اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-05-2015, 03:09 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي تهذيب السيرة النبوية


تهذيب السيرة النبوية (1)



الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع






تهذيب السيرة النبوية


تأليف الإمام


أبي زكريا يحيى بن شرف النووي الدمشقي


631 - 676هـ



حققه وعلق عليه



خالد بن عبدالرحمن الشايع


الأمين المساعد للبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم








تقديـم الكتاب





إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بِهدْيِه إلى يوم الدين.


أما بعد:


فإنه لم تحفل سيرة بشر منذ عهد أبينا آدم - عليه السلام - بالعناية والاهتمام، وشديد المتابعة والتحري والتدقيق والتدوين - كما لقيته سيرة رسول الله، محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم - ولا غرو في ذلك؛ فهو سيد البشر أجمعين، وأفضل الخلق.


وقد تتابع علماء المسلمين جيلاً من بعد جيل، على العناية بحياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسيرته، وتقديمها للأُمَّة واضحةً جليَّة، وقد تعدَّدت أساليبهم وطرقهم في تناول سيرته - صلى الله عليه وسلم - بين التوسع والإسهاب، وبين الإيجاز والاختصار.



وبين يديك - أخي المسلم - تحفة نفيسة من ذخائر السلف، جادت بها يراع الإمام يحيى بن شرف النووي - رحمه الله - حيث كتب ترجمة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جَمعتْ بين الإيجاز والشمول لشمائله وسيرته - صلى الله عليه وسلم - حيث انتخب من سيرته - صلى الله عليه وسلم - ما يعتبر بحق مدخلاً لدراسة السيرة النبوية؛ بحيث تكون للدارس وطالب العلم قاعدة معرفية، يطلع من خلالها على مجمل حياته - صلى الله عليه وسلم - لينطلِقَ منها إلى الإحاطة بأطراف هذا العلم؛ علم السيرة، ومما يهيئ هذا الكتاب لهذه المكانة المهمة عدة أمور؛ منها:


1 - تميزه بالاختصار والشمول المجمل؛ حيث حوى بين طياته نبذًا من شمائله وسيرته - صلى الله عليه وسلم - مِمَّا يَنبغِي للمسلم الاطِّلاع عليه، أو لا يَسَعُه الجَهْلُ به.

2 - أسلوبه المبسَّط الرصين في عرضه لحياته - صلى الله عليه وسلم - وسيرته.

3 - أنَّ مؤلِّفه إمام محقِّق، ذو باع واسع في خدمة السنة النبوية والعناية بها، وذلك بشهادة العلماء له بذلك، مِمَّا جعل أقواله وتصويباته وترجيحاته محل عناية واعتبار عند العلماء.


هذه بعض مميزات هذا البحث النفيس في سيرته - صلى الله عليه وسلم - فجدير بطالب العلم المبتدئ، ومحب معرفة حياته - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل هذا البحث مدخلاً وتأصيلاً لعلمه في جانب سيرته - صلى الله عليه وسلم - كما أن هذا البحث تذكرة للعالم ومدارسة له، تدقق علمه وتوجهه.



وهذا الكتاب جاء ضمن ما كَتَبَهُ النووي - رحمه الله - في كتابه "تهذيب الأسماء واللغات"، فجعله مقدمةً له؛ تشريفًا للكتاب بسيرته وذكره - صلى الله عليه وسلم - وقد طُبِعَ "تهذيب الأسماء واللغات" في إدارة الطباعة المُنيريَّة بمصر، وفيه الكثير من الأخطاء والتحريفات المطبعيَّة، ثم قامت دار السلام العالمية بمصر بإفراد هذه السيرة العطرة في كتاب مستقل، ولكنه وإن قلَّت أخطاؤه وتحريفاتُه المطبعيَّة عن أصله؛ إلا أنَّه لم يسلم من كثير منها.



ومن هنا فقد حرصت على نشره مصحَّحًا مدقَّقًا - على قلَّة البضاعة - ومن الله أستمدُّ العون والهداية، فقمت بتوثيق نصوص الكتاب، وتدعيم اختيارات المؤلف بالأدلَّة الصحيحة، وإن وجدتُ قولاً مرجوحًا نبَّه عليه العلماء؛ فإني أشير لذلك، وقمت أيضًا بتدقيق أسماء الأعلام ونحوها، وخرَّجْتُ الأحاديث القوليَّة الواردة في الكتاب في غالب الأحيان على وجه الاختصار وعدم الاستقصاء، والاقتصار على الكتب الستَّة في الغالب؛ خشية الإطالة.



وقد عمدت إلى الإيجاز والاختصار فيما أنقله في الهوامش، من غير إشارة للأخطاء المطبعية السابقة، وإثبات الصحيح في المتن اعتمادًا على دواوين العلم الأخرى المختلفة، واكتفيتُ بما يهم القارئ من شرح مشكل، أو إيراد دليل، أو عرض لمسألة مهمة.. ونحو ذلك، من أجل المحافظة على مقصود المؤلف من الإيجاز والاختصار.



هذا،، وأستغفر الله من الخطأ والزلل الذي كلٌّ واقع فيه إلا من عصم الله، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم على خير الأولين والآخرين، وعلى سائر النبيين وآل كلٍّ، وسائر الصالحين، وحسبي الله ونعم الوكيل.






وكتب: أبو عبدالرحمن خالد بن عبدالرحمن بن حمد الشايع


عفا الله عنه وعن والديه ومشايخه وأحبته


الخميس 8/ 2/ 1413هـ


الرياض: 11574


ص. ب: 57242







• • • • •




ترجمة موجزة للإمام النووي





اسمه ومولده ولمحات عن نشأته:


هو: يحيى بن شرف بن مُرِّي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام، أبو زكريا، النووي، الدمشقي، ونسبته إلى نوى، وهي من أرض حوران في بلاد الشام.


ولد سنة 631هـ في نوى، وتولى أبوه رعايته وتأديبه، ونشأه تنشئة طيبة، فختم القرآن وقد ناهز الحلم، ثم ذهب به أبوه لدمشق، فدرس على العلماء فيها وعمره تسع عشرة سنة.


وقد كان - رحمه الله - على جانب عظيم من التقوى والإنابة وخشية الله، منذ نعومة أظفاره.


قال المحدث أبو العباس بن فرح: "كان الشيخ محي الدين - يعني النووي - قد صار إليه ثلاث مراتب، كل مرتبة منها لو كانت لشخص شُدَّت إليه آباط الإبل من أقطار الأرض؛ المرتبة الأولى: العلم والقيام بوظائفه، والثانية: الزهد في الدنيا وجميع أنواعها، الثالثة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".



- من مشايخه:


جمال الدين بن الصيرفي، أبو إسحاق إبراهيم بن عيسى المرادي، وتقي الدين بن أبي اليسر، وزين الدين بن عبدالدائم.


- ومن تلامذته:


شهاب الدين الأربدي، علاء الدين العطار، ابن أبي الفتح.


- من مؤلفاته:


رياض الصالحين - شرحه لصحيح مسلم - الأربعين النووية - الإرشاد في مصطلح الحديث - المجموع شرح المهذب - روضة الطالبين – الأذكار.. وله غير هذا كثير، في فنون العلم المختلفة.


- وفاته:


توفي - رحمه الله - بعد رجوعه من دمشق إلى بلدته نوى؛ حيث مرض بها، وكانت وفاتُه ليلة الأربعاء في الرابع والعشرين من رجب سنة 676هـ، وله من العمر نَحوٌ من خمسة وأربعين عامًا، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.


- وانظر في ترجمته:


شذرات الذهب: 5/ 354 - 356.

المنهل العذب الروي: مؤلف كامل في ترجمته للحافظ السخاوي.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

بعد أن أعددت الكتاب للطبع، وقفت على طبعة أخرى لهذا الكتاب "السيرة النبوية" للنووي، صدرت عن دار البصائر في دمشق عام 1400هـ، بتحقيق: عبدالرؤوف علي، وبسام عبدالوهاب الجابي، وذكرا أنهما قد اعتمدا في طبعتهما تلك على كتاب: "تهذيب الأسماء واللغات" والذي طبع مرتين، الأولى: طبعة المستشرق الألماني فردينند وستنفلد، وفي غوتنجن ما بين عامي 1842، 1847، والثانية في مصر في المطبعة المنيرية، إضافة إلى مخطوطتين في المكتبة الظاهرية بدمشق، وقد قام المحقِّقان بجهد كبير يظهر في ضبطِهِما لمتن الكتاب وتصحيحه، فاستفدتُ من عملِهما ذلك، حيثُ قُمْتُ بِمُقابلة النسختين فوجدتُ التَّطابُق بينهما متحققًا في الجملة، فلله الحمد والشكر، وأجزل للمحققين الأجر، ولا يفوتني أن أشكر كلَّ مَنْ أَسْدَى لي نصحًا أو توجيها من إخوتي الأحبة الكرام، كما أشكر فضيلة شيخِنا د. صالح السدلان على تفضُّلِه بِالمُراجعة والتَّوجيه، شكر الله للجميع عملهم ووفقني وإياهم لما فيه الخير، كما أسأله - سبحانه - أن يجمعنا بحبيبنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في جنات النعيم، آمين.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-05-2015, 03:10 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

تهذيب السيرة النبوية (2)



الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع

نسبه - صلى الله عليه وسلم



قال الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي الدمشقي - رحمه الله -:
هو - صلى الله عليه وسلم - مُحمَّد رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ابن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

إلى هنا إجماع الأمة، وأمَّا ما بعده إلى آدَمَ فمُخْتَلفٌ فيه أشد اختلاف.

