اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > إبداعات و نقاشات هادفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-01-2015, 10:18 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي ذات حكابة


سوا أحلى
الشخصيات الرئيسية مدرسة و كاتبة و حاسبان ، الخلفية ملبدة بالبشر .
محور الحكاية كتاب للأحياء أعده للمدرسة ، غايته النبيلة أن تستوعب الطالبات المادة العلمية بعيداً عن تزاحم المعلومات في كتاب الوزارة يملأه غياب التنظيم فراغاً.
الحكاية :
طالما تمنيت أن أعيد صياغة الكتاب لأعطي المعلومات نسقاً يظهر عظمة الخالق و جمال الخلق و بهاء العلم. فرصة تقاصرت يداي أن تطولها قبلاً حيث اِمرأة أقوى تستنسخ كتاب الوزارة ، تضيف له بعض العناوين ، تنقط فقراته و تضيف له بعض الأسئلة (و ذاك جهد بالغ لو تعلمون) .
يتزاحم البشر على المنهل يسقون ثم يقدم الزمن و يؤخر الأمنيات ، يأتي دوري فأجده رائقاً صافياً فأنهل و أسقي . و الصبر حليف و رفيق على مدى الزمن . لكن ذاك الكتاب أصابه بيأس فاستصدر جواز سفر راحلاً بلا تذكرة عودة و أنا لم أعد أبالي و لا أنوي شيئاً على حافة الاِستسلام . تصر ناظرتي ذات الإرادة القويمة أن أضع للطالبات كتاب ، تلقي الفرصة في طريقي ، أماطل حتى يستقر في إدراكي أنه قد حان أجله .
********************
للقسم كاتبة تكتب ما يخط لها مسودة بخط اليد على حاسب القسم . و قد اعتدت أن أثبت أفكاري في ذاكرة حاسبي الإلكترونية دون المرور بوسيط الورق و القلم . لكن الكتاب به 110 صفحة و الجداول و الصور ، مهمة تثقل علي. علينا أن نتقاسم المهمة كي لا ينتقض ظهرينا ، أنا و الكاتبة ، حاسبي و حاسب المدرسة .
لقطة :
كاتبة القسم ، خريجة كلية التجارة . جاءت تبحث عن وظيفة تتعلق بالحسابات فوجدوا لها وظيفة في الكتابة على حاسب . مقومات الشخصية: هدوء ، و نباهة و ابتغاء مرضاة رب العباد .
مشاكل العمل : لا يدخل الزمن ضمن خطة العمل ، لا موهبة إدارية تقسم المهام على الأفراد فيصير العمل مناظرًا للمرسوم على لوحة التصميم . يطعم جهاز واحد رغبات الجميع ، تلغي الخطوات بعضها ، المحصلة تقترب من الصفر ! يعترض الجهاز على سوء تنظيم ملفاته و يتوقف عن العمل. لكن كاتبتي النبيهة طوعت نشوزه فاستجابت مفاتيحه للمسات أصابعها طوعاً ، تنساب الكلمات المطلوبة على شاشته .
********************
تجربة 1
أستخدم كتاب أعدته مدرسة أخرى فلا تعجبني أخطاء الإملاء و أنه لا يختلف عن أخيه ابن الوزارة إلا قليلاً .
أعاود الكر و أطلب منها نسخة الكترونية من كتابها لأضبط بعض الأخطاء ثم أطبعه بعد التعديل .
تناولني بعد عناء ملفات مختلطة كي أفرزها فيضيع وقتاً ثميناً كنت أدخره لحاجة .
أعدل النسخة الورقية فأزداد يقيناً أن صياغة المعلومات بوضوح أيسر طريق للفهم ، و أن أخطاء اللغة عبوات ناسفة تهدم سكنى المعاني . يمنع الردم المتبقي تواصل الأفراد. أيمكن أن تهدمَ جسدًا ثم يبقى للروح التي سكنته وجود؟!!
يرفض حاسبنا التعامل مع جزء كبير من ملفات زميلتي و يتعين علينا الكتابة مجدداً .
تجربة 2
أفتش النفس بحثاً : لم التلكؤ ؟ أمنيتك القديمة توشك أن تتحقق ، لمَ تدفعينها بعيداً ؟
غبار أمنيات طال اشتياقي لها انتظاراً . لكن ما يتأخر عن وقته ، يترك في النفس جروح تلتهب ثم تتعافى على نحو ما دونما حاجة لما كنت أحسبه إكسير الحياة .
