اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم العلمى و الصحى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-05-2015, 04:25 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي امنعوا التدخين في البيوت!

امنعوا التدخين في البيوت!
د·عبدالرحمن عبداللطيف النمر



في كثير من البلدان توجد قوانين لحماية الهواء من التلوث، ويشير عدد من الدراسات الطبية الحديثة إلى أن نسبة التلوث داخل الكثير من الأماكن المغلقة، مثل المنازل والمصانع ومكاتب العمل، تُعدُّ خَرقاً واضحاً لقوانين حماية الهواء من التلوث! والسبب التدخين!·
وباء التدخين
ظاهرة التدخين تجذب انتباه أوساط البحث الطبي منذ سنوات، لأسباب عدة: أولاً: يعتبر التدخين أحد أهم الأخطار الإرادية >الاختيارية< التي يُوقعها الإنسان على صحته·
ثانياً: عادة التدخين ليست إشباعاً لأي حاجة طبيعية للإنسان، بل على العكس تماماً، فإن عادة التدخين مناقضة للطبيعة! وهي بذلك تعتبر سلوكاً محيِّراً صعب الفهم·
ثالثاً: فعلى الرغم من وجود رابطة قوية بين التدخين وقائمة طويلة من الأمراض، يتصدرها سرطان الرئة، فإن ذلك لا يشكل رادعاً كافياً للمدخنين للإقلاع عن هذه العادة!· الأمر الذي يزيد من صعوبة فهم ذلك السلوك البشري الغريب·
ورابعاً: فإن عادة التدخين تنتشر بصورة وبائية بين معظم شباب اليوم، دون تأثير يُذكر لكل صيحات التحذير من أضرار التدخين!·
على أن الجديد في الدراسات الطبية الحديثة عن التدخين هو التركيز على ما يسمَّى >التدخين السلبي< (أو التدخين اللاإرادي أو التدخين غير الاختياري< Passive smoking، والمقصود يعتبر التدخين السلبي هو استنشاق شخص غير مدخن للدخان المتصاعد من سيجارة شخص مدخن، وفرصة حدوث ذلك تكون في الأماكن المغلقة، مثل البيوت ومكاتب العمل والمواصلات ودور السينما والمطاعم والمقاهي، وما شابه ذلك·
ونظراً لأن عادة التدخين تنتشر بصورة وبائية، فمعنى ذلك أن عدد ضحايا التدخين السلبي في تزايد مستمر، وإذا كانت أضرار التدخين الاختياري معروفة وثابتة بالدليل العلمي، فهل للتدخين السلبي أضرار؟! وما الأضرار هذه؟!
هذا السؤال عن أضرار التدخين السلبي كان صُلب دراسات عدة أجريت أخيراً في الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان واستراليا، وقد بلغت الدراسات في مجموعها أربع عشرة دراسة، بعضها شمل أكثر من مئة وأربعين ألف شخص ـ كما سيلي بيانه، ونشرت هذه الدراسات في عدد من الدوريات الطبية المعروفة، مثل >الجريدة الطبية البريطانية< وجريدة >الممارس العام< و>الجريدة الأميركية للصحة العامة<، وفيما يلي عرض لأهم نتائج الدراسات المذكورة·
سموم الدخان
أكثر الدراسات عن التدخين إثارة للذعر تأتي من >وحدة أبحاث الإدمان< التابعة لمعهد الطب النفسي في لندن، إذ قامت الوحدة المذكورة بدراسة ميدانية لمعرفة تأثير التدخين السلبي على الأطفال، كما قامت بدراسة كيمياء الدخان المتصاعد من سيجارة مشتعلة· أجريت هذه الدراسة الميدانية على خمسمئة وتسعة وستين طفلاً تتراوح أعمارهم بين (11 ـ 16) سنة، والقاسم المشترك بين هؤلاء الأطفال أنهم مدخنون سلبيون نتيجة تدخين أحد الوالدين أو كليهما·
قامت الدراسة على أساس تحديد نسبة مادة >كوتينين< Catinine في لعاب الأطفال، ومقارنتها بنسبة المادة نفسها في لعاب الأب المدخن أو الأم المدخنة، ومادة >كوتينين< هي الناتج الرئيس من عملية التحول الكيمياوي التي تحدث لمادة >النيكوتين< nicotine في الجسم، وتوجد مادة >كوتينين< عادة في لعاب الشخص المدخن مدة تصل إلى أربع ساعات بعد تدخين سيجارة، وهي مميزة لنيكوتين التبغ، أو بمعنى أنها لا تنتج في الجسم إلا نتيجة دخول النيكوتين إلى الجسم من طريق تدخين التبغ·
نتيجة لهذه الدراسة، اتضح أن نسبة مادة >كوتينين< في لعاب الأطفال تراوحت بين نصف إلى واحد في المئة (0.5 ـ 1%) من نسبتها عند الآباء المدخنين، وهذه النسبة تناظر ـ تقريباً ـ تدخين ثمانين 80 سيجارة في العام·
