|
التنمية البشرية يختص ببناء الانسان و توسيع قدراته التعليمية للارتقاء بنفسه و مجتمه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
فريق العمل هل هو كذبة كبرى؟
فريق العمل
هل هو كذبة كبرى؟ محمد رضوان الذهبي "هل كانت فكرة فريق العمل كذبة كبرى؟!". ظلَّتْ هذه العبارة تتردد في عقل أحمد وهو يستعرض الأحداث التي مر بها، والتي تركت أثرَها السلبي في نفسه! فقد كان الشخصية الإدارية الأولى في مكان العمل، والذي أُوكِلتْ إليه مهمة تشكيل فريق عملٍ إداريٍّ منسجمٍ ومتناغمٍ، يستطيع حمل الأعباء الموكلة إليه. وبالفعل استمر عمل أحمد في دراسة السِّير الذاتية الواردة إليه لأكثر من شهر، تلاها إجراؤه لمقابلات التوظيف، وانتهاءً باختياره لفريق العمل المنشود. في البداية كانت النتائج مُرْضيةً إلى حدٍّ كبير، حيث أثنتْ إدارة الشركة في اجتماع عام ضمَّ جميع أعضاء الفريق على حُسن اختيار الموظفين الذين كانوا محل فخر واعتزاز لها، بما قاموا بإنجازه من أعمال عظيمةٍ خلال فترة قصيرة واستثنائية. لكن مع مرور الأيام بدأ الأمر يأخذ منحًى مختلفًا، فقد بدأت تظهر دوافعُ ورغبات شخصيةٌ لبعض أعضاء الفريق تنأَى به عن أهداف الشركة وثقافتها ومسارها، حيث أخذ هؤلاء يحاولون التقرب من الإدارة بوصفهم هم السبب الوحيد في نجاح الشركة، وهم في الوقت نفسه يحاولون الطعن في زملائهم الآخرين كمن يصطاد في المياه العكرة. فَطِنَ أحمد لهذه الظاهرة فأخذ يقاومها بلطف تارةً، وبشدةٍ تارةً أخرى، مذكِّرًا بأن العمل كفريق هو السبب في النجاح الكبير الذي تم خلال تلك الفترة القصيرة، ودائمًا ما كان يردد ما تَعلَّمَه في الهندسة بأنَّ: "حاصل القوتين على حامل واحد بنفس الاتجاه هو مجموع القوتين، بينما حاصلهما إذا تعاكسا في الاتجاه هو طرح القوتين"، ومذكرًا بأن عصر الرجلِ الخارق قد ولَّى؛ وبأن الحاضر يفرض أن القوة دائمًا تكون للفريق الذي يعمل معًا في تناغمٍ بما يحقق أهداف الشركة. ولكنه عبثًا فعَل، ولم يستطع أحمد أن يكتشف سبب هذا التحول؛ هل كان بسبب سوء نيةٍ من هؤلاء، أم كان سوء اختيارٍ منه، أو أن لهذه الظاهرة أسبابًا أخرى عَميتْ عليه. في نهاية الأمر وجد أحمد نفسه مضطرًّا لتقديم استقالته ومغادرة الشركة؛ لأنه لم يعد يجد فيها طموحه الذي رسمه، ولكي ينأى بنفسه عن الحروب الداخلية التي نشأت نتيجة هذه الظاهرة؛ حيث أصبح كل موظف فيها يريد التقرب إلى إدارة الشركة لينال الحُظْوة لديها، وبالتالي المزيدَ من المال والمكافآت. ولكن العبارة التي بقي يردِّدها بعد تلك الحادثة: "هل كانت فكرة فريق العمل كذبةً كبرى؟!". |
العلامات المرجعية |
|
|