#1
|
||||
|
||||
البصمة الوراثية
البصمة الوراثية[1]
أ. د. محمد جبر الألفي 1- البصمة الوراثية، أو بصمة الحمض النووي، أو بصمة [2](d.n.a) يساوي الحمض النووي الريبوزي المختزل، هي: البنية الجينية التي تدل على هُوية كل إنسان بعينه[3]. وبعبارة أوضح: "هي المادة المورثة الموجودة في خلايا جميع الكائنات الحية، وهي مثل تحليل الدم أو بصمات الأصابع أو المادة المنوية أو الشعر أو الأنسجة، تبيِّن مدى التشابه والتماثل بين الشيئين أو الاختلاف بينهما، فهي - بالاعتماد على مكونات الجينوم البشري - الشفرة التي تحدد مدى الصلة بين المتماثلات، وتجزم بوجود الفرق أو التغاير بين المختلفات، عن طريق معرفة التركيب الوراثي للإنسان في ظل علم الوراثة أحد علوم الحياة"[4]. فهي - إذًا - اختلافات في التركيب الوراثي لمنطقة الإنترون، ينفرد بها كل شخص، وتنتقل بالوراثة، بحيث يحصل كل إنسان على نصف هذه الاختلافات من الأب، والنصف الآخر من الأم، فيتكون لديه مزيجٌ وراثي يجمع بين خصائص الوالدين وبين الخصائص الوراثية لأسلافه، ويكتسب بهذا المزيج الوراثي صفةَ الاستقلال عن كروموسومات أيٍّ من والديه - مع بقاء التشابه معهما في بعض الصفات - وبالتالي: لا يمكن تطابق الصفات الجينية بين شخص وآخر، حتى وإن كانا توأمين. 2- هذه البصمة تحمل كلَّ الصفات والخصائص والأمراض والتغيرات التي سوف تطرأ على الشخص منذ التقاء الحيوان المنوي بالبويضة حتى نهاية عمره. وقد روى عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: "حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق -: ((إن خَلْقَ أحدكم يُجمَعُ في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يُبعَثُ إليه الملَك، فيُؤمَرُ بأربع كلمات، فيقال: اكتُبْ رزقه، وعمله، وأجله، وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، قال: فوالذي نفسي بيده - أو قال: فوالذي لا إله غيره - إن أحدَكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار))؛ متفق عليه[5]. 3- نسبة النجاح في نتائج بصمة الجينات الوراثية عالية جدًّا، حدَّدها بعض الخبراء بنسبة 99,9999%؛ نظرًا لعدم تطابق اثنين من البشر في جميع الصفات الوراثية؛ ولهذا يمكن اعتبارها قرينة قطعية لا تقبل الطعن أو الشك؛ لابتنائها على دليل علمي محسوس إذا تعدد أخذُ العينات وتحليلها في مواقع مختلفة، وتوثيق كل خطوة من خطوات تحليل البصمة الوراثية، بدءًا من نقل العينات، وانتهاءً بظهور النتائج، والتأكد من أن العينة ليست لتوائم متطابقة. وقد اعترف بها معظم المحاكم في أمريكا وأوروبا وكثير من دول العالم، وتم الاعتماد عليها للفصل في كثير من القضايا. [1] (البصمة الوراثية) لعمر السبيل، (خريطة الجينوم البشري) لمريع آل الجار الله، (البصمة الوراثية) لسعد الدين مسعد، (البصمة الوراثية) لمصلح النجار، أثر البصمة الوراثية في إثبات الجرائم ونفيها، لعبدالله الأحمري، الثورة البيولوجية ودورها في الكشف عن الجريمة، لخالد الحمادي. [2] اختصار لمصطلح: (deoxy ribo nuclec acid). [3] هذا التعريف تبنتْه ندوة: الوراثة والهندسة الوراثية والجينوم البشري رؤية إسلامية: الكويت 1419هـ، وأقرَّه المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي، في الدورة (16) لسنة (1422هـ). [4] وهبة الزحيلي، في مؤتمر الهندسة الوراثية، جامعة الإمارات: 1423. [5] البخاري (3332) مع فتح الباري: 6/363، مسلم (كتاب القدر) مع شرح النووي: 16/190. |
العلامات المرجعية |
|
|