اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > الموضوعات العامة

الموضوعات العامة قسم يختص بعرض الموضوعات و المعلومات العامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-05-2015, 11:33 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي معالجة التسمم العقربي: ذكرى وعبرة


معالجة التسمم العقربي: ذكرى وعبرة







نيروز بن زقوطة









بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، سيِّدِ الأوَّلين والآخرين، وعلى آله الطاهرين الطيِّبين.

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ﴾ [الأعراف: 43].

أمَّا بعدُ:
فإن سُنة الله في هذا الكون أن تتعاقَب الفصول، ويدور الليل والنهار، وبعد الشتاء يعود الصيف بعد طول انتظار، وتَحلو العطلة للصغار دون الكبار؛ وهذا لانشغالهم بغدر العقارب، التي هي أكبر الأخطار، وكلُّ هذا يَحدث خاصة في بيئتنا العربيَّة الصحراوية، والمناطق المُحاذية لها.

ولأهميَّة موضوع التسمُّم العقربي، ليس فقط في المناطق الصحراوية، بل في مناطقَ أخرى من العالم، ولسرعة تأقْلُم هذا الكائن الحي مع المناخ، كانت هذه الدراسة مُكمِّلة لتلك المنشورة سابقًا[1]، والتي جاء فيها أنَّ استعمال الماء والملح ضد التسمُّم العقربي، مع قراءة سورة من القرآن الكريم؛ اتِّباعًا لسُنته - صلى الله عليه وسلم - إنما يكون لخواصِّهما الفيزيائيَّة والكيميائيَّة، التي تَسمح بتفاعُلهما مع السمِّ العقربي المتكوِّن أساسًا من بروتينات، فيَعمل على ترسيبها.

إنَّ هذا البحث يهتمُّ بخواص سُمِّ العقارب بعد دخوله جسم كائنٍ حيٍّ آخرَ، وبعمل وفائدة أيُّونات الصوديوم والكلور في الخلايا؛ حيث ظهَر أنَّ السمَّ يُحدث تغيُّرات عديدة وخطيرة في توازُن بعض المركبات الكيميائيَّة الموجودة طبيعيًّا داخل الخلايا، أو في مُحيطها الخارجي، فيؤدي إلى ازدياد بعض المركبات في المصل، وتناقُص أخرى، وتبعًا لهذه الدراسات[2]،[3]، فإنَّ من أهمِّ المركبات الكيميائيَّة التي يَزداد تركيزها مقارنةً مع الحالة العاديَّة: الجلوكوز، الكرياتينين، حمض اليوريك واليوريا، إنزيمات الكبد، وأيُّونات البوتاسيوم، أمَّا المُركبات التي تتناقَص كميَّتها، فتتمثَّل في: بروتين الكلى، الألبومين، الكولسترول، أيونات الكالسيوم، وخاصة أيُّونات الصوديوم والكلور، وهذا ما يؤدي إلى اختلال في الوظائف العضويَّة، وتضرُّرها كالجهاز التنفسي، القلب، الكلى والكبد.

وفي المقابل أثبَتت دراسات أخرى[4] ،[5] وجود علاقة ارتباط (Dependence) بين كميَّة الملح (NaCl) في المحيط الخارجي للخلايا، وعمل النواقل العصبيَّة، التي تتأثَّر بصفة كبيرة بسُمِّ العقرب؛ حيث إنَّ وجود أيُّونات الصوديوم (Na+) ضروري في عملية نقْل السيالة العصبيَّة. كما أنَّ التركيز الكبير للصوديوم خارج الخليَّة، يُوقِف عملية نقْل هذه الأيُّونات؛ أي: إنه يُنظِّم حركتها، وهو ما يُسمَّى بالتثبيط الذاتي (Self-Inhibition).

ولكن ما العِبرة والمعجزة التي يُمكن استخلاصها من استعمال الماء والملح، التي علَّمنا إيَّاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مباشرة بعد لَدْغ العقرب؟

إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل 1433 عامًا، لَم تكن له آلاتٌ لقياس كميَّة الأيُّونات الناقصة من المصل، ولَم يَقُم بتجارب مخبريَّة؛ لمعرفة عمل النواقل العصبيَّة، ولكنَّه الرحمة المُهداة الذي يُعرِّفنا بماهية الداء وكيفيَّة الدواء، فنقْصُ الصوديوم خارج الخلايا وتجمُّعه داخلها، يؤدي إلى شللٍ وانتفاخٍ حسب المكان المُستهدف، فكيف عرَف - صلى الله عليه وسلم - أنَّ المصل تَنقص منه الأيُّونات، ويجب إضافتها يدويًّا؟ وكيف عرَف أنَّ أيُّونات الصوديوم بالأخص مُهمَّة لعمل النواقل العصبيَّة؟ لماذا استعمَل مادتين بسيطتين، وهما الماء والملح، دون الاهتمام بنوع العقارب، وسمومها المختلفة، ولا حتى مُكونات السمِّ المتعدِّدة؛ وذلك لأنَّ في العادة لكلِّ عقربٍ تِرياقه الخاص؟

لقد صدَق تعالى عندما قال في كتابه العزيز: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾ [النجم: 3 - 5].

وما هي الذكرى التي تَنفع المؤمنين؟
إنها أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأدْعِيَته المأثورة، فالعقارب ما زالت تَحصد أرواحًا كثيرة في كلِّ الدول الإسلاميَّة، والقليل فقط مَن يَستعمل سُنته - صلى الله عليه وسلم - في معالجة التسمُّم بالدعاء وقراءة القرآن، وقد تأكَّدتُ من هذا بعد القيام باستجواب بعض مَن يعاني من مشكل العقارب في بيئته، وكذلك قُمتُ ببحثٍ عبر شبكة الإنترنت؛ حيث إن البعض يَستعمل مواد محليَّة، أو أجزاءً من حيوانات، وآخرين يَستعملون آيات وأدْعِية عند لسْع العقرب، ولَم أجد مَن يَستعمل الماء والملح إلاَّ مرة واحدة فقط، فمَن نُعاتب؟ ومَن نَلوم على عدم معرفة هذه السُّنة المحمدية، وخاصة أنَّ الصحاري تُغطي مساحات كبيرة من العالم الإسلامي، وفترة الحَرِّ فيها تَدوم لشهور عديدة؟ أهُم عامة الناس؟ أم خاصَّتهم من الأئمَّة والعلماء؟!

وهنا بعض الأدعية المأثورة عنه - صلى الله عليه وسلم - لتَفادي هذا المُشكل:
جاء في سُنن أبي داود أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في السفر يقول بالليل: ((يا أرض، ربي وربُّك الله، أعوذ بالله من شرِّك وشرِّ ما فيك، وشرِّ ما يدبُّ عليكِ، أعوذ بالله من أسد وأسود، ومن الحيَّة والعقرب، ومن ساكن البلد، ومن والدٍ وما ولَد)).

وكان يقول - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا نزَل أحدكم منزلاً، فليقل: أعوذ بكلمات الله التامَّات من شرِّ ما خلَق؛ فإنه لا يضرُّه شيءٌ حتى يَرتحل منه)).

وجاء في سُنن ابن ماجه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "رخَّص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرُّقية من الحيَّة والعَقرب".

وجاء في صحيح مسلم: قال أبو الزبير: وسَمِعت جابر بن عبدالله يقول: لدَغَتْ رجلاً منَّا عقرب ونحن جلوس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل: يا رسول الله، أَرقي؟ قال: ((مَن استطاع منكم أن ينفعَ أخاه، فليَفعل)).

وجاء في مصنف ابن أبي شيبة في كتاب الدعاء: حدَّثنا جرير بن عبدالحميد عن رفيع عن أبي صالح، قال: لُدِغ رجلٌ من الأنصار، فلمَّا أصبَح، أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، ما زلتُ البارحة ساهرًا من لَدْغة عقربٍ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أمَا إنَّك لو قلتَ حين أمسيتَ: أعوذ بكلمات الله التامَّة من شرِّ ما خلَق، ما ضرَّك عقرب حتى تُصبح))، قال أبو صالح: فعلَّمتُها ابنتي وابني، فلدَغتهما، فلم يَضرَّهما شيءٌ.

وفي الختام:
وجَب على خاصة المسلمين الاهتمام أكثر بشؤون عامة المسلمين، والعمل على نشْر هذه المعلومات اليسيرة والمفيدة في المساجد والمنابر، بالأخص لسكان المناطق البعيدة والنائية والصيف على الأبواب، فالملح والماء موجودان بصفة دائمة، واستعمالهما يسيرٌ للغاية على خلاف المصل المضاد للسمِّ، الذي قد يَغيب أحيانًا، وكذلك عليهم بالرجوع إلى كتاب الله وإلى سُنة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - ففيهما جواب كلِّ سؤالٍ، ودواءُ كلِّ داءٍ؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21].

﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127].

وآخِر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين.

المصادر:
القرآن الكريم.
موسوعة المكتبة الإسلامية، نسخة إلكترونية.


[1] مجلة إذاعة القرآن الكريم، الصادرة عن إذاعة القرآن الكريم بالجزائر، عدد (21)، (2011)، ص (92 - 97).
(http://www.majala-koraan.net/index.p...-atssamom.html).
[2] Egyptian J. Nat. Toxins (2010) 7, 86 - 102

[3] J. Venom. Anim. Toxins incl. Trop. Dis. (2007) 13, 82 - 93

[4] Naunyn-Schmiedeberg's Arch. Pharma. (1996) 353, 610- 615

[5] J. Physiol. (1998) 509, 151-162


رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:28 AM.