اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-04-2015, 05:01 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي تغيير للمناهج أم هدم للثوابت؟


تغيير للمناهج أم هدم للثوابت؟


وائل رمضان

مرة أخرى اشتعلتْ نيران الجدَل والصراع السياسي والفكري في مسألة تغيير المناهج؛ ذلك الصراعُ الذي لا يَلبَثُ أن يهدأَ قليلاً إلا ويشتعل مرة أخرى، كما حدث قبل أيام في الكويت بعد تصريحاتِ وزير التربية د. بدر العيسى، المتعلِّقة بالطعن في مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية في الكويت، ولم تكن الكويت وحدَها صاحبةَ النصيب الأوفى في هذه الحرب الضَّروس، بل طالتْ نيران هذه المعركة أكثرَ مِن عاصمةٍ عربيةٍ في وقت واحد، والمعركة واحدة، ألا وهي: الدعوات المحمومة إلى تغيير مناهج التعليم، وخاصةً الجوانب المتعلِّقة بالإسلام وشريعته وقِيَمه.


يد العبث واحدة
البعض يستشهد بهذا التوازي الزمني في الأحداث ليؤكد على أن "يد" العبث واحدة؛ ويعني بذلك: الضغوطَ الأمريكية على دول المنطقة مِن أجل السير الحثيث نحو تغيير مناهج التعليم، وَفْقَ رُؤية أمريكية محدَّدة، فهل فعلاً هناك ضغوط أمريكية، وأيادٍ خارجيَّة تُحاول العبث بمناهجنا وهدمِ قِيَمنا وثوابتنا؟


يجيب عن هذا التساؤل الكاتبُ الأمريكي ال***ية، اليهودي الديانة، "توماس فريدمان" فيقول في النيويورك تايمز: الحرب الفكرية تشغل حيِّزًا هامًّا وكبيرًا في الأجندة الغربية في حرْبِها على الإسلام، والمناهجالدينية تعتبر العنصر الأهم في هذه المعركة الفكرية، ثم يردف قائلاً: إن الحرب الفكرية هي الأهم في نظر الأمريكان! وإنَّ تغيير النِّظام الاجتماعي وأساليب الحكم ومناهج التعليم، هي الجزءُ الأكبر من المعركة مع العالم الإسلامي".


جذور الصراع
البعض يؤرخ لهذه الحرب الفكرية بأحداث 11 سبتمبر، إلا أن التاريخ يؤكِّد لنا أنَّ حضورَ هذه الرغبة لدى الإدارة الأمريكية ودوائر غربية أخرى كان قويًّا أيضًا في مراحل سابقة، وعلى سبيل المثال: ففي عام 1979 أُنْشِئَ ما يُسمَّى بـ"منظمة الإسلام والغرب"، تحت رعاية منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة "يونيسكو"، والتي تشكَّلت من 35 عضوًا، عشرة منهم مسلمون، وكان من أول أهداف المنظَّمة الجديدة - كما نص دستورها صراحةً - علمنةُ التعليم؛ حيث جاء فيه: "إنَّ واضعي الكتُب المدرسية لا ينبغي لهم أن يُصْدِرُوا أحكامًا على القِيَم، سواء صراحة أو ضِمنًا، كما لا يصحُّ أن يقدموا الدين على أنه مِعيار أو هدف"، ونصَّ أيضًا على أن: "المرغوب فيه أن الأديان يجب عرضُها ليَفهم منها الطالب ما تشترك فيه ديانة ما مع غيرها من الأديان، وليس الأهداف الأساسية لدينٍ بعينه"، وهو ما يسير في إطار عَوْلَمة الأديان، وجمعها في إطار واحد!