أ يتعين على الحياة أن تستجيب لهواك المختل ؟ أي شيء أنت في مجرة فسيحة تسبح في فضاء كون لا متناهي بإحكام لا يختل. أتـظنين القدر أخطأ إذ حرمك فرصة كتلك قبلاً , يصر أن تمتلكيها الآن ؟
أراجع الحساب مرة أخرى :
المعلومة لدي أكثر انتظاماً مما هو في الكتاب
+
حقي على تلميذاتي الاِنصات إلي و العمل معي .
-
تسحب بعض الطالبات عقولهن بعيداً ، يصغين لمن يكرر لهن الكتاب الوزاري.
********************
الخلفية :
يتعين على كلا منا ، أن تعمل بين الضجة و خلالها تجاه الكتاب . تقطع نبضات الأعصاب صغائر البشر و خلافات أنانيتهم ، يثبت عقلي بعض ما يقال و يمحو بعضه و يرد على ما بقي قبل أن يستكمل تلك النبضات التي تحوّل الأفكار حروفاً في حاسب . لا لم يكن التركيز على الكتاب سهلاً و الهواء مثقل بموجات الاِنفعال ، تجر الشخصية ذات المقومات الأعلى الوقت و الأدوات و الأشخاص تجاه مهمتها.
اتركي لي الحاسب فأنا أبحث عن صورة .. لا تعالي ساعديني في ايجادها .. لا اذهبي فلم أعد بحاجة إليك .. لا ارجعي فالحاسب متوقف عن العمل (ربما احتجاجاً على عبثية الخبطات على مفاتيحه) .. نطبع ،
لا حبر .. إذاً اذهبي بحثاً عن حبر .. لا يوجد .. إذاً اسمعي شكواي بشأن الحبر و الطابعات ... الخ ، تغفو مسودة الكتاب مؤقتاً ريثما تستفيق ، عليه أن يثبت صلابة عود و قابلية للحياة قبل أن يظهر للوجود.
********************
تمر الأشهر و أنا أوثق معلومات الكتاب و أعيد ترتيبها بشكل أيسر قبل كتابتها . جهد يطوي معظم ساعات العمل بين احتجاجات عظام ظهري.
بين الأسطر تخبرني ..
_ تقدم لي خاطب .. أمي و خالي يلحان علي كي أقبل .
_ دعيه يأتي زائراً ، تحدثي معه في وجود العائلة .
_ جاء عدة مرات فدار الحديث بينه و بين خالي عن السفرة و الأنتريه و أثاث باقي الحجرات . في الواقع ، الأمر يكاد ينتقض قبل أن ينعقد بسبب تأثيث منزل الزوجية !!!
_ لا يأتي الله إلا بخير و ما يريده الله يكون .
تعانق نهاية الفصل الدراسي الأول نهاية الكتاب و موعد خطبتها .
أيمم تجاه بيتي ، يصيب الإنهاك أعصابي بخدر عقلي فأقود بوعي مبهم الاِتجاه . تعترض سيارة نقل الطريق و يرفض قائدها أن يمنحني حق المرور . يلوح رجل بيديه منبهاً إحساسي المخدر ، أتوقف قبل لحظة من مرورها عبري !
********************
هدنة في معركة أو استراحة في مسرحية : (اسمها المتداول إجازة منتصف العام الدراسي):
* تتم خطبتها على خير .
* نفتح للقبول أبوابنا بعد طول تردد فتنساب الألفة بيني و بين كتابي و بينها و بين خطيبها .
********************
الفصل الدراسي الثاني (الهرج يزيد مناوشاته)
المعطيات :
الكتاب حقيقة بين يدي أستخدمه للتدريس و تذاكر منه الطالبات .
+
تزاحم مواد الدراسة بعضها ، تتوه بينها مادة الأحياء ، و تنحو حصصها ناحية نهاية النهار بعد فسحة طويلة.
+
تحتج الطالبات على تلك الأوضاع بالبقاء في منازلهن وقتاً طويلاً .
=
يثير الكتاب قلقاً عند مقارنته بكتاب الوزارة و الكتاب الخارجي . و اللغة الركيكة تفسد قضية المعنى . كيف تلوي الصواب ليتوافق مع الخطأ ؟ أين شريط القياس الذي نحتكم إليه فيحكم لصاحب الحق على غريمه ؟
_ ضاع في تيه الخلاف .
********
خاتمة :
* يثمر التغيير إجابات جيدة في الاِمتحان فيسرني أن أصبن هذا العلم بفهم .
* تترك الكاتبة عملها ، لأن بيت الزوجية في حي نائي عن المدرسة ، و لأن زوجها لا يتفق و مبدأ العمل .
********

