اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-04-2005, 12:02 AM
Maramero Maramero غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
العمر: 34
المشاركات: 1,531
معدل تقييم المستوى: 0
Maramero is an unknown quantity at this point
افتراضي


قصة واقعية

كانت الساعة قرب الثانية ظهرا، وكنا قد انتهينا من مباراة ساخنة لكرة القدم، ونستعد لنزول البحر عندما رنّ موبايل صديقي الدكتور أحمد..

السلام عليكم.. من معي..

تغير وجه أحمد وهو يقول: متى حدث ذلك؟.. وأين هو الآن؟.. أنا قادم في الحال..

سألته: خيرا يا أحمد..

ابن خالي عمرو صدمته سيارة ومات.. هو الآن في مستشفى بالإسكندرية..

إنا لله وإنا إليه راجعون.. البقاء لله يا أحمد..

أنا ذاهب إلى المستشفى حالا وخالي في الطريق.. لقد سبقهم عمرو مع بعض أصدقائه للإسكندرية وكانوا جميعا سيلتقون في الإسكندرية ويصيفون معا.. كيف سيكون لقاؤهم الآن؟

حسنا يا أحمد، إني قادم معك.

وانطلقنا سويا.. كنا وقتها في إحدى قرى الساحل الشمالي..

كان أحمد يقود السيارة وهو يحدثني عن ابن خاله، وكيف أن أمه تضايقت لحصوله على مجموع قليل في الثانوية العامة.

وسألته عن حال خاله فقال: إنه متدين، وزوجته محجبة، وكذلك ابنته.


يسر الله لنا الطريق حتى وصلنا ووجدنا أن والد عمرو قد سبقنا هو وأم عمرو وبعض الأقارب والمعارف، وفي هذه اللحظة طلب مني صديقي أحمد أن أحضر تغسيل عمرو؛ وذلك لأن والده يريد غسلا شرعيا، وإنني قد حضرت غسل والدي رحمة الله عليه.. فلم أستطع أن أرفض وبدأت أجهز نفسي للوقوف في هذا الموقف لا أنكر أنني شعرت برهبة وخوف.. كادت تمنعني من الدخول.. لكنني استعنت بالله، وتوضأت، وأخذت أذكر نفسي بالثواب العظيم، ومشيت في الممر الذي يؤدي إلى المشرحة، وفجأة وجدت عمرو راقدا على منضدة وحوله المغسل، ووالده وصديقي أحمد الذي انهمرت من عيونه الدموع.. ووجدت الجثة (عمرو) قد جردها المغسل من ملابسه، وستر عورته بقطعة من القماش، وبدأ عملية الغسل، ورفع يد عمرو وأنزلها، وقلَّبه عن اليمين والشمال، وعمرو ساكن لا يبدي رفضا أو قبولا.. رضا أو سخطا.. وظهرت عورة عمرو.. فلم يستطع أن يمد يده ويستر نفسه، فنبهت المغسل لذلك فستر عورته.. وبينما نحن كذلك دخلت أمه علينا.. لم يستطع أحد أن يمنعها.. أرادت أن تقف على غسله وتراه، وأخذت تتحسسه وتتساءل: هل رأيتم النبض؟.. وكانت تريد أن يجيبها أحد حتى بالكذب بأنه ما زال ينبض.. حمرت عيناها من كثرة البكاء، وابتلت ملابسها من غسل عمرو، وهي تتلمس جسده فهذا آخر عهد بها في الدنيا معه..

انتهينا من غسله، وبدأ تكفينه في ثلاثة أثواب..

كان عمرو شابا أنيقا، يختار ملابسه بنفسه.. الآن يرتدي ملابس الموت، لا بنطلون، ولا قميص، بل كفن أبيض ليس له جيوب، وليس له أنواع ولا موديلات.. كان يرقد على منضدة أخرى شاب من القاهرة أيضا مات غريقا في بحر الإسكندرية لم يختلف كفنه كثيرا عن كفن عمرو..

رفضت أمه كل المحاولات أن تنتظر بالخارج فأحضرنا لها مصحفا، وأخذت تقرأ القرآن في انتظار الصلاة عليه والسفر به إلى القاهرة ودفنه.

وقف والد عمرو بعد صلاة المغرب بالمسجد عند رأسه وصلى عليه، ونحن جميعا خلفه نسأل الله أن يرحمه، وأن يصبر أباه وأمه. وهنا تذكرت كم من أناس دخلوا المسجد لا ليصلوا.. بل ليصلى عليهم، وبدأت الرحلة من الإسكندرية إلى القاهرة، والأم مع عمرو في سيارة الموتى تنكب على وجهه حينا تقبله، وتبكي ثم تستمر في قراءة القرآن فتستشعر أن ابنها سيتركها للأبد فتقترب منه تحدثه وتبكيه.. تضمه إليها..