مِن السِّرية إلى العلَنية:
ويؤكِّد الخبراء على أن الضغوط التي تعرضتْ لها المنطقةُ العربيةُ بهدف تغيير نظمها التعليمية - باعتبارها حجر أساس المنظومة الثقافية والاجتماعية - كلها كانتْ تجري على استحياء، أو تحيطها السرية، وذلك قبل الحادي عشر مِن سبتمبر، وكان ثمَّةَ تردُّدٌ في الإعلان عن مثل هذه الضغوط، إلا أن الإدارة الأمريكية - وتحت ضغوط مكثفة من اللوبي اليهودي - وجدتْ مُتنفَّسًا في تلك الأحداث، فنجحتْ في استغلالها لبدْءِ حملة مفتوحة على ما تُسميه "الإرهاب"، وأعلنتْ صراحة عن خططها الرامية إلى استبدال تلك النظم القائمة بالفعل بِنُظُمٍ تعليمية علمانية ترتضيها، والتي رأتْ أنها أرض خِصبة، ساعدتْ على تفريخ الخلايا والتنظيمات الإرهابية الإسلامية.


وعبَّر وزير الخارجية الأمريكي (كولن باول) عن الهجمة الجديدة التي يجب أن يتأهَّب لها العالمُ العربي والإسلامي بالقول خلال مقابلة صحفية: "إنني مع احترامي لتقاليد دول المنطقة (العربية)، فعليها أن تعيد النظر في تقاليدها وممارساتها بهدف معرفة ما إذا كان التغيير ممكنًا"، وأضاف باول: "بالنسبة إلى الدول الصديقة لنا في المنطقة، فكل واحدة لها نظامها الخاص، وكل واحدة عليها أن تحكمَ بنفسها ما إذا كانتْ تريد أن تتغيَّر، ومدى السرعة التي ستتغيَّر بها، ونأمل أن نستطيع التأثير عليها مِن حيث كيف يتحقق التغيير".

اعتراف!

ومما يؤكد أن الإدارة الأمريكية باتتْ عازمة على تحقيق سيطرتها الثقافية على المنطقة، ما اعترف به أحدُ تقارير وزارة الخارجية الأمريكية حول تلقِّي بلدان في منطقة الشرق الأوسط في عام 2002 وحدَه 29 مليون دولار مِن أجْلِ ما أسماه: "جهود تغيير نظم التعليم"، وفي عام 2003 وصل الإنفاقُ الأمريكي في نفس الإطار إلى ثلاثة أضعاف؛ حيث قفز إلى 90 مليون دولار، كما شهد عام 2004 زيادة كبيرة في المبالغ المخصصة لتغيير التعليم في العالم العربي والإسلامي؛ حيث ضخَّت الإدارة الأمريكية آنذاك 145 مليون دولار مِن أجل تحويل التعليم في المدارس الإسلامية في المنطقة العربية إلى تعليم علمانيٍّ، خصَّص منها 45 مليون دولار فقط للعالم العربي، والباقي خُصِّص لبقية الدول الإسلامية.

الأزمة الكويتية:
من هنا فإن أزمة تغيير المناهج التي أثارها مؤخرًا وزير التربية الكويتي لا يمكن فَصْلُها بحال من الأحوال عن هذه المنظومة العالمية، التي تستهدف قِيَمنا وثوابتنا، وهذا ما أكَّده الأستاذ جاسم المسباح الموجِّه العام بوزارة التربية الكويتية؛ حيث قال: إن هذه الهجمة تأتي ضمن مَنظومة عالمية غربية للهجوم على ثوابت الدين وأصوله، وهي من تَبِعات أحداث 11 سبتمبر، وهي توضح أن هناك تضافُرًا للجهود بين الليبرالية والشعوبية في الهجوم على الإسلام وثوابته، وتنوَّعتْ وسائلهم في ذلك، فمنهم مَن يطعن في البخاري، ومنهم مَن يطعن في السنة النبوية، ومنهم مَن يطعن في شرائع الإسلام، ومنهم مَن يهاجم مناهج التربية الإسلامية، وهكذا.