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-01-2015, 10:23 AM
أبو العلاء أبو العلاء غير متواجد حالياً
مشرف إداري ركن قصر الثقافة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 622
معدل تقييم المستوى: 15
أبو العلاء is on a distinguished road
افتراضي

ما أروع هذا النسج وهذه الحبكة والدراما ، حيث تحويل الواقع إلى خيال فنحن لسنا امام سيرة ذاتية فحسب ولا قصة قصيرة فحسب بل نحن أمام مزيج بين هذا وذاك ولا يقدر على هذا المزج سوى المقتدرين


فكل التحية لقلم حضرتك الراقي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23-01-2015, 10:45 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرا و وفقك لما يحب و يرضى.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23-01-2015, 10:46 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

عاملة النظافة و مديرة المدرسة
مشهورة بالاِنفعالات الحادة و الحلول القطعية ، تلقيها في وجه المشتكي فيذهله الحل المقترح .
هذه المرة الشكوى من طالب في الصف الرابع الإبتدائي بأنه فقد جاكت المدرسة خلال اليوم الدراسي .
فصول الرابع الإبتدائي تقطن الدور الثالث .
تتناقل الهمسات الخبر التالي : حرمت المديرة عاملة نظافة الدور الثاني أجر شهر عقابًا لها لضياع جاكت الولد و اعتبرته اهمالًا منها !!!
ما المنطق في هذا العقاب ؟
تخبرني الهمسات أن الولد لم يكن متأكداً أين أضاع الجاكت ، ربما في معمل العلوم في الدور الثاني . نظافة المعمل مسؤلية عاملة النظافة تلك و بالتالي جاكت الولد مشكلتها و الخصم طال مرتبها . امرأة لها ظروف اجتماعية تستوجب الشفقة و التصدق عليها كلما أمكن ذلك لأنها تعول أسرتها .
هذا الولد في فصلي و أنا لم أحضر التلاميذ للمعمل في هذا اليوم . لا يمكن أن تكون العاملة سبب ضياع الجاكت ، في الحقيقة الأولاد ينسون كثيراً و تختلط عليهم الأمور أكثر .
لكن الهمسات و نظرات العيون تحمل قلقًا يوحي أن لا دخل لنا . مؤكد لو علمت المديرة الوقائع المحددة ، مؤكد سيتغير حكمها .. يتجاهل البشر حماسي بنظرات غريبة ..
اليوم التالي تعلمني مدرسة ذات خبرة بالأمور أن مسؤول المعمل أخبر المديرة أن الطالب لم يدخل المعمل في اليوم المذكور و أنه لم ينس الجاكت هناك بأي حال من الأحوال . ثم إن ذلك لم يغير شيئاً .
أود لو أنصف مظلومة ، لا أعرف كيف، يخبرني الهواء أنه لن يحمل صوتي للمديرة لو تحدثت في هذا الشأن!
حسناً إلى عاملة النظافة إذاً . تكمل عملها ثم تشغل باقي وقتها بقرآن ربها ، تصلي ثم تكمل عملها.
أجدها تنظف الفصل فأناولها ظرف فيه مبلغ مساوٍ لمرتبها الضائع ، استقطعته من مرتبي. أناولها المال فتشكرني.
تخبرني همسات أخرى أنني لست أول من سلم عاملة النظافة ظرف به مبلغ يكافىء مرتبها. الظلم الذي وقع عليها ضاعف مرتبها مرتين !
المديرة ، حسناً أنقش خبرها في صفحة أخرى . فهذه الصفحة للعاملة ابتداء .
***********
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23-01-2015, 10:47 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

