السيسى يُضيّق خياراتنا:ياسر عبد العزيز

[حمدى حسام]

السيسى يُضيّق خياراتنا

ياسر عبد العزيز الخميس 21-05-2015 22:16

http://www.elwatannews.com/news/details/734906


السياسات القديمة تلزمها نصوص قديمة.
سنحتاج إلى تكرار ما قلناه، طالما أننا نكرر ما نفعله.
لست ممن يحبون العودة إلى النصوص القديمة لاستخدامها فى التعبير عن واقع معاصر، لكن لن يكون باليد حيلة، طالما أن من يصنعون الواقع يصرون على أن يجعلوا منه نسخة مكررة من وقائع مضت.
فى السطور التالية ستجد مقتطفات عديدة من مقال بعنوان «اختيارات السيسى»، كنت قد نشرته فى هذه الزاوية فى 10 أبريل 2014، عشية انتخاب الرئيس:
«على الأرجح، فإن المشير السيسى لن يجد صعوبة كبيرة فى حسم الانتخابات الرئاسية المقبلة لصالحه، لكن الإشكال سينشأ لاحقاً مع بدء ولايته المتوقعة الأولى.
سيكون مطلوباً من السيسى أن يحدد شكل الدولة التى سيحكمها، والنخبة التى سيعتمد عليها فى سبيل تنفيذ سياساته، وإدراك الاستحقاقات الخطيرة التى أعلن تصديه لها، حين تلا بيان (3 يوليو)، وحين أعلن اعتزامه الترشح للرئاسة، واستقال من موقعه على رأس المؤسسة العسكرية.
هناك ثلاثة سيناريوهات أمام السيسى لإنجاز هذا الاستحقاق، وهو لم يحدد، بشكل واضح، حتى اللحظة الراهنة، أى تلك السيناريوهات سيختار.
السيناريو الأول: فى هذا السيناريو سيتضح لنا أن السيسى، مثل كثيرين فى المؤسسة العسكرية المصرية، كان يعارض فساد مبارك، وليس استبداده، وكان يتحدى توريث جمال، وليس زعامة الأب الذى أبلى بلاء حسناً فى حرب أكتوبر، وكان ينتقد الحزب الوطنى وسياساته غير الناجعة، دون أن يعتبره كياناً نفعياً انتهازياً خرباً ومجمع مصالح مشبوهة.
واستناداً إلى ذلك، فإن السيسى، وفق هذا السيناريو، سيعيد لملمة أعضاء نخبة الحكم فى عهد مبارك، وسيعتمد على مجموعة من رجال الأعمال الذين أثروا من فساد عهده، وسيعيد بناء أجهزة التسلط الأمنى، و(دولاب) الإدارة المحلية، الذى كرس الفساد، وأدمن تزوير الانتخابات وتحزيمها لمصلحة السلطة الحاكمة عبر عقود ثلاثة. كما سيجدد الثقة فى طبقة الإعلاميين الأفاكين الذين اصطفوا لتكريس حكم نظام مبارك قبل أن ينهار، ويحاولون الآن العودة إلى الواجهة واحتلالها ليغسلوا سمعتهم ويؤكدوا أنهم انتصروا على (25 يناير) التى سيصفونها بأنها (مؤامرة لتخريب البلاد تم دحرها بواسطة الشرفاء من أمثالهم).
وسيسعى السيسى، مستنداً إلى عناصر الدعم الخارجى والداخلى، وفق هذا السيناريو، إلى تقليل مظاهر الفساد الفاجر، ودرجة من توسيع المشاركة، وسيطلق عدداً من المشروعات التى قد تُحدث رواجاً يساعده فى تحقيق نمو دفترى، وتدوير عجلة الإنتاج.
لكنه لن يكون قادراً على الوفاء باستحقاقات جوهرية تتعلق بمطالب ثورة 25 يناير وموجتها الثورية الثانية فى 30 يونيو.