قال العلماء: ولا يصح فيه شيء يعتمد.
وقُصَيٌّ بضم القاف، ولؤي بالهمز وتركه، وإلياس: بهمزة وصل، وقيل: بهمزة قطع.

كناه وأسماؤه - صلى الله عليه وسلم:
وكنية النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - المشهورة: أبو القاسم.
وكناه جبريل - صلى الله عليه وسلم - أبا إبراهيم.

ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسماء كثيرة، أفرد فيها الإمام الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبدالله الشافعي الدمشقي، المعروف بابن عساكر - رحمه الله - بابًا في تاريخ دمشق، ذكر فيه أسماءً كثيرة، جاء بعضها في الصَّحيحين، وباقيها في غيرهما، منها:
محمد، وأحمد، والحاشر، والعاقب، والمقفي، والماحي، وخاتم النبيين، ونبي الرحمة، ونبي الملحمة - وفي رواية: نبي الملاحم - ونبي التوبة، والفاتح، وطه، وياسين، وعبدالله.

قال الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي - رحمه الله -: "زاد بعض العلماء فقال: سمَّاه الله - عزَّ وجلَّ - في القُرآن: رسولاً، نبيًّا، أميًّا، شاهدًا، مبشرًا، نذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسِراجًا منيرًا، ورؤوفًا، رحيمًا، ومذكِّرًا، وجعله رَحْمةً ونِعمةً، وهاديًا - صلَّى الله عليه وسلَّم.

وعنِ ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اسمي في القرآن مُحمَّد، وفي الإنجيل أحمد، وفي التوراة أحيد، وإنَّما سميت أحيد لأني أحيد عن أمتي نار جهنم".

قلت: وبعض هذه المذكورات صفات، (فإطلاقهم الأسماء عليها مجاز).

وقال الإمام الحافظ القاضي أبو بكر بن العربي المالكي في كتابه "الأحوذي في شرح الترمذي": "قال بعض الصوفيَّة: لله - عز وجل - ألف اسم، وللنبي - صلى الله عليه وسلم - ألف اسم".

قال ابن العربي: "فأمَّا أسماءُ الله - عزَّ وجلَّ - فهذا العدد حقير فيها، وأمَّا أسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - فلَمْ أُحْصِها إلا من جهة الورود الظاهر بصيغة الأسماء البينة، فوعيت منها أربعة وستين اسمًا"، ثم ذكرها مُفصَّلة مشروحة فاستوعب وأجاد، ثم قال: "وله وراء هذا أسماء".

أمه صلى الله عليه وسلم:
وأم النبي - صلى الله عليه وسلم - آمِنة بنت وهب بن عبدمناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب.

ولادته صلى الله عليه وسلم:
ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفيل، وقيل: بعده بثلاثين سنة.

قال الحاكم أبو أحمد: "وقيل: بعده بأربعين سنة، وقيل: بعده بعشر سنين"، رواه الحافظ أبو القاسم بن عساكر في "تاريخ دمشق".

والصحيح المشهور: أنه (ولد) عام الفيل.

ونقل إبراهيم بن المنذر الحزامي - شيخ البخاري - وخليفة بن خياط وآخرون الإجماع عليه، واتَّفقوا على أنه ولد يوم الاثنين من شهر ربيع الأول.

واختَلَفُوا هل هو في اليوم الثاني، أم الثامن، أم العاشر، أم الثاني عشر؟ فهذه أربعة أقوال مشهورة.

وفاته صلى الله عليه وسلم:
وتوفي - صلى الله عليه وسلم - ضحى يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، سنة إحدى عشرة من الهجرة، ومنها ابتداء التاريخ كما سبق.

دفنه وعمره صلى الله عليه وسلم:
ودفن يوم الثلاثاء حين زالت الشمس، وقيل: ليلة الأربعاء، وتوفي - صلى الله عليه وسلم - وله ثلاث وستون سنة، وقيل: خمس وستون سنة، وقيل: ستون سنة، والأول أصحُّ وأشهر، وقد جاءت الأقوال الثلاثة في الصحيح.

قال العلماء: الجمع بين الروايات أنَّ مَن روى ستين لم يعد معها الكسور، ومن روى خمسًا وستين عد سَنَتَيِ المولد والوفاة، ومن روى ثلاثًا وستين لم يعدهما.

والصحيح ثلاث وستون، وكذا الصحيح في سن أبي بكر، وعمر، وعلي وعائشة - رضي الله عنهم - ثلاث وستون سنة.

قال الحاكم أبو أحمد - وهو شيخ الحاكم أبي عبدالله - يقال ولد النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين، ونبئ يوم الاثنين، وهاجر من مكة يوم الاثنين، ودخل المدينة يوم الاثنين، وتوفي يوم الاثنين.

وروي أنه - صلى الله عليه وسلم - ولد مختونًا مسرورًا.

وكُفِّن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة أثواب بيض، ليس فيها قميص ولا عمامة، ثبت ذلك في الصحيحين.

قال الحاكم أبو أحمد: "ولما أدرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أكفانه وضع على سريره على شفير القبر، ثم دخل الناس أرسالاً يصلون عليه فوجًا فوجًا، لا يؤمُّهم أحد، فأوَّلهم صلاة عليه العباس، ثم بنو هاشم، ثُمَّ المهاجرون، ثُمَّ الأنصار، ثم سائر الناس، فلما فرغ الرجال دخل الصبيان، ثم النساء، ثم دفن - صلى الله عليه وسلم - ونزل في حُفرته العباس، وعلي، والفضل، وقثم ابنا العباس، وشقران".

قال: "ويقال كان أسامة بن زيد وأوس بن خولي معهم".

ودفن في اللحد، وبني عليه - صلى الله عليه وسلم - في لحده اللبن، يقال: إنها تسع لبنات، ثم أهالوا التراب، وجعل قبره - صلى الله عليه وسلم - مسطحًا، ورش عليه الماء رشًّا.

قال: ويقال نزل المغيرة في قبره ولا يصحُّ.

قال الحاكم أبو أحمد: يقال مات عبدالله والد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانية وعشرون شهرًا، وقيل: تسعة أشهر، وقيل سبعة أشهر، وقيل: شهران، وقيل: مات وهو حمل، وتوفي بالمدينة، قال الواقدي، وكاتبه محمد بن سعد: لا يثبُت أنَّه توفي وهو حمل.

ومات جده عبدالمطلب وله ثمان سنين، وقيل: ست سنين، وأوصى به إلى أبي طالب، وماتت أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وله ست سنين، وقيل أربع (سنين) وماتت بالأبواء - مكان بين مكة والمدينة.

وبعث - صلى الله عليه وسلم - رسولا إلى الناس كافة وهو ابن أربعين سنة، وقيل: أربعين ويوم.

وأقام بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة، وقيل: عشرًا، وقيل: خمس عشرة (سنة)، ثم هاجر إلى المدينة، فأقام بها عشر سنين بلا خلاف، وقدم المدينة يوم الاثنين لثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول.

قال الحاكم: وبدا الوجع برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت ميمونة، يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من شهر صفر.





وللموضوع تتمة


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30-05-2015, 03:12 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

تهذيب السيرة النبوية (3)



الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع


في صفته صلى الله عليه وسلم

كان- صلى الله عليه وسلم - ليس بالطَّويل البائن، ولا القصير، ولا الأبيض الأمهق، ولا الآدم، ولا الجعد القطَط، ولا السبط، وتوفي وليس في رأسه عشرون شعرة بيضاء، وكان حسن الجسم بعيد ما بين المنكبين، له شعر إلى منكبيه، وفي وقت إلى شحمتي أذنيه، وفي وقت إلى نصف أذنيه، كث اللحية، شثن الكفين؛ أي غليظ الأصابع، ضخم الرأس والكراديس.