ذات صباح عمل
الخمول يرسم لوجهي صورة مرهقة في المرآة ، طيف الكآبة يلون وجهاً أضناه الألم، يعلن ما بنفس يرهقها فكر لا يهدأ . أود لو تزين بالحيوية . ملامح ابتسامة ستزيد قدرتي على الفعل .
وضعت غطاء رأسي فالوقت يمضي. أنظر لوجهي في المرآة فألمح نوراً يشع بعيناي ، و ابتسامة تمس وجهي بلا تكلف .. أحسست بقربه فارتجفت ، سألتُ : من تكون ؟
....
أواصل الاستعداد و أتناساه ...
_ لا تخافي .
أرتجف ثانية ، أذكر ربي ، سترك يا حليم .
يستعرض ذهني شريط الخلاف مع مديرتي في العمل ، لو داست علي لأهلكتني . استغفر الله ، أعطيتها حجماً يفوق آدميتها . حاولت أن أحس بحجمها الحقيقي فلم أستطع تجاهل الثراء و السلطة . ما يهولني حد الفزع . أف لك متى تعقلين ؟!
أحضرتني المديرة في مكتبها بسبب شكوى ولد من أنه لا يفهم دروساً لم يحضرها .. انشغل عنها باللعب في فناء المدرسة تحت بصرها ، و أخذت تصرخ و تسب نظام التعليم و الدرجات و الامتحانات ، و لم تهدئ.
الحاكم بأمرها تصرف كلمتها أي موظف إلى الشارع في لحظة أو تستقطع راتب الشهر كله بلا تحقيق رسمي!
تركتها تغضب و جعلت أسبح ربي . لم يصلني صوتها إلا قليلاً .عرفت حجمها الحقيقي ، العالمانية المبجلة مفتونة بالديمقراطية الغربية و التطبيق صفر !
خفضت راتبي و أخذت مني الفصل .. لا لم ينتهِ الأمر بعد ... أريد حقي .. من ينصفني ؟
تعاقب على ذاك الفصل أربع مدرسات ، لم تحتمله إحداهن . نحس أصاب الوظيفة ، بقي عالقاً بها .. البقية تأتي ، يأتيني خبرها عما قريب !
كتبت ما سبق ثم مر عام. زمن لزم لإعداد المسرح لمشهد خروج مديرة المدرسة منها على رؤوس الأشهاد تسجله وسائل الإعلام. كما تدين تدان فاعتبروا يا أولي الأبصار !

******************
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26-01-2015, 02:42 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي تداركوا الهموم بالصدقات

سألتني على استحياء : ساعديني بمال في شراء ثياب المدارس لأولادي ، دين يرد حين ميسرة.
اعتذرت فنهاية الشهر أقبلت ، ما بقي من راتب الشهر وضعته في جمعية خيرية لشراء جاموسة عشر يعطى زمامها لأم أيتام .
حين أصير إلى نفسي ، أعيد النظر في طلبها ، فخمسة أبناء يأكلون الأخضر و اليابس .
أفكر كيف يمكنني أن أدبر الأمر .
أبحث عن النقود تتخفى في إسورة ذهبية تزين يدي تعلن مكانتي الاجتماعية و الاقتصادية على الملأ.
أتصرف وأعطيها و أدعو المولى أن يفيض علينا من عطائه .
الفقر و الحاجة نمط معتاد حيث يشح العطاء ، كل يقول نفسي . لتنفعهم أنفسهم يوم لا ظل إلا ظله يبسطه على من أعطي، لم يشغل باله بما أعطى حتى نسيته شماله!
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26-01-2015, 02:45 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي صباح العمل ... صباح الجمال و الأناقة


