#1
|
||||
|
||||
سيد العلماء أيوب السختياني
سيد العلماء أيوب السختياني
مجدي عرفات اسمه ونسبه: هو الإمام الحافظ سيد العلماء أبو بكر أيوب بن أبي تميمة كيسان العنزي مولاهم السختياني البصري. مولده: ولد سنة ثمان وستين، عام توفي ابن عباس، ورأى أنس بن مالك. شيوخه: سمع من سعيد بن جبير، وأبى العالية الرياحي، وأبي قلابة الجرمي، ومجاهد بن جبر، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، ونافع مولى ابن عمر، وقتادة، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، والأعرج، وخلق سواهم. الرواة عنه: روى عنه من شيوخه ابن سيرين، وعمرو بن دينار، والزهري، وقتادة، وروى عنه من غيرهم شعبة، وسفيان الثوري، ومالك، ومعمر، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وابن علية، وهشيم بن بشير، وسفيان بن عيينة، وعبد الوهاب الثقفي، وأمم غيرهم. ثناء العلماء عليه قال الحسن: أيوب سيد شباب أهل البصرة. قال ابن عيينة: ما رأيت مثل أيوب، وكان قد لقي ستة وثمانين من التابعين. قال هشام بن عروة: ما رأيت بالبصرة مثل أيوب السختياني. قال شعبة: أيوب سيد الفقهاء. قال الثوري: ما رأيت بالبصرة مثل أربعة، فبدأ بأيوب. قال أبو عوانة: رأيت الناس ما رأيت مثل هؤلاء: أيوب، ويونس، وابن عون. قال سلام بن أبي مطيع: ما فقنا أهل الأمصار في عصر قط إلا في زمن أيوب ويونس وابن عون، لم يكن في الأرض مثلهم. قال ابن المديني: لما سُئل عن أصحاب نافع فقال: أيوب وفضلُهُ ومالك وإتقانُهُ، وعبيد الله وحفظُهُ. قال ابن سعد: كان ثقة ثبتًا في الحديث جامعًا، كثير العلم حجة عدلاً. وسُئل أبو حاتم عنه فقال: ثقة لا يُسأل عن مثله. قال حماد بن زيد: أيوب عندي أفضل من جالسته وأشده اتباعًا للسنة. قال النسائي: ثقة ثبت. قال أبو نعيم: ومنهم فتى الفتيان، سيد العباد والرهبان، المنور باليقين والإيمان، السختياني أيوب بن كيسان، كان فقيهًا محجاجًا، وناسكًا حجاجًا، عن الخلق آيسًا وبالحق آنسًا. قال الذهبي: إليه المنتهى في الإتقان. قال ابن حجر: ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد. من أحواله وأقواله قال مالك: كنا ندخل على أيوب السختياني فإذا ذكرنا له حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بكى حتى نرحمه. قلت: ففي الحديث الترهيب والتزهيد في الدنيا، بخلاف العلوم التي يبتغيها أهلها بعيدًا عن حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم . قال سلام بن أبي مطيع: كان أيوب السختياني يقوم الليل كلّه، فيخفي ذلك، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة. قال حماد: ما رأيت رجلاً قط أشد تبسمًا في وجوه الرجال من أيوب. وقال أيضًا: كان أيوب لا يقف على آية إلا إذا قال: إن الله وملائكته يصلون على النبي سكت سكتة. قال شعبة: ما واعدت أيوب موعدًا قط إلا قال حين يفارقني: ليس بيني وبينك موعد، فإذا جئت وجدته قد سبقني. قال الخليل بن أحمد: لحن أيوب في حرف فقال: أستغفر الله. وقال حماد بن زيد: كان أيوب في مجلس فجاءته عبرة (الدموع والبكاء)، فجعل يتمخط ويقول: ما أشد الزكام. قلت: يُخفي البكاء عن جلسائه خوفًا من الرياء. قال يونس بن عبيد: ما رأيت أحدًا أنصح للعامة من أيوب والحسن. قال هشام بن حسان: أيوب السختياني حج أربعين حجة. روى ضمرة عن ابن شوذب قال: كان أيوب