|
حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تحقيق المقال حول *** خالد بن الوليد لمالك بن نويرة وتزوجه من امرأته
السؤال في قضية سيف الله المسلول خالد بن الوليد عندما *** بني جذيمة ودفع رسول الله لهم الدية, وعندما *** مالك بن نويرة وقومه أيضًا, هل سيحاسب خالد على ذلك؟ أقصد أنه سفك دمًا بغير حق, وهناك بعض من يقول: إن خالدًا *** مالك بن نويرة؛ ليتزوج زوجته, وهو بالفعل تزوجها, فما رد فضيلتكم على هذا؟ جزاكم الله خيرًا. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن الواجب على المسلم محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وموالاتهم، وإحسان الظن بهم، فإن الأصل حسن الظن بكل مسلم، فكيف بالصحابة وهم خير هذه الأمة؟ وعلى المسلم ألا يرعي سمعه للشبهات التي يراد بها الافتراء على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وخالد بن الوليد هو سيف الله، كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح البخاري عن أنس - رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدًا وجعفرًا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: أخذ الراية زيد فأصيب, ثم أخذها جعفر فأصيب, ثم أخذ ابن رواحة فأصيب, وعيناه تذرفان؛ حتى أخذها سيف من سيوف الله - وهو خالد بن الوليد - حتى فتح الله عليهم. أما ***ه - رضي الله عنه - لبني جذيمة فهو قد اجتهد في ذلك، والمجتهد لا إثم عليه في خطئه، فعن عمرو بن العاص، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر. متفق عليه، وجاء في الحديث الآخر: إن الله وضع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه. أخرجه ابن ماجه, وصححه الألباني. قال ابن بطال: لم يختلف العلماء أن القاضي إذا قضى بجور أو بخلاف أهل العلم فهو مردود، فإن كان على وجه الاجتهاد والتأويل - كما صنع خالد - فإن الإثم ساقط عنه. اهـ. وراجع الفتوى: 104512. أما سبب *** خالد بن الوليد - رضي الله عنه - لمالك بن نويرة فلكونه يراه مرتدًا، وإن فرض أنه لم يكن مرتدًا في نفس الأمر فغاية ما هنالك أن يكون خالد اجتهد وتأول في ***ه، والمجتهد لا إثم عليه - كما تقدم -، أما أن يكون خالد - رضي الله عنه - ***ه من أجل أن يتزوج بامرأته فهذا من البهتان المبين، قال ابن تيمية: ثم يقال: غاية ما يقال: في قصة مالك بن نويرة: إنه كان معصوم الدم، وإن خالدًا ***ه بتأويل، وهذا لا يبيح *** خالد ... ومعلوم أن خالدًا *** مالك بن نويرة; لأنه رآه مرتدًا ... وبالجملة: فنحن لم نعلم أن القضية وقعت على وجه لا يسوغ فيها الاجتهاد, والطعن بمثل ذلك من قول من يتكلم بلا علم، وهذا مما حرمه الله ورسوله. اهـ وقال ابن حجر الهيتمي: على أن الحق عدم *** خالد؛ لأن مالكًا ارتد ورد على قومه صدقاتهم لما بلغه وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم, كما فعل أهل الردة, وقد اعترف أخو مالك لعمر بذلك, وتزوجه امرأته لعله لانقضاء عدتها بالوضع عقب موته, أو يحتمل أنها كانت محبوسة عنده بعد انقضاء عدتها عن الأزواج على عادة الجاهلية, وعلى كل حال فخالد أتقى لله من أن يظن به مثل هذه الرذالة التي لا تصدر من أدنى المؤمنين, فكيف بسيف الله المسلول على أعدائه؟ فالحق ما فعله أبو بكر, لا ما اعترض به عليه عمر - رضي الله تعالى عنهما - ويؤيد ذلك أن عمر لما أفضت إليه الخلافة لم يتعرض لخالد, ولم يعاتبه, ولا تنقصه بكلمة في هذا الأمر قط, فعلم أنه ظهر له حقية ما فعله أبو بكر, فرجع عن اعتراضه, وإلا لم يتركه عند استقلاله بالأمر؛ لأنه كان أتقى لله من أن يداهن في دين الله أحدًا. اهـ قال الدكتور علي الصلابي: اختلفت الآراء في م*** مالك بن نويرة اختلافًا كثيرًا: أ*** مظلومًا أم مستحقًا؛ أي أكافرًا *** أم مسلمًا؟ واخترت من بين من بحث هذا الموضوع ما ذهب إليه الدكتور علي العتوم؛ لأنه حقق المسألة تحقيقًا علميًا متميزًا، واهتم بأحداث الردة اهتمامًا لم أجده -على حسب اطلاعي- عند أحد من الباحثين المعاصرين، وخرج بنتيجة أوافقه عليها: أن الذي أردى مالكًا كبره وتردده؛ فقد بقي للجاهلية في نفسه نصيب, وإلا لما ماطل هذه المماطلة في التبعية للقائم بأمر الإسلام بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفي تأدية حق بيت مال المسلمين المتمثل بالزكاة, وفي تصوري أن الرجل كان يحرص على زعامته ويناكف - في الوقت نفسه - بعض أقربائه من زعماء بني تميم الذين وضعوا عصا الطاعة للدولة الإسلامية، وأدوا ما عليهم لها من واجبات، وقد كانت أفعاله وأقواله على السواء تؤيد هذا التصور، فارتداده ووقوفه بجانب سجاح وتفريقه إبل الصدقة على قومه، بل ومنعهم من أدائها لأبي بكر وعدم إصاخته لنصائح أقربائه المسلمين في تمرده، كل ذلك يدينه ويجعل منه رجلًا أقرب إلى الكفر منه إلى الإسلام, ولو لم يكن مما يحتج به على مالك إلا منعه للزكاة لكفى ذلك مسوغًا لإدانته، وهذا المنع مؤكد عند الأقدمين؛ فقد جاء في طبقات فحول الشعراء لابن سلام قوله: والمجمع عليه: أن خالدًا حاوره ورادَّه، وأن مالكًا سمح بالصلاة والتوى بالزكاة ... فهناك من اتهم خالدًا بأنه تزوج أم تميم فور وقوعها في يده لعدم صبره على جمالها, ولهواه السابق فيها، وبذلك يكون زواجه منها - حاشا لله - سفاحًا، فهذا القول مستحدث لا يعتد به؛ إذ خلت المصادر القديمة من الإشارة إليه، بل هي على خلافه في نصوصها الصريحة، يذكر الماوردي أن الذي جعل خالد يقوم على *** مالك هو منعه للصدقة التي استحل بها دمه، وبذلك فسد عقد المناكحة بينه وبين أم تميم، وحكم نساء المرتدين إذا لحقن بدار الحرب أن يسبين ولا ي***ن، كما يشير إلى ذلك الإمام السرخسي, فلما صارت أم تميم في السبي اصطفاها خالد لنفسه، فلما حلت بنى بها .اهـ وراجع للفائدة الفتاوى: 69729 - 102762 - 105602. والله أعلم.