أعمل بمدرسة يمتلكها رجل دؤوب ، سواه الدأب صاحب مدرسة و أخرى . ينمو ماله و عمله و رعيته فيربو موظفوه على الألف .
و الآن يزيد الاتساع سعة فنضيف طاقماً جديداً للتدريس . يتعين علي أن أختار مدرسة جديدة تعمل في قسمي . تتقدم للوظيفة المتاحة شابة بلا خبرة في التدريس لكن شهادتها العلمية تؤهلها للوظيفة .
تثبت جدارة على من تقدمن فتستحق الوظيفة .
تلفت انتباهي بأناقتها ، بدلة سوداء تبرز جمال قوامها و طرحة جميلة تخفي شعرها.ألفت انتباهها إلى أننا لا نرتدي بنطلونا في العمل فتأتيني تالياً بجيبة و قميص طويل متسع. كان ذاك قبل نهاية العام الماضي .
********************
يمنحنا أغسطس بداية عام جديد فأجدها معنا .
تأتيني مرتبكة ، تحكي لي عن مشكلة ، تقول برجاء لا يضايقك كلامي .
تخبرني أنها علمت بوجوب ارتداء ثوب في العمل مع طرحة غير مزخرفة. أمر لا يقبله والدها الذي قبل الطرحة بصعوبة . تحكي عنه أنه رجل مسن في الثمانين و أنها لا تحب أن تغضبه لأنه مريض .
أترفق بها فانصت و افكر باحثة عن حل ، مؤكد أفهم ما تمر به فقد أحضر الحجاب زوبعة خلاف مع والدي. خلاف طال بيننا زمناً خلته الأبد حتى رحمني الله. فأبناء زمن زعموا له الجمال جملوا حياتنا بمبادىء لا تعرف للحرية هامشاً ، قلق يجر خلاف ، يحضر معه القذى فيملأ العيون عمى و يثقل الأنفس حزناً .
جذر شيطاني ، أحسبني خلعته فأجده يتجدد حتى تجتثه يد المولى فنرتاح جميعاً .
افكر في حل عملي حتى لا يعصرنا عناد الرجال : أب كبير لا يعجبه الحجاب و صاحب عمل لا يعجبه ارتداء البنطلون و الجيبة في العمل .
أقول لو وضعت ثوبك في حقيبة و ارتديته في المدرسة ، ثم خلعته بعد يوم العمل حتى يأذن الله بتغيير ذلك
تقول لي أنها ستفكر في الأمر و تخاطب والدها بشأنه. يربك هذا الأمر كلتانا .
تتردد في الاستمرار في عملها حتى تأخذ رأي أبيها .
أصلي و أسأل ربنا كيف نتصرف فالأمر حقاً عصيب لنا . أمامي خيارات أخرى غيرها إن هي قررت عدم الحضور غداً . عليها أن تحسم موقفها حتى أتصرف.
*************************
أستخير مولى بنا رؤوف رحيم . دينه اليسر ، لكن أخلاق عباده العسر . أكل الأمر إليه وحده ليفك كربنا .
أريدها معي. مهنتي يرتبط فيها العمل بالشخصي رباطاً وثيقاً . ثم لماذا يحرموني ممن أحب؟ من حقي التشبث بما أريدهــ(ا) . أثناء الصلاة ، يلحقني ألم شديد لا أعرف مصدره.كأنما قيد يطوق رقبتي يكاد يسحقها ، ألجأ لربي لفكه عني . تنتهي الصلاة فأتحسس رقبتي بيدي . لا ألم مطلقاً !
*************************
في اليوم التالي ، لا أجدها في فصل القرآن فينتابني القلق . اتصل بها بعد الدرس لأطمأن عليها .
_ تعتذر أنها لم تخبرني أنها ذهبت تجهز الأوراق المطلوبة للتعيين.
_ لا عليك ، أقلقني غيابك .
_ متفائلة خيراً بشأن موافقة أبي على ارتدائي ثوباً .
***********************
تحضر بثوب أنيق يزيدها بهاء . تبهر الجميع بذوقها اللطيف فيقبلن عليها مهنآت . لمن يحبون النهايات السعيدة : تتبوأ عملها ، يكلؤها الرضا
***********************
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07-02-2015, 06:43 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