السيناريو الثانى: فى هذا السيناريو، سيكون السيسى قد وعى الدرس جيداً، وأدرك أن سقوط نظام مبارك، وسلطة (الإخوان)، كان بسبب عجز النظامين عن الوفاء بالاستحقاقات الجوهرية لثورة 25 يناير.
سيُظهر السيسى، وفق هذا السيناريو، أنه فهم جيداً رسالة الجماهير التى اعتصمت لمدة 18 يوماً فى ميدان التحرير للمطالبة بإزاحة مبارك، والتى أرست مطالب ثورية جوهرية، حددتها فى الشعار: عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية.
فى هذا السيناريو، سيعتبر السيسى أن وفاءه باستحقاقات 25 يناير شرط أساسى لتعزيز قاعدة حكمه، واستدامة سلطته، وتحقيق أهدافه، ودخول التاريخ من أوسع أبوابه.
سينتهج السيسى، وفق هذا السيناريو، سياسات تعكس توجه يسار الوسط، وسيتأكد من إيجاد حلول ناجعة لأزمة المهمشين والمحرومين، وسيسعى إلى توفير فرص العمل، واحترام معايير حقوق الإنسان، وغلّ يد السلطة الأمنية عن الممارسات الحادة والاستبدادية.
سيحاول السيسى، إذا اعتمد هذا السيناريو، إصلاح جهاز الدولة البيروقراطى، ومحاربة الفساد، وتنقية التشريعات، وتأمين آليات المشاركة الجماهيرية الواسعة فى العمل الوطنى، وسيحاول تمكين الشباب، عبر تحرير طاقاتهم، وإتاحة فرص العمل، والتفكير، والمشاركة، والوصول إلى دوائر السلطة، لهم.
سيعمل السيسى، إذا اتبع هذا السيناريو، على تنفيذ مطالب الثورة، وسيعتبر أن الالتزام بتحقيقها ضرورة وشرف، وأن النكوص عنها ردة وخطر، وسيحترم حقوق الإنسان، وسيسهر على تطبيق القانون، وسيصون سيادته.
السيناريو الثالث: فى هذا السيناريو، سيحاول السيسى أن يمسك العصا من المنتصف، ولن يوضح موقفه من الأسئلة الجوهرية الصعبة. سيسعى إلى استمرار التحالف العريض الذى حمله إلى صدارة المشهد السياسى، أى تحالف (رافضى فاشية الإخوان).
سيتعامل السيسى مع أطياف هذا التحالف بذرائعية وعدم حسم. سيترك (الفلول) يعتقدون أنه منهم، وأنه يعيد بناء دولة مبارك لهم، وسيترك أنصار ثورة 25 يناير يعتقدون أنه أتى لينفذ مطالبهم، وسينتهج سياسات متضاربة، دون رؤية أو اتجاه واضحين.
على السيسى أن يسارع باختيار سيناريو من السيناريوهات الثلاثة، وعليه أيضاً أن يعلن بوضوح عن السيناريو الذى اختاره، وهو الأمر الذى ستتبعه استحقاقات واضحة ملزمة لتفعيل هذا السيناريو».
لقد أنهيت هذا المقال بنصيحة بالطبع، أكدت فيها أن تمسك السيسى بالسيناريو الثانى هو أفضل ما يمكن فعله، وهو ما يستحقه ونستحقه.
أنا لا أعيد نشر هذه المقتطفات لأثبت حكمة أو بعد نظر، لكننى أعيد نشرها لأقلص الخيارات أمام القراء، طالباً منهم، بلطف، اختيار السيناريو الذى يتبعه السيسى من بين السيناريوهين الأول والثالث، باعتبار أن السيناريو الثانى بات الآن عصياً على الطرح.

[حمدى حسام]

مفيش خيار رابع

[حمدى حسام]

اختر سيناريوهين ولا هاشتجين

[الفيلسوف]

تم غلق الموضوع لخروج الأعضاء عن أسلوب النقاش المطلوب