كان الأمر مفجعا لأحمد.. فعمرو ابن خاله شاب صغير في السن ليس له أخ، وكان يمر عليه من وقت لآخر في العيادة، وكانت آخر زيارة قبل الحادثة بأسبوع.. فأخذت أحدث أحمد عن رحمة الله عز وجل بنا، وأنه يختار لنا الأفضل والأصلح في الوقت الذي يراه مناسبا لنا.

ولعل موت عمرو خير لأهله وجيرانه وزملائه.. فالموت هو الموت لا يفرق بين شاب أو شيخ.. مريض أو صحيح.. شاب أو فتاة.. ولعل "عمرو" خير له أن يموت الآن ويقابل ربه بعد حادثة مروعة تكفر عنه ذنوبه وخطاياه، ويدخله الله الجنة برحمته وعفوه وغفرانه، وهنا سرحت بخيالي برهة من الوقت وتساءلت: ماذا لو كان يعرف عمرو أنه سيموت الآن؟ ماذا عساه أن يفعل؟

بكل تأكيد سيكون متوضئا ومصليا، وذاكرا لله عز وجل حتى تقبض روحه بهذه الحالة..

إذن فحكمة الله في الموت أن يأتي فجأة هي أن يكون الإنسان مستعدا له في أي وقت مستحضرا أنه سيموت في أي لحظة، فالأفضل له أن يموت وهو على طاعة، وليس على معصية..

عمرو يدخل بيته

وصلنا إلى القبور بعد الثانية عشر مساء، وكنا نسير على ضوء السيارات وسط سكون مخيف بين المقابر عن اليمين وعن الشمال، ووقفنا حيث مقبرة عمرو، ونزلت القبر على ضوء الكشافات، وفي كل خطوة أنزلها خوف شديد يسري في جسدي.. أهو الخوف من الموت أم مما بعد الموت!!

ألقيت نظرة على القبر ووجدته مجهزا لاستقبال عمرو وبجواره جثة بالية لجده الذي مات منذ فترة كبيرة وطلبنا الأمانة (عمرو)، وأنزلوها على مهل وسط بكاء أمه وأصحابه الذين انتظروا قدومه.

وفي القبر وضعنا "عمرو"، حيث الحياة البرزخية، ووجهناه على شقه الأيمن تجاه القبلة، وفككنا عنه كفنه حتى يكون تحلل جسده سهلا بعد أن ينتفخ.. وأخذنا التراب ووضعناه عليه، وخرجنا من القبر بين دامع وباك، وتأخرت عنهم قليلا ووجدت نفسي أقول:

يا نفس كفي عن العصيان والتمسي فعلا جميلا لعل الله يرحـــمني

وأخذ الناس في غلق القبر بين الدعوات له بالمغفرة وبالرحمة، وبدأ النور يخفت تدريجيا مع غلق القبر حتى انتهى النور وأصبح القبر مظلما تماما.. بل إن أحب الناس إليه هم من أودعته في التراب، ولم يستطع أحد أن ينزل معه وتركه الجميع في التراب يواجه مصيره بمفرده

اليوم نبكي على عمرو غدا سنذكره وبعد غد سننساه..

اللهم ارحمنا يوم لا يذكرنا ذاكر.. بدأ الجميع في الذهاب، وعاد السكون والوحشة للقبور مرة أخرى، وبدأ مشوار عمرو الحقيقي والحياة التي لا موت فيها ولا نوم.

وكأن الإمام الحسن البصري يأخذ بيدي ويهمس لي، ماذا يفعل هذا الميت إذا عاد إلى الحياة؟

فرددت من بين أسى، وتأثر: يكون أفضل مما كان عليه قبل أن يموت!

فقال الحسن البصري: فإن لم يكن هو فكن أنت!!

وعدت إلى بيتي ودخلت لأستحم، ووقفت أغسل جسدي ورفعت يدي، واستطعت أن أنزلها بنفسي..

وارتديت ملابسي، وخرجت مرددا، راجيا الله أن لا يكشف عورتي على أحد..

إذن أنت تطلب الشهادة.. فالشهيد لا يغسل ولا يكفن

فقل: اللهم أمتني شهيدا..

