|
التنمية البشرية يختص ببناء الانسان و توسيع قدراته التعليمية للارتقاء بنفسه و مجتمه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
خطوات بسيطة ومفيدة للغاية لترتيب أولوياتك وتنظيم وقتك جربوها
خطوات بسيطة ومفيدة للغاية لترتيب أولوياتك وتنظيم وقتك جربوها
محمد ناجي عطية اليوم أربع وعشرين ساعة، الجميع يملكون نفس المقدار..لا زيادة، هذا الوقت هو مضمار السباق بين الأولين والآخرين، فقد ميز الله من يشاء من خلقه بطول العمر أو قصره، وتلك حكمته - سبحانه وتعالى - مطلوب منا ونحن في زحمة الحياة أن نغتنم هذا المورد الخطير للغاية، وهو الوقت بحيث لا يضيع منا هدر ونستغله في تحقيق الأهداف العظيمة التي أوجدنا الخالق من أجلها. فتمر الأيام والليالي حتى إذا جاء الأجل وجدنا أنفسنا لم نستغل العمر في الأمور المطلوبة منا، بل يجد أكثرنا أننا قد صرفنا أكثره في أمور ثانوية، لا تخدم الأهداف الأساسية في الحياة. حينها يحصل الندم العظيم ويتمنى الإنسان أن يعود إلى الدنيا للتعويض لكنه لا يستطيع أبدا، ولو افتدى نفسه بملء الأرض ذهباً. وعلى ذلك الموضوع يشتمل على جزأين اثنين: الجزء الأول: إعادة ترتيب الأولويات والجزء الثاني: كيفية إدارة الوقت والاستفادة منه بفعالية اكبر الجزء الأول: إعادة ترتيب الأولويات: لابد لنا من إعادة فرز أعمالنا إلى صنفين: صنف مهم، وصنف غير مهم. هذا الفرز يعود إلى طبيعة قناعتك ومعتقداتك في الحياة، فان كنت تعتقد بزوال الدنيا وبقاء الآخرة، وأنك معروض على الله بكل ما كسبت يداك في الدنيا، وأن المطلوب إشغال اكبر الوقت بذكر الله وكل ما يعين عليه، إن كنت تعتقد هذا، والكثير من المسلمين يعتقدون ذلك، لكن تتفاوت درجة اليقين من مسلم إلى آخر، في هذه الحالة سوف تترتب عندك الأولويات بحسب درجة يقينك وقوة إيمانك، فتقدم كل ما ينفعك في الآخرة؛ ليكون هو في المقدمة، وتؤخر كل ما يبعدك عنها أو لا يحقق لك قرباً كبيراً من الآخرة، وتلقائيا تجد نفسك مشغولاً بما يرضي الله - تعالى -من الصلاة، والصيام، والصدقات، والأذكار، والدعاء، وسائر أنواع العبادات والقربات، ثم يليها الوسائل التي تعينك على بلوغ مقصدك، مثل كسب المال الحلال، والزواج، وتربية الأبناء، والدعوة إلى الله - تعالى -، وهكذا. أما إن كنت ضعيف الاعتقاد قليل الإيمان فاتر اليقين بتلك الأمور، فتلقائيا تترتب عندك الأولويات بعكس ما جاء أعلاه. فتراك تقدم الوسائل الثانوية، مثل: متع الحياة والترف الزائد واللهو المباح، وربما غير المباح والإسراف على نفسك بالملذات والشهوات وكثرة النوم وضياع الأوقات. إنك قد تصلي وتذكر الله، وقد تصوم وتتصدق، لكن هذه الأمور ليست أولوية عندك، ومؤشر الأولوية يظهر عند التعارض، فإذا تعارضت طاعة مع غيرها أيهما تقدم؟ كمن يفضل أن يبيع ويشتري وقت الصلاة، مع أنه سيصلي لاحقاً، لكن لماذا ترك الصلاة التي أمره الله بها في وقتها، أخرها عن وقتها؛ لأنها ليست أولوية بالنسبة له نتيجة ما ذكرت لكم، من ضعف الإيمان واليقين بالعقيدة والدين. وكذلك من يطعم أولاده ويغذيهم يعلمهم علوم المدارس والجامعات، لكنه لا يعلمهم الصلاة وطريق المسجد، ومجالسة الأخيار والصالحين، ولا يعلمهم العلم النافع من القرآن والسنة، نعم هو يعلمهم، وهم يصلون كذلك، لكن أي نوع تعليم وأي صلاة، والسبب إنها ليست أولوية؛ لأن الأولوية للأمور الأخرى إذن الأمر عائد إلى مستوى الإيمان واليقين في القلوب، فهو الذي يحدد الأولويات القيم وإدارة الحياة: وقل مثل ذلك في إدارتك للحياة، إن لك قيما تنبثق من معتقداتك وقوة إيمانك، ولذلك ممارساتك في الحياة هي عبارة عن انعكاس لتلك القيم، فأنت تحب الصدق وتبغض الكذب وتعاقب أولادك على الكذب، ولا تحب أن يعاملك احد بغير ذلك، ولا ترض أن تعمل عند أناس يتعاملون بالكذب والزور، ولا تزوج بنتك لمن ثبت أنه كذاب. إن القيمة فرزت نوع السلوك، وحددت الأولويات التي يجب التركيز عليها في الحياة، وإذا رغبت في أكل الحلال، فحينئذ تسعى لأن تعمل بمؤسسة توفر لك المال الحلال ولا تتعامل مع البنوك الربوية ولا تعمل بها ولا ترضى لولدك أو لقريبك أن يعمل بها. انظر كيف تفرز الأولويات بناء على القيم: إن القيم منشؤها الدين بالنسبة للمسلمين، وقوة التشبث بها يكون بقدر الإيمان واليقين واحتساب الأجر واستحضار ثواب الأعمال، وبناء على كل ما سبق ستجد الأعمال في حياتك تنقسم إلى هذين القسمين: قسم مهم، وقسم غير مهم أمثلة على الأعمال المهمة: 1. تحسين العبادة وأهمها الصلاة وإخلاصها لله 2. العلم النافع 3. تربية الذات على المهارات الضرورية التي تعينك على الاستفادة من عمرك أكثر 4. تعليم وتربية الأبناء لإضافة رصيدهم في الآخرة إلى رصيدك 5. الدعوة إلى الله بأي شكل، لزيادة رصيدك عند الله، بان يكون كل هؤلاء في موازين حسناتك 6. إعفاف النفس والأهل والأولاد عن أكل الحرام أو الوقوع في الحرام وهذه الأعمال لها وسائل لابد منها وإلا عجزت عن بلوغها، وأشهر هذه الوسائل كسب المال: إن كسب المال الحلال وسيلة وليست غاية، إنها وسيلة مهمة ولاشك؛ لأنها تساعدك على بلوغ الأعمال المهمة المذكورة أعلاه، لكنها في ظل غياب الأعمال المهمة، قد تتحول إلى غاية. فتجد الناس يتصارعون عليها ويتقاتلون من أجل المال ويضرب الابن أباه بل قد ي***ه من أجل المال، ويهجر الأخ أخاه من أجله، والسبب أنهم اتخذوا المال غاية وليست وسيلة بسبب انعدام مفهوم الأولوية. أمثلة على الأعمال غير المهمة: العمل غير المهم هو الذي لا يصب في غاياتك الدنيوية أو الأخروية، بمعنى أن هذا العمل غير مفيد لا في الدنيا ولا في الآخرة، فكلما كان مفيدا نافعا اكتسب قدرا محددا من الأولوية أمثلة: 1- اللعب لأوقات طويلة بغرض *** الوقت 2- مشاهدات التلفاز لساعات طويلة أكثر من الحاجة 3- اللقاءات المكثفة والمطولة مع الأصدقاء 4- الضياع في الحياة بكل أشكاله تهربا من مسئوليات وأعباء الحياة وقد تكون هذه مفيدة بشرط أن تصب في أهدافك وان لا تمارس بإسراف لا مبرر له إلا ضياع الوقت. فيمكن تحويل هذه الأعمال غير المهمة إلى أعمال مهمة بربطها بأهدافك: • مثل اللعب بنية الرياضة وتخسيس الوزن وتقوية البدن • ومثل مشاهدة التلفاز لمتابعة الأخبار المهمة والبرامج النافعة • ومثل اللقاءات مع الأحباب والأصدقاء لكن ليس بغرض *** الوقت ولا الإسراف في ذلك إذن الأعمال المهمة هي كل ما