عشرون جنيه + عشرون جنيه = عدد لا نهائي!!
لم أكن حينها ميسورة الحال ، بل كانت تغلبني الشدائد ، لكنه لم يحرمني الإصرار و الأمل و تلك كانت بعض الأدوات لبناء حياتي .
إصرار يدفعني للمشي مهما ثقلت قدماي إلى جامع قريب أؤدي فيه الصلاة جماعة و أضع صدقة هينة بربع جنيه ، نصفه أو أكثر بحسب ما تيسر .
ذات ممشى تواجهني يافطة من قماش أبيض جوار الجامع. تعلن عن دار للأيتام مشهورة في مصر تتخذ لها فرعاً جديداً في الحي قرب الجامع .
أقطع الشارع كله بحثاً عنها فلا أجدها . أكرر البحث بدقة .. يقهرني العجز فأفوض أمري للذي خلقني أنه قدّر و ما شاء فعل .
أصلي طويلاً فيفتح ما يفتح . ذات ممشى في هذا الشارع أجد أنني أمام الدار في شارع جانبي لم أره قبلاً!
أفتش حقيبتي فتسفر عن عشرين جنيهاً ، أقلبها مترددة فهي آخر ما معي حالياً ... شيء يوسوس في صدري : لا تترددي !
في الدار ، تسألني شابة لطيفة يشرق وجهها بنور حجابها و تبيض يدها الصدقة ، فيم توضع؟ أعرف تماماً : جاموسة عُـشر لأم أيتام .
في البيت أفكر ملياً فيما فعلت . تحتل الوساوس صدري تمنع عني النفس ، ينقذني ذكر الله فأسبّـح و أدعو المولى ، فتغمرني سكينة توحي أن الذي وقع انتهى و أنه مقدر.
حين يستقبلني الشارع مرة أخرى ، تلقاني امرأة : أنت مدرسة أليس كذلك ؟
_ أجل .
تعرفني بنفسها ، ثم تطلب مني تعليم ابنيها القراءة و الكتابة مقابل مبلغ شهري لا بأس به .
لا أطيل التفكير و أوافق . في نهاية الحصة تمنحني عشرون جنيهًا فاستثمرها بالصدقة في دار الأيتام مجدداً. الجاموسة العشر.
فصل يتبعه مئات و ألوف ... حتى أصل إلى مشهد فريد ، ثقوا بي: كان رائعاً .
*******
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "داووا مرضاكم بالصدقة." حسنه الألباني في صحيح الجامع
*******
حلم راودني طويلًا
تجمع دار الأيتام أموال المتبرعين ثم تشتري جاموسة عشر (حامل في خمسة أشهر) و تعطيها لأم أيتام في إحدى القرى الفقيرة . و لطالما تمنيت أن يمن الله علي بالمال لأشتري أكثر من جاموسة كي تستغني الفقيرة و ينمو اقتصاد البلد عوضاً عن الاستهلاك المتخلف الذي يمارسنا ببلاهة .
و قد منّ الله علي بمال فدفعت ثمن عدة جواميس في الدار. هنا تتلقاني مديرة الدار بالترحيب و تصر أن أحضر حفل تسليم الجاموس للفلاحات .
أتردد في الذهاب ، لكنها تضغط برفق لأذهب معها . يناولني مدير المشروع وثيقة تمليك الجاموسة لأسلمها بيدي للأرملة مع مظروف به بعض المال لاطعام الجاموسة ريثما تدر عليها دخل من بيع اللبن و القشدة . هنا ألقي التردد خلفي و أعانق حلمي . أشد على أيادي أربعين أرملة بوثيقة تملك جاموسة لكل منهن ، يظلنا توفيق المولى من حر الدنيا و هجير الآخرة .
ينتهي التسليم مذيباً حمى لازمتني ربع قرن و تذوي آلام مفاصل يدي تلك التي حرمتني كفاءة استخدام يداي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)
*******
سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته .
*******
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-02-2015, 06:36 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