وقد يبدو من هذه النتائج أن خطر التدخين السلبي على الأطفال ضئيل بحيث يمكن تجاهله، لكن حتى لا يتسرع أحد إلى هذا الاستنتاج، فإن الجانب الآخر من الدراسة، وهو التحليل الكيمياوي للدخان المتصاعد من السجائر، يثير الفزع بحق، بل يدعو إلى كثير من التروي قبل أن يشعل أحد الوالدين سيجارة في حال وجود أطفاله إلى جواره·
الدخان الذي يستنشقه المدخن من سيجارته المشتعلة يسمَّى التيار الرئيس للدخان، بينما يسمَّى الدخان المتصاعد من الطرف المشتعل للسيجارة الذي يتوزع في أرجاء مكان وجود الشخص المدخن، يسمى التيار الجانبي للدخان·
ومن هذا التحليل الكيمياوي لهذين التيارين، اتضح أن التيار الجانبي للدخان يحتوي ضعف ما يحتويه التيار الرئيس من مادة النيكوتين ومن غاز أول أكسيد الكربون >غاز أول أكسيد الكربون< carbon monoxide غاز سام للأحياء عند تركيز منخفض، واستنشاق المقادير الضئيلة من هذا الغاز نتيجة التدخين هو السبب في الشعور بالفتور والتراخي والإصابة بالصداع والشعور بثقل الرأس، إذ يتحد الغاز مع صبغ >هيموجلوبين< في خلايا الدم الحمراء، فيمنع الصبغ من أداء وظيفته وهي >نقل غاز الأكسجين إلى خلايا الجسم<، ويترتب على نقص الأكسجين العلامات المذكورة·
أما مادة >بنزو ـ بيرين< benzo - byrene فتركيزها في التيار الجانبي للدخان ثلاثة أضعاف تركيزها في التيار الرئيس، بينما يصل تركيز مادة >تولوين< Toluene في التيار الجانبي إلى ستة أضعاف تركيزها في التيار الرئيس للدخان، وكلتاهما من المواد عالية السُّميَّة في الدخان·
وتتوالى نتائج التحليل الكيمياوي للدخان فتذكر أن المادة المسببة للسرطان في الدخان، وهي >ثنائي ميثيل نيتروسامين< Dimethy1 nitrosamine يرتفع تركيزها في التيار الجانبي للدخان إلى خمسين ضعف لتركيزها في التيار الرئيس!·
والواضح من هذه النتائج أن التدخين السلبي سُم زُعاف، وإذا كان المدخن ي*** نفسه مرة، فإن المُكْرَه على استنشاق الدخان >أي المدخن السلبي< يُقتَل خمسين مرة!·
أمراض الجهاز التنفسي
>المعهد القومي لأبحاث وعلوم صحة البيئة في الولايات المتحدة، أجرى من جانبه دراسات مستفيضة عدة على التدخين السلبي، وتبيَّن أن أهم الدراسات الصادرة عن المهد المذكور في حقل التدخين، دراستان: إحداهما أجريت على ستة عشر ألف طفل من أسر يدخن فيها أحد الوالدين، بهدف معرفة أثر التدخين السلبي على الجهاز التنفسي، أما الدراسة الثانية: فقد أجريت على البالغين >الوالدين< في أسر الأطفال موضع الدراسة الأولى، بهدف معرفة مدى خطر التعرض للإصابة بأنواع السرطان المختلفة، وقد نشرت نتائج الدراستين في >الجريدة الأميركية للصحة العامة<·
اتضح من الدراسة أن جميع الأطفال من الأسر المدخنة الذين شملتهم الدراسة أصيبوا في وقت ما من حياتهم بواحد من أمراض الجهاز التنفسي التالية: التهاب القصبة الهوائية، الربو الشُّعبي >الأزمة<، عدوى الجهاز التنفسي، كما أظهرت اختبارات وظيفة الرئتين عند هؤلاء الأطفال تدهوراً ملحوظاً قياساً إلى أطفال الأسر غير المدخنة، وقد تردد الأطفال موضع الدراسة، وجميعهم دون الحادية عشرة من العمر، على طبيب الأسرة طلباً للعلاج من السعال >الكحة< أكثر من مرة واحدة في شتاء أي عام ـ حسبما ظهر من تاريخهم الطبي· ومن أستراليا، جاءت دراسة مشابهة تعضد هذه النتائج، فعند تعريض المصابين بالربو الشُّعبي >الأزمة< لاستنشاق دخان السجائر لمدة ساعة من الزمن، أصيبوا جميعاً بنوبة حادة! وسبب ذلك أن الدخان يحث إنتاج مادة الـ>هستامين< histamine التي تؤدي إلى انقباض العضلات اللاإرادية في القصبة الهوائية، فيضيق مجرى التنفس، وبذا تحدث >الأزمة<، وقد ظل مستوى مادة الـ>هستامين< عالياً بعد مرور أربع ساعات على التعرض لاستنشاق الدخان!·