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
كثيرة هي الاتّهامات التي ألصقت بجَنَاب الصحابة وغيرهم من المشهود لهم بالخيرية بالنص النبوي : (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)[1].
وكثيرا ما تساق هذه الاتهامات في التقليل من شأن عظماء الإسلام، ومن لهم قَدم صِدق في بناء الدولة المسلمة، وهذا شأن المغرضين ممن يتركون الجوهر ويتتبعون الأثر. ومما نسوقه في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى، شبهة أثارها بعض الشانئين حول خالد بن الوليد سيف الله المسلول على أعدائه، وأحد القوّاد المشهورين بفتوحاتهم وجهادهم. وذلك أنه نُسب إليه ***ُ الصحابي مالك بن نويرة، والتّعْريس بامرأته ليلى بنت سنان في اليوم نفسه، واتخذ هذا ذريعة للطعن في سيف الله خالد، على أساس أنَّ قتْلَ المسلم كفرٌ، وأنّ نزواته سيطرت عليه..ونحو هذا الهراء. والحقيقة أن هذه الشبهة فنّدها كثير من جهابذة الإسلام ممن خدموا التراث الإسلامي خدمة جليلة، وتوصّلوا في النهاية بعْد التّرضي عن الصحابيين، أن خالد بن الوليد *** مالك بن نويرة متأوِّلا ً بشبهة، وهذا كلام الإمام ابن عبد البر مقتضب من استيعابه، يوضّح لنا القضية بجلاء: قال الإمام ابن عبد البر: (قال الطبري: بعث النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالِك بْن نويرة على صدقة بني يربوع. وكان قد أسلم هو وأخوه متمم بْن نويرة الشاعر، ف*** خَالِد بْن الْوَلِيد مالكا- يظن أَنَّهُ ارْتَدّ حين وجهه أَبُو بَكْر لقتال أهل الردة. واختلف فِيهِ هل ***ه مسلماً أو مُرتدا؟ وأراه- والله أعلم- ***ه خطأ. وأما متمم فلا شك فِي إسلامه)[2]. وهذا نصّ آخر في المسألة، نورده توضيحاً وتبييناً، وهو من تحقيق الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله في الإصابة، حيث قال: (كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعمله – أي مالك - على صدقات قومه، فلما بلغته وفاةُ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، أمسك الصدقة وفرّقها في قومه، وقال في ذلك: فَقُلْتُ خُذُوا أمْوَالَكُمْ غَيْرَ خَائِفٍ ** وَلَا نَاظرٍ فِيمَا يَجِيءُ مِنَ الغَدِ فَإنْ قَامَ بِالدِّينِ المُحَوَّقِ قَائِمٌ ** أطَعْنَا وَقُلْنَا الدِّينُ دِينُ مُحَمَّد ذكر ذلك ابْنُ سَعْدٍ، عن الواقدي، بسندٍ له منقطع ف***ه ضِرار بن الأزور الأسدي صبْراً بأمر خالد ابن الوليد بعد فراغه مِنْ قتال الردة، ثم خلفه خالد على زوجته، فقدم أخوه مُتمم بن نُوَيرة على أبي بكر فأنشده مرثية أخيه، وناشده في دَمه وفي سَبْيهم، فردّ أبو بكر السبي. وذكر الزُّبَيْر بْنُ بَكَّارٍ أن أبا بكر أمر خالداً أن يفارقَ امرأة مالك المذكورة، وأغلظ عمر لخَالد في أمْر مالك وأما أبو بكر فعذَره. وقد ذكر قصته مطوَّلة سيف بن عمر في كتاب "الردة والفتوح"، ومِنْ طريقه الطبري، وفيها: إن خالد بن الوليد لما أتى البِطَاح بثَّ السرايا فأتى بمالك ونَفَر من قومه، فاختلفت السرية، فكان أبو قتادة َممْن شهد أنهم أذَّنوا وأقاموا الصلاة وصلّوا، فحبسهم خالدٌ في ليلة باردة، ثم أمر منادياً فنادى: أدْفِئوا أسراكم، وهي في لغة كناية عن ال*** ف***وهم، وتزوَّج خالدٌ بعد ذلك امرأة مالك؛ فقال عمر لأبي بكر: إنَّ في سيف خالد رَهقًا، فقال أبُو بَكْرٍ: تأوَّلَ فأخطأ، ولا أشيم سيفًا سلَّهُ الله على المشركين، ووَدى مالكًا، وكان خالد يقول: إنما أمر بقَتْل مالك، لأنه كان إذا ذكر النبيَّ صلى الله تعالى عليه وسلم قال: "مَا إخَالُ صَاحِبكُمْ إلَّا قَالَ كَذَا وَكَذَا". فقال له: أوما تعده لك صاحبًا؟)) [3], هذا مجمل ما في الأمر، والمتأمّل في القصة يجد أن خالد تأوّل فأخطأ، لذلك أعذر له أبو بكر الصديق رضي الله عنه. وأما قضية زواجه بامرأة مالك، فقد جعل لها العلماء أكثر من مسوّغ، ليدل هذا على سلامة صدر خالد بن الوليد، وبراءة ساحته مما نسب إليه، فتحدّثوا عنها، وفنّدوا ما عَلق بخالد من شبهة هوى النفس. وفي هذا الصدد ندرج كلاما نفيسا، ذكره العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) حيث قال: (وتزوجه امرأته لعله لانقضاء عدتها بالوضع عقب موته، أو يحتمل أنها كانت محبوسة عنده بعد انقضاء عدتها عن الأزواج على عادة الجاهلية وعلى كل حال فخالد أتقى لله من أن يُظَنَّ به مثل هذه الرذالة التي لا تصدر من أدنى المؤمنين فكيف بسيف الله المسلول على أعدائه فالحق ما فعله أبو بكر لا ما اعترض به عليه عمر رضي الله تعالى عنهما، ويؤيد ذلك أن عمر لما أفضت إليه الخلافة لم يتعرَّض لخالد، ولم يعاتبه ولا تَنقّصه بكلمة في هذا الأمر قطّ، فعلم أنه ظهر له حقية ما فعله أبو بكر، فرجع عن اعتراضه وإلاّ لم يتركه عند استقلاله بالأمر، لأنه كان أتْقى لله من أن يداهن في دين الله أحدا)[4]. والخلاصة: غاية ما يمكن أن يقال في شأن *** خالد بن الوليد مالك بن نويرة ، إنه إما أن يكون أصاب ف***ه لمنعه الزكاة وإنكاره وجوبها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، أو إنه أخطأ فتسرَّع في ***ه، وقد كان الأوجب أن يتحَرّى ويتَثبّت، وعلى كلا الحالين ليس في ذلك مطعن في خالد رضي الله عنه .. أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الشهادات، باب: لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد (3/71). [1] الاستيعاب في معرفة الصحاب (3/1362). [2] [3] الإصابة في تمييز الصحابة (5/755 ) [4] الصواعق المحرقة (1/91).