شولاكاتة(كما تنطقها ليان ابنة أختي ابنة ثلاث أعوام)
ليان لها تقاليد اجتماعية بعراقة قدرتها على صعود السلم و نزوله ، أمر بدأ حين تجاوزت سنتين من عمرها، في بيتها تخبر أمها أنها ذاهبة لزيارة جدتها في رفقة دميتها فتغير ثيابها و تلبس حذاءها و تجمع شعرها في قطتين و تجد لها مرافقاً من الكبار يتأكد من سلامة وصولها لبيت جدتها في الطابق الأسفل. هناك ستتذكر لعبة أو قطعة حلوى نسيتها و قد تعتريها الذاكرة بعد دقائق أو ساعات فتطلب من جدتها (أمي) أن ترافقها صعوداً إلى بيتها لإحضاره و النزول مسرعة و قد تدعوها جدتها لطعام فتتناول بعضه و تسكب البعض على ثيابها فتذهب لبيتها لتغيير ثيابها حيث مرافق لأعلى و آخر نزولاً و قد تنوي أن تدخل بيت الجدة فتتذكر أرجوحة الحديقة فتجيب نداءها حيث من يرافقها في اتجاه مختلف و يتأكد من أنها اكتفت من الأرجحة و عادت إلى بيت(؟) بأمان!
عادات و تقاليد ثابتة تستغرق يوماً أو بعض يوم بحسب ما تقرر الصغيرة فجدول لعبها مزدحم . و قد تجلس في الحديقة مع جدتها فترى أمها متجهة للخارج فتستوقفها كي تذهب معها، بالطبع لابد من تغيير الثياب و تسريح الشعر من جديد و أحياناً تلح عليها أمها بالخروج فترفض ، تشغلها لعبة/حكاية/طعام ....الخ.
و قد تتساءلون لماذا نعاملها بهذا اللين فيُسمح لمزاجها بتشكيل حركات الكبار ؟
السبب أن ليان حكاية ، و عائلتنا تهوى الحكايات و لو أننا لما صدر لنا الأمر كنا أديناه على نحو ما أُمِرنا لارتحنا و أرحنا ، لكن على الحكاية أن تضيف للقصة فصل أو فصول و ليان أحد الفصول الحلوة.
اليوم قررت ليان أن أرافقها في تنقلاتها بين بيت جدتها و بيت أمها و بين الغذاء و الحلوى و بين اللعب و التعلم.
تتذكر كيس الحلوى المخبوء في خزانتي أصل به ما انقطع من حبل المودة بين الأجيال المتعاقبة في منزلنا .
يبدو التصميم في عينيها و تلك الأشياء التي لا أجيد قراءتها حتى تحبك ليان خطتها :
- عايزة شولاكاتة أخبيها في جيبي و لن أتناولها إلا بعد الغذاء.
- تيتا لن توافق على أكل الشيكولاتة قبل الغذاء.
- لن أخبر تيتا أن معي شولاكاتة.
تصدر من التعهدات ما يقنعني أن أستجيب لطلبها فتضعها في جيبها بعيداً عن عينيها على مقربة من عقلها.
تشير إلى فيها أن اصمتي و تتسلل مفاجأة جدتها ثم ترفع صوت المرح :
- مفاجأة ، تيتا معي شولاكاتة. و تريها القطعة.
يزعج الأمر أمي فلو أكلتها لأفسد ذلك شهيتها .
لكن ليان تؤكد للجميع في براءة و صدق أنها لن تأكل الحلوى.
تعد أمي الغذاء لنا جميعاً . تتناول ليان ملعقتين ثم تعلن أنها لا تحب البطاطس . تفتح أمي الثلاجة و تقترح كل ما هو موجود مما تحبه ليان و لكن عينيها تكشفان خطوط خطتها النبيهة . لا شيء من هذا يرضيها.
تخرج قطعة الشيكولاتة الصغيرة الملفوفة بورقة لامعة مبرومة . تبرم غلاف الحلوى بصبر و خلسة فتحاً و غلقاً بانتظار الإذن بأكلها و أمي تصر أن تأكل الطفلة طعامها أولاً ، لكن ليان عقدت النية ، تزيل غلافها و تضعها في يدها و تنتظر ، بالطبع لا أوافق ، لا يمكن. تنظر إلي ثم إلى الأرض.
- ليان أنت وعدتِ.
لابد أن تتنازل إحدانا .
-حسناً كليها.
- سآكل الغذاء عند ماما.
أمسك يدها و هي تمضغ الشيكولاتة و نخرج من باب البيت صعوداً على أول درجات السلم.
- الجنينة الأول ، أتمرجح و بعدين أطلع عند ماما.
*********************
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-02-2015, 10:18 PM
الصورة الرمزية فاروق ابوعيانه
فاروق ابوعيانه فاروق ابوعيانه غير متواجد حالياً
مشرف سوبر الركن الثقافى
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 2,392
معدل تقييم المستوى: 18
فاروق ابوعيانه will become famous soon enough
افتراضي