في وجهه تدوير، أدعج العينين، طويل أهدابهما، أحمر المآقي، ذا مسربة، وهي: الشعر الدقيق من الصدر إلى السرة كالقضيب.

إذا مشى تقلَّع كأنَّما ينحطُّ من صَبَب، أي: يمشي بقوَّة، والصبب: الحدور، يتلألأ وجهه (تلألؤ) القمر ليلة البدر، كأن وجهه القمر، حسن الصوت، سهل الخدين، ضليع الفم، سواء البطن والصدر.

أشعر المنكبين والذراعين، وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، أشكل العينين، أي: طويل شقيهما، منهوس العقبين - أي قليل لحم العقب - بين كتفيه خاتم النبوة كزر الحجلة أو كبيضة الحمامة.

وكان إذا مشى كأنَّما تطوى له الأرض، ويجدون في لحاقه وهو غير مكترث، وكان يسدل شعر رأسه، ثم فرقه، وكان يرجله، ويسرح لحيته، ويكتحل بالإثمد كل ليلة في كل عين ثلاثة أطراف عند النوم.

وكان أحب الثياب إليه: القميص، والبياض، والحبرة، وهي: ضرب من البرود فيه حمرة، وكان كم قميص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الرسغ.

ولبس في وقت حلَّة حمراء وإزارًا ورداء، وفي وقت ثوبين (أخضرين)، وفي وقت جبة ضيقة الكمين، وفي وقت قباء، وفي وقت عمامة سوداء، وأرخى (طرفيها) بين كتفيه، وفي وقت مرطًا أسود من شعر، أي: كساء، ولبس الخاتم والخف والنعل.

فصل

أولاده صلى الله عليه وسلم

له - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة بنين:
القاسم وبه كان يكنى، ولد قبل النبوة، وتوفي وهو ابن سنتين.
وعبدالله (ويسمى) الطيب، والطاهر، لأنه ولد بعد النبوة، وقيل: الطيب والطاهر غير عبدالله، والصحيح الأول.
والثالث: إبراهيم، ولد بالمدينة سنة ثمان، ومات بها سنة عشر، وهو ابن سبعة عشر شهرًا، أو ثمانية عشر شهرًا.

وكان له - صلى الله عليه وسلم - أربع بنات:
زينب، تزوَّجها أبو العاص بن الربيع بن عبدالعزى بن عبدشمس وهو ابن خالتها، وأمه: هالة بنت خويلد.
وفاطمة، تزوَّجها عليُّ بن أبي طالب - رضي الله عنه.
ورقية، وأم كلثوم، تزوَّجهما عثمان بن عفان، تزوج رقية ثم أم كلثوم، وتوفيتا عنده، ولهذا سمي ذا النورين، توفيت رقيَّة يوم بدر في رمضان سنة اثنتين من الهجرة، وتوفيت أم كلثوم في شعبان سنة تسع من الهجرة.

فالبنات أربع بلا خلاف، والبنون ثلاثة على الصحيح.

وأول من ولد له القاسم، ثم زينب، ثم رقية، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، وجاء أن فاطمة - رضي الله عنها - أسنُّ من أم كلثوم، ذكر ذلك علي بن أحمد بن سعيد بن (حزم) أبو محمد الحافظ، ثم في الإسلام عبدالله بمكة، ثُمَّ إبراهيم بالمدينة، وكلهم من خديجة إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية، وكلهم توفوا قبله، إلا فاطمة فإنها عاشت بعده ستة أشهر على الأصح الأشهر.

فصل

أعمامه وعماته صلى الله عليه وسلم

أعمامه - صلى الله عليه وسلم - أحد (عشر):
أحدهم: الحارث، وهو أكبر أولاد عبدالمطلب، وبه كان يكنى، وقثم، والزبير، وحمزة والعباس، وأبو طالب، وأبو لهب، وعبدالكعبة، وحَجْل - بحاء مهملة مفتوحة، ثم جيم ساكنة - وضرار، والغيداق .

أسلم منهم حمزة والعباس، وكان حمزةُ أصغَرَهُم سنًّا لأنَّه رضيع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم العباس قريب منه في السن، وهو الذي كان يلي زمزم بعد أبيه عبدالمطلب، وكان أكبر سنًّا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثلاث سنين.

وعماته - صلى الله عليه وسلم - ست: صفية: أسلمتْ وهاجرتْ وهي أم الزبير بن العوام، توفيت بالمدينة في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنها - وهي أخت حمزة لأمه، وعاتكة، قيل: إنها أسلمت، وهي التي رأت رؤيا غزوة بدر، وقصتها مشهورة، وبرة، وأروى، وأميمة، وأم حكيم، وهي: البيضاء.

فصل

في أزواجه صلى الله عليه وسلم

(أولاهن) خديجة، ثم سودة، ثم عائشة، ثم حفصة، وأم حبيبة، وأم سلمة، وزينب بنت جحش، وميمونة، وجويرية، وصفيَّة، وسنذكرهن في تراجمهن - إن شاء الله تعالى.

وهؤلاء التسع - بعد خديجة - توفي عنهن، ولم يتزوج في حياة خديجة غيرها، ولا تزوج بكرًا غير عائشة.

وأمَّا اللاتي فارقهنَّ - صلى الله عليه وسلم - في حياته فتركناهُنَّ لكثرة الاختلاف فيهنَّ.

وكانت له سُرِّيَّتان: مارية، ورَيْحانة بنت زيد، وقيل: بنت شمعون، ثم أعتقها.

روينا عن قتادة قال: تزوَّج النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - خَمسَ عشرة امرأة، فَدَخَلَ بثلاث عشرة، وجَمعَ بين إحدى عشرة، وتوفِّي عن تسع.

فصل

في مواليه صلى الله عليه وسلم

منهم: زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي أبو أسامة، وثوبان بن بُجْدُد - بضم الموحدة والدال، وإسكان الجيم - وأبو كبشة، واسمه سليم، شهد بدرًا، وباذام، ورويفع، وقصير، وميمون، وأبو بكرة، وهرمز، وأبو صفية عبيد، وأبو سلمى، وأَنَسة - بفتح الهمزة والنون - وصالح (وهو) شقران، ورباح - بالموحدة - أسود، ويسار الراعي: نوبي، وأبو رافع، واسمه أسلم، وقيل غير ذلك، (وأبو مويهبة)، وفضالة اليماني، ورافع.

ومِدْعَم - بكسر الميم وإسكان الدال وفتح العين المهملتين - أسود، وهو الذي *** (بخيبر)، وكِرْكِرة - بكسر الكافين، وقيل بفتحهما - كان على ثقل النبي - صلى الله عليه وسلم - وزيد: جد هلال بن يسار بن زيد، وعبيدة، وطهمان أو كيسان أو مهران أو ذكوان أو مروان، ومأبور القبطي، (وواقد)، وأبو واقد.

وهشام، وأبو ضميرة، وحنين، وأبو عسيب، واسمه أحمر، وأبو عبيدة وسفينة، (وسلمان) الفارسي، وأيمن بن أم أيمن، وأفلح، وسابق، وسالم، وزيد بن بولا، وسعيد، (وضميرة)، وعبيدالله بن أسلم، ونافع، ونبيه، ووردان وأبو أثيلة، وأبو الحمراء .

ومن الإماء: سلمى - بفتح السين - أم رافع، وأم أيمن: بركة - بفتح الباء - وهي أم أسامة بن زيد - وميمونة بنت سعد، وخضرة، ورضوى، وأميمة، وريحانة، وأم ضميرة، ومارية، وشيرين وهي أختها، وأم عباس.

وكثير من هؤلاء (المذكورين) لهم ذكر في هذه الكتب، وسيأتي بيان أحوالهم في تراجمهم - إن شاء الله تعالى.
واعلم أنَّ هؤلاء الموالي لم يكونوا موجودين في وقت واحد للنبي- صلى الله عليه وسلم - بل كان كل بعض منهم في وقت، والله أعلم.

فصل

في خدمه صلى الله عليه وسلم

منهم أنس بن مالك، وهند، وأسماء ابنتا حارثة الأسلميَّان، وربيعة بن كعب الأسلمي، وكان عبدالله بن مسعود صاحب نعليه إذا قام ألبسه إياهما، وإذا جلس حطهما وجعلهما في ذراعيه حتى يقوم، وكان عقبة بن عامر الجهني صاحب بغلته - صلى الله عليه وسلم - يقودُ به في الأسفار، وبلال المؤذن، وسعد مولى أبي بكر الصديق، وذو مخمر ويقال: مخبر - بالباء الموحدة - ابن أخي النجاشي، ويقال ابن أخته، وبكير بن (شداخ) الليثي، ويقال بكر، وأبو ذر الغفاري والأسلع بن شريك بن عوف الأعرجي، ومهاجر مولى أم سلمة، وأبو (السمح) - رضي الله عنهم.
ـــــــــــــــ





انظر: في هذا الفصل كتاب "الشمائل المحمدية" للترمذي، اختصار الشيخ الألباني.