__________________
|
#3
|
|||
|
|||
الشبهة: أن خالد بن الوليد *** مالك بن نويرة صبراً ونزا على زوجته ؟
الجواب : فدخل بها في نفس الليلة. وكان عمر يقول لخالد: يا عدوّ الله ***ت امرءاً مسلماً ثم نزوت على امرأته، والله لأرجمنّك بالأحجار، ولكن أبا بكر دافع عنه وقال هبه يا عمر، تأوّل فأخطأ فأرفع لسانك عن خالد».
__________________
|
#4
|
|||
|
|||
نورد الآن القصة على وجهها الحق لكيلا يتجرأ أحد على الطعن بطهارة صحابي جـلـيل كطهارة سيدنا يوسف عليه السلام. لما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وولي أبو بكر رضي الله عنه اهتزت براكين الردَّة عن الإسلام، واختلف الأمراء على القبائل أيؤدون الزكاة لأبي بكر رضي الله عنه أم لا. كان من بطون تميم (صفوان بن صفوان) ممن لم يرتد وأدى الزكاة. وفيمن منعها (مالك بن نويرة) في قومه بني يربوع وهم بطن من بني حنظلة من تميم. وقد ارتد عن الإسلام إثر انتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبينما القوم في اختلافهم فاجأتهم (سجاح بنت الحارث) الكاهنة التي ادَّعت النبوة عازمة على قتال أبي بكر بجنودها وكانت تميمية من بني يربوع ولما رأوا عزمها على قتال أبي بكر رضي الله عنه ازدادوا اضطراباً بين الردة والإسلام، ووقفت بجنودها على حدود بني يربوع وأرسلت إلى زعيمهم مالك بن نويرة تطلب الموادعة، فأجابها لمَّا أنبأته بعزمها على غزو المدينة وإفناء الإسلام وأهله. ولكن مالك بن نويرة حرَّضها على قتال المسلمين من بني تميم الذين لم يرتدوا عن الإسلام وثابروا على طاعة أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاقتنعت سجاح برأيه وأَوْلته سفك دمائهم و*****هم. واستعرت الحرب بين بني تميم و*** من المسلمين خلق كثير، ***هم المرتد (مالك بن نويرة) بمشاركة الكاهنة (سجاح)، ولكنهم لم ينتصروا على المسلمين فتصالحوا. وبعهد الردة إذا *** مرتد مسلماً أو ألقاه من مكان عالٍ أو حرقه، كان الصحابة يقيمون الحد في***ون أو يحرقون أو يلقون من علٍ المرتد الذي فعل ذلك بمسلم: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} سورة البقرة (179). وفي سورة المائدة (45): {..النَّفْسَ بِالنَّفْسِ..}: والقاتل بالقتيل. فكيف بمالك بن نويرة المجرم الذي أهرق دماء المسلمين بم***ة رهيبة لدماء زكية، كيف لا يقاصصه سيف الله رضي الله عنه بال*** لأنه قاتل؟!. أضف إلى ذلك إصراره على الكفر والعداوة: أن رؤساء بني تميم جميعاً عرفوا قبح ما صنعوا فرجعوا وأخرجوا الصدقات واستقبلوا بها خالد ولم يبق في بني تميم معارض إلاَّ الخبيث المرتد مالك بن نويرة، فقد اعتصم بالبطاح مصراً على ردَّته وكفره ومعاداته للمسلمين فسار إليه خالد بن الوليد فتفرق خوفاً وجبناً من سيف الله. ثم جاءت خيل المسلمين بمالك بن نويرة في نفر من قومه بني يربوع أسيراً ذليلاً حقيراً. فما جزاء من أهرق دماء المسلمين بم***ة مريعة إلا أن ي*** ولن يستوفي إلاَّ جزءاً بسيطاً من جزائه ب*** الأعداد الكثيرة من المسلمين بل جزاؤه يتم بالدار الآخرة لشنيع ما جنت يداه. 1- لم يكن مالك بن نويرة لينته عن مؤازرته لسجاح لو لم تتزوج من مسيلمة الكذاب وما اعتصم إلى البطاح إلا مكراً وحيلة، فقوله لقومه حين صرفهم: (يا بني يربوع، إنا قد كنا عصينا أمراءنا إذ دعونا إلى هذا الدين، وبطّأنا الناس عنه فلم ننجح ولم نفلح، وإني قد نظرت في هذا الأمر فوجدت الأمر يتأتى للقوم بغير سياسة)، مما يدل على مكره وخبثه عند فشله بالصراع الجبهي للجوء لصراع من نوع آخر والتربص بالإسلام وأهله الدوائر، وإلا فلمَ اعتصم بالبطاح مناوئاً!. فعمله يكذِّب قوله ويثبت ردَّته. 2- مع ذلك فقد تفضَّل سيدنا خالد بمحاورته رغم ثبوت جرائم ال*** للمسلمين في عنقه، إذ لما أوقع الله ببني أسد ما أوقع وانهزموا وفرغ خالد رضي الله عنه منهم توجه تلقاء بني تميم الذين تراجعوا مستسلمين إلا نفر اعتصموا بالبطاح مع مالك بن نويرة كانوا ممن ارتدَّ ومنع الزكاة فأخذوهم أسارى وقيل أنَّ خالداً رضي الله عنه سمع من مالك كلاماً استدل به على عدم استسلامه من أنه قال: (إن صاحبكم قد توفي) أي أراد أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بصاحب له فتيقن سيدنا خالد رضي الله عنه من إصراره على ردته رغم أسره بعد أن تكرر من مالك قوله: (فعل صاحبكم.. شأن صاحبكم..). فقال له سيدنا خالد: (أوَ ليس بصاحب لك)؟. وضربه بالسيف ضربةً فصلت رأسه الخبيث إلى جهنم وبئس المهاد. فهل بعد هذا البيان الموثق بكافة كتب السيرة من يجرؤ على اتهام سيف الله بالظلم أو بالفحش. هذا كلام دسه أعداء الإسلام، صدَّقه من صدقه عن بساطة بلا تمحيص واقعي علمي فظنوا بصحابي عظيم الظنون الخاطئة. {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا..} سورة الفتح (29). فهم في جهاد مقدس لا يبتغون عرضاً ولا مالاً ولا أرضاً بل هداية القوم لرضاء الله تعالى. ومما يثبت صدق ردَّة الخبيث (مالك بن نويرة) عن الإسلام وعزمه الشديد على محاربة أبي بكر والصحابة الكرام، أن جميع رؤساء بطون بني تميم رجعوا عن الردة وتابوا وقدموا الزكاة لخالد بن الوليد إلا هذا المرتد (مالك بن نويرة) فلم يكفه أن أهرق دماء جمع عظيم من المسلمين من بني تميم، إضافة لذلك فإنه لم يقدم الزكاة كما قدمها رؤوساء بطون بني تميم، ولكنه تحصن بالبطاح مصمماً على ردته وطعنه بالإسلام حتى هاجمه خالد بن الوليد والمهاجرون والأنصار فكان جزاؤه العادل ال***، فالقضية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار. وهو يستحق ال*** لو *** مسلماً، فكيف ب***ه عدداً كبيراً من المسلمين بمشاركة الكاهنة (سجاح)؟!!. أما ما تقوَّله أعداء الإسلام من بغضهم بقاهرهم سيف الله بخصوص تسريه رضي الله عنه بزوجة سفاك دماء المسلمين (مالك بن نويرة)، نوضح ما يلي: بما أن التسري بالإسلام هو قانون من قوانين القرآن الكريم، والمؤمن الصحيح يتسرى بالكافرة لا لشهوة بل لأجل أن يردها إلى الإيمان وتعود إلى طريق السعادة والجنات لا بغية لذَّة دنيوية أو شهوة سفلية وحاشا (خالد بن الوليد) الصحابي الجليل وتعالى عن ذلك وإلاَّ لهَزمَهُ اللهُ، وقد أطلق تعالى على هذا التسري بـ(ملك اليمين)، من اليمن والخيرات الكثيرة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير مما طلعت عليه الشمس وغربت» رواه الطبراني عن أبي رافع، كنز العمال ج10رقم (28802). وكذلك إن كانت أنثى فله نفس الأجر لأن الله لم يفرق في الأجر بين الأنثى والذكر، وقد قال تعالى: {..لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ..} سورة آل عمران (195). وفي آيات أخرى أورد تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} سورة الأحزاب (35). فما دام هذا قانون شرعه تعالى لإنقاذ النساء وإخراجهن من الظلمات إلى النور، ومن الشقاء إلى الهناء والحبور، فقد قام سيدنا خالد التقي النقي المتشرف بالتجلي القدسي بتطبيق أمر الله والتسري بها من أجل إيمانها، لا ابتغاء شهوة دنيئة بها، وإلا لحلَّ به ما حلَّ بالقائد الروماني الذي أحب كليوباترا وتوقف عن القتال، ولكن سيف الله لم يتوقف، فخالد بن الوليد سيف الله أسمى وأعلى وأرفع من تلك الادعاءات الخبيثة التي لا تمثل إلا أصحابها. وقد تسرى صلى الله عليه وسلم بأمنا مارية القبطية، فهل في تطبيقه صلى الله عليه وسلم لشرع الله أية غضاضة أو إثم (وحاشا لله) لكنه صلى الله عليه وسلم جذب وجلب قلوب أقباط مصر بمصاهرته الكريمة لهم فساعدوا عمرو بن العاص رضي الله عنه في فتوح مصر كما ساعدوا (الظاهر محمود بيبرس) في نصره على المغول في موقعة (عين جالوت) وتثبيت دعائم الإسلام بعد أن كاد أن يفنى. هكذا فعل سيف الله الذي تكلم بحقه من تكلموا ونقل البسطاء من المسلمين هذه التهم الخبيثة لا عن نية سيئة ولكنهم لم يوفوها حقها من التمحيص العلمي والمنطق الشرعي القرآني البالغ في السمو. فخالد الصحابي القوي بشهادة الله كانت بغيته رضاء الله وفضله، لا الظلم ولا الفحش ولا الميل للشهوات الرخيصة، بل هو أسمى وأرفع فهو ممن: {..يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا..}: بشهادة الله تعالى. ولو فعل شيئاً مما دسه الزنادقة لما نصره الله بعدها على العالم كله لكنه لم ينهزم أبداً، بل كان النصر حليفه رضي الله عنه وأرضاه... وكفى بالله شهيداً، وناصراً ومؤيِّداً للحق وأهله. فقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم أن نحفظه في أصحابه وأن نحسن إليهم ولا نتجرأ على ذكر واحد منهم بسوء، وأوصانا: «إذا ذكر أصحابي فأمسكوا..» الجامع الصغير ج1، رقم الحديث (615). وقوله صلى الله عليه وسلم: «الله الله في أصحابي: لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يؤخذ» الجامع الصغير ج2، رقم الحديث (1442). وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي، فو الّذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه» سنن أبي داود ج2، رقم الحديث (4658). نعم أولئك الذين جعلهم الله أمة وسطاً فأكمل لهم دينهم وغدت ميولهم كلها سامية مقدَّسة لأنهم سلكوا بالحق فعرفوا الحق فدلوا عليه فصار بقلبهم رحمة وحنان على الخلق فهم مصابيح الهدى أتمم الله عليهم نعمته فاستحقوا صحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وشفاعته فحل الرسول بقلوبهم أينما حلُّوا وارتحلوا والرسول الكريم بقلبه دوماً مع الله فغدوا بصحبته النفسية صلى الله عليه وسلم مع الله وهنا ارتضاهم تعالى لينشروا هذا الدين الحق ورضي لهم أن يكونوا أوصياء على عباده يرشدونهم ويهدونهم ويقيلون عثارهم آخذين بحجزهم عن النار وقاصمين لبغاة الفتن وشرورهم وذلك ما فعله سيدنا خالد رضي الله عنه مع أئمة الكفر لاسيما مالك بن نويرة وشهد بهم تعالى بقوله الكريم: {..رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ..} سورة المائدة (119): ومن أصدق من الله حديثاً. جزاك الله يا سيف الله يا من خلّصتنا من الكفر والفجور إلى الطهارة والإيمان، يا من عجزت النساء أن تلد.
__________________
|
#5
|
|||
|
|||
أسأل عن مادة قرأتها في موقع وقد ذكر فيه : أن خالدا رأى امرأة مالك - وكانت فائقة الجمال - فقال مالك بعد ذلك لامرأته : ***تني . يعني : سأ*** من أجلك ، وقال الزمخشري وابن الأثير وأبو الفدا والزبيدي : إن مالك بن نويرة رضي الله عنه قال لامرأته يوم ***ه خالد بن وليد : أ***تني ؟ أسأل عن مدى صحة هذه الرواية .
الجواب: الحمد لله أولا : الصحابي الجليل خالد بن الوليد سيف الله المسلول على المشركين ، وقائد المجاهدين ، القرشي المخزومي المكي ، أسلم سنة سبع للهجرة بعد فتح خيبر وقيل قبلها ، وتوفي سنة 21هـ ، وله من الفضائل الشيء الكثير ، ومن أهم ما جاء في فضائله : 1- عن أنس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم فقال : ( أَخَذَ الرَّايَةَ زَيدٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ جَعفَرٌ فَأُصِيبَ ، ثُمَّ أَخَذَ ابنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ ) وَعَينَاهُ تَذرِفَانِ ( حَتَّى أَخَذَ الرَّايَةَ سَيفٌ مِن سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيهِم ) رواه البخاري (4262) 2- وعَنْ عَمْرِو بن الْعَاصِ رضي الله عنه قَالَ : ( مَا عَدَلَ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِخَالِدِ بن الْوَلِيدِ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ مُنْذُ أَسْلَمْنَا ) رواه الحاكم في "المستدرك" (3/515) وأبو يعلى في "المسند" (13/274) وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/350) : ورجاله ثقات . ثانيا : قد تعرض هذا الصحابي الجليل لحملات من الطعن والتشويه قام عليها بعض المستشرقين الذين يتلقفون كل رواية من غير بحث ولا تدقيق ، وقام عليها طوائف من الشيعة حقدا وغيظا من هذا الصحابي الذي أبلى بلاء حسنا في قتال الكفار ، وحماية الدولة المسلمة في عهود الخلافة الراشدة. ومن بعض تلك الطعون القصة المشهورة في *** مالك بن نويرة وتزوج خالد من امرأته ليلي بنت سنان . ومالك بن نويرة يكنى أبا حنظلة ، كان شاعرا فارسا من فرسان بني يربوع ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمله على صدقات قومه . وقد اتفقت الروايات التاريخية على قدر مشترك ، فيه أن مالك بن نويرة ***ه بعض جند خالد بن الوليد ، وأن خالدا تزوج بعد ذلك زوجته ليلى بنت سنان . وأما سبب *** مالك بن نويرة وذكر بعض ملابسات ذلك الحادث فقد تفاوتت الروايات في بيانه ، إلا أن معظم قدامى المؤرخين الذين سجلوا تلك الحادثة ، مثل الواقدي وابن إسحاق ووُثَيمة وسيف بن عمر وابن سعد وخليفة بن خياط وغيرهم ، ذكروا امتناع مالك بن نويرة من أداء الزكاة وحبسه إبل الصدقة ، ومنعه قومه من أدائها ، مما حمل خالدا على ***ه ، من غير التفات إلى ما يُظهره من إسلام وصلاة . قال ابن سلام في "طبقات فحول الشعراء" (172) : " والمجمع عليه أن خالدا حاوره ورادَّه ، وأن مالكا سمح بالصلاة والتوى بالزكاة " انتهى . وقال الواقدي في كتاب "الردة" (107-108) : " ثم قدَّم خالدٌ مالكَ بن نويرة ليضرب عنقه ، فقال مالك : أت***ني وأنا مسلم أصلي للقبلة ؟! فقال له خالد : لو كنتَ مسلما لما منعت الزكاة ، ولا أمرت قومك بمنعها ." انتهى . كما تواتر على ذكر ذلك من بعدهم من المؤرخين كالطبري وابن الأثير وابن كثير والذهبي وغيرهم . وتتحدث بعض الروايات عن علاقة بين مالك بن نويرة وسجاح التي ادعت النبوة ، وتشير أيضا إلى سوء خطابٍ صدر من مالك بن نويرة ، يفهم منه الردة عن دين الإسلام ، كما ذكر ذلك ابن كثير في "البداية والنهاية" (6/322) فقال : " ويقال : بل استدعى خالد مالك بن نويرة ، فأنَّبَه على ما صدر منه من متابعة سجاح ، وعلى منعه الزكاة ، وقال : ألم تعلم أنها قرينة الصلاة ؟ فقال مالك : إن صاحبكم كان يزعم ذلك . فقال : أهو صاحبنا وليس بصاحبك ؟! يا ضرار اضرب عنقه ، فضربت عنقه ." انتهى . إذن فلماذا أنكر بعض الصحابة على خالد بن الوليد *** مالك بن نويرة ، كما فعل عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وأبو قتادة الأنصاري ؟ يمكن تلمس سبب ذلك من بعض الروايات ، حيث يبدو أن مالك بن نويرة كان غامضا في بداية موقفه من الزكاة ، فلم يصرح بإنكاره وجوبها ، كما لم يقم بأدائها ، فاشتبه أمره على هؤلاء الصحابة ، إلا أن خالد بن الوليد أخذه بالتهمة ف***ه ، ولما كان مالك بن نويرة يظهر الإسلام والصلاة كان الواجب على خالد أن يتحرى ويتأنى في أمره ، وينظر في حقيقة ما يؤول إليه رأي مالك بن نويرة في الزكاة ، فأنكر عليه من أنكر من الصحابة رضوان الله عليهم . جاء في البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله (6/322) : " فبث خالد السرايا في البطاح يدعون الناس ، فاستقبله أمراء بني تميم بالسمع والطاعة ، وبذلوا الزكوات ، إلا ما كان من مالك بن نويرة ، فكأنه متحير في أمره ، متنح عن الناس ، فجاءته السرايا فأسروه وأسروا معه أصحابه ، واختلفت السرية فيهم ، فشهد أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري أنهم أقاموا الصلاة ، وقال آخرون إنهم لم يؤذنوا ولا صلوا ." انتهى . ولما كان مالك بن نويرة من وجهاء قومه وأشرافهم ، واشتبه موقفه في بداية الأمر ، شكا أخوه متمم بن نويرة ما كان من خالد إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فعاد ذلك بالعتاب على خالد ، وتخطئته في إسراعه إلى *** مالك بن نويرة ، قبل رفع أمره إلى أبي بكر الصديق وكبار الصحابة رضوان الله عليهم . روى خليفة بن خياط (1/17) قال : " حدثنا علي بن محمد عن أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن أبيه قال : قدم أبو قتادة على أبي بكر فأخبره بم*** مالك وأصحابه ، فجزع من ذلك جزعا شديدا ، فكتب أبو بكر إلى خالد فقدم عليه . فقال أبو بكر : هل يزيد خالد على أن يكون تأول فأخطأ ؟ ورد أبو بكر خالدا ، وودى مالك بن نويرة ، ورد السبي والمال ." انتهى . وقال ابن حجر في "الإصابة" (5/755) : " فقدم أخوه متمم بن نويرة على أبي بكر ، فأنشده مرثية أخيه ، وناشده في دمه وفي سبيهم ، فرد أبو بكر السبي . وذكر الزبير بن بكار أن أبا بكر أمر خالدا أن يفارق امرأة مالك المذكورة ، وأغلظ عمر لخالد في أمر مالك ، وأما أبو بكر فعذره ." انتهى . هذا غاية ما يمكن أن يقال في شأن *** خالد بن الوليد مالك بن نويرة ، أنه إما أن يكون أصاب ف***ه لمنعه الزكاة وإنكاره وجوبها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، أو إنه أخطأ فتسرع في ***ه وقد كان الأوجب أن يتحرى ويتثبت ، وعلى كلا الحالين ليس في ذلك مطعن في خالد رضي الله عنه . يقول ابن تيمية رحمه الله في "منهاج السنة " ( 5/518) : " مالك بن نويرة لا يعرف أنه كان معصوم الدم ، ولم يثبت ذلك عندنا ، ثم يقال : غاية ما يقال في قصة مالك بن نويرة : إنه كان معصوم الدم ، وإن خالداً ***ه بتأويل ، وهذا لا يبيح *** خالد ، كما أن أسامة بن زيد لما *** الرجل الذي قال : لا إله إلا الله . وقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " يا أسامة أ***ته بعد أن قال : لا إله إلا الله ؟ يا أسامة أ***ته بعد أن قال : لا إله إلا الله ؟ يا أسامة أ***ته بعد أن قال لا إله إلا الله ؟ " فأنكر عليه ***ه ، ولم يوجب قوداً ولا دية ولا كفارة. وقدر روى محمد بن جرير الطبري وغيره عن ابن عباس وقتادة أن هذه الآية : قوله تعالى : ( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً ) نزلت في شأن مرداس ، رجل من غطفان ، بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى قومه ، عليهم غالب الليثي ، ففر أصحابه ولم يفر . قال : إني مؤمن ، فصبحته الخيل ، فسلم عليهم ، ف***وه وأخذوا غنمه ، فأنزل الله هذه الآية ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برد أمواله إلى أهله وبديته إليهم ، ونهى المؤمنين عن مثل ذلك . وكذلك خالد بن الوليد قد *** بني جذيمة متأولاً ، ورفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال : " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ". ومع هذا فلم ي***ه النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان متأولاً؛ فإذا كان النبي لم ي***ه مع ***ه غير واحد من المسلمين من بني جذيمة للتأويل ، فلأن لا ي***ه أبو بكر ل***ه مالك بن نويرة بطريق الأولى والأحرى ." انتهى . أما اتهام خالد بن الوليد رضي الله عنه بأنه *** مالك بن نويرة من أجل أن يتزوج امرأته لهواه السابق بها ، فيبدو أنها تهمة مبكرة رماه بها مالك نفسه وبعض أتباعه بها ، وليس لهم عليها دليل ظاهر ، إنما يبدو أنه أطلقها ليغطي بها السبب الحقيقي الذي *** لأجله وهو منع الزكاة ، يدل على ذلك : الحوار الذي نقله الواقدي بين خالد ومالك . قال