من طويل لم أقرا شيئا رائعا كهذا
دمتم ودام إبداعكم
__________________
اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ .
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 10-02-2015, 05:35 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرا و وفقك لما يحب و يرضى.
أفضل ما في قصصي أنني سجلت ما وقع فعلًا.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10-02-2015, 10:10 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي استثمارات

أمر بجوارها في ممر المدرسة فتنادي علي ، تقول أمعك عشرون جنيهاً ؟
أسأل : لماذا ؟
تجيب : ليس معي و لا جنيه .
أهز رأسي و أتجه عائدة إلى حجرة المدرسات ، أجل أفهم ، مرتبها وضيع بالنسبة للغلاء و الشهر يعصر آخره ما في الجيب من مال و خمسة عيال أمر يثقل ذا جاه فما بالك بعاملة نظافة .
أدس في يدها العشرين المطلوبة .
********************
أزور أمي في المساء فتستقبلني مرحبة ، تزعم أنها نافحت عني حتى قرر الوالد أن يمنحني ألفي جنيه منحة غلاء ، ذاك الذي يأكل اليابس قبل الأخضر . لا لم أتوقع شيئاً كهذا . طبعاً أوافق جداً .
اتصل بدار الأيتام المجاورة : أيمكن أن يأتي مندوب الدار لاستلام مبلغ للصدقة مني ؟
_ بالطبع ، كم المبلغ؟ و فيم توضع ؟
_ ألف جنيه تذهب للأرامل ، هؤلاء لا يلتفت إليهن أحد .
********************
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 11-02-2015, 08:02 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

تلد الأمة ربتها :
أصل البيت عائدة من عملي فيفاجأني جلوس ليان ذات السنتين فوق كرسي صغير وضعته فوق كنبة . يقف إلى جوارها على الكنبة عبد الرحمن الذي تجاوز العام بسبعة أشهر فقط . تقول له : بودي اركب الحصان إلى جواري ، و هذا يرفع رجله في مشهد يستعد تجاه كارثة بوقوع كليهما.
أحملها و أضعها على الأرض ثم أتناول بودي و أضعه جوارها على أرض ثابتة المعالم و معهما الكرسي الصغير .
أعظ بوضوح : ليان لا تفعلي ، فبودي صغير و الكرسي غير ثابت فوق الكنبة ( ليان تفهم كل ذلك بوضوح لذلك يخبرني عقلي أنني لم أصِل إليها )
تقول و ذلك البريق في عينيها : خالتو ، روحي (اذهبي) غرفتك .
تلمع عيناها ببريق خطتها الماكرة ، سبق أن رأيت نظائرها في عيني يوسف أخيها الأكبر و ليان تلميذته المثالية ، هو عين الزوغان تنبض به أعصابهما .
أفعل فأنا متجهة هناك فعلاً لكن أصوات اللعب أحضرتني إلى حجرة الجلوس .
أدير لهما ظهري ... على بعد عدة خطوات يصلني صوت المشهد يتكرر ، ليان فوق الحصان تدعو بودي للمشاركة في الركب .
أعاود أدراجي . أفتت المشهد تماماً لمنع الكارثة ، أبعد الكرسي أبعد موضع و آخذ بودي لحضانة أمه .
تترك تلك اللعبة و تتجه لأخرى .
*********************
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 14-02-2015, 08:49 PM
zero123 zero123 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 30
معدل تقييم المستوى: 0
zero123 is on a distinguished road
افتراضي

ابداع لا منتهى
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 14-02-2015, 10:37 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 17
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي حي على الصلاة ، حي على الفلاح

حين نادى المؤذن : حي على الصلاة ، أخبرته أن يمهلني دقائق حتى يصيب الفلاح عمل يداي بسهم، بعدها أقوم للصلاة.
لكنه حين نادى حي على الفلاح ، أدركت أن الإسراع نحو الصلاة إسراع نحو الفلاح و حرصًا مني على مصلحتي فإنني تركتها لأجل الصلاة .
تنتهي الصلاة و الصلاح يملأ أعصاباً كانت قبلاً تمتلىء ضجة و شعث. حين تمسك يداي شغلي مجدداً يصيبه الفلاح بنصيب وافر.
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:03 PM.