|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
شاب متزوج يريد خطبتي
شاب متزوج يريد خطبتي
أ. مروة يوسف عاشور السؤال السلام عليكم ورحمة الله. أنا بنت على علمٍ ومعي ماجستير، وداعية في الدُّور، وخرِّيجة شريعة، كتَب الله لي الحجَّ في العام الماضي، وكنت ممن يُجيب الأخوات على استفساراتهم. قصتي أنَّ رجلاً يَكبرني بسنة تقريبًا، وهو متزوِّج ولَدَيه طفلان، وهو رجل ذو هيئة، خطَبني من أهلي، ولا أُخفيكم، فالله جعَل له القَبول في قلبي، مع أنني رافضة تمامًا أن أرتبط برجلٍ متزوِّج. أهلي قد رَدُّوه، لكنَّه حاوَل الاتصال بي مرارًا، لكني لَم أردَّ عليه، وعندما رَدَدتُ عليه، قلت له: إنني لا أخرج عن مشورة أهلي، جاءَتني أخته، فقالت لي: أسلوبك زاد أخي إصرارًا على أن يتزوَّجك. لكن أخي زادَت شكوكه بتَكرار طلبه عليّ، وأخَذ مني الجوَّال، وأصبَح متابعًا ومراقبًا للأرقام التي تأتيني، وقد مَنَعني من الذَّهاب إلى عملي، فكَرِهت أخي، وما عُدت أطيق الكلام معه، أنا لَم ألْجَأ بعد الله لكم، إلاَّ لثِقتي التامَّة فيكم، وواللهِ لَم أترك الدعاء، وإني أرى أثَرَ ذلك، فأنا يا إخوة أُعاني من ذلك من شهر مُحرَّم. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أُخيَّتي الفاضلة، حيَّاكِ الله، كثيرًا ما تكون نظرة الفتاة قليلة الخبرة؛ لأنها تنظر بعواطفها، وتَحكم بمشاعرها قبل عَقْلها، قدَّر الله أن تَستشعري له ميلاً في قلبكِ، لكن الأمر انتهى برفْض وَليِّكِ، ولعلي أُوافقه الرأي في عدم التسرُّع وقَبول الرجل المتزوِّج، إلاَّ أن يَخشى عليكِ لكِبَر سنِّكِ، أو لقِلَّة المتقدِّمين إليكِ، أو لأي سببٍ، المهم أنَّ رَفْضه أحدَ الشباب دون غيره يكون ناتجًا - في الغالب - عن وجهة نظر صحيحة وقويَّة، ولها خبرة في الحياة، فلا تتحسَّري على رزقٍ لَم يُكْتَب لكِ، ولا تَعلمين الخير المقدَّر لكِ عند علاَّم الغيوب. أليس الزواج بشاب غير متزوِّج وله نفس الصفات الدينيَّة خيرًا من هذا الرجل؟ من حقِّ الفتاة ومن حقِّ وَليِّها أن يبحثَ لها عن الأصلح والأنفع، ومن حُسن أدبها الالتزام بما يُقِرُّه الوَلِي، ما لَم يَعضُل، فتوكَّلي على الله وأحْسِني الظنَّ به، وثِقي أنه سيختار لكِ الأصلح. لعلَّ في تصرُّف أخيكِ بعض القسوة، ولعلَّ في حُكمه تشدُّدًا، لكن لو تأمَّلتِ حاله، لعَلِمتِ أنه لَم يفعل ذلك إلاَّ بدافع الحرص عليكِ من التأثُّر بإلحاح الرجل وكثرة اتِّصالاته، ولا أدري حقيقة مَن أباح له الاتصال على جوَّالكِ الخاص؟! والذي أنصحكِ به أن تغيِّري شريحة جوَّالكِ؛ لترتاحي من شكوك أخيكِ، ولتُريحي نفسكِ من البقاء تحت تأثير إلحاحٍ قد يُجدي معه نفعًا يومًا ما! ولعلَّ أهلكِ عندما يَرون حِرصَكِ على عدم التواصُل معه أن يكفُّوا عن محاصرتكِ ومَنْعكِ من الذَّهاب إلى العمل، فمن الواضح أنَّ الدافع الرئيس لفِعْل أخيكِ الحِرص والخوف، ليس إلاَّ. يبقى الأمر الآن أو المشكلة التي بحاجة لتوجيه، هي تلك المشاعر السلبيَّة التي تكوَّنت تُجاه أخيكِ، أيصل الأمر إلى البُغض؟ أراها كلمة كبيرة ولفظة مُبالَغ فيها أن نُطلقها في حقِّ مَن يسعى للحفاظ علينا، ولو لَم يُحسن التصرُّف، حاوِلي تغيير تلك المشاعر السلبيَّة وتحويلها عن مسارها الخاطئ، أنتِ في الحقيقة تكرهين ما يفعل أخوكِ، لكن لَم يصل الأمر إلى حدِّ كُره أخيكِ، وفَرْقٌ كبير بين الفعل والفاعل، فعندما نَكره أفعال مَن نحبُّ، علينا أن نَفصل بينها وبين مَن يَفعلها؛ فإنهم قد يُسيئُون من حيث يَحسبون أنهم يُحسنون، وقد يُخطِئون من حيث يظنون أنهم يُصيبون، وعلينا أن نعوِّد أنفسنا الفصل بين المشاعر؛ لئلا نجد مَشقَّة في التعامل مع أحبَّتنا، فما أكثر أخطائنا وأخطاء غيرنا! أخيرًا: يقول الدكتور صلاح الراشد: "تعلَّم كيف تنسى ما مضى من الآلام، لا تَقبل أن تكون آلة حزنٍ وتنديد، أنا شخصيًّا كنتُ شديد الحساسية، ربما تألَّمتُ يومين لحادثةٍ أحْرَجتني أمام الناس، كما كنتُ شديدَ الحَرَج كذلك من كلِّ صغيرة وكبيرة، الأمر الذي أوْقَعني في الكثير من المشاعر السلبيَّة، إن التهوين يقضي على مشاعرنا السلبيَّة تُجاه الماضي". فلا تُعظِّمي ما يفعله أخوكِ، وسيتغيَّر سلوكه لِمَا تُحبين - بإذن الله. وفَّقكِ الله، وأصْلَح حالكِ، وجعَل لكِ من كلِّ عُسرٍ يسرًا. |
العلامات المرجعية |
|
|