الواقدي في "كتاب الردة" (107-108) : " فالتفت مالك بن نويرة إلى امرأته ، فنظر إليها ثم قال : يا خالد بهذا ت***ني . فقال خالد : بل لله أ***ك ، برجوعك عن دين الإسلام ، وجفلك – يعني منعك - لإبل الصدقة ، وأمرك لقومك بحبس ما يجب عليهم من زكاة أموالهم . قال : ثم قدمه خالد فضرب عنقه صبرا . فيقال إن خالد بن الوليد تزوج بامرأة مالك ودخل بها ، وعلى ذلك أجمع أهل العلم ." انتهى . يقول الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (5/755) : " وروى ثابت بن قاسم في "الدلائل" أن خالدا رأى امرأة مالك - وكانت فائقة في الجمال - فقال مالك بعد ذلك لامرأته : ***تِني ! يعني : سأ*** من أجلك . وهذا قاله ظنا ، فوافق أنه *** ، ولم يكن ***ه من أجل المرأة كما ظن ." انتهى . ويقول ابن حجر الهيتمي في "الصواعق المحرقة" (1/91) : " الحق عدم *** خالد ؛ لأن مالكا ارتد ورد على قومه صدقاتهم لما بلغه وفاة رسول الله ، كما فعل أهل الردة ، وقد اعترف أخو مالك لعمر بذلك . وتزوُّجُه امرأتَه : لعله لانقضاء عدتها بالوضع عقب موته ، أو يحتمل أنها كانت محبوسة عنده بعد انقضاء عدتها عن الأزواج على عادة الجاهلية ، وعلى كل حال فخالد أتقى لله من أن يظن به مثل هذه الرذالة التي لا تصدر من أدنى المؤمنين ، فكيف بسيف الله المسلول على أعدائه ، فالحق ما فعله أبو بكر ، لا ما اعترض به عليه عمر رضي الله تعالى عنهما ، ويؤيد ذلك أن عمر لما أفضت إليه الخلافة لم يتعرض لخالد ، ولم يعاتبه ، ولا تنقصه بكلمة في هذا الأمر قط ، فعلم أنه ظهر له أحقية ما فعله أبو بكر ، فرجع عن اعتراضه ، وإلا لم يتركه عند استقلاله بالأمر ؛ لأنه كان أتقى لله من أن يداهن في دين الله أحدا " انتهى . ويقول الدكتور علي الصلابي في كتابه "أبو بكر الصديق" (219) : " وخلاصة القصة أن هناك من اتهم خالدا بأنه تزوج أم تميم فور وقوعها في يده ، لعدم صبره على جمالها ، ولهواه السابق فيها ، وبذلك يكون زواجه منها - حاش لله - سفاحا ، فهذا قول مستحدث لا يعتد به ، إذ خلت المصادر القديمة من الإشارة إليه ، بل هي على خلافه في نصوصها الصريحة ، يذكر الماوردي في "الأحكام السلطانية" (47) أن الذي جعل خالدا يقدم على *** مالك هو منعه للصدقة التي استحل بها دمه ، وبذلك فسد عقد المناكحة بينه وبين أم تميم ، وحكم نساء المرتدين إذا لحقن بدار الحرب أن يسبين ولا ي***ن ، كما يشير إلى ذلك السرخسي في المبسوط (10/111) ، فلما صارت أم تميم في السبي اصطفاها خالد لنفسه ، فلما حلت بنى بها كما "البداية والنهاية" . ويعلق الشيخ أحمد شاكر على هذه المسألة بقوله : إن خالدا أخذها هي وابنها ملك يمين بوصفها سبية ، إذ إن السبية لا عدة عليها ، وإنما يحرم حرمة قطعية أن يقربها مالكها إن كانت حاملا قبل أن تضع حملها ، وإن كانت غير حامل حتى تحيض حيضة واحدة ، ثم دخل بها وهو عمل مشروع جائز لا مغمز فيه ولا مطعن ، إلا أن أعداءه والمخالفين عليه رأوا في هذا العمل فرصتهم ، فانتهزوها وذهبوا يزعمون أن مالك بن نويرة مسلم ، وأن خالدا ***ه من أجل امرأته وأما ما ذكره من تزوجه بامرأته ليلة ***ه ، فهذا مما لم يعرف ثبوته . ولو ثبت لكان هناك تأويل يمنع الرجم . والفقهاء مختلفون في عدة الوفاة : هل تجب للكافر ؟ على قولين . وكذلك تنازعوا : هل يجب على الذمية عدة وفاة ؟ على قولين مشهورين للمسلمين ، بخلاف عدة الطلاق ، فإن تلك سببها الوطء ، فلا بد من براءة الرحم . وأما عدة الوفاة فتجب بمجرد العقد ، فإذا مات قبل الدخول بها فهل تعتد من الكافر أم لا ؟ فيه نزاع . وكذلك إن كان دخل بها ،وقد حاضت بعد الدخول حيضة . هذا إذا كان الكافر أصلياً . وأما المرتد إذا *** ، أو مات على ردته ، ففي مذهب الشافعي وأحمد وأبي يوسف ومحمد ليس عليها عدة وفاة بل عدة فرقة بائنة ، لأن النكاح بطل بردة الزوج ، وهذه الفرقة ليست طلاقاً عند الشافعي وأحمد ، وهي طلاق عند مالك وأبي حنيفة ، ولهذا لم يوجبوا عليها عدة وفاة ، بل عدة فرقة بائنة ، فإن كان لم يدخل بها فلا عدة عليها ، كما ليس عليها عدة من الطلاق . ومعلوم أن خالدا *** مالك بن نويرة لأنه رآه مرتداً ، فإذا كان لم يدخل بامرأته فلا عدة عليها عند عامة العلماء ، وإن كان قد دخل بها فإنه يجب عليها استبراء بحيضة ، لا بعدة كاملة ، في أحد قوليهم ، وفي الآخر : بثلاث حيض ، وإن كان كافراً أصلياً فليس على امرأته عدة وفاة في أحد قوليهم . وإذا كان الواجب استبراء بحيضة فقد تكون حاضت . ومن الفقهاء من يجعل بعض الحيضة استبراء ، فإذا كانت في آخر الحيض جعل ذلك استبراء لدلالته على براءة الرحم . وبالجملة فنحن لم نعلم أن القضية وقعت على وجه لا يسوغ فيها الاجتهاد ، والطعن بمثل ذلك من قول من يتكلم بلا علم ، وهذا مما حرمه الله ورسوله ) " انتهى . من موقع الاسلام سؤال و جواب www.islamqa.com والله أعلم .
