اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > أخبـار & سياسـة (مصرية وعربية وعالمية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2014, 12:13 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 27,010
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond reputeaymaan noor has a reputation beyond repute
افتراضي هل يستطيع الأكراد بناء دولتهم على أنقاض الفوضى الإقليمية؟

هل يستطيع الأكراد بناء دولتهم على أنقاض الفوضى الإقليمية؟



لا شك أن الأكراد هم أحد الأطراف المستفيدة من أزمتي سوريا والعراق، عندما استطاع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني الحصول على حكم ذاتي في بعض مناطق الوجود الكردي في سوريا؛ وذلك بالتنسيق مع النظام السوري؛ بهدف إخراج الجماعات السورية المعارضة من هذه المناطق، فكان الأمر فرصة كبيرة لأكراد سوريا للحصول على نوع من الاستقلال في إدارة مناطقهم ذاتيًّا، وحمايتها. ولا يختلف الوضع عما حدث في العراق عندما تفاقمت الأزمة الأمنية فيه بعد أحداث 10 يونيو التي فرض فيها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) سيطرته على محافظتي نينوى وصلاح الدين وأجزاء كبيرة من محافظات الأنبار وكركوك وديالى، على إثر انهيار القوات الأمنية الموجودة فيها.

كانت هذه الأحداث مواتية لقيادات كردستان العراق التي بدت قواتهم أكثر قوةً وتماسكًا من القوات الأمنية العراقية، فما كان منهم إلا الإيعاز لقوات البشمركة بالتوجه إلى ما تسمى "المناطق المتنازع عليها" المحاذية لإقليم كردستان، وإحكام السيطرة على هذه المناطق دون علم أو موافقة الحكومة الاتحادية في بغداد، لا سيما مدينة كركوك الغنية بالنفط ومحل الاختلاف الأكبر بين العرب والأكراد والتركمان، وبعدها الإعلان عن ضم هذه المناطق إلى إقليم كردستان واعتبار ما تسمى بالمادة "140" من الدستور العراقي الخاصة بتطبيع الأوضاع في كركوك، منتهية الصلاحية، وظهرت العديد من الأصوات المنادية بحق تقرير المصير للأكراد والعمل من أجل تنظيم استفتاء حول استقلال كردستان العراق.

المواجهة مع تنظيم "الدولة الإسلامية":

تصب كل هذه الأحداث والتطورات في مصلحة الأكراد، إلا أنها لم تمنع من إدخال الأكراد في ميدان المواجهة والصراع مع مقاتلي "الدولة الإسلامية" الذين امتدت مساحة سيطرتهم إلى مناطق كبيرة من سوريا والعراق، وأصبحوا جارًا لحدود إقليم كردستان العراق والمناطق التي يسيطر عليها أكراد سوريا، فتضافرت عوامل عديدة في وقوع المواجهة المباشرة بين الطرفين؛ منها دفع الحكومة الاتحادية في بغداد، والرهان الأمريكي، والضغط الإيراني على حكومة إقليم كردستان، والاحتكاكات المتعددة التي حصلت بين قوات البشمركة ومسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية".

وعلى الرغم من المواجهة بين الأكراد وتنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق ليست هي الأولي، إذ كانت بداياتها قبل أكثر من عام عندما وقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في مناطق شمال شرق سوريا، بمحاولة عناصر “الدولة الإسلامية” التقدم لغرض السيطرة على تلك المناطق - فإن المواجهات الحالية كانت الأ*** والأكثر تعقيدًا وامتدادًا في التأثير، واستمرت منذ مطلع شهر أغسطس الماضي وإلى الآن عندما استطاع مقاتلو "الدولة" شن هجوم واسع على "المناطق المتنازع عليها"، وأحكم سيطرته بشكل غير متوقع، وبعد أن انسحبت قوات البشمركة الكردية منها، وتكبدت خسائر كبيرة في مشهد لم يكن مختلفًا عما تعرضت له القوات العراقية في أحداث 10 يونيو، بوضع أعاد حسابات مختلف الأطراف المراهِنة على إمكانيات وقدرات قوات البشمركة الكردية، وكانت الصدمة عندما أصبح مقاتلو "الدولة" على مسافة 40 كم من مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان.