أي إنه - صلى الله عليه وسلم - معتدل القامة.



أي إنه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن (أمهقَ) شديد البياض، ولم يكن (آدمَ) أسمر بل بياضه إلى السمرة مشربًا بحمرة.



أي إن شعره - صلى الله عليه وسلم - ليس بـ (جعد قطط)، ملتو، ولا (سبط) أي شديد الاسترسال والنعومة؛ بل كان وسطًا بين ذلك وهذا هو الكمال.



أي إنه - صلى الله عليه وسلم - كثيف شعر اللحية.



وهذا محمود في الرجال لأنه أشد لقبضهم، ويذم في النساء، لأن الأليق بها النعومة، وانظر: "النهاية" 2/ 444.



الكراديس، جمع كردوس، وهي كل عظمين التقيا في مفصل مثل الركبتين والوركين والمنكبين.



أي إنه - صلى الله عليه وسلم - شديد سواد العينين.



أي إن شعر أجفانه - صلى الله عليه وسلم - كثير مستطيل.



المآقي: جمع مؤق، وهو مؤخر العين.



أي إنه عظيم الفم - صلى الله عليه وسلم - وهذه صفة كمال في الرجال.



أي على ذراعيه ومنكبيه وأعلى صدره شعر - صلى الله عليه وسلم.



الزند: هو موصل طرف الذراع في الكف.



الزر: معروف، وهو الذي يجعل في الثياب جمعه أزرار، والحجلة: بيت العروس، (انظر "القاموس")، وقيل زر الحجلة: بيض طائر معروف، لكن أنكر هذا القسطلاني كما في شرح البخاري، وانظر: "النهاية" 2/ 300.
وخاتم النبوة: شامة ناتئة أي مرتفعة، قطعة لحم بين كتفيه - صلى الله عليه وسلم - بقدر بيضة الحمامة، وعليها شعرات مجتمعات.



أي يُرخيه ويرسله على جبينه - صلى الله عليه وسلم.



أي جعله فرقتين على جانبي رأسه، ولم يترك شيئًا منه على جبهته - صلى الله عليه وسلم.



رواه أبو داود (4027) والترمذي (1765) وفي سنده شهر بن حوشب، وهو ضعيف، والرسغ هو مفصل ما بين الكف والساعد، انظر "مختصر الشمائل" للألباني (ص 46).



وكان خاتمه - صلى الله عليه وسلم - من فضة يلبسه في خنصره الأيمن، وربما لبسه في الأيسر، انظر: صحيح البخاري (5877)، وصحيح مسلم (2094).



انظر: "تسمية أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأولاده" لأبي عبيدة معمر بن المثنى.



قال عبدالغني المقدسي، في "مختصر السيرة" (ص 51): "وإنما سمي الغيداق؛ لأنه كان أجود قريش وأكثرهم طعامًا".



يلي زمزم: أي يتولى سقايتها.



وملخصها أن عاتكة أرسلت للعباس بن عبدالمطلب تخبره أنها رأت رؤيا مفزعة، وهي أن راكبًا أقبل على بعير له، يستصرخ الناس في الأبطح: يالغدر لمصارعكم في ثلاث، ثم تبعوه إلى المسجد، ثم ظهر به بعيره على الكعبة، ثم استصرخهم مثل المرة الأولى، ثم ظهر به على جبل أبي قبيس، فأرسل عليهم صخرة، فتفتت، فما بقي بيت في مكة إلا دخله منها، وكان هذه الرؤيا سببًا في تثبيط عدو الله أبي لهب عن الخروج لبدر، انظر: "سيرة ابن هشام" 1/ 607، "مرويات غزوة بدر" (ص 128) للدكتور العليمي باوزير.



يريد المؤلف في كتابه: "تهذيب الأسماء واللغات"، الذي هذا مقدمته.
وقد فات المؤلف - رحمه الله - ذكر أم المؤمنين زينب بنت خزيمة - رضي الله عنها - وكان يقال لها أم المساكين لإحسانها إليهم، وقد تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد زواجه من حفصة - رضي الله عنها - ومكثت عنده شهرين أو ثلاثة ثم تُوُفِّيَتْ - رضي الله عنها - ولم يَمُت أحد من أزواجه - صلى الله عليه وسلم - في حياته إلا هي وخديجة قبلها - رضي الله عنهما - ومن خصائصه - صلى الله عليه وسلم - دون أمته أن يجمع أكثر من أربع زوجات كما نبه المؤلف (ص 78)، (انظر: "الاستيعاب": 1/ 88، "الإصابة": 12/ 280، "السير": 2/ 218).



السُّرِّيَّة: بضم السين وكسر الراء وفتح الياء والتشديد في الجميع: هي الأمة التي تحل في البيت، سميت بذلك لأن الإنسان يسر معاشرتها عن زوجته (راجع: "مختار الصحاح"، "القاموس" مادة (السر).



وهي القبطية، أم ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - وقد أهداها المقوقس صاحب الإسكندرية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم، "الإصابة" 13/ 125.



وهي من بني النضير من اليهود، وقد أسلمت - رضي الله عنها - راجع "الإصابة" 12/ 267.



راجع: تسمية أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأولاده لأبي عبيدة (ص 70 - 80) "الاستيعاب" لابن عبدالبر 1/ 90 - 91، حيث قال ابن عبدالبر: "وأمَّا اللواتي اختلف فيهنَّ مِمَّنِ ابْتَنَى بِها وفارقها، أو عَقَدَ عليْها ولم يَدْخُل بِها، أو خطبها ولم يتمَّ له العقد منها، فقدِ اختلف فيهن، وفي أسباب فراقهن اختلافًا كثيرًا يوجب التوقف عن القطع بالصحة في واحدة منهن" ا هـ.



الموالي جمع مولى، وهو من كان مملوكًا ثم أعتق.
وانظر في هذا الفصل والذي يليه كتاب "الفخر المتوالي فيمن انتسب للنبي - صلى الله عليه وسلم - من الخدم والموالي"، للحافظ السخاوي.



باذام - بالذال المعجمة، ويذكره بعضهم بالدال المهملة، قيل هو ذكوان الآتي ذكره.



قصير هذا لم أجد من ذكره ضمن مواليه - صلى الله عليه وسلم - فيما بين يدي من المصادر، والله أعلم.



قيل هو ذكوان الآتي ذكره.



وهو الصحابي المعروف نفيع بن الحارث، وبعضهم لم يعده في مواليه - صلى الله عليه وسلم.



قيل هذا اسم لأبي رافع القبطي، أو ذكوان: الآتي ذكرهما.



قيل إنه يسار الراعي النوبي الآتي ذكره.



قيل هو أبو رافع المتقدم ذكره.



الثقل: هو متاع السفر، وما يثقل حمله، وكل شيء نفيس مصون.



قيل هو عبيد، أو عبيدة الآتي ذكره.



هذه الألفاظ بعض ما عرف به ذكوان.



الصواب: أنه واقد، وإما أبو واقد، كما ذكر الشيخ مشهور حسن سلمان في "الفخر المتوالي" (ص 61).



عده بعض العلماء من الخدم لا الموالي.



بعضهم يعده من الموالي وآخرون يعدونه من الصحابة مطلقًا.



أنكر الحافظ السخاوي أن يكون سالمًا من مواليه - صلى الله عليه وسلم - "الفخر المتوالي" (ص 44).



في نسخة أخرى نبيل، وكلا الاسمين يذكران في مواليه - صلى الله عليه وسلم.



من العلماء من يعده في الخدم، ومنهم من يعده من الموالي، أو منهما جميعًا.



وقيل ميمونة بنت سعيد.



ويقال - أيضًا - سيرين، بالسين المهملة، وهي خالة إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم.



ويقال - أيضًا -: أم عياش.




أي في كتب العلماء المؤلفة ويعني: "المزني"، و"المهذب"، و"التنبيه"، و"الوسيط"، و"الوجيز"، و"الروضة"، وهي من كتب الشافعية، وتراجمهم مبثوثة في ثنايا كتابه "تهذيب الأسماء واللغات"، كما أوضح ذلك كله في المقدمة (ص 3).








رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30-05-2015, 03:13 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

تهذيب السيرة النبوية (3)



الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع







في كتَّابه صلى الله عليه وسلم







ذكرهم الحافظ أبو القاسم في "تاريخ دمشق"، أنهم ثلاثة وعشرون، وروى ذلك كله بأسانيده.