يحقق أهدافك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وكل ما كان العمل شديد القرب من أهدافك، كانت أولويته عالية، وكلما انخفض هذا القرب من الأهداف، كلما قلت الأولوية. خلاصة الجزء الأول، قوائم المهام: أن تكون لديك قائمة بالأعمال المهمة في حياتك، أقترح عليك أن تحدد لك قائمة لأعمالك المهمة المرتبطة بقيمك وأهدافك في الحياة، هذه القائمة نوعان: القائمة الأولى: قائمة الأعمال طويلة الأمد ومدتها من ثلاث إلى خمس سنوات، قابلة للزيادة والنقصان حسب الحاجة، وهي المهام التي ترى انك تريد تحقيقها خلال هذه الفترة، مثالها: الحصول على الدكتوراه في الاقتصاد بعد ثلاث سنوات أي في نهاية عام 1434 بالتحديد ( تزويج الابن الأكبر بعد ثلاث سنوات في شوال 1437 هـ)بالتحديد، بناء مسكن مناسب للعائلة بعد خمس سنوات أي مع نهاية عام 1439)بالتحديد، وهكذا... القائمة الثانية: قائمة مرحلية أو سنوية تقسم فيها المهام السابقة إلى عدد مناسب من السنوات مثال: لتحقيق هدف (مهمة) الحصول على الدكتوراه في الاقتصاد، قسمها إلى ثلاث مراحل كل مرحلة مدتها سنة. السنة الأولى- التسجيل ومناقشة الخطة وكتابة الفصول الثلاثة الأولى السنة الثانية كتابة الفصول الثلاثة التالية السنة الثلاثة- الدراسة الميدانية والتجهيز للمناقشة واخذ الشهادة الجزء الثاني: كيف تدير وقتك الثمين بكفاءة: أول خطوة في هذا الباب (التدوين التدوين التدوين) بمعنى أن تكتب هذه المهام ولا تمل، ولا تكتفي أنها مرسومة في ذاكرتك؛ لأن آفة الذاكرة النسيان وتبدل الكلام وحصول التغيير عليه، وعلى ذلك، اقترح عليك وعلى كل جاد في إدارة وقته أن: 1- يتخذ له مفكرة خاصة يرسم بها أهدافه وأولوياته في الحياة محددة بنقاط كما أشرت أنفا ومرتبة حسب الأولوية ومحددة بزمن ثلاث أو خمس سنوا ت، أو اقل أو أكثر حسب الحاجة. 2- تقسم المفكرة إلى ثلاثة أقسام رئيسية: القسم الأول: اكتب فيه الأهداف البعيدة التي تنوي تحقيقها خلال الفترة التي ترغب فيها. القسم الثاني: اكتب فيه الأهداف السنوية (المرحلية) بحسب عدد السنوات التي حددتها في القسم الأول. القسم الثالث: خطة العمل الشهرية، وهذه تكون منبثقة عن الأهداف السنوية، بحيث تكون تفاصيل مقسمة على أشهر السنة كلها، فلا يبدأ الشهر إلا وقد كتبت الأهداف الشهرية له، ولا ينتهي إلا وقد أنجزت المهام التي قررتها في بدايته. 3- في نهاية كل قسم اترك صفحة أو صفحتين أو أكثر فارغة لتقييم عملك، وفي هذه الصفحة اكتب سؤالاً كبيراً هو: هل حققت أهدافي السابقة أم لا؟ (لاحظ أهمية قابلية قياس الهدف في التقييم، إذا كان الهدف مرقما أو مزمنا واضحا بسيطا محددا استطعت قياسه، والعكس بالعكس) أجب نفسك بصراحة ولا تخف من النتيجة، لأنك ستتعلم مع المحاولة و الاستمرار والحرص على النجاح، ومهما كانت النتيجة مفزعة فلن تكون أسوأ من عدم الكتابة والتقييم، مطلقا. ملاحظة مهمة: نحن بشر ومن الطبيعي أن يطرأ تغيير على هدافنا، فعليك أن تنظر بين الحين والآخر إلى أهدافك وعدلها وحورها وطورها، لكن بشرطين: أن تنفذ ما كتبت أن لا يكون التغيير من اجل التهرب من تحقيق الأهداف الطموحة |
العلامات المرجعية |
|
|