اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-01-2015, 10:46 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New ارفع رأسك عاليا


ارفع رأسك عاليا


بداية لا تهّنئني بالسنة الميلادية الجديدة؛ بل هنئني كوني وكونك مسلمَيْنِ ننشد الإسلام نفَسًا ولفظًا وبهاءً وفخرًا!

سألازمك في فرحك عن قرب حينما تنهضُ من كبوتك التي أسقطتْك في وحل الضعف، لم أكن قلقلة عليك بالمرة؛ لأني واثقة جدًّا من نهوضك وبقوة ليست تعادلها مقاييس أخرى في التعداد، فهل رأيت للحرية حيِّزًا يكفلها في نشيدها وعبقها وريحانها؟ إذن اكتب ودَوِّنْ معي أن المستقبل لك بإذن الحي الذي لا يموت!

حريٌّ بك أن تركن للراحة بعد طول تعب ومشقة سفر في رحلة الكفاح، أتفهَّمُ من آهاتك أنك لست عاديًّا؛ فحتى قلمي انحنى يُثني على صمودك! صدّقني إن ما يجول في خاطري هو كيف ستبدو أمام مرأى من كاد لك؟!

ثِقْ في كلماتي أني أعيش كل سفريات الاستماتة على نسق التحري الحقيقي، حينما كنت وحيدًا تتضرع إلى الله في سجودٍ أطلت فيه البكاء والخوف من عدم تقبل دعائك، صحيح إحساسك، لكن الإشكال ليس فيما تقوله حينما تدعو ولكن أن يتقبل الله دعاءك، لكن أزح عنك كلَّ الشكوك.

حينما أخبرتني أنك تحرَّيْتَ الحلالَ في مكسبك، وتجنبت الفتن وألجمت لسانك عن الحديث في أعراض الغير، ولزمت الصبر لما ضاقت عليك الدنيا وسُدَّتْ في وجهك الأبواب، لا عليك إذن! قم من كبوتك وارفع رأسك عاليًا، وثِقْ بالله عز وجل، فقد أخلصت النوايا، ورتبت السجايا، وقصدت بابًا ليس يُغلَقُ في وجهك، فكن صاحب أمل تحمله بين جوانحك، وعِشْ فيه وبه وأحط أهلك بذاك الودِّ الذي افتقدوه منك سنوات طوالاً، أنت رائع! فانسج رداء العزة بأناملك وبدموع الفرح، اطمئن للحاضر! فلست تخشى ضعفًا أو ألمًا، كله في ميزان الحسنات مرفوع الدرجات حينما قلت: يا الله، إليك المشتكى، لازمني في كتابتي ولا تطفئ شمعتَك حتى أفرغ من تدوين لقطات النصر.

أو لم نتفقْ أن نصنع الحضارة بسواعدنا ولو بها كسور الماضي؟ ثق أن التشييد سيجبرها عما قريب، ولو خانتنا جراح في الماضي فثق أنها ستلتئم حينما ترى بناء كفاحنا قد ارتفع عاليًا، لا تعطِ اهتمامًا كبيرًا لما يُقال من حولك، بل أعطِ حبًّا بالغًا لمن انتشلك من ضعفك واسجد له واقترب، لا تفتح ألبوم الصور للسنوات العجاف، بل التقط لك صورًا جديدة في قلب الطبيعة حينما ترتمي في حقولها الخضراء، وازرع بأناملك بذور شجر التفاؤل، واسقِها بيدك ليطمئن الزرع أنك الصاحب والمالك له حينما يؤتي أُكلَه.

أبدع وأتقن العمل والتضحية، أنت جيل آخر من الخير الوفير! انثره عبَقات ونسمات تنتشر هنا وهناك حيث سيمر طيفُك البريء، اترك لشعاع الشمس نورًا وضيئًا يخترق زجاج نافذتك بغير حدود من العزلة، ولا تصنع الخذلان لروحك الطاهرة، أنت اليوم حرٌّ وطليق، ومُفعَمٌ بالنشاط والحيوية والتأهب لصناعة الفكر الراقي والحضارة الزاهية بألوان الانسجام، والزم فيك ابتسامة الإشراق حيثما مررت وأينما توقّف بك المسار، لست تدري ربما التقطت لك صورة في منظر رائع فلا تترك الفرصة تفوتك؛ لأنها لا تعود وليست بالمرة تأتي إلا لمن يستحقُّها، علِّمْ مَن يعرفُك كيف يكون الإخلاص مفتاحًا للنجاح، واكتب لنا سيرًا لمن قرأت لهم وتعلمت من تجاربهم لنستفيد من كرم عطائك، اكسر أقفال القطيعة مع مَن قطعك، وصِلْه بوصال الفخر والكرامة، ولست أبدًا تنحني لتذلَّ نفسك، لا لا لم نتفق على هذا السلوك بل ارفع رأسك عاليًا، وذُدْ بالامتياز في كل شيء، بدءًا بإلقاء السلام مسجًّى على طبق من تواضع، واختمه بدعاء تسأل فيه الله عز وجل دوام الخير والصحة والعافية، وأن يرزق مَن ظلمَك البصيرة، واللين والتقوى في القلوب؛ لاستدراك ما فات من أخطاء وتصحيح السلوكيات بمكارم أخلاق ترفعُهم إلى مستوى أنت فيه من الرفعة الربانية.

لا تسل كيف ومتى؛ بل اسأل أين تضع أساس رايتك، ومع من ستحفر مغرس شجرة السلام؛ لأني أعرف أنك تختار لك الأنقياء ليشاركوك النهضة من جديد، ولا تسأل عني بالمرة؛ لأني سأكون قريبة جدًّا كعادتي أرقب الأمل يتطلع بلون البياض طهرًا خالصًا!

فأنت هنا ونحن هناك، والارتحال سيكون نهرًا جاريًا ينقل رسائلنا بداخل زجاجات لامعة، ليست تخفي لها عنوانًا لتصل لمن غابوا أو تغيبوا.

إن مِسك الحضارة سيصلُهم عبر مراسيل الحمام الزاجل المسافر إلى حيث مقرُّهم، فلا تخشَ خللاً في تراتيب التشييد، بل ارفع رأسك عاليًا، وتكلم بكل حريتك أَنْ "حمدًا لك يا رب أن وهبتني الصدق والتواضع والفطرة السليمة".. التي جعلتك تميز بين ما ينفعك وما يضرك.

أرقب فيك اللحظة تعبًا على مُحيَّاك، الأمر عادي جدًّا؛ لأنك ما صدقت أن حررت نفسك من قيود الماضي وذاك التعب ما هو إلا بقايا زفرات سترحل عن صدرك حينما تهمُّ بأخذ أنفاس جديدة من بلد الحضارة - وإن كانت كل أرض الله لك متسعًا - بما يليق بمشي خطواتك الموزونة بخفة المسير وبسرعة الأداء، صدقًا أعجبتني لما ركبت قاربك تبغيها ضفة أخرى، ولستُ أتطفل عليك إلى حيث المقصد، ربما لأني شعرت أنك ستفتقد أسماء أناس ماتوا هم أهلك، ولم يحضروا هذه اللقطات الرائعة لكن ثق أنك برفعة رأسك ستدوِّنُ تاريخًا حافلاً، وستحمل اسمك ويبقى مدوَّنًا في سجل الزمن لأجيال ستقرأ عنك الكثير، وتتعلم من شِيمك وإنجازاتك، فقط حينما تفكر في انتكاسة لذكرى حزينة، لطفًا! ارفع رأسك على الفور، وانظر لسَعة السماء، وكن أنت النقاء بحسن ظنك بالعلي القدير... دُمْتَ مرفوعَ الرأس.


__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:11 AM.