أيها المعلم شارك معنا

[محمدمصطفى مصطفى]

لن أقول سيادة الرئيس فقط بل وأقول بعدها الوالد العزيز
من منطلق هذا أحب أن أرفع لسيادتك ما يعتمل بصدرى أنا ومعظم معلمى مصر
والدى, لقد عهدت فيك – وظنى ليس يكذبنى- أنك تفكر بهدوء وعمق وتنفذ بروية وصدق وقد ثبت لى ذلك فى مواقف كثيرة لكم ؛ لذلك أقولها لسيادتك بصراحة –كما عهدنا عليك الصراحة-أقول :إن سمعة المعلم المصرى أصبحت فى الحضيض بما يحدث له الآن لأسباب:
1- أخبار الكادر والامتحانات يسمع بها من فى الخارج قبل المصريين ؛فهى على صفحات الجرائد وتتناقلها وكالات الإعلام .
2- كيف ستكون نظرة الطلاب لمعلميهم بعد الذى يحدث فقد تساوى المعلم بالطلاب
فى الامتحانات والنجاح والرسوب , بل وكيف النظرة ستكون لمن رسب.
3- نظرة الدول العربية – وعدد كبير من معلمى مصر فيها- للمعلم المصرى
بعد أن نزعت منه دولته الثقة ,أظن لن يعتدوا به بعد الآن .
4- تدنى وضع المعلم الأدبى أكثرمن ذى قبل والذى سيقضى نظام الكادرعلى البقية الباقية منه.
كل ذلك وغيره كثير ؛ لذلك أهيب بسيادتك أن تتدخل؛ لترفع الظلم والمهانة والمذلة
عن أبنائك معلمى مصر ,, معلمى مصر الذين علموا الدنيا منذ فجر التاريخ عندما
كانت البشرية تتخبط غياهب الجهل . ( المعلم المصرى القديم على جدران النُصب)
معلمى مصر الذين أهدوا من نتاج أيديهم كبار العلماء والفقهاء عندما أنار الإسلام
مصر أواسط تاريخها ,, معلمى مصر الذين أهدوا من نتاج أيديهم كبار العلماء
(أحمد بدير- مجدى يعقوب –زويل وغيرهم) والمفكرين والأدباء(الطهطاوى-
الرافعى-طه-العقاد)ورجال الدين والساسة وغيرهم الكثير والكثير فى شتى مناحى
العلم والمعرفة قديما وحديثاً داخل وخارج مصر,, هذا هو تاريخ المعلم المصرى
تاريخ ناصع مديد بالنزاهة والتفانى عتيد , لا يهاب إلا الله تعالى يحكم ضميره فى
عمله وهذه شيم معلمى مصرحتى الآن يا سيدى الرئيس- وليس بخافٍ عليك –
فكيف يُمحى كل ذلك فى لحظات ؟! كيف يُنسَى ما قدمه المعلم المصرى ؟!
كيف يُضرب بتاريخه الناصع المُشرِّف عرض الحائط ؟! كيف وكيف وألف كيف
ورحم الله القائل :
سبحانك اللــهم خير معـلم :: علـمت بالقلم القرون الأولى .
أرسلت بالتوراة موسى مرشـداً :: وابن البتول فعــلم الإنجيلا .
وفجرت ينبوع البيان محــمدا :: فسقى الحديث وناول التنزيلا .
سيادة الرئيس , إن مهنة المعلم شريفة عالية القدر وإن أبناءك المعلمين بخير
وعلى درجة كبيرة من العلم -وتاريخهم يشهد عليهم- لايحتاجون اختبارات كالتلاميذ
إنهم رجال على مستو عالٍ من العلم والنزاهة , ولقد وعدتنا سيادتك-والوفامن شيمتك-
بتحسين أحوالنا وإعادة قدر المعلم كما كان عالياً ,فامنع –أعزك الله- عنا من يريد أن يحط قدرنا
ويهدر كرامتنا ويهد عزمنا ويمحو تاريخنا المشرف , عذراً إن كنت أطلت فالوالد يتحمل من أجل أولاده الكثير فكيف بالوالد الذى هو فى نفس الوقت ولىّ الأمر لبلد عظيم كمصر-أعزها الله –
نحن-معلمى مصر- فى حاجة للفتة كريمة من الرئيس