خطر السرطان
في الجانب الآخر من دراسة >المعهد القومي لأبحاث وعلوم صحة البيئة< في الولايات المتحدة، والمتعلق بالبحث عن علاقة بين التدخين السلبي وبين خطر الإصابة بالسرطان، ظهر ما يلي:
تزيد نسبة خطر الإصابة بسرطان المخ بمقدار 2.3 وبسرطان الدم بمقدار 2.4 وعند النساء، تزيد نسبة خطر الإصابة بسرطان الثدي بمقدار 3.3 وبسرطان عنق الرحم بمقدار 3.4، أما خطر الإصابة بباقي أنواع السرطان في مناطق الجسم المختلفة فيزيد بمقدار 1.5، و>جميع النسب المذكورة ناتجة من المقارنة بين المدخن السلبي وبين غير المدخن السلبي أو الاختياري<·
من جهة أخرى، أجرى >المركز القومي لأبحاث السرطان في >طوكيو< اليابان دراسة موسعة شملت (142.857) امرأة، بعضهن زوجات لرجال مدخنين، وبعضهن زوجات لرجال غير مدخنين، واتضح من هذه الدراسة أن خطر الإصابة بسرطان الرئة يزيد ضعفين عند زوجات الرجال المدخنين عنه عند زوجات الرجال غير المدخنين!·
وهناك خمس دراسات أخرى، أجريت كذلك في اليابان، بهدف معرفة العلاقة بين التدخين السلبي وبين احتمال الإصابة بسرطان الرئة، وفي ثلاث من تلك الدراسات الخمس كانت النتائج موافقة للدراسة الموسعة التي قام بها >المركز القومي لأبحاث السرطان< في >طوكيو<·
وتجرى في الوقت الحالي دراسة جديدة لكشف العلاقة بين التدخين السلبي وأمراض القلب، تقوم بها كلية الطب ـ جامعة كاليفورنيا >الولايات المتحدة<·
ما الحل؟
>الوكالة الأميركية لحماية البيئة< ترى أن تلويث الهواء بدخان التبغ لا يقل خطراً عن تلويث الهواء بالمواد المشعة والأبخرة السامة، وتذهب تقديرات هذه الوكالة إلى أن مئة شخص من بين كل مليون نسمة يموتون كل عام نتيجة التدخين السلبي·
من ناحية ثانية، تذهب تقديرات >وحدة أبحاث الإدمان< التابعة لمعهد الطب النفسي في لندن، إلى أن (100.000) شخص يذهبون ضحية إدمان تدخين التبغ كل عام، بينما يلقى ألف شخص آخرين حتفهم كل عام نتيجة للتدخين السلبي!·
وبغض النظر عن هذه الآراء والإحصاءات، فإن نتائج الدراسات المتعددة لا تترك مجالاً لأدنى شك في أن التدخين السلبي لا يقل خطراً وضرراً عن التدخين الاختياري، إن لم يكن أكثر منه·
وطبيعي والحال كذلك أن يطرح السؤال التالي: ما الحل؟!
ليس هناك أي أمل في أن تغلق مصانع التبغ أبوابها وتسرِّح عمالها وتكف عن إنتاج سُمّ للبيع! فلا تزال شركات صناعة التبغ الجهة الوحيدة التي تحاول بكل صلافة ودون دليل علمي التقليل من أهمية الدراسات الطبية الكثيرة التي أظهرت بجلاء أخطار التدخين·
وكذلك فليس هناك أمل في أن تتصدى الحكومات لهذا الوباء، بأكثر من إفساح الصدر للنقد الموجَّه إليها بسبب موقفها المتراخي في قضية التدخين! فمع اضطراد معدلات البطالة لن تفكر أي حكومة في إغلاق مصانع التبغ، وإضافة آلاف جديدة من العمال إلى قائمة العاطلين عن العمل، فضلاً عن ذلك، فإن الضرائب التي تدفعها شركات صناعة التبغ كل عام تقدر بآلاف الملايين، تجعل من السهل تماماً غض الطرف عن أضرار التدخين!·
من ناحية ثالثة، فإن كثيرين تحوَّلوا إلى مدمنين، وعلى الرغم من كراهيتهم الشديدة للدخان والتدخين، إلا أنهم يجدون في الإقلاع عن عادة التدخين صعوبة بالغة· دَعْ جانباً المدخنين الذين يتلذذون باستنشاق السُّم، ويضربون صفحاً عن كل صيحات التنبيه والتحذير· لم يبق إذاً إلا انتشال غير المدخنين من أماكن وجود الدخان، ويتحقق ذلك بتخصيص أماكن لغير المدخنين في كل مكان: في المصانع ومكاتب العمل، في وسائل المواصلات وأماكن الترفيه، وحتى في البيوت!·
لن يكون في وُسْع المدخن بعد اليوم أن يقول >أنا حُر<!، إذ يأتي إليه الجواب الفوري: >أنت حر فيما لا يضر<! ونرجو أن يأتي اليوم الذي تطبق فيه قوانين حماية البيئة من التلوث على جميع الأماكن المغلقة ونرجو أن يكون غير بعيد·



رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:29 PM.