#1
|
||||
|
||||
أطفال أوروبا قادوا حملات صليبية!
قمة الحقد والكراهية للإسلام
أطفال أوروبا قادوا حملات صليبية! حسني عبدالحافظ بين الحين والآخر، يخرج علينا مَن يطالبنا بأن نغيِّر مناهجنا؛ بل هم في نُفُوسهم يريدون أن نترك ديننا، فهو بحسب زعمهم الخبيث، يحضُّ على كراهية الآخر، لسنا هنا لننقد هذا الزعم وندحضه؛ لأنَّ ديننا ببساطة دينٌ كريم سَمْح، يدعو إلى الحب لا الكراهية، وإلى العِزَّة وصَوْن الأرض والعِرْض، ويحرِّم التَّفريط فيهما، ولكنَّنا هنا نقدِّم صفحةً من التاريخ، تؤكِّد أن الغرب يحمل كلَّ ألوان الكراهية والحقد على الإسلام والمسلمين، وما أشبهَ الليلةَ بالبارِحة! فلم تكن أقوال (بوش) زلة لسان، وأفعاله التي أقلُّها إلقاء القنابل العنقودية على الأطفال والشيوخ والنساء الآمنين، لم تكن رميات أخطأت أهدافها، ولم تكن حملات الرُّسوم المسيئة للمصطفى - عليه السلام - "حرية تعبير"!! وكذلك لم تكن تصريحات بابا الفاتيكان كلمات قرأها في كتاب قديم!! إنما كلُّ ذلك دليلٌ دامغٌ على مدى ما يحملونه لنا من كراهية، تملأ قلوبهم، وتمتدُّ جذورها في كتبهم. إذا تحدَّث التاريخ، فلننصِت لعلَّنا نأخذ العبرة والعِظَة، والتاريخ يقول: إن أوروبا، وعلى مَدَى قرنَين تقريبًا، من 1095 حتى 1291م، ظلَّت ترسل حملاتها الصليبية الواحدة تِلْو الأخرى؛ لتدمير بلاد المسلمين، ونهب ثرواتهم تحت شعار "تحرير القدس من المسلمين الكفار"!! وتوالت الأحداث، ودكَّهم صلاحُ الدين في حطِّين، وبلغ تسامحه معهم أنه عفا عنهم، برغم ما اقترفوه من جرائم تقشعرُّ لها الأبدان، وأخفقت كذلك الحملة التي قادها الملوك الثلاثة - ومنهم قلب الأسد - فعاد منهم إلى أوربا مَن أراد، وبقى مَن أراد البقاء، ولأن الكراهية متأصِّلة في نفوسهم، فقد أُرسِلت فلولُهم التي بقيت في ديار المسلمين إلى أوروبا، طالبين المَدَد والعَوْن؛ لمحاربة من سامحوهم وعفوا عنهم!! ولأن أوروبا كانت تعيش آنذاك حالةً من التفسُّخ، ومشاعر الإحباط كانت تتملَّكُهم، بعد فشلهم في حملتهم الصليبية الأخيرة، لم يتقدَّم أحدٌ من الحكَّام والأفراد للالتحاق بمَن تبقَّى من الصليبين في فلسطين، ووسط هذه الأحداث تقدَّم صبيٌّ إلى ملك فرنسا، طالبًا منه السماحَ بقيادة جيش لمحاربة المسلمين! حملة "ستيفن": أمَّا الطفل، فيدعى (ستيفن) الذي كان يبلغ من العمر آنذاك ثلاثة عشر ربيعًا، لقد تقدَّم في الثامن من مايو عام 1212م، نحو بلاط الملك، فسمح له (فيليب أوغسطس) بالدخول، وسأله عن الأمر المهم الذي يريده، فأخرج له رسالة ادَّعى أن السيد المسيح سلَّمها له، مفادُها: أن الله اختاره لكي يقود جيشًا من أطفال أوروبا لضرب أعناق المسلمين، استغلَّ الملك الصبيَّ والرسالة ووظَّفهما سياسيًّا؛ لأنَّه كان يتعرَّض لضغوطٍ بأن يقود جيشًا ويذهب إلى القدس، لقد أمر بعضَ رهبانه أن يذيعوا بين الناس أن السيد المسيح تجسَّدت إرادته في هذا الصبيِّ، وأنَّ على جميع الآباء أن يناصروه، ويرسلوا أطفالهم معه! ولم تمرَّ سوى أيام حتى تجمَّع حول (ستيفن) عددٌ كبيرٌ من أطفال فرنسا، انضمَّ إليهم عددٌ من البلدان الأوربية المجاورة، التي وصلتها أخبار الصبي المعجزة! وبمصاحبة نَفَر من القساوِسة، انطلق جيش (ستيفن) عبر الأراضي الفرنسية، حتى وصل ميناء مرسيليا، وفَوْر وصوله أعلن أن البحر سينشقُّ أمامهم، كما حدث للنبي موسى - عليه السلام - إلاَّ أن أيامًا مَضَت من دون أن يحدث