وهم: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان، وعلي، (وطلحة)، والزبير، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان، ومحمد بن مسلمة، والأرقم بن أبي الأرقم، وأبان بن سعيد بن العاص، وأخوه خالد بن سعيد بن العاص، وثابت بن قيس، وحنظلة بن الربيع، وخالد بن الوليد، وعبدالله بن الأرقم، وعبدالله بن زيد بن عبد ربه، والعلاء بن (عقبة)، والمغيرة بن شعبة، والسجل.





وزاد غيره: شرحبيل بن حسنة.





قالوا: وكان أكثرهم كتابةً: زيد بن ثابت، ومعاوية - رضي الله عنهم.





فصل


في رسله صلى الله عليه وسلم


أرسل - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي، فأخذ كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووضعه على عينيه، ونزل عن سريره، فجلس على الأرض، ثم أسلم حين حضره جعفر بن أبي طالب، وحسن إسلامه.


وأرسل - صلى الله عليه وسلم - دحية بن خليفة الكلبي بكتاب إلى هرقل عظيم الروم.


وعبدالله بن حذافة السهمي إلى كسرى ملك فارس.


وحاطب بن أبي بلتعة اللخمي إلى المقوقس ملك مصر والإسكندرية، فقال خيرًا، وقارب أن يُسْلِمَ، وأهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مارية القبطية، وأختها شيرين، فوهبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحسان بن ثابت.


وأرسل عمرو بن العاص إلى ملكي عمان، فأسلما، وخلَّيا بين عمرو وبين الصدقة، والحكم فيما بينهم، فلم يزل عندهم حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم.


وأرسل سليط بن عمرو العامري إلى اليمامة إلى هوذة بن علي الحنفي.


وأرسل شجاع بن وهب الأسدي إلى الحارث بن أبي شِمْر الغساني، ملك البلقاء من أرض الشام.


وأرسل المهاجر بن أبي أمية المخزومي إلى الحارث الحميري.


وأرسل العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى العبدي ملك البحرين، فصدق وأسلم.


وأرسل أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل إلى جملة اليمن (داعيين) إلى الإسلام، فأسلم عامة أهل اليمن، ملوكهم وسوقتهم.





فصل


في مؤذنيه صلى الله عليه وسلم


له - صلى الله عليه وسلم - أربعة من المؤذنين: بلال، وابن أم مكتوم بالمدينة، وأبو محذورة بمكة، وسعد القرظ بقباء، وسيأتي بيان أحوالهم في تراجمهم - إن شاء الله تعالى .





فصل


عُمَرُه وحجته وغزواتُه وسراياه صلى الله عليه وسلم


ثبت في "الصحيحين" أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - اعتمر أربع عُمر بعد الهجرة، ولم يحجَّ إلا حجَّة (واحدة: حجة) الوداع، التي ودع الناس فيها سنة عشرة من الهجرة.





وغزا بنَفْسِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - خَمسًا وعشرين غَزْوةً، هذا هو المشهور، وهو قولُ موسى بن عقبة، ومُحمَّد بن إسحاق، وأبي مَعشر، وغيرِهم من أئِمَّة السير والمغازي، وقيل: سبعًا وعشرين.





ونَقَل أبو عبدالله مُحمَّد بن سعد في "الطبقات" الاتِّفاق على أنَّ غزواته - صلى الله عليه وسلم - بنفسه سبع وعشرون غزوة، وسراياه ست وخمسون، وعدَّدها واحدة واحدة، مرتبة على حسب وقوعها.





قالوا: ولم يقاتل إلا في تِسْع: بدر، وأحد، والخندق، وبني قُريظة، وبني المصطلق، وخيبر، وفتح مكة، وحنين، والطائف، وهذا على قَوْلِ مَن قال: فُتِحَتْ مكَّة عنوة.





وقيل: قاتل بوادي القرى، وفي الغابة، وبني النضير، والله أعلم.





فصل


في أخلاقه صلى الله عليه وسلم


كان - صلى الله عليه وسلم - أجْوَدَ النَّاس، وكان أجْوَد ما يكونُ في رمضان، وكان أحسنَ النَّاس خُلُقًا وخَلْقًا، وأليَنَهُم كفًّا، وأطيبهم ريحًا، وأكملهم حِجًا، وأحسنهم عشرة، (وأشجعهم)، وأعلَمَهُم بِالله، وأشدَّهم لله خشية، ولا يغضب لنفسه، ولا ينتقم لها، وإنما يغضب إذا انتُهكت حرمات الله - عز وجل - فحينئذ يغضب ولا يقوم لغضبه شيء حتى ينتصر للحق، وإذا غضب أعرض وأشاح.





وكان خلقه القرآن، وكان أكثرَ الناس تواضُعًا، يَقْضِي حاجة أهله، ويخفض جناحه للضعفة، وما سئل شيئًا قط فقال لا، وكان أحلم الناس، وكان أشدَّ حياءً من العذراء في خِدْرِها، والقريبُ والبعيدُ والقويُّ والضَّعيفُ عنده في الحقِّ سواء.





وما عاب طعامًا قط؛ إنِ اشْتَهاهُ أكلَهُ، وإلا تَرَكَهُ، ولا يأكل متَّكئًا، ولا على خوان, ويأكل ما تيسَّر، ولا يَمتَنِعُ من مُباحٍ ما، وكان يُحبُّ الحلواءَ والعَسَل، ويُعْجِبُه الدُّبَّاء - وهو اليقطين - وقال: ((نعم الإدام الخل))، و: ((فضل عائشة على النساء، كفضل الثريد على سائر الطعام))، وكان أحب الشاة إليه الذراع، وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير - يعني للعدم - وكان يأتي الشهر والشهران ولا يوقد في بيت من بيوته نار"!!





وكان يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، ويكافئ على الهدية، ويخصف النعل، ويرقع الثوب، ويعود المريض، ويجيب مَن دعاهُ من غني وفقير، ودني وشريف، ولا يحقر أحدًا.





وكان يقعد تارةً القرفصاء وتارةً متربعًا، واتَّكأ في أوقات، وفي كثير من الأوقات أو في أكثرها محتبيًا بيديه، وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقهن، ويتنفس في الشراب بالإناء ثلاثًا خارج الإناء.





ويتكلَّم بِجوامع الكلم، ويعيد الكلمة ثلاثًا لتفهم، وكلامه بين يفهمه من سمعه، ولا يتكلَّم من غير حاجة، ولا يقعدُ ولا يقومُ إلا على ذكر الله - تعالى - وركب الفرس والبعير والحمار والبغلة، وأردف مُعاذًا خلفَهُ على ناقة وعلى حمار، ولا يدع أحدًا يمشي خلفه، وعصب على بطنه الحجر من الجوع، وكان يبيتُ هو وأهلُه الليالي طاوِين، وفراشه من أدم، حشوُه من ليف، وكان متقلِّلاً من أمتعة الدنيا كلها، وَقَدْ أعْطاهُ الله - تعالى - مَفاتيحَ خزائِنِ الأرض كلِّها، فأبى أن يأخُذَها، واختارَ الآخِرة عليها.





وكان كثيرَ الذِّكْر، دائم الفكر، جُلُّ ضحِكِه التَّبَسُّم، وضحِكَ في أوقاتٍ حتَّى بدت نواجذه - وهي الأنياب - ويُحِبُّ الطيب، ويكره الريح الكريهة، ويمزح ولا يقول إلا حقًّا، ويقبل عذر المعتذر إليه، وكان كما وصفه الله - تعالى -: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [سورة التوبة: 128]، وقال - تعالى -: ﴿ وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ﴾ [التوبة: 103].





وكانت معاتبته تعريضًا: ((ما بالُ أُناسٍ يَشترطون شروطًا ليستْ في كتاب الله تعالى!))، ونحو ذلك، ويأمر بالرفق، ويحث عليه، وينهى عن ال***، ويحث على العفو والصفح، ومكارم الأخلاق، ويحب التيمن في طهوره وتنعله وترجله وفي شأنه كله، وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى، وإذا نام أو اضطجع؛ اضطجع على جنبه الأيمن مستقبل القبلة.





وكان مجلسه مجلس حلم وحياء، وأمانة وصيانة، وصبر وسكينة، ولا ترفع فيه الأصوات، ولا (تُؤْبَنُ) فيه الحُرَم - أي: لا تذكر فيه النساء - (يتفاضلون) فيه بالتقوى، ويتواضعون ويوقر الكبار، ويرحم الصغار، ويؤثرون المحتاج، ويحفظون الغريب، ويخرجون أدلة على الخير.