محاولات قديمة:
كما أكَّد المسباح على أن هذه المحاولات ليستْ وليدةَ اللحظة، وإنما هي امتدادٌ لمحاولات قديمة مِن الوزراء الليبراليين السابقين والحاليين، كما أكَّد على أن هذه الحملات تأتي نتيجةَ الضغوط التي تُمارَس مِن قِبَل بعض الطائفيين على الوزارة، من خلال الأسئلة التي يقدمونها حولَ ما يخص مناهج التربية الإسلامية، ولا سيما في موضوع التوحيد، وما يتعلق بنواقض التوحيد أو الشرك الأكبر والشرك الأصغر، وما يتعلق بمسألة الطواف بالقبور وغيرها مِن هذه المسائل، برغم أن هذه الموضوعات لا تتجاوز الثلاثة أو الأربعة أسطر في مادة التربية الإسلامية، وهو ما أثاروه أيضًا في الهجمة الجديدة، وادَّعَوْا أن مناهج التربية الإسلامية تثير الفتنة وتثير الطائفية، على عكس الواقع العملي الذي يؤكِّد أن توجيه التربية الإسلامية هو مَن تبنَّى موضوع الوحدة الوطنية، كما أننا بفضل الله نعمل دائمًا على إطفاء الفتنة، بعكس غيرنا الذي دائمًا يثير الفتنة، ولذلك لا بد أن نكون حازمين مع هذا الفكر السيئ.

بين تطوير الوسائل وهدْم الثوابت:
وعن رفْضِ الإسلاميين للتطوير والتجديد، أكَّد المسباح على أن هذا الكلام عارٍ عن الصحة تمامًا، وأكَّد على أن أول مَن أدخل مهارات التفكير في وزارة التربية هو توجيه التربية الإسلامية، فنحن نُواكب التطوير من حيث أساليبُ وطرقُ التدريس، وكذلك المنهج القِيَمي، الأمر الآخر: أن عندنا كَمًّا هائلاً من الدورات التدريبية، لدرجة أن مركز التدريب لا يتحمل عدد الدورات التدريبية المُقدَّمة من توجيه التربية الإسلامية؛ فهناك فرقٌ بين تطوير الوسائل، وهدم وتغيير الثوابت.

لا نقبل التشكيك أو الطعن:
من ناحيتها أعربتْ جمعية المعلمين عن دهشتِها واستغرابها لما جاء في ردود وزير التربية ووزير التعليم العالي د. بدر العيسى في لقاء صحفي، مشيرةً في بيان لها إلى أن ما أثاره الوزير د. العيسى كانتْ له ردة فعل واسعة، وموجةُ أسفٍ عارمة من أهل الميدان والمجتمع بكامله، وكان مما جاء في بيان الجمعية: إن هذه القضية سبق أن ذكرها الوزير أكثر من مرة، دون أيِّ وضوح أو مبررات مقنعة، وبشكل ربما تكون له عَلاقة بضغوط خارجية، وبمحاولات وممارسات مُؤسفة، وأطروحات انفعالية تُثار حول المناهج، وقد يكون لذلك أيضًا حسابات سياسية وشخصية لا نُدرك حقيقةَ غايتِها وأغراضها، ولكنها وَصَلَتْ - وللأسف الشديد - إلى درجة التشكيك والطعن في هذه المناهج التي قام بإعدادها نخبة من الكفاءات التربوية المتخصصة، ومرَّت بإجراءات وافية ومدروسة، حتى تم اعتمادُها بما يتوافق مع ثوابت المجتمع وقيمه الإسلامية، وبما يعزز وحدة الصف، والسعي إلى بناء أجيال تدرك مسؤولياتها الجسيمة تجاه دينها ووطنها، وهي بعيدة كلَّ البُعد عن التطرُّف.


مناهجنا والوحدة الوطنية:
وما يُثلِجُ الصدْر بالفعل ويؤكِّد صحة ما نُشير إليه: أن مناهجنا كان لها الدور الكبير في المحافظة على وحدة مجتمعنا وأمنه واستقراره، أمام تلك التحديات التي يواجهها مِن جرَّاء الأحداث الساخنة التي تحيط بنا، ومن حماية مجتمعنا من ذلك المد السرطاني في الغُلُوّ والتطرف، وإثارة النَّعرات والفتن الطائفية، وما صاحب هذا المدَّ من ممارسات وجرائم بَشِعة ومُدَمِّرة ارتُكبت باسم الإسلام، والإسلام بريء منها.

