميد الله[8].
وهذه الأرقام الثلاثة متفق على صحة أصولها، ولا يوجد ما يماثل بصمة خط وأصول هذه الرسائل الثلاثة.
وثمة أصول وثائقية لرسائل الرسول -صلى الله عليه وسلم- من غير الرسائل السابقة، وهي ثلاثة رسائل، أتى على ذكرها الدكتور صلاح المنجد، وأخذ عنه محمد حميد الله والسامرائي، وهي: رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى كسرى ملك الفرس، ورسالته -صلى الله عليه وسلم- إلى جيفر وعبد ابني الجلندي حاكم عمان، وكلتا الرسالتين هما ملك الثري اللبناني هنري فرعون، والرسالة الثالثة خاصة بملك الروم هرقل، وأشار الدكتور السامرائي إلى أن هناك أصول رسالتين لهرقل[9] وليست واحدة، ومجموع هذه الرسائل ذكرها المنجد في كتابه (تاريخ الخط العربي وبداياته)، وعنه أخذ محمد حميد الله والسامرائي الرواية عن هذه الأصول الثلاثة.
وتلك هي مجموعة الأصول التي وثقها علماء النقد والتحقيق في الأصول التاريخية للرسائل النبوية الموجودة، التي كانت معنية بدعوة الملوك والأمراء من العرب وغير العرب إلى الإسلام، فأين رسالة العنزي من أصول هذه الرسائل؟
العلماء والمحققون الذين اهتموا بالرسائل النبوية:


اهتم علماء السنة من أهل الحديث بحفظ هذه الرسائل كانت إخبارية أو رواية، وحفظت لنا كتب السنة نصوصها مع افتقاد أصولها، إلا ما سبق ذكره من رسائل النبوة في صحة وجود أصولها؛ وهي مجموعة الرسائل التي تم بيانها، كما أشار إلى هذه الرسائل جميع المؤرخين من المسلمين وكتاب السيرة النبوية، بعد أن صحت لغة نصوصها تواتراً، وإلى هذه الرسائل أشار لها واعتمد عليها محمد حميد الله في كتابه (مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة)، فعلماء السنة النبوية؛ هم الأساس في وضع أصول علم مصطلح التاريخ، كما أشار لذلك أستاذ التاريخ الدكتور أسد رستم - من نصارى بلاد الشام-، الذي وضع كتابه (مصطلح التاريخ) على ما وضعه علماء الحديث النبوي، في التعامل مع الأصول التاريخية على قاعدة الشك حتى يثبت عكس ذلك.
ومن الذين اهتموا بالرسائل النبوية وتوثيقها كل من العالم محمد حميد الله وكتابه الذي مر ذكره، والدكتور السامرائي في كتابيه (مقدمة في الوثائق الإسلامية) وكتابه الثاني (علم الاكتناه)، المهم جداً لجميع الباحثين في سائر العلوم والفنون، وخاصة المعنية بالدراسات النقدية للأصول التاريخية والعلمية لسائر العلوم والفنون، وقد أفرد فيه فصلاً خاصاً عن الرسائل النبوية والحديث عن تزويرها، وقد اعتمد في هذا الفصل على كتاب محمد حميد الله، في توثيقه للرسائل النبوية الصحيحة، ولا ننسى الإمام محمد بن طولون الدمشقي، الذي أفرد كتاباً خاصاً من مجموع الكتب التي ألفت في موضوع الرسائل النبوية، وهو: (إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم) حيث جاء على خمسين رسالة مرسلة من النبي صلى الله عليه وسلم وفيها يدعو أصحابها إلى الإسلام، ومنها رسالة المنذر بن ساوي التي كان ترتيبها الثانية بين مجموع الرسائل، وثمة عدد كبير من علماء المسلمين المحققين الذين تركوا بصمات كريمة في تراث الحضارة الإسلامية، من خلال عملهم في تحقيق التراث ونشره في هذا الموضوع وما شابهه.
أول خاتم في تاريخ الإسلام السياسي:
مع حملة الدعوة إلى الإسلام من الرسول -صلى الله عليه وسلم-، التي مضى فيها؛ فقد كاتب عليه الصلاة والسلام، الأمراء والملوك من العرب وغير العرب، وقد أخبر الصحابة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، بأن الملوك لا يقبلون كتاباً مرسلا ًلهم ما لم يكن مختوماً بخاتم ملك الدولة أو أميرها، وعندها اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً، كتب عليه (محمد رسول الله).
وقد ذكر البيهقي، أن تاريخ صناعة هذا الخاتم كان في شهر المحرم (7هـ/ 629م)، (انظر شكل الخاتم على الرسالة).
وقد ذيل الرسول صلى الله عليه وسلم، جميع رسائله بخاتمه. ومن هذه الرسائل: الرسالة المرسلة للمنذر بن ساوي، وعليها بصمة خاتمه، وهذه هي البصمة المتواترة والصحيحة التي اتفق عليها علماء الأصول والسنة، وإذا ما قورنت بصمة هذا الخاتم، بالخاتم الموجود على رسالة العنزي وبصمته يجد المدقق والفاحص لكلتا البصمتين، الاختلاف بينهما، فبصمة الخاتمة على الرسالة الخاصة بالعنزي غير مقروءة بسبب كثرة الحبر الذي طمس معالم عبارة (محمد رسول الله).
وفي الختام:
إن المتتبع للفقرة المعنية بإحصاء الرسائل النبوية ذات الأصول المعتمدة لدى علماء الأصول والسنة، التي لم تشر إلى وجود أصل ثاني لرسالة المنذر بن ساوي، كالتي يمتلكها نايف العنزي، فكتاب محمد حميد الله يعتبر من أهم المراجع الحديثة والمهمة والموثقة في مادة علوم الرسائل النبوية، التي استطاع جمع وإحصاء (246) رسالة نبوية، مبيناً أن أصل رسالة المنذر بن ساوي موجودة في قصر طوب قابي في استنبول، واهتم بها السلطان عبدالمجيد وصنع لها صندوقاً ذهبياً، في منتصف القرن التاسع عشر للميلاد، وفيها يرى الفاحص آثار حشرة الورق، التي لا توجد على رسالة العنزي إضافة لاختلاف بصمة الخط في الثانية عن الأصل، وتماسك الأصل عن الثانية، رغم أنها مقطعة بعامل الطي والحفظ غير السليم لها، بينما نجد أن الرسالة الثانية متهتكة بشكل كبير، وخطها غير واضح قياساً بالأولى، كما أن بصمة خاتم رسالة العنزي غير مقروءة بسبب حبرها الذي طمس عبارة (محمد رسول الله).
والذي أحب أن أشير إليه هو: كيف حصل صاحب الرسالة على تزكية الدكتور السامرائي، وهو يعرف -أي السامرائي- أنه لا توجد إلا رسالة واحدة اتفق عليها الجميع وهو منهم، فمن أين جاء العنزي بهذه الرسالة وأشار إلى تزكية السامرائي لها، وكما قلت سابقاً فعلى صاحب الرسالة؛ أن يتكلم موضحاً منشأ هذه الرسالة ومولدها، فإن استطاع ذلك فهو خير له، حيث سيلي ذلك وضعها في أولى مراحل النقد الظاهري المعني بالوثائق التاريخية، فإذا صحت وثبتت فعندها سيكون مالك الرسالة قد قدم خدمة جليلة للتاريخ الإسلامي ستحفظ له على مدى التاريخ، كما سيذكر بخير إن شاء الله. وقد اكتفيت بما عرضت مع العلم بأنني لدي القدرة على التوسع بهذا العرض العلمي لما فيه مصلحة العلم والتاريخ، والبراءة إلى الله ورسوله في أمر هذه الرسالة المنسوبة زوراً وتدليساً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.