شيءٌ؛ بل بدأ الصبية يتحوَّلون إلى لُصوص، يسطون على المساكن والمحلات؛ للإنفاق على جيشهم، وعلم بأخبارهم قراصنة وتجار عبيد أتى كبيرهم في زيِّ الرُّهبان إلى (ستيفن)، عارضًا عليه نقل جيشه عبر البحر لأداء هذه المهمة النبيلة، وفي عرض البحر كشف القراصنة وتجار العبيد عن وجوهم واسترقُّوا الصبية، واتَّجهوا إلى أسواق النخاسة، حيث بِيع جيش الصليبيين وقبض القراصنة وتجار العبيد الثمن! حملة نيقولا: لم يدرك الأوروبيون المصير الحقيقي لحملة (ستيفن)، بل كانوا يظنُّون أنها وصلت إلى القدس، وهزمت المسلمين ببركة (ستيفن) المعجزة، الذي نُسِجت حوله الحكايات البطولية الخارقة، وظهرت القصائد والأشعار، التي تتغنَّى بقهره للكفار!! وصلت أخبار بطولاته الوهمية إلى ألمانيا وتساءَل الألمانُ: هل نحن أقل بطولةً من الفرنسيين؟! وعلى غِرار ما حدث في فرنسا تكرَّرت نفس الأحداث في ألمانيا، فخرج صبيٌّ يدعي (نيقولا) ليعلن أن السيد المسيح أتاه، وأخبره بأن يقود جيشًا من أطفال وصبية ألمانيا للالتحاق بجيش ستيفن، الذي يحقِّق المعجزات على أرض فلسطين؛ ليحرِّرا معًا ما تبقَّى من أراضٍ، وهل ترك ستيفن أرضًا لم يحررها؟! انطلق جيش (نيقولا) إلى كولون ثم عَبَر إيطاليا، وفي كل مدينة يمرُّ عليها كان ينضمُّ إليه المزيدُ من الأطفال والصبية، وفي ميناء بيزا كان القراصنة ينتظرون الغنيمة السهلة المنال، التي سال لعابهم لها، لقد أبحروا بأطفال وصبية هذا الجيش أيضًا، وباعوهم في أسواق النخاسة، التي كانت رائجة آنذاك في مدن شرق أوروبا. الحروب الصليبية في الكتب المدرسية: إنَّ هذه الأحداث الموثَّقة في بطون كتب التاريخ تدلُّ بشكلٍ قاطع على أن كراهية الآخر هي بمنزلة (ألف باء) التعليم والتربية في الغرب، فما الذي يجعل أطفالاً وصبية يفكِّرون فيما أقدموا إليه، إلاَّ ما تعلَّموه وتربَّوا عليه؟! وما زالوا إلى الآن يعزِفون على نفس الوَتَر؛ فكُتُبهم التعليمية والتربوية، التي تدرَّس للأطفال منذ نعومة أظفارهم مليئةٌ بعبارات الحقد والكراهية للآخر، واللاَّفت للانتباه أن النزعة المسيحية - الصهيونية التي تهيمن على الغرب، تؤجِّج نار الحقد والكراهية للعرب والمسلمين، يقول (خلدون الشمعة): "ثمة أمثلة عديدة على الترسانة اللغوية الاصطلاحية التي ارتبطت بمفهوم المسيحية الصهيونية، التي تؤثر باستمرار على الطريقة التي تنظر فيها الأنظمة الغربية الصنع إلى العالمَين العربي والإسلامي، لقد أدَّى هذا النوع من الكلمات - بما ينطوي عليه من انحيازات عنصرية مسبقة - دورًا مهمًّا في بلوَرَة بنية اللاَّوعي المستقرَّة في أعماق الأوروبيين". ومن مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت، تشير الباحثة (مارين نصر) إلى أن الكتب التعليمية تتناول الحروب الصليبية في إطار كونها حركةً دينيةً هدفها إنقاذ قبر المسيح في القدس، والدفاع عنه ضد المسلمين الكُفَّار، وهذا قلب صارخ للحقائق، فهذه الكتب تتَّهم المسلمين الذين تم الاعتداء عليهم في ديارهم بالعدوان ضدَّ حُجَّاج أوروبا!! ويقول الدكتور (حسن محمود، أستاذ اللغة الإيطالية في جامعة حلوان بمصر): "إن الحروب الصليبية في كتبهم المدرسية تقدَّم بصفتها صراعًا حضاريًّا بين المسلمين والمسيحيين الأوروبيين، ويظهر الفارس الأوروبي وهو يقهر الفارس المسلم". |
#2
|
|||
|
|||
قمة الحقد والكراهية للإسلام
أطفال أوروبا قادوا حملات صليبية! |
العلامات المرجعية |
|
|