وكان يتألف أصحابه، ويكرم كريم كل قوم، ويوليه أمرهم، ويتفقد أصحابه، ولم يكن فاشحًا ولا متفحشًا، ولا يجزي بالسيئة السيئة؛ بل يعفو ويصفح، ولم يضرب خادمًا ولا امرأة ولا شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله - تعالى - وما خُيِّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا.





ودلائل كل ما ذكرته في الصحيح مشهورة؛ فقد جَمع الله - سبحانه وتعالى - له - صلى الله عليه وسلم - كمال الأخلاق ومحاسن الشيم، وآتاه علم الأولين والآخرين، وما فيه النجاة والفوز، وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب، ولا معلم له من البشر، وآتاه (الله) ما لم يؤت أحدًا من العالمين، واختاره على جميع الأولين والآخرين، صلوات الله وسلامه [عليه] دائمين إلى يوم الدين.





ثبت في "الصحيح" عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "ما مسست ديباجًا ولا حريرًا ألين من كف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا شممت رائحةً قط أطيب من رائحة رسول الله، ولقد خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، فما قال لي قط: أف، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا".


ــــــــــــــــ


هؤلاء المذكورون كلهم من كتابه - صلى الله عليه وسلم - وهناك آخرون لم يذكرهم المؤلف - رحمه الله - غير أنَّ من سماه: السجل قد اختلف فيه؛ لحديث يروى كما عند أبي داود (2935) والنسائي في "التفسير" من "سننه الكبرى"، كما في "التحفة" 4/ 366، من حديث أبي الجوزاء عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "السجل كاتب للنبي - صلى الله عليه وسلم -"، وقد صحَّحه بطرقه الحافظ ابن حجر في "الإصابة": 4/ 122، غير أنَّ الحافظ ابن كثير قال في "تفسيره" 3/ 200: "هذا الحديثُ مُنْكَرٌ جدًّا، ولا يصح أصلاً، وقد صرح جماعة من الحفاظ بوضعه وإن كان في "سنن أبي داود"، منهم شيخُنا الحافظ الكبير أبو الحجاج المزي - فسح الله في عمره - وقد أفردت لهذا الحديث جزءًا على حدته، ولله الحمد، وقد تصدَّى الإمام أبو جعفر بن جرير [17/ 100] للإنكار على هذا الحديث، وردَّه أتَمَّ رد، وقال: لا يعرف في الصحابة أحد اسمه السجلّ، وكتَّاب النبي - صلى الله عليه وسلم – معروفون، وليس فيهم أحدٌ اسْمُه السجل، وصدق - رحمه الله - في ذلك، وهو من أقوى الأدلة على نكارة هذا الحديث، وأمَّا من ذكره في أسماء الصحابة فإنما اعتمد على هذا الحديث لا على غيره، والله أعلم ا هـ. وانظر: "المصباح المضيء" (ص 80)، و"كتاب النبي" (ص 100).




قال ابن القيم في "زاد المعاد" 1/ 120: "إن أصحمة النجاشي الذي صلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس هو الذي كتب إليه، هذا الثاني لا يعرف إسلامه، بخلاف الأول؛ فإنه مات مسلمًا، ونبه لهذا من قبل أبو محمد بن حزم، كما في "جوامع السيرة" (ص 30)، وفي "صحيح مسلم" (774) ما يدل على هذا من حديث أنس موقوفًا عليه".




ويقال سيرين - بالسين المهملة - كما تقدم ص 48.




أي: أسلم الملوك والرعية، وهناك رسلٌ آخَرون للنَّبي - صلَّى الله عليه وسلم - آثر المؤلف عدم ذكرهم بُغْيَة الاختصار، وأسلم سائِرُ هؤلاء الملوك وأسلم قومُهم، ما عدا هرقل، والمقوقس، وهوذة، وكسرى، والحارث بن أبي شمر، والنجاشي، وهو غير الذي هاجر إليه الصحابة كما تقدم، وانظر: "جوامع السيرة" (ص 30).




يريد المؤلف في مواضعها من الكتاب الأصل: "تهذيب الأسماء واللغات".




رواه البخاري: (1778)، (1779)، (1780)، (3066)، (4148)، ومسلم (1253)، وأبو داود (1994)، والترمذي (815) وهن ثلاث في ذي القعدة: عمرة الحديبية، وعمرة القضية، وعمرة من الجعرانة بعد قسم غنائم حنين، والرابعة مع حجته - صلى الله عليه وسلم.




انظر "صحيح البخاري" (1778)، و"صحيح مسلم" (1254)، قلتُ: وقد ثبت في "صحيح البخاري" و"مسلم" ما يدل على أنَّه - صلى الله عليه وسلم - قد حجَّ قبل الهجرة، وهذا ما رجحه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": 3/ 517، وانظر "صحيح البخاري" (1664)، و"صحيح مسلم" (1220)، و"سنن النسائي" 5/ 255، و"سنن الدارمي" 1/ 384.




روى مسلم في "صحيحه" (1813)، عن أبي الزبير: أنَّه سَمِعَ جابر بن عبدالله يقول: "غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسع عشرة غزوة"، قال جابر: "لم أشهَدْ بدرًا ولا أُحُدًا، منعني أبي، فلمَّا قُتِلَ عبدالله يوم أحد لم أتَخَلَّف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة قط"، ويفهم من ذلك أن عدد الغزوات إحدى وعشرين أو نحوًا من ذلك، وهذا ما رواه مُصرَّحًا به عن جابر أبو يعلى بسند صحيح، كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/ 280، ويعلِّل التَّفاوُت في إحْصاء عدد الغزوات أنَّ بعضَهُم ربَّما دمج الغَزْوَتَيْنِ باسمٍ واحد، وآخَرُون يَجعلون للغزوة الواحدة أكثر من اسم؛ لاختلاف زمانِها أو مكانها، ونحو ذلك، نبَّه لهذا الحافظ في "الفتح" 7/ 380، أو لأنَّ بعضَهم عدَّ الغزوات مُطلقًا، وبعضهم يخصُّ الَّتي حَصَلَ فيها قتال فقط.




قال ابن تيمية - يرحمه الله -: "لا يُعلَمُ أنَّه - صلى الله عليه وسلم - قاتل في غزاة إلا في أحد، ولم ي*** أحدًا إلا أبي بن خلف فيها، فلا يُفْهَمُ من قولِهم قاتل في كذا أنَّه بنفسه، كما فهِمه بعض الطلبة، مِمَّن لا اطِّلاع له على أحواله - عليه السلام"؛ "حاشية مُحقِّق المواهب اللدنية للقسطلاني: 1/ 335".




عنوة: أي قهرًا، وليس صلحًا.




وادي القرى والغابة: موضعان بين المدينة والشام، قرب المدينة؛ "معجم البلدان".




بكسر الحاء - المهملة – أولاً، وفتح الجيم ثانيًا، أي إنه - صلى الله عليه وسلم - أكملهم عقلاً.




الخوان: كلمة معربة تطلق على ما ارتفع عن الأرض ليؤكل الطعام عليه، وقد روى البخاري (5386)، عن أنس: "أنه - صلى الله عليه وسلم - ما أكل على خوان قط".




وهو القرع، كما في القاموس.




رواه مسلم: (2051).




رواه البخاري: (3770)، (5419)، (5428)، ومسلم: (2426)، وغيرهما.




أي إنه يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة، صلى الله عليه وسلم.




أي: يخرزه ويصلحه.




قعدة القرفصاء: أن يجلس على أليتيه، ويلصق فخذيه ببطنه، ويضع يديه على ساقيه.




الاحتباء: أن يجمع ظهره وساقيه بيديه.




أي: ربطه وشده.




أي: جائعين.




أي: من جلد.




رواه البخاري: (2155)، (2563)، ومسلم (1504)، وغيرهما، وصح عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل: ما بال فلان يقول، ولكن يقول: ((ما بال أقوام يقولون كذا وكذا))؛ رواه أبو داود (4788).




أي: مما لا حاجة لذكرهن فيه، ولا تذكر محاسنهن وأوصافهن، وما يسبب الفتنة بهن، أو الرغبة عن الزوجات.




هذه العبارة فيها إجمال، والمراد بقوله: آتاه علم الأولين والآخرين؛ أي: من علم الغيب الذي أطلعه الله عليه، كما قال - سبحانه -: ﴿ عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ ﴾ الآية، وما لم يطلعه عليه فهو كسائر البشر، كما قال - تعالى -: ﴿ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ ﴾ الآية، والصواب أن يقال كما قال - سبحانه -: ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ﴾ الآية.




"صحيح البخاري": (3561)، صحيح مسلم: (2309).


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30-05-2015, 03:14 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي

تهذيب السيرة النبوية (4)



الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع







في كتَّابه صلى الله عليه وسلم










ذكرهم الحافظ أبو القاسم في "تاريخ دمشق"، أنهم ثلاثة وعشرون، وروى ذلك كله بأسانيده.







