|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾
قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾
ذلكم وصاكمبه (الوصايا العشر) د. محمد منير الجنباز ما الفواحشُ التي نهى الله عبادَه عن قربانِها ومقارفتها؟ قال السيوطي ما نصه: "فإن الفواحشَ كل ذنب فيه حد، والكبائر كل ذنب عاقبتُه النار، واللَّمم ما بين الحدَّين من الذنوب"، وفسَّرها عدد من المفسرين بأنها الكبائر مطلقًا، وقال آخرون: ما يكبُرُ عقابُه دون تخصيص بحدٍّ. وقد نقَل الشوكاني في تفسيره أقوالاً كثيرة، منها: الفحش والفحشاء، والفواحش: أصلها السوء والقبيح، والتجاوز للحد في القُبح، وقيل: السوء ما لا حدَّ فيه، وقيل الفحشاء: الزنا، وقيل: إن كل ما نَهَتْ عنه الشريعة، فهو من الفحشاءِ؛ اهـ. أقول: لكن المتتبع لآيات الله التي تعرَّضت لذِكر الفواحش أو الفحشاء، يجِدُها تذكُرُ هذا اللفظ في النهي عن الزنا، وهو المقصود هنا، وكذلك تذكُر في النهي عن القول القبيح الذي فيه قذفٌ أو تهمة زنا، أما بقية الكبائر والآثام الأخرى، فقد ذُكِرت باسمها، ولا داعيَ لتسميتها بالفواحش، وإنما تقصر هذه اللفظة على القبيح من فِعل الزنا، أو الرمي به، أو الشتم بألفاظه، فهذه هي الفواحش حصرًا؛ قال الله تعالى: ﴿ وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 15]، والفاحشة هنا: الزنا، وشهادة الشهود لإقامة الحد؛ أي حد الزنا، بعد أن نزَل الحد، وفي هذه الآية بالذات كانت الشهادةُ لإمساكهن في البيوت حتى يتوفَّاهن الموت، أو يجعل الله لهن سبيلاً، ثم أصبحت الشَّهادةُ لإقامة الحد، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 22]، وهنا وردت أيضًا في معرِضِ التشنيع على مَن ينكح زوجةَ أبيه، وعدَّها الإسلام من أقبحِ أنواع الزنا؛ فعن البراءِ قال: لقيت خالي ومعه الراية، قلتُ: أين تريد؟ قال: بعَثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى رجلٍ تزوَّج امرأةَ أبيه من بعده، فأمَرني أن أضربَ عنقَه، وآخُذَ ماله"؛ فإرسالُ رجلٍ إليه يحمل رايةً دليلُ إعلان الحرب عليه، وقتاله علنًا؛ لِما في هذه الأمرِ من شَناعة. وقال تعالى: ﴿ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ﴾ [النساء: 25]. وذلك إذا أُحصِنت الأَمَة وزُوِّجت، فإن زنَتْ أقيم عليها نصفُ الحد المقرَّر على الحرائر، وهو خمسون جَلدة، ولا تُرجَم، وهنا نرى أن كلمةَ "فاحشة" تعني الزِّنا فِعلاً وممارَسة. وتعني هذه الكلمة أيضًا اللواطَ بالذُّكْران، وعاب اللهُ على قومِ لوطٍ فَعلتَهم هذه؛ قال تعالى: ﴿ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ﴾ [النمل: 54]، وقال أيضًا: ﴿ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ [العنكبوت: 28]، وكذلك ذُكِرت الفاحشة في مجالِ توبيخ الذين يرمون المحصَنات بتهمة الزنا؛ قال الله تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19]، وأما قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾ [الأنعام: 151]، فقد ذكَر المفسِّرون: أن العرَبَ كانت تعيب الإعلان بالزنا، ولا تعيب اتخاذ الأخدان، ومُتَّخِذةُ الخِدْنِ: هي التي ترضى أن تزنيَ بواحد فقط حتى تضعَ حملها منه، وقيل: هي التي تزني سرًّا، أما المُسافِحة فهي التي تزني علنًا، وتتخِذ ذلك عمَلاً لها، وهوًى في نفسِها. لذلك أكد الله سبحانه وتعالى هذا المنعَ بآية مشابهة ذكَر فيها التحريم صراحة، فقال: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾ [الأعراف: 33]، وعليه فلفظُ الفاحشة والفواحش، أريد به الزنا عمومًا، أو القذف به؛ كما مرَّ في الآيات الكريمات التي سبق ذِكرها. |
#2
|
||||
|
||||
جزاك الله خيراً وبارك فيك
__________________
الحمد لله رب العالمين |
العلامات المرجعية |
|
|