#1
|
|||
|
|||
تفسير: (أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون)
تفسير قوله تعالى ﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ سورة البقرة - الآية (5) إعراب مفردات الآية [1]: (أولاء)، اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ، و(الكاف) حرف خطاب. (على هدى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف للتّعذّر. (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (هدى)، و(الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و(الميم) حرف لجمع الذكور. (الواو) عاطفة (أولئك) يعرب كالأول (هم) ضمير فصل "يجوز أن يعرب في محلّ رفع مبتدأ خبره المفلحون.. وجملة هم المفلحون خبر المبتدأ (أولئك)" لا محلّ له.اهـ روائع البيان والتفسير • ﴿ أُولَئِكَ ﴾ قال ابن كثير - رحمه الله -: يقول الله تعالى أي: المتصفون بما تقدم: من الإيمان بالغيب، وإقام الصلاة، والإنفاق من الذي رزقهم الله، والإيمان بما أنزل الله إلى الرسول ومَنْ قبله من الرسل، والإيقان بالدار الآخرة، وهو يستلزم الاستعداد لها من العمل بالصالحات وترك المحرمات[2]. • ﴿ عَلَى هُدًى ﴾ قال ابن العثيمين في تفسيرها: أي على علم، وتوفيق؛ و﴿ عَلَى ﴾ للاستعلاء؛ وتفيد علوهم على هذا الهدى، وسيرهم عليه، كأنهم يسيرون على طريق واضح بيّن؛ فليس عندهم شك؛ تجدهم يُقبلون على الأعمال الصالحة وكأن سراجاً أمامهم يهتدون به: تجدهم مثلاً ينظرون في أسرار شريعة الله، وحِكَمها، فيعلمون منها ما يخفى على كثير من الناس؛ وتجدهم أيضاً عندما ينظرون إلى القضاء والقدر كأنما يشاهدون الأمر في مصلحتهم حتى وإن أصيبوا بما يضرهم أو يسوءهم، يرون أن ذلك من مصلحتهم؛ لأن الله قد أنار لهم الطريق؛ فهم على هدًى من ربهم وكأن الهدى مركب ينجون به من الهلاك، أو سفينة ينجون بها من الغرق؛ فهم متمكنون غاية التمكن من الهدى؛ لأنهم عليه. • ﴿ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ وأكمل ابن العثيمين بيانها فقال:أي خالقهم المدبر لأمورهم؛ والربوبية هنا خاصة متضمنة للتربية الخاصة التي فيها سعادة الدنيا، والآخرة..اهـ[3]. • ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾: قال البغوي - رحمه الله - في تفسيرها: أي الناجون والفائزون فازوا بالجنة ونجوا من النار، ويكون الفلاح بمعنى البقاء أي باقون في النعيم المقيم وأصل الفلاح القطع والشق ومنه سمي الزراع فلاحا لأنه يشق الأرض [4] اهـ. • وزاد السعدي - رحمه الله - في بيانها فقال: والفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب، حصر الفلاح فيهم؛ لأنه لا سبيل إلى الفلاح إلا بسلوك سبيلهم، وما عدا تلك السبل، فهي سبل الشقاء والهلاك والخسار التي تفضي بسالكها إلى الهلاك.اهـ[5]. [1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق (1 /39). [2] تفسير القرآن العظيم لأبن كثير- الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (1 / 171). [3] تفسير العلامة محمد العثيمين - مصدر الكتاب: موقع العلامة العثيمين (3 / 9). [4] انظر معالم التنزيل للبغوي - الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة: الرابعة، 1417 هـ - 1997 م -مصدر الكتاب: المكتبة الشاملة (1 / 63). [5] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبد الرحمن بن ناصر السعدي- الناشر: مؤسسة الرسالة (1 /40).
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|