وهم: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان، وعلي، (وطلحة)، والزبير، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان، ومحمد بن مسلمة، والأرقم بن أبي الأرقم، وأبان بن سعيد بن العاص، وأخوه خالد بن سعيد بن العاص، وثابت بن قيس، وحنظلة بن الربيع، وخالد بن الوليد، وعبدالله بن الأرقم، وعبدالله بن زيد بن عبد ربه، والعلاء بن (عقبة)، والمغيرة بن شعبة، والسجل.







وزاد غيره: شرحبيل بن حسنة.







قالوا: وكان أكثرهم كتابةً: زيد بن ثابت، ومعاوية - رضي الله عنهم.







فصل




في رسله صلى الله عليه وسلم




أرسل - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي، فأخذ كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووضعه على عينيه، ونزل عن سريره، فجلس على الأرض، ثم أسلم حين حضره جعفر بن أبي طالب، وحسن إسلامه.



وأرسل - صلى الله عليه وسلم - دحية بن خليفة الكلبي بكتاب إلى هرقل عظيم الروم.



وعبدالله بن حذافة السهمي إلى كسرى ملك فارس.



وحاطب بن أبي بلتعة اللخمي إلى المقوقس ملك مصر والإسكندرية، فقال خيرًا، وقارب أن يُسْلِمَ، وأهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مارية القبطية، وأختها شيرين، فوهبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحسان بن ثابت.



وأرسل عمرو بن العاص إلى ملكي عمان، فأسلما، وخلَّيا بين عمرو وبين الصدقة، والحكم فيما بينهم، فلم يزل عندهم حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم.



وأرسل سليط بن عمرو العامري إلى اليمامة إلى هوذة بن علي الحنفي.



وأرسل شجاع بن وهب الأسدي إلى الحارث بن أبي شِمْر الغساني، ملك البلقاء من أرض الشام.



وأرسل المهاجر بن أبي أمية المخزومي إلى الحارث الحميري.



وأرسل العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى العبدي ملك البحرين، فصدق وأسلم.



وأرسل أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل إلى جملة اليمن (داعيين) إلى الإسلام، فأسلم عامة أهل اليمن، ملوكهم وسوقتهم.







فصل




في مؤذنيه صلى الله عليه وسلم




له - صلى الله عليه وسلم - أربعة من المؤذنين: بلال، وابن أم مكتوم بالمدينة، وأبو محذورة بمكة، وسعد القرظ بقباء، وسيأتي بيان أحوالهم في تراجمهم - إن شاء الله تعالى .







فصل




عُمَرُه وحجته وغزواتُه وسراياه صلى الله عليه وسلم




ثبت في "الصحيحين" أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - اعتمر أربع عُمر بعد الهجرة، ولم يحجَّ إلا حجَّة (واحدة: حجة) الوداع، التي ودع الناس فيها سنة عشرة من الهجرة.







وغزا بنَفْسِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - خَمسًا وعشرين غَزْوةً، هذا هو المشهور، وهو قولُ موسى بن عقبة، ومُحمَّد بن إسحاق، وأبي مَعشر، وغيرِهم من أئِمَّة السير والمغازي، وقيل: سبعًا وعشرين.







ونَقَل أبو عبدالله مُحمَّد بن سعد في "الطبقات" الاتِّفاق على أنَّ غزواته - صلى الله عليه وسلم - بنفسه سبع وعشرون غزوة، وسراياه ست وخمسون، وعدَّدها واحدة واحدة، مرتبة على حسب وقوعها.







قالوا: ولم يقاتل إلا في تِسْع: بدر، وأحد، والخندق، وبني قُريظة، وبني المصطلق، وخيبر، وفتح مكة، وحنين، والطائف، وهذا على قَوْلِ مَن قال: فُتِحَتْ مكَّة عنوة.







وقيل: قاتل بوادي القرى، وفي الغابة، وبني النضير، والله أعلم.







فصل




في أخلاقه صلى الله عليه وسلم




كان - صلى الله عليه وسلم - أجْوَدَ النَّاس، وكان أجْوَد ما يكونُ في رمضان، وكان أحسنَ النَّاس خُلُقًا وخَلْقًا، وأليَنَهُم كفًّا، وأطيبهم ريحًا، وأكملهم حِجًا، وأحسنهم عشرة، (وأشجعهم)، وأعلَمَهُم بِالله، وأشدَّهم لله خشية، ولا يغضب لنفسه، ولا ينتقم لها، وإنما يغضب إذا انتُهكت حرمات الله - عز وجل - فحينئذ يغضب ولا يقوم لغضبه شيء حتى ينتصر للحق، وإذا غضب أعرض وأشاح.







وكان خلقه القرآن، وكان أكثرَ الناس تواضُعًا، يَقْضِي حاجة أهله، ويخفض جناحه للضعفة، وما سئل شيئًا قط فقال لا، وكان أحلم الناس، وكان أشدَّ حياءً من العذراء في خِدْرِها، والقريبُ والبعيدُ والقويُّ والضَّعيفُ عنده في الحقِّ سواء.







وما عاب طعامًا قط؛ إنِ اشْتَهاهُ أكلَهُ، وإلا تَرَكَهُ، ولا يأكل متَّكئًا، ولا على خوان, ويأكل ما تيسَّر، ولا يَمتَنِعُ من مُباحٍ ما، وكان يُحبُّ الحلواءَ والعَسَل، ويُعْجِبُه الدُّبَّاء - وهو اليقطين - وقال: ((نعم الإدام الخل))، و: ((فضل عائشة على النساء، كفضل الثريد على سائر الطعام))، وكان أحب الشاة إليه الذراع، وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير - يعني للعدم - وكان يأتي الشهر والشهران ولا يوقد في بيت من بيوته نار"!!







وكان يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، ويكافئ على الهدية، ويخصف النعل، ويرقع الثوب، ويعود المريض، ويجيب مَن دعاهُ من غني وفقير، ودني وشريف، ولا يحقر أحدًا.







وكان يقعد تارةً القرفصاء وتارةً متربعًا، واتَّكأ في أوقات، وفي كثير من الأوقات أو في أكثرها محتبيًا بيديه، وكان يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقهن، ويتنفس في الشراب بالإناء ثلاثًا خارج الإناء.







ويتكلَّم بِجوامع الكلم، ويعيد الكلمة ثلاثًا لتفهم، وكلامه بين يفهمه من سمعه، ولا يتكلَّم من غير حاجة، ولا يقعدُ ولا يقومُ إلا على ذكر الله - تعالى - وركب الفرس والبعير والحمار والبغلة، وأردف مُعاذًا خلفَهُ على ناقة وعلى حمار، ولا يدع أحدًا يمشي خلفه، وعصب على بطنه الحجر من الجوع، وكان يبيتُ هو وأهلُه الليالي طاوِين، وفراشه من أدم، حشوُه من ليف، وكان متقلِّلاً من أمتعة الدنيا كلها، وَقَدْ أعْطاهُ الله - تعالى - مَفاتيحَ خزائِنِ الأرض كلِّها، فأبى أن يأخُذَها، واختارَ الآخِرة عليها.







وكان كثيرَ الذِّكْر، دائم الفكر، جُلُّ ضحِكِه التَّبَسُّم، وضحِكَ في أوقاتٍ حتَّى بدت نواجذه - وهي الأنياب - ويُحِبُّ الطيب، ويكره الريح الكريهة، ويمزح ولا يقول إلا حقًّا، ويقبل عذر المعتذر إليه، وكان كما وصفه الله - تعالى -: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ [سورة التوبة: 128]، وقال - تعالى -: ﴿ وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ﴾ [التوبة: 103].







وكانت معاتبته تعريضًا: ((ما بالُ أُناسٍ يَشترطون شروطًا ليستْ في كتاب الله تعالى!))، ونحو ذلك، ويأمر بالرفق، ويحث عليه، وينهى عن ال***، ويحث على العفو والصفح، ومكارم الأخلاق، ويحب التيمن في طهوره وتنعله وترجله وفي شأنه كله، وكانت يده اليسرى لخلائه وما كان من أذى، وإذا نام أو اضطجع؛ اضطجع على جنبه الأيمن مستقبل القبلة.







وكان مجلسه مجلس حلم وحياء، وأمانة وصيانة، وصبر وسكينة، ولا ترفع فيه الأصوات، ولا (تُؤْبَنُ) فيه الحُرَم - أي: لا تذكر فيه النساء - (يتفاضلون) فيه بالتقوى، ويتواضعون ويوقر الكبار، ويرحم الصغار، ويؤثرون المحتاج، ويحفظون الغريب، ويخرجون أدلة على الخير.