يؤم أهل مسجده في شهر رمضان ويصلي بهم في الركعة قدر ثلاثين آية ويصلي لنفسه فيما بين الترويحتين بقدر ثلاثين آية، وكان يقول هو بنفسه للناس: الصلاة، ويوتر بهم ويدعو بدعاء القرآن ويؤمّن من خلفه، وآخر ذلك يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: اللهم استعملنا بسنته وأوزعنا بهديه واجعلنا للمتقين إمامًا ثم يسجد، فإذا فرغ من الصلاة دعا بدعوات. قلت: يدعو بعد الركوع وليس قبل الركوع ودعاء القرآن ليس هو دعاء ختم القرآن المبتدع. قال حماد: غلبه البكاء مرة فقال: الشيخ إذا كبر مجّ. قلت: مجّ (كثر ريقه فأخرجه)، وقوله هذا إخفاء لما به من البكاء. قال حماد: لو رأيتم أيوب ثم استقاكم شربة على نسكه لما سقيتموه، له شعر وافر، وشارب وافر، وقميص جيد هروي، يشم الأرض، وقلنسوة متركة جيدة، وطيلسان كُردي جيد، ورداء عدني، يعني: ليس عليه شيء من سيما النساك ولا التصنع. قلت: حتى لا يظهر زهده، غير أنه لا يجوز أن يجر القميص على الأرض، إن كان المقصود بالشم الجر على الأرض. قال حماد: كان لأيوب بُرد أحمر يلبسه إذا أحرم، وكان يُعده كفنًا، وكنت أمشي معه، فيأخذ في طرق إني لأعجب له كيف يهتدي لها فرارًا من الناس أن يقال: هذا أيوب. قال حماد: كان أيوب يبلغه موت الفتى من أصحاب الحديث فيرى ذلك فيه، ويبلغه موت الرجل يذكر بعبادة فما يرى ذلك فيه. قال شعبة: ربما ذهبت مع أيوب لحاجة فلا يدعني أمشي معه ويخرج من هاهنا وهاهنا لكي لا يفطن له. قال أيوب رحمه الله: لا خبيث أخبث من قارئ فاجر. وكان يقول: ليتق اللَّهَ رجلٌ، فإن زهد فلا يجعلن زهده عذابًا على الناس فلأن يخفي الرجل زهده خير من أن يعلنه. قال سلام بن أبي مطيع: رأى أيوب رجلاً من أصحاب الأهواء، فقال: إني لأعرف الذلة في وجهه، ثم تلا: سينالهم غضب من ربهم وذلة، ثم قال: هذه لكل مفترٍ، وكان يسمي أصحاب الأهواء خوارج ويقول: إن الخوارج اختلفوا في الاسم واجتمعوا على السيف. قال له رجل من أصحاب الأهواء: يا أبا بكر: أسألك عن كلمة؟ فولّى وهو يقول: ولا نصف كلمة، مرتين. قلت: هربًا من أهل البدع، فإن قربهم داء، والنجاة في البعد عنهم. قال له صالح بن أبي الأخضر: أوصني، قال: أقل الكلام. قال- وذكر المعتزلة-: إنما مدار القوم على أن يقولوا: ليس في السماء شيء. قلت: لأنهم يعطلون الله عن صفاته فيقولون: لا يستوي على العرش، تعالى الله عما يقولون. قال: ما صدق عبد قط فأحب الشهرة. قال: القرآن كلام الله غير مخلوق. قلت: لأن القرآن كلام الله، وهو صفة من صفاته وصفاته تعالى ليست مخلوقة. قال: إن من سعادة الحدث (الصغير السن) والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة. قلت: لأن للشيخ الأثر القوي على التلميذ، قال تعالى: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا. قال رحمه الله: إن الذين يتمنون موت أهل السنة يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون. قال: إني لأخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي. قال لعمارة بن زاذان: إذا كان الرجل صاحب سنة وجماعة فلا تسأل عن أي حال كان فيه. وفاته: توفي رحمه الله سنة إحدى وثلاثين ومائة عن ثلاث وستين سنة. المراجع << "شرح السنة" للالكائي << "حلية الأولياء" << "سير أعلام النبلاء" << "تهذيب الكمال" << "تقريب التهذيب" |
العلامات المرجعية |
|
|