اللجنة المشبوهة:
وأكَّد البيان على ضرورة معرفة كيفية تشكيل اللجنة التي ستقوم بعملية المعالجة، وقال البيان: إذا كان وزيرُنا قد شكَّل لجنة لمعالجة ذلك - على حدِّ قوله - فإننا هنا نتساءل: هل تمت الاستعانة بتوجيهات التربية الإسلامية واللغة العربية في هذه اللجنة؟ وهل استُعين أيضًا بأهل الاختصاص مِن الأكاديميين في كلية الشريعة بجامعة الكويت؟ ويبقى السؤال الأهم حول كيفية تحديد الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تُفَسَّر تفسيرًا سلبيًّا، وتدعو إلى التطرف، وهل سيتم حذف آيات قرآنية وأحاديث نبوية ما دام الأمر وصل إلى وجود تشكيك في قدرات المعلمين والمعلمات، وعدم قدرتهم على تقديم التفسير المناسب والصحيح لهذه الآيات والأحاديث، واتهامهم بسوء التفسير؟

مناهج مدروسة:
وأكَّد البيان أيضًا على أن مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية جميعها تم إقرارُها واعتمادها بشكلٍ مَدْرُوس للغاية، ومِن لجان تشكَّلتْ بقرار من مجلس الوزراء للنظر فيها، وهذه المناهج تدرس وَفْقَ نظام تعليمي وإشرافي دقيق، يُمارَس من قِبَل الوزارة نفسِها، ومن قِبَلالتوجيهات والأقسام العلمية، علاوةً على أنها مَحَطُّ أنظارٍ وتدقيقٍ مِن قِبَل كلِّ أهل الاختصاص والأكاديميين، وأهل الميدان مِن معلمي التربية الإسلامية واللغة العربية.


ومن المفترض والواجب مِن وزيرنا تعزيزُ الثقة في جميع هذه الشرائح المَعْنية، لا التشكيك فيها، وكان عليه أيضًا النأي الكامل بالمسألة التعليمية والمناهج التربوية عن أي اجتهاد وطرح منفرد، لا أساس له من الصحة، وألا يجعل من الخطط والمناهج التربوية والقائمين عليها عُرضةً للإساءة والتشكيك، وعرضة للأهواء ومجالاً خصبًا للمزايدة والإثارة والتصعيد، بما يكون له تأثيره السلبي والخطير على مفاهيم ترسيخ القيم التربوية ووحدتنا الوطنية.

مجندون في صفوف العدو:
نخلص مما سبق إلى أن الحرب الفكرية والثقافية هي الأهم لدى الغرب، وإن كانتْ معارك الأسلحة يُستخدم فيها العساكر بدبابتهم وأسلحتهم، ففي معركة الفكر يُستخدم المفكرون بأقلامهم، والغريب حقًّا أن تجد من أبناء هذه البلاد الغالية من يُجنِّد نفسه في صف العدو لِيمارس حربًا بالوكالة عن الغرب في تنفيذ مخططاته وإستراتيجياته.


كما أننا نخلص إلى أن الإسلام لا يمنع تمامًا التجديد والابتكار، والتطوير والإبداع، ولكنْ هناك فرق بين التجديد والتطوير في الوسائل والأهداف، وبين التغيير في القيم والثوابت والمعتقدات.

وأخيرًا، فإن هذا الصراع لن يتوقف ولن ينتهي، ولكنه له صولات وجولات، وسيظل كلُّ طرف يدافع عن اعتقاده ومنهجه، ولكن شتَّانَ بين من يدافع عن الحق وهو يعلم تمامًا أنه حقٌّ محض، ودفاعه عنه واجب شرعي، ومطلب وطني، وبين مَن جنَّد نفسه في صف العدو، يحمل رايته، وينفذ مخططاته، ﴿ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 81].








 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:32 AM.