وكان يتألف أصحابه، ويكرم كريم كل قوم، ويوليه أمرهم، ويتفقد أصحابه، ولم يكن فاشحًا ولا متفحشًا، ولا يجزي بالسيئة السيئة؛ بل يعفو ويصفح، ولم يضرب خادمًا ولا امرأة ولا شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله - تعالى - وما خُيِّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا.







ودلائل كل ما ذكرته في الصحيح مشهورة؛ فقد جَمع الله - سبحانه وتعالى - له - صلى الله عليه وسلم - كمال الأخلاق ومحاسن الشيم، وآتاه علم الأولين والآخرين، وما فيه النجاة والفوز، وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب، ولا معلم له من البشر، وآتاه (الله) ما لم يؤت أحدًا من العالمين، واختاره على جميع الأولين والآخرين، صلوات الله وسلامه [عليه] دائمين إلى يوم الدين.







ثبت في "الصحيح" عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: "ما مسست ديباجًا ولا حريرًا ألين من كف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا شممت رائحةً قط أطيب من رائحة رسول الله، ولقد خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، فما قال لي قط: أف، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا".



ــــــــــــــــ



هؤلاء المذكورون كلهم من كتابه - صلى الله عليه وسلم - وهناك آخرون لم يذكرهم المؤلف - رحمه الله - غير أنَّ من سماه: السجل قد اختلف فيه؛ لحديث يروى كما عند أبي داود (2935) والنسائي في "التفسير" من "سننه الكبرى"، كما في "التحفة" 4/ 366، من حديث أبي الجوزاء عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "السجل كاتب للنبي - صلى الله عليه وسلم -"، وقد صحَّحه بطرقه الحافظ ابن حجر في "الإصابة": 4/ 122، غير أنَّ الحافظ ابن كثير قال في "تفسيره" 3/ 200: "هذا الحديثُ مُنْكَرٌ جدًّا، ولا يصح أصلاً، وقد صرح جماعة من الحفاظ بوضعه وإن كان في "سنن أبي داود"، منهم شيخُنا الحافظ الكبير أبو الحجاج المزي - فسح الله في عمره - وقد أفردت لهذا الحديث جزءًا على حدته، ولله الحمد، وقد تصدَّى الإمام أبو جعفر بن جرير [17/ 100] للإنكار على هذا الحديث، وردَّه أتَمَّ رد، وقال: لا يعرف في الصحابة أحد اسمه السجلّ، وكتَّاب النبي - صلى الله عليه وسلم – معروفون، وليس فيهم أحدٌ اسْمُه السجل، وصدق - رحمه الله - في ذلك، وهو من أقوى الأدلة على نكارة هذا الحديث، وأمَّا من ذكره في أسماء الصحابة فإنما اعتمد على هذا الحديث لا على غيره، والله أعلم ا هـ. وانظر: "المصباح المضيء" (ص 80)، و"كتاب النبي" (ص 100).





قال ابن القيم في "زاد المعاد" 1/ 120: "إن أصحمة النجاشي الذي صلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس هو الذي كتب إليه، هذا الثاني لا يعرف إسلامه، بخلاف الأول؛ فإنه مات مسلمًا، ونبه لهذا من قبل أبو محمد بن حزم، كما في "جوامع السيرة" (ص 30)، وفي "صحيح مسلم" (774) ما يدل على هذا من حديث أنس موقوفًا عليه".




ويقال سيرين - بالسين المهملة - كما تقدم ص 48.




أي: أسلم الملوك والرعية، وهناك رسلٌ آخَرون للنَّبي - صلَّى الله عليه وسلم - آثر المؤلف عدم ذكرهم بُغْيَة الاختصار، وأسلم سائِرُ هؤلاء الملوك وأسلم قومُهم، ما عدا هرقل، والمقوقس، وهوذة، وكسرى، والحارث بن أبي شمر، والنجاشي، وهو غير الذي هاجر إليه الصحابة كما تقدم، وانظر: "جوامع السيرة" (ص 30).




يريد المؤلف في مواضعها من الكتاب الأصل: "تهذيب الأسماء واللغات".




رواه البخاري: (1778)، (1779)، (1780)، (3066)، (4148)، ومسلم (1253)، وأبو داود (1994)، والترمذي (815) وهن ثلاث في ذي القعدة: عمرة الحديبية، وعمرة القضية، وعمرة من الجعرانة بعد قسم غنائم حنين، والرابعة مع حجته - صلى الله عليه وسلم.




انظر "صحيح البخاري" (1778)، و"صحيح مسلم" (1254)، قلتُ: وقد ثبت في "صحيح البخاري" و"مسلم" ما يدل على أنَّه - صلى الله عليه وسلم - قد حجَّ قبل الهجرة، وهذا ما رجحه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": 3/ 517، وانظر "صحيح البخاري" (1664)، و"صحيح مسلم" (1220)، و"سنن النسائي" 5/ 255، و"سنن الدارمي" 1/ 384.




روى مسلم في "صحيحه" (1813)، عن أبي الزبير: أنَّه سَمِعَ جابر بن عبدالله يقول: "غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسع عشرة غزوة"، قال جابر: "لم أشهَدْ بدرًا ولا أُحُدًا، منعني أبي، فلمَّا قُتِلَ عبدالله يوم أحد لم أتَخَلَّف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة قط"، ويفهم من ذلك أن عدد الغزوات إحدى وعشرين أو نحوًا من ذلك، وهذا ما رواه مُصرَّحًا به عن جابر أبو يعلى بسند صحيح، كما قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/ 280، ويعلِّل التَّفاوُت في إحْصاء عدد الغزوات أنَّ بعضَهُم ربَّما دمج الغَزْوَتَيْنِ باسمٍ واحد، وآخَرُون يَجعلون للغزوة الواحدة أكثر من اسم؛ لاختلاف زمانِها أو مكانها، ونحو ذلك، نبَّه لهذا الحافظ في "الفتح" 7/ 380، أو لأنَّ بعضَهم عدَّ الغزوات مُطلقًا، وبعضهم يخصُّ الَّتي حَصَلَ فيها قتال فقط.




قال ابن تيمية - يرحمه الله -: "لا يُعلَمُ أنَّه - صلى الله عليه وسلم - قاتل في غزاة إلا في أحد، ولم ي*** أحدًا إلا أبي بن خلف فيها، فلا يُفْهَمُ من قولِهم قاتل في كذا أنَّه بنفسه، كما فهِمه بعض الطلبة، مِمَّن لا اطِّلاع له على أحواله - عليه السلام"؛ "حاشية مُحقِّق المواهب اللدنية للقسطلاني: 1/ 335".




عنوة: أي قهرًا، وليس صلحًا.




وادي القرى والغابة: موضعان بين المدينة والشام، قرب المدينة؛ "معجم البلدان".




بكسر الحاء - المهملة – أولاً، وفتح الجيم ثانيًا، أي إنه - صلى الله عليه وسلم - أكملهم عقلاً.




الخوان: كلمة معربة تطلق على ما ارتفع عن الأرض ليؤكل الطعام عليه، وقد روى البخاري (5386)، عن أنس: "أنه - صلى الله عليه وسلم - ما أكل على خوان قط".




وهو القرع، كما في القاموس.




رواه مسلم: (2051).




رواه البخاري: (3770)، (5419)، (5428)، ومسلم: (2426)، وغيرهما.




أي إنه يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة، صلى الله عليه وسلم.




أي: يخرزه ويصلحه.




قعدة القرفصاء: أن يجلس على أليتيه، ويلصق فخذيه ببطنه، ويضع يديه على ساقيه.




الاحتباء: أن يجمع ظهره وساقيه بيديه.




أي: ربطه وشده.




أي: جائعين.




أي: من جلد.




رواه البخاري: (2155)، (2563)، ومسلم (1504)، وغيرهما، وصح عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل: ما بال فلان يقول، ولكن يقول: ((ما بال أقوام يقولون كذا وكذا))؛ رواه أبو داود (4788).




أي: مما لا حاجة لذكرهن فيه، ولا تذكر محاسنهن وأوصافهن، وما يسبب الفتنة بهن، أو الرغبة عن الزوجات.




هذه العبارة فيها إجمال، والمراد بقوله: آتاه علم الأولين والآخرين؛ أي: من علم الغيب الذي أطلعه الله عليه، كما قال - سبحانه -: ﴿ عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ ﴾ الآية، وما لم يطلعه عليه فهو كسائر البشر، كما قال - تعالى -: ﴿ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ ﴾ الآية، والصواب أن يقال كما قال - سبحانه -: ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ﴾ الآية.




"صحيح البخاري": (3561)، صحيح مسلم: (2309).



رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:28 AM.