__________________
|
#6
|
|||
|
|||
تاريخ الطبري (310 هـ) الجزء2 صفحة503 * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق أن أبا بكر كان من عهده إلى جيوشه أن إذا غشيتم دارا من دور الناس فسمعتم فيها أذانا للصلاة فأمسكوا عن أهلها حتى تسألوهم ما الذي نقموا وإن لم تسمعوا أذانا فشنوا الغارة فا***وا وحرقوا وكان ممن شهد لمالك بالإسلام أبو قتادة الحارث بن ربعي أخو بني سلمة وقد كان عاهد الله أن لا يشهد مع خالد بن الوليد حربا أبدا بعدها وكان يحدث أنهم لما غشوا القوم راعوهم تحت الليل فأخذ القوم السلاح قال فقلنا إنا المسلمون فقالوا ونحن المسلمون قلنا فما بال السلاح معكم قالوا لنا فما بال السلاح معكم قلنا فان كنتم كما تقولون فضعوا السلاح قال فوضعوها ثم صلينا وصلوا وكان خالد يعتذر في ***ه أنه قال وهو يراجعه ما إخال صاحبكم إلا وقد كان يقول كذا وكذا قال أو ما تعده لك صاحبا ثم قدمه فضرب عنقه وأعناق أصحابه فلما بلغ ***هم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر وقال عدو الله عدا على امرئ مسلم ف***ه ثم نزا على امرأته وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد معتجرا بعمامة له قد غرز في عمامته أسهما فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها ثم قال أرئاء ***ت امرءا مسلما ثم نزوت على امرأته والله لأرجمنك بأحجارك ولا يكلمه خالد بن الوليد ولا يظن إلا أن رأى أبى بكر على مثل رأى عمر فيه حتى دخل على أبى بكر فلما أن دخل عليه أخبره الخبر واعتذر إليه فعذره أبو بكر وتجاوز عنه ما كان في حربه تلك قال فخرج خالد حين رضي عنه أبو بكر وعمر جالس في المسجد فقال هلم إلى يا ابن أم شملة قال فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه فلم يكلمه ودخل بيته وكان الذي *** مالك بن نويرة عبد بن الأزور الأسدي وقال ابن الكلبي الذي *** مالك بن نويرة ضرار بن الأزور الرد :الرواية لا تصح في سندها كل من بن حميد و هو متهم بالكذب و محمد بن اسحاق أيضا متهم بالكذب ستأتي ترجمتهما لاحقا الكامل في التاريخ لابن الأثير (630 هـ) الجزء2 صفحة353ذكر أحداث سنة إحدى عشرة وكان ثمامة بن أثال الحنفي تأتيه أمداد تميم فلما حدث هذا الحدث أضر ذلك بثمامة وكان مقاتلًا لمسيلمة الكذاب حتى قدم عليه عكرمة بن أبي جهل فبينما الناس ببلاد تميم مسلمهم بإزاء من أراد الردة وارتاب إذ جاءتهم سجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان التميمية قد أقبلت من الجزيرة وادعت النبوة. وكانت ورهطها في أخوالها من تغلب تقود أفناء ربيعة معها الهذيل بن عمران في بني تغلب وكان نصرانيًا فترك دينه وتبعها وعقة بن هلال في النمر وزياد بن فلان في إياد والسليل بن قيس في شيبان فأتاهم أمر أعظم مما هم فيه لاختلافهم والتشاغل فيما بينهم. وكان سجاح تريد غزو أبي بكر فأرسلت إلى مالك بن نويرة تطلب الموادعة فأجابها وردها عن غزوها وحملها على أحياء من بني تميم فأجابته وقالت: أنا امرأة من بني يربوع فإن كان ملك فهو لكم. وهرب منها عطارد بن حاجب وسادة بني مالك وحنظلة إلى بني العنبر وكرهوا ما صنع وكيع وكان قد وادعها وهرب منها أشباههم من بني يربوع وكرهوا ما صنع مالك بن نويرة واجتمع مالك ووكيع وسجاح فسجعت لهم سجاح وقالت: أعدوا الركاب واستعدوا للنهاب ثم أغيروا على الرباب فليس دونهم حجاب. فساروا إليهم فلقيهم ضبة وعبد مناة ف*** بينهم ***ى كثيرة وأسر بعضهم من بعض ثم تصالحوا وقال قيس بن عاصم شعرًا ظهر فيه ثم سارت سجاح في جنود الجزيرة حتى بلغت النباج فأغار عليهم أوس ابن خزيمة الهجيمي في بني عمرو فأسر الهذيل وعقة ثم اتفقوا على أن يطلق أسرى سجاح ولا يطأ أرض أوس ومن معه. ثم خرجت سجاح في الجنود وقصدت اليمامة وقالت: عليكم باليمامة ودفوا دفيف الحمامة فإنها غزوة صرامة لا يلحقكم بعدها ملامة. ذكر مالك بن نويرة لما رجعت سجاح إلى الجزيرة ارعوى مالك بن نