اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-05-2015, 06:15 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
العمر: 60
المشاركات: 4,132
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي العناية بالطفل وتكريمه في ظل القرآن الكريم


العناية بالطفل وتكريمه في ظل القرآن الكريم
رفعت بروبي

إن عناية القرآن بالطفل بعامة عناية غير مسبوقة في أي زمن وأي مكان، لأن الأطفال هم الذين هُـيّـؤوا لحمل رسالة الإسلام بعد بلوغهم مبلغ الرجال، هُم رجال الغد وأمل الدعوة الإسلامية، لذا حرص القرآن الكريم على أن يأخذوا حظهم كاملاً من التربية، والحق الذي لا مريّة فيه أن الإسلام لا يُمكن أن يُسبق في حفاوته بالطفولة وحرصه عليها الحرص اللائق بلبنات المجتمع المأمول صلاحه وقوته وازدهاره·
وأن الباحث العاقل المُنصف يفوق كل تصور بشري محدود أدلى بدلوه في هذا المجال، فقد اهتم الإسلام بالطفولة إلى ما قبل وجود الطفل، حيث نظر إلى انتخاب الوالدين اللذين سيشتركان في إنجابه، فوجَّه نظر الشاب إلى اختيار زوجة صالحة ذات خُلق ودين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: <تُنكحُ المرأةُ لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك>(1)·
وهكذا يُرجِّح الإسلام من مميزات النساء كلها ميزة الدين والخلق، لأن صاحبة الدين والخلق هي التي تحفظ للزوج حقوقه، وللأبناء حقوقهم، ومن ثمَّ تحظى الأسرة بالاتزان والتكامل والسكينة والرحمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: <ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراً من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله>·
ولا شك أن مثل هذه الزوجة هي التي يجد الرجل معها السكينة والرحمة التي أشار إليها الحق تبارك وتعالى بقوله: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودَّة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكَّرون) الروم:21·
والإسلام لا يُهيِّئ السبيل لمتعة الرجل وحده وراحته وسكينته، وإنما يُرتِّب لأداء حقوق الطفل القادم، فإن الأم الـمُربَّاة على خلق فاضل ودين هي الجديرة بإنبات أطفال أسوياء أصحاء النفس والملكات والقدرات، بل هي التي تُشرِّف أبناءها، وتُضفي عليهم من كرامتها وشرف عزَّتها، وقد ذكر الشاعر العربي مُذكراً أبناءه بفضله عليهم إذْ اختار لهم أماً صالحة عفيفة تُشرِّفهم:
وأول إحساني إليهم تخيُّري
لماجدة الأحساب بادٍ عفافها
وجاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر عمر الولد وأنَّبه على عقوقه لأبيه، ونسيانه لحقوقه عليه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه؟ قال عمر: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أن ينتقي أمه، ويُحسن اسمه، ويعلمه الكتاب <القرآن>، قال الولد: يا أمير المؤمنين: إن أبي لم يفعل شيئاً من ذلك، أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلاً <أي خُنفساء>، ولم يُعلِّمني من الكتاب حرفاً واحداً، فالتفت عمر إلى الرجل، وقال له: جئت إليَّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيءَ إليك·
كما حرص الإسلام على توجيه نظر الشباب إلى اختيار زيجات قائمة على خُلق فاضل ودين صحيح، فقد حرص كذلك على توجيه نظر الفتيات والنساء إلى اختيار وترجيح صاحب الخُلق الفاضل والدين الصحيح زوجاً لهنَّ·
فالإمام الترمذي يروي لنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: <إذا جاءكم من ترضون دينه وخُلقه فزوِّجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض>، ولا ريب أن الفتنة والفساد، يدخل فيهما توريث الفاسد الخالي من الخُلق والدين، ما عنده من ضعف وفساد لأبنائه، ولو على أقل تقدير بالقدوة وضرب المثل، حيث إن من شأن الصغار تقليد الكبار والنقل عنهم، وعند ذلك سيكون نقلاً أسود غير مأمون العاقبة·
أما صاحب الخلق الفاضل والدين فهو بلا ريب الأسوة الحسنة لأطفاله والمربِّي لهم على ما عنده من قيم فينشأ الأطفال ناقلين للخير مما يجدونه، وقد قال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منَّا
على ما كان عوَّده أبوه
فإذا تزوَّج الاثنان وضع الإسلام أمام ناظريهما أموراً عدة لابد من مراعاتها، أولها أن الأطفال هبة ورزق من عند الله، قال تعالى: (لله مُلك السموات والأرض يخلقُ ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور· أو يزوِّجهم ذُكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير) الشورى:49·
وقال عز وجل: (الله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيِّبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون) النحل:27·
فإذا جاؤوا إلى الوجود فهم زينة الحياة الدنيا وزهرتها، وتنبض بحبهم القلوب، وتحنو عليهم الأكباد، قال تعالى: (المال والبنون زينةُ الحياة الدنيا والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عند ربك ثواباً وخيرٌ أملاً) الكهف:46·
وتتمنى كل الفطر السليمة أن تكون ذريتها صالحة، وقرة عين لها، وامتداداً لصلاحها وخيرها، قال عز وجل: (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذُرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً) الفرقان:47·
ومن هذا القبيل دعوة إبراهيم عليه السلام: (ربِّ هب لي من الصالحين) الصافات:100·
وقوله: (وإذا ابتلى إبراهيم ربُّه بكلمات فاتمَّهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) البقرة:124·
إن الإسلام قد عنى بالطفل عناية فائقة حتى من قُبيل ولادته، وحرص على حفاوته الحرص اللائق بلبنات المجتمع المأمول صلاحه وقوته وازدهاره، وهي دعوة لكل أب وكل أم فاضلة للمزيد من العناية بالطفل ليشب على المبادىء القويمة الـمُستقاة من كتاب الله وسُنة نبيه، لبناء المجتمع الإسلامي القادر على التحدي والصمود لكل الـمُتغيرات العالمية الحديثة والتصدي لكل دعاوى العلمانية والعَولمة الغربية، حيث هي محور التحديات الحالية للمجتمع الإسلامي

 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:56 AM.