[1] أسد بن جبرائيل رستم (1315- 1385هـ - 1897- 1965م) ترك أكثر من ثلاثين مؤلفاً، تخرج من جامعة شيكاغو 1923م وعين مدرساً للتاريخ بالجامعة اللبنانية 1927م نشر كتابه (مصطلح التاريخ) سنة 1938م ويعتبر من كبار علماء الأصول في علم مصطلح التاريخ.
[2] للتوسع في قضايا التدليس والتزوير في الوثائق التاريخية، والأصول التاريخية، وسعة الاطلاع عن الرسائل النبوية انظر كتابي الدكتور قاسم السامرائي: (مقدمة في الوثائق الإسلامية) صفحة 10، وكذلك كتابه (علم الاكتناه العربي الإسلامي) الطبعة الأولى 1422هـ- 2001م مطبوعات مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، باب التزوير في الوثائق التاريخية، الصفحة 351.
[3] الإمام محمد بن طولون الدمشقي، (إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم) تحقيق محمود الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية 1407هـ/ 1987م، صفحة 49.
[4] الدكتور محمد مصطفى الأعظمي، كتاب النبي صلى الله عليه وسلم - المكتب الإسلامي، الطبعة 1401هـ- 1981م، الصفحة 143.
[5] محمد حميد الله، (مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة) دار النفائس، الطبعة الرابعة 1403هـ- 1983م، بيروت الصفحة 146.
كذلك انظر: محمد بن طولون، مرجع سبق ذكره، الصفحة 59، وكذلك انظر: صلاح الدين المنجد، تاريخ الخط العربي منذ بدايته إلى نهاية العصر الأموي، الصفحة 10.
[6] ابن طولون مرجع سبق ذكره، الصفحة 59.
[7] من أمثال الأستاذ عبدالسلام هارون، وأسد رستم، وحسن عثمان، والدكتور قاسم السامرائي...
[8] محمد حميد الله، مرجع سبق ذكره، الصفحة 102.
[9] المرجع نفسه الصفحة 107- 109، وكتاب (علم الاكتناه العربي الإسلامي) الصفحة 358-359.

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:12 AM.