منقول

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-04-2005, 06:31 PM
Flower Flower غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 2,159
معدل تقييم المستوى: 0
Flower is an unknown quantity at this point
Red face

جزاكي الله خيرا ,موضوع رائع فيه عظه ,,

,,اللهم احسن ختامنا جميعا وبلغنا الشهاده وادخلنا فردوسك الاعلي
__________________
سبحان الله وبحمده,,,سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27-04-2005, 06:21 AM
ولاء ولاء غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
المشاركات: 352
معدل تقييم المستوى: 0
ولاء is an unknown quantity at this point
افتراضي

لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم احسن خاتمتنا جميعا اللهم لا تمتنا الا ونحن مسلمون اللهم يامغير القلوب ثبت قلوبنا على دينك
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27-04-2005, 12:06 PM
الصورة الرمزية ayman_virus
ayman_virus ayman_virus غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
العمر: 35
المشاركات: 1,516
معدل تقييم المستوى: 0
ayman_virus is an unknown quantity at this point
افتراضي

اقتباس:
Originally posted by ولاء@Apr 27 2005, 06:21 AM
لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم احسن خاتمتنا جميعا اللهم لا تمتنا الا ونحن مسلمون اللهم يامغير القلوب ثبت قلوبنا على دينك
يا رب يا تواب توب علينا من المعاصى
شكرا على الموضوع
__________________
علمتنى الحياة إن اصعب أنواع البكاء هو الضحك وقت المحنة
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27-04-2005, 04:52 PM
Merooo Merooo غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
العمر: 35
المشاركات: 572
معدل تقييم المستوى: 0
Merooo is an unknown quantity at this point
افتراضي

جزاكى الله كل خير اختى فى اللهmaramero على موضوعاتك
الاكثر من رائعة جعلها الله فى ميزان حسناتك.
اقتباس:

لا حول ولا قوة الا بالله
اللهم احسن خاتمتنا جميعا اللهم لا تمتنا الا ونحن مسلمون اللهم يامغير القلوب ثبت قلوبنا على دينك*

يا رب يا تواب توب علينا من المعاصى
اللهم امين.
__________________
<div align="center">
إذا لم تستطع أن تنظر امامك لأن مستقبلك مظلم ولم تستطع أن تنظر خلفك لأن ماضيك
مؤلم فانظر إلى الأعلى تجد ربك تجاهك إبتسم... فإن هناك من... يحبك... يعتنى بك... يحميك ...ينصرك... يسمعك ...يراك...انه (( الله)) ما أخد منك إلا ليعطيك...وما ابكاك إلا ليضحكك...وما حرمك الا ليتفضل عليك...وما إبتلاك إلا لانه يحبك..."سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم
</div>
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27-04-2005, 11:59 PM
Maramero Maramero غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
العمر: 34
المشاركات: 1,531
معدل تقييم المستوى: 0
Maramero is an unknown quantity at this point
افتراضي

جزانا واياكم كل الخير بأذن الله
وشكرا جزيلا لردودكم الجميلة
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28-04-2005, 08:50 PM
Merooo Merooo غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
العمر: 35
المشاركات: 572
معدل تقييم المستوى: 0
Merooo is an unknown quantity at this point
افتراضي

لا شكر على واجب :D
__________________
<div align="center">
إذا لم تستطع أن تنظر امامك لأن مستقبلك مظلم ولم تستطع أن تنظر خلفك لأن ماضيك
مؤلم فانظر إلى الأعلى تجد ربك تجاهك إبتسم... فإن هناك من... يحبك... يعتنى بك... يحميك ...ينصرك... يسمعك ...يراك...انه (( الله)) ما أخد منك إلا ليعطيك...وما ابكاك إلا ليضحكك...وما حرمك الا ليتفضل عليك...وما إبتلاك إلا لانه يحبك..."سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم
</div>
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28-04-2005, 09:15 PM
Maramero Maramero غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
العمر: 34
المشاركات: 1,531
معدل تقييم المستوى: 0
Maramero is an unknown quantity at this point
افتراضي

ربنا يكرمك ويخليكى يا عسل :D
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-10-2009, 05:09 AM
الصورة الرمزية هنا الفقي
هنا الفقي هنا الفقي غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
العمر: 32
المشاركات: 1,220
معدل تقييم المستوى: 18
هنا الفقي is on a distinguished road
Icon111

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maramero مشاهدة المشاركة



إذن فحكمة الله في الموت أن يأتي فجأة هي أن يكون الإنسان مستعدا له في أي وقت مستحضرا أنه سيموت في أي لحظة، فالأفضل له أن يموت وهو على طاعة، وليس على معصية..



يا نفس كفي عن العصيان والتمسي فعلا جميلا لعل الله يرحـــمني


فقل: اللهم أمتني شهيدا..



الله يجزيك عنا خير ويجعله في ميزان حسناتك
__________________

لما تشوفو مشاركاتي ادعولي بالهداية والثبات ان كنت حية وبالمغفرة ان كنت ميتة
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:27 AM.