|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أفكار ذكية في تربية أبنائنا على احتواء المشاكل الزوجية
أفكار ذكية في تربية أبنائنا على احتواء المشاكل الزوجية موقع مفكرة الإسلام يعود كثير من المشاكل الزوجية إلى الأصول التربوية لكل من الزوجين وبيئة العلاقات الاجتماعية والإنسانية والدينية التي نشأوا فيها، فإذا كان الولد ينشأ على ما تلقاه وتربى عليه في طفولته وشبابه من مبادئ وأخلاقيات وسلوكيات، فإن ذلك ينعكس بالتالي على حياته الزوجية، في طريقة تعامل الزوج مع زوجته ومقدار اهتمامه بها وتقديره لها، وفي طريقة تعامل الزوجة مع زوجها وتقدير رسالتها كزوجة وأم.. ولذلك فإن المشاكل الزوجية ليست وليدة الصدفة أو وقتها فقط، بل إن لها أصولاً وجذوراً تهيئ لها وتغذيها وتساعد على تفاقمها أو معالجتها بكل حيوية وحكمة. كيف نهيئ أبناءنا لاحتواء المشاكل الزوجية؟ يستطيع الوالدان أن يضمنا نجاح زواج أبنائهما إذا أحسنا التربية والتهيئة، ودربا أبناءهما منذ الصغر على كيفية التعامل مع المشاكل في الحياة، بمفهومهم البسيط والمتواضع، فينشأ الابن وعنده عقلية تحليلية يستثمرها إذا كبر عند مواجهة مشاكله الزوجية، وهذه نسميها التربية اللؤلؤية، ولهذا فإننا نقسم التعامل مع الأبناء في هذا الباب إلى ثلاثة أقسام: مرحلة الطفولة وهي أولها، ثم مرحلة ما قبل الزواج، ثم مرحلة الزواج وما بعدها، وللوالدين دور في المراحل الثلاث، فهما مسؤولان مسؤولية تامة عن أبنائهما، وخير مادة يستعينان بها هي الفقه في الدين، فمن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين. ولنتناول الآن المراحل الثلاث بشيء من التفصيل: 1- مرحلة الطفولة: لكي لا يقع أبناؤنا في الحفر التي وقعنا بها، فلابد من استثمار أخطائنا الماضية في توجيه أبنائنا نحو المستقبل، فإن كنا نحنا تلقينا تربية القمع والإحجام وتربية الكبت والتحجيم، وعدم إطلاق خيالنا والتعبير عما في نفوسنا بحرية، سواء أكانت هذه التربية في مدارسنا أم في بيوتنا، فلا يجدر بنا أن ندع أبناءنا يسمعون 'سكوت يا أولاد' و 'اسكت ولا كلمة' فإنه منهج عقيم يدمر النفوس والعقول، فإذا كبر هذا الولد وتعرض لمشكلة زوجية، فإنه لا يحسن التعامل معها ولا يرى إلا حلاً واحداً هو الطلاق، ليهرب من مواجهة الواقع، لأنه قد تربى على منهج السكوت وعدم التفكير، ومثال آخر دائماً نراه لو أن الولد جاء إلى أمه يبكي شاكياً من زميله الذي ضربه في المدرسة فتكون ردة فعل الوالدين كالتالي: - يا ابني اللي ضربك اضربه وتنتهي المشكلة، ففي هذه الحالة: الوالدان يربيان أبناءهما على منهج الحل الواحد للمشكلة، فيعطونه حل العقوبة الفورية، علماً بأن لهذه المشكلة حلولاً كثيرة أخرى، وإن كنت أفضل أن تكون ردة فعل الوالدين تجاه ابنهما الذي جاء وهو يبكي، أن يسألاه السؤال التالي: ماذا تقترح للتعامل مع زميلك الذي ضربك في المدرسة؟؟ ولنستمع بكل اهتمام وحيادية لاقتراحاته، ونعلق عليها بشكل غير مباشر، فقد يقول: - الحل الأول: أن أضربه.. فنسأله هل لديك حل آخر؟ - الحل الثاني: أبلغ عنه المدرس.. فنسأله هل لديك حل آخر؟ - الحل الثالث: أن أسامحه.. فنسأله هل لديك حل آخر؟ - الحل الرابع: أخذ أغراضه.. فنسأله هل لديك حل آخر؟ - الحل الخامس: أكلم زميلي الآخر لمقاطعته.. فنسأله هل لديك حل آخر؟ - الحل السادس: لا أدعوه لحفلتي القادمة.. فنسأله هل لديك حل آخر؟ -الحل السابع: أقاطعه ولا أكلمه.. فنسأله هل لديك حل آخر؟ - الحل الثامن.. وهكذا.. وبهذه الطريقة فإننا نسمح لتفكير الولد وخياله أن ينطلقا في اختيار الحلول والإبداع في علاج المشكلة، وبذلك يتعلم أبناؤنا كيفية التعامل مع مشاكلهما الزوجية عندما يكبرون، وهذا هو منهج وقائي والوقاية خير من العلاج. وإليك قارئنا العزيز بعض الأفكار والبرامج، لدفع أبنائك لمهارة فن احتواء المشاكل في مرحلة الطفولة. 1- تشجيع الأبناء عند مبادرتهم لأي عمل أو قولهم لأي فكرة. 2- دعم الأبناء على الإبداع وفتح آفاق الخيال لديهم. 3- مساعدة الأبناء عند خوضهم لتجربة جديدة في حياتهم. 4- رصد جوائز معينة يأخذها من يحاول علاج مشكلة عائلية. 5- مكافأة من يكتب أكثر الاحتمالات الواردة لعلاج مشكلة معينة. 6- تشجيع الأبناء على المجازفة المعقولة. 7- إشعار الأبناء بالاستقلالية، وتحمل المسئولية عند اتخاذ القرار. 8- نسمح لهم بارتكاب الأخطاء في سبيل الإبداع والتجديد. 9- نشترى لهم الألعاب التي فيها عقد وحلول وتخلق جو التنافس فيما بينهم. 10- نشركهم في المشاكل العائلية ونأخذ رأيهم فيها. 11- نهيئ لهم جو التعلم من الكبار وسماع رأي أهل التجارب والخبرة. هذه الطرق وغيرها كثير، يمكن للوالدين أن يبتكراها ويستخدماها من أجل تربية أبنائهما على حسن التفكير وسلامة التدبير، فيكون الابن مهيأ لاستقبال أي مشكلة في الحياة وحسن التعامل معها. 2- مرحلة ما قبل الزواج: ونعني بها المرحلة التي يكون فيها الأبناء مهيئين للزواج، ففي هذه الحالة يكون موقف الوالدين مختلفاً عن مرحلة الطفولة، ففي هذه المرحلة يتوقف دورهما على التوجيه والإرشاد أكثر منه على التدريب، لتصحيح الصور الذهنية والمطبوعة في أذهانهم عن الزواج، والأحلام الوردية، حتى إذا واجهتهم مشاكل مع شريك حياتهم فلا يصدمون بها أو لا يعرفون كيف يتصرفون، وإنما يتلقون المشكلة بصدر رحب ويحسنون التعامل معها، وذلك لأنهم تلقوا تربية متميزة في مرحلة الطفولة، وتلقوا دعماً معنوياً وثقافياً قبل الزواج أهلهم للوقوف على أقدامهم. ويمكن للوالدين أن يتبعاً البرامج التالية لتأهيل أولادهم قبل الزواج وهي: 1- جلسات الحوار: أن يجلس الوالد أو الوالدة مع الابن أو البنت، ويتحاوروا في الحياة المستقبلة، وغالباً ما يكون هذا الحوار في مرحلة الخطوبة أو قبلها بقليل. ومن الأسئلة المهمة للحوار والنقاش مع الابن: س1- كيف ترى نفسك مع شريكة حياتك مستقبلاً. س2- هل تتوقع أن تواجهك مشاكل في حياتك الجديدة؟ س3- كم عدد المشاكل التي تتوقعها؟ س4- ما هي أسباب المشاكل في نظرك؟ س5- كيف ستتعامل مع المشاكل لو حدثت؟ س6- هل عندك شخص تستعين به وقت الحاجة؟ س7-.. وغير ذلك من الأسئلة التي يراها الوالدان ضرورية للحوار والنقاش. ولا مانع من أن يتحدث الوالدان عن تجاربها الخاصة، وكيف استطاعا أن يتجاوزا الخلاف في بعض المواقف، ويفضل أن لا يكون هذا البرنامج في جلسة واحدة، وإنما يقسم على عدة جلسات. 2- اسأل مجرب: وهي فكرة جميلة نفذها أكثر من صديق لي، وكانت نتائجها مثمرة فعلاً، وملخص الفكرة أنها عبارة عن سؤال يطرحه والد الابن المقبل على الزواج على أصحابه في المجلس أو في وليمة غداء، أو أي مناسبة، ويقول الوالد لأصحابه ماذا يقدم كل واحد منكم من التجارب الزوجية لابني المقبل على الزواج. إن مثل هذه الكلمات والعبارات إذا سمعها الابن وهو محتاج إليها في هذا الوقت فإنها ستنطبع في ذاكرته، وتفيده مستقبلاً في توسيع دائرة تفكيره مع شريك حياته وتهيئته للحياة الجديدة. 3- مرحلة الزواج: وهي من أهم المراحل التي يحتاج فيها الأبناء المساعدة لكي نجعلهم يتعاملون مع مشاكلهم الزوجية بمهارة، ويمكن للوالدين الاستعانة بالمؤسسات الاجتماعية من المؤسسات التي تهدف إلى المحافظة على العلاقة الزوجية، والسؤال عن حال الولد وحياته الجديدة مع شريك الحياة بين فترة وأخرى. كل ذلك يحافظ على العلاقة الزوجية ويهيئ أبنائنا للتعامل مع المشاكل بمهارتي الاحتواء والعلاج. وأقول للوالدين: إذا بقيتم على الدوام تتعاملون مع أبنائكم على اعتبار أنهم أقل كفاءة منكم، فسوف تصبحون مؤسسة عائلية من الأقزام، وإلا فطريق المؤسسة العائلية المتميزة والعملاقة هو من خلال تدريبهم على المهارات الزوجية ومساندتهم عند تطبيقها. |
العلامات المرجعية |
|
|