احتدمت المواجهات بين القوات الكردية بمختلف أنواعها من قوات البشمركة في إقليم كردستان ومقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي ووحدات حماية الشعب الكردي التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري من جهة، وبين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة أخرى، وعلى امتداد جبهة قتال طويلة تمتد من محافظة ديالى شرق العراق وصولاً إلى مناطق الوجود الكردي في شمال وشمال شرق سوريا، ولا سيما مدينة عين العرب (كوباني) التي لا تزال تشهد أ*** المعارك بمحاولات مستميتة من الطرفين للسيطرة على هذه البلدة لكل منهما.

هذه المواجهات أسهمت في التقارب بين الفصائل الكردية المختلفة في العراق وسوريا وتركيا وإيران، وقللت أو جمدت الخلافات بين هذه الفصائل بغية توحيد الجهود لمواجهة مقاتلي "الدولة"، بحيث وصل عناصر وحدات حماية الشعب الكردي السورية إلى سنجار للدفاع عن اليزيديين الأكراد قبل وصول قوات البشمركة من إقليم كردستان، وتوافد المقاتلون الأكراد من إيران وتركيا إلى هذه البلدة للدفاع عنها. وكان لعناصر حزب العمال الكردستاني الدور الأكبر في القتال على خط المواجهة هذا. حتى إن عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال قد دعا عناصر حزبه إلى "المقاومة الشاملة" في سوريا ضد تنظيم "الدولة"، وطالب الأكراد بـــ"تعديل حياتهم تبعًا للحرب الجارية في كردستان".

مواقف الأطراف الفعالة من المواجهات

لم تكن هذه المواجهات بجهود كردية خالصة؛ فقد كان دعم الحكومة العراقية والحضور الإقليمي والدولي هو العامل الفاعل في وقف هجمات مقاتلي "الدولة" على إقليم كردستان؛ فقد سارعت الحكومة العراقية بتقديم الدعم وتوفير الغطاء الجوي لقوات البشمركة في صدها هجمات مقاتلي "الدولة".

والدور الإقليمي الفاعل في المواجهة بين الأكراد و"الدولة" قد تقاسمته إيران وتركيا فضلاً عن النظام السوري، بحيث كان لإيران تأثير مباشر في هذه المواجهة، بدءًا من دفعها وتحريضها على زج الأكراد في الأزمة، وصولاً إلى المشاركة المباشرة في القتال بجانب قوات البشمركة بقوات إيرانية يقودها الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق قدس الإيراني.

أما تركيا فقد كان موقفها أكثر تعقيدًا؛ إذ ترى أن تسليح الأكراد سيُسهم في تقوية حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهما المنظمتان الإرهابيتان في نظرها، ويساعد على تقوية الطموح الكردي في الاستقلال، كما في تقوية موقف نظام الأسد في سوريا؛ لكونه حليفهما، فيما يرى حلفاء تركيا في حلف شمال الأطلسي أن تسليح الأكراد جزء من الحل؛ الأمر الذي أظهر تركيا بأنها لم تساند الأكراد رغم علاقاتها الوثيقة بإقليم كردستان، وربط ذلك بموافقة التحالف الدولي على شروطها المتمثلة في إقامة منطقة عازلة على الأراضي السورية لإيواء اللاجئين، وتدريب المعارضة السورية، وإسقاط نظام الأسد.

وبالنسبة إلى نظام الأسد، فمع كونه هو من ساعد حزب الاتحاد الديمقراطي على الحكم الذاتي في المناطق الكردية بسوريا، إلا أن نظام الأسد لم يتحرك لإنقاذ حليفه عندما وقعت المواجهات في بلدة عين العرب (كوباني) على الرغم مما تتعرض له من قصف وما يحصل فيها من معارك لمحاولة السيطرة عليها من قبل مقاتلي "الدولة الإسلامية".

وفيما يتعلق بالدور الأمريكي، فقد كان سريعًا في المساعدة الكبيرة لأربيل بالمقارنة مع التباطؤ في دعم بغداد في بداية الأزمة. وتمثل هذا الدعم في شن غارات جوية على مواقع المسلحين لوقف تقدمهم باتجاه الإقليم، وتزويد قوات البشمركة بالأسلحة المختلفة، وكذلك بالمستشارين العسكريين والتوجيه العملياتي، وتدريب قوات البشمركة.

كما حصل تنسيق أمريكي مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لإدارة المعارك والتصدي لمقاتلي “الدولة” في شمال سوريا. وكان هذا التعاون واضحًا في المواجهات الدائرة ببلدة عين العرب (كوباني) التي لم تحسم لحد الآن.

وكان هذا الدعم الأمريكي مقدمة لفتح باب الدعم الدولي والغربي منه على وجه الخصوص؛ فقد قدمت فرنسا وألمانيا وكندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي مساعداتها العسكرية والإنسانية لدعم قوات البشمركة في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية”. كما أن التحالف الدولي لمحاربة هذا التنظيم رأى في القوات الكردية ذراعًا برية في حملته لمواجهة مقاتلي "الدولة"؛ ما يحتم دعمها عسكريًّا، وتوفير الغطاء الجوي لها.

ولكن مع كل هذه التطورات والدعم للقوات الكردية فإن الخطر الذي يواجهها لم يَنْتَهِ بعد، فلا تزال المعارك دائرة بين الطرفين بين كر وفر، وما تسيطر عليه القوات الكردية اليوم يقع تحت سيطرة مقاتلي "الدولة" غدًا، والتطورات الميدانية تشير إلى صعوبة التكهن بما سيحصل مستقبلاً من أحداث في الحرب مع مقاتلي "الدولة" الذين يملكون قدرات على التأقلم مع ما يلاقونه من صعوبات، ومن سيصمد إلى النهاية، فضلاً عن أن التقارير الأمريكية والمتغيرات الميدانية تُشير إلى أن المواجهات تتطلب وقتًا طويلاً.

محفزات قيام الدولة الكردية

يُعد قيام دولة كردية تكون وطنًا للأكراد الذين قسمتهم حدود اتفاقية سايكس بيكو بين أربع من دول المنطقة (العراق، وسوريا، وتركيا، وإيران) حلمًا قوميًّا للأكراد، لا يختفي عن تصريحاتهم وبرامج حركاتهم وأحزابهم. وبدت الأزمة الأمنية الأخيرة كأنها فرصة لتجسيد هذه الطموحات على أرض الواقع حينما أفرزت عددًا من العوامل تُسهم في توجه كهذا.

فقد أدت الأزمة إلى وجود استقلالية أكثر في السياسات والتوجه والأفعال لدى إقليم كردستان العراق الذي أصبح أكثر استقلالاً عن حكومة بغداد. وفي المقابل حصل أكراد سوريا على حكم ذاتي بمناطق وجودهم؛ وذلك بموافقة النظام السوري الذي أقدم على هذه الخطوة بعد أن فقد السيطرة على أجزاء كبيرة من سوريا؛ بهدف زرع خلافات في صفوف قوى المعارضة السورية. هذا الأمر يعني أن ضلعي مربع "دولة كردستان الكبرى" قد تحقق لهما الحكم الذاتي أو شبه الاستقلال عن دولتيهم.

العامل الآخر يتمثل في امتلاك إقليم كردستان أحد أهم أركان القوة الاقتصادية، وهو النفط، بعد أن تمكن الإقليم من ضم مدينة كركوك والسيطرة على أهم الحقول النفطية فيها؛ ما يعني امتلاك الموارد المالية اللازمة والتأثير الخارجي باستخدام العامل النفطي لكسب التأييد الدولي في حال إعلان الانفصال عن العراق وإعلان الدولة المستقلة.

تمتلك القوى الكردية من أحزاب وحركات، أجنحة مسلحة ومدربة كانت الأكثر فاعليةً من بين القوات المقاتلة في العراق وسوريا من باقي القوات المقاتلة الأخرى في المواجهة مع مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية". إذ يوجد في إقليم كردستان قوات البشمركة التي يتراوح عددها من 70 ألفًا إلى 120 ألف عنصر، ويوجد في سوريا "وحدات حماية الشعب الكردي" الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي، أتيح لهذه القوات الحصول على الأسلحة والمعدات الغربية في ظل الأزمة الراهنة. وإذا أضيف إلى هذه القوات مقاتلو حزب العمال الكردستاني فإنهم سيشكلون قوة عسكرية لا يستهان بها، تكون أحد أسس مقومات استقلال الدولة الكردية.

ولكن هل تُسهم هذه العوامل أو المحفزات وحدها في توجه الأكراد إلى إعلان دولتهم الواحدة؟ أم في إعلان دولتين في العراق وسوريا في بادئ الأمر كخطوة للتوحد
في "دولة كردستان الكبرى" مستقبلاً دون النظر إلى المتغيرات والمحددات الداخلية والإقليمية والدولية؟

معوقات قيام الدولة الكردية

لا تشكل المتغيرات الآنفة الذكر وحدها عوامل بناء لدولة كردية في الوقت الحاضر؛ إذ يعترض طريقها كثير من ألغام وفخاخ الطبيعة والسياسة والاقتصاد والمصالح الداخلية والإقليمية والدولية، لعل أهمها الطبيعة الجغرافية؛ إذ إن "الدولة الكردية" في حال إعلانها بإقليم كردستان العراق منفردًا أو في شمال سوريا أو حتى "كردستان الكبرى" -وهو أمر يبدو مستبعدًا- فإنها ستكون "دولة حبيسة"؛ لعدم امتلاكها أي منفذ بحري. وهذه ستكون مشكلة معقدة تواجه الدولة الوليدة، لا سيما في ظل وجود بيئة إقليمية معادية من جميع الجهات.

فحتى النفط الذي يمتلكه الأكراد لن يكون ذا جدوى إذا لم يجد منفذًا لإيصاله إلى الأسواق العالمية، ناهيك عما يمكن أن يواجهه من إعاقات في مسألة بيعه.

وعلى الرغم من أن القوات الكردية المتمثلة في قوات البشمركة والأجنحة الكردية المقاتلة الأخرى قد راهن عليها كثير من الأطراف في مواجهة مقاتلي “الدولة الإسلامية”، فإنها لم تكن بحال أفضل من حال القوات الأمنية العراقية التي لم تصمد أمام هجمات مقاتلي "الدولة"، لولا التدخل الأمريكي والغربي السريع الذي أسهم في وقف تقدمهم تجاه مناطق إقليم كردستان.

وهناك مسألة مهمة أخرى لا تقل أهميةً عن المعوقات السابقة؛ هي وجود اختلافات وخلافات كردية – كردية عديدة يتمثل أهمها في الخلاف حول توقيت إعلان الاستقلال؛ فعلى الرغم من وجود توافق كبير لدى قطاعات كردية واسعة على التوجه نحو إعلان الدولة، فإن مسألة التوقيت محل جدل واسع بينهم، واختلاف في الرؤية حول نظام وشكل هذه الدولة.

وهناك اختلاف في المجتمع الكردي الذي يتنوع دينيًّا ولغويًّا، ويوجد اختلاف في توجهات وتحالفات الحركات والأحزاب الكردية التي تنقسم سياسيًّا وأيديولوجيًّا، وتمثل جماعات مصالح مختلفة نشبت بينها العديد من حالات الاقتتال؛ ففي إقليم كردستان رغم التعايش البارد لسنوات بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني، لا تزال الإدارات في أربيل والسليمانية مستقلة بعضها عن بعض، ولا تزال قضايا مثل توحيد الأجهزة الأمنية دون حل. وفي الوقت الذي تتمتع فيه الأحزاب الكردية العراقية بعلاقات جيدة مع تركيا وقوى المعارضة السورية وعلاقات متوترة مع النظام السوري، يتحالف حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المدعوم من حزب العمال الكردستاني التركي مع النظام السوري ضد قوى المعارضة السورية. وإذا كانت الأزمة الأمنية الراهنة والمواجهة مع مقاتلي “الدولة” قد أوجدت شبه وحدة بين الفصائل الكردية، فإنها "وحدة هشة" تطلبها مواجهة الأزمة، قد تنتهي إذا اختلفت التحالفات.

وليس هذا فحسب، بل إن إعلان الدولة بالنسبة إلى الأكراد قد لا يكون قدرًا خالصًا لهم دون أخذ مواقف كل من العراق وتركيا وإيران وسوريا فضلاً عن الموقف الدولي بنظر الاعتبار؛ فالعراق الذي يعد الأكثر تأثرًا في الأمر يعارض بشدة مسألة استقلال كردستان. حتى إن حصل ذلك فإن هنالك مناطق تنازع كبير بين الطرفين من الصعوبة بمكان تنازل أحدهما عنها للآخر.

وعلى الرغم من قلة تأثير النظام السوري وموافقته على منح المناطق الكردية حكمًا ذاتيًّا، فإنها لا تعدو كونها وسيلة لشق صف قوى المعارضة وإحداث الاقتتال بينها؛ فسياسات النظام السوري أكثر تشددًا تجاه الأكراد على مر السنوات.

والموقف الإيراني معارض بشكل كبير لأي خطوات نحو استقلال الأكراد، وهم يعون تأثير إيران في أوضاعهم؛ فقد حذر السفير الإيراني في العراق قادة الاتحاد الديمقراطي عند زيارته إلى السليمانية، بأن إيران ستغلق حدودها مع الإقليم إذا أُجري الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان. والمسألة نابعة من وجود أقلية كردية في شمال غرب إيران تعاني الاضطهاد، ومن المؤكد أن يدفعها حصول أكراد العراق على الاستقلال إلى المطالبة بالانضمام إليهم. وهو ما لا تقبله إيران في وضعها الراهن.

تركيا هي الأخرى لا يختلف موقفها عن إيران من حيث وجود أقلية كردية فيها؛ فهي تعارض تمامًا أي انفصال لإقليم كردستان؛ لما ينعكس على أوضاعها الداخلية من تداعيات.

أما الموقف الدولي، لا سيما الأمريكي والأوروبي، فهو مع دعم الأكراد ومنحهم حقوقهم في دولهم دون الاستقلال بدولة واحدة، وهو الأمر الجاري حاليًّا؛ فقد واجهت خطوة حكومة إقليم كردستان للتحضير لإجراء استفتاء حق تقرير المصير للإقليم رفضًا أمريكيًّا قاطعًا. وما الدعم الأمريكي لكردستان العراق والضغط على بغداد لتنفيذ مطالب الإقليم إلا جزء من توجه أمريكي لإبقاء كردستان ضمن العراق الموحد وتجميد فكرة الاستقلال في الوضع الراهن، كما أن تنوع وتعقد المصالح بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية والإقليمية الممانعة لقيام الدولة الكردية، ستحول دون تضحية الدول الكبرى بهذه المصالح من أجل مصالحها مع الأكراد التي من الممكن تحقيقها دون إعلان الدولة الكردية.

يتبين من السابق أن مسألة إعلان الدولة الكردية المستقلة تبدو مستبعدة في الوقت الراهن؛ بسبب عدم توافر الظروف والأوضاع المواتية لذلك داخليًّا وإقليميًّا ودوليًّا. أما مستقبلاً، وفي حال حصول تغيرات جديدة وربما فرض لأمر واقع جديد، لا سيما إذا ما حدثت فوضى في العراق أو سوريا أو انهيار قد يترتب عليه تجزئة أحدهما أو كليهما، كما إذا ما استطاع تنظيم "الدولة الإسلامية" فرض الأمر الواقع وإبقاء سيطرته على أجزاء من العراق وسوريا، وما سيترتب على ذلك من إعادة تشكل لمنطقة الشرق الأوسط؛ فإن كل الاحتمالات عندها ستكون واردة، وبالأخص إذا ما سلمنا بأن لا شيء محظور في السياسة.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-11-2014, 12:29 AM
الفيلسوف الفيلسوف غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 7,499
معدل تقييم المستوى: 24
الفيلسوف will become famous soon enough
افتراضي

أتمنى ألا تستطيع الدولة الكردية بناء دولة لها حالياً
شكرا على الموضوع
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-11-2014, 08:28 PM
الصورة الرمزية العشرى1020
العشرى1020 العشرى1020 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 18,443
معدل تقييم المستوى: 34
العشرى1020 has a spectacular aura about
افتراضي

الاكراد استولوا على جزء كبير فى العراق تمهيدا لبناء دوله لهم وسوف تعترف بها امريكا فى حال انفصالها عن العراق بقيادة مسعود برزانى
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-11-2014, 12:45 AM
صائد الخرفان صائد الخرفان غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 61
معدل تقييم المستوى: 11
صائد الخرفان is on a distinguished road
افتراضي

دولة اكراد يعنى تقسيم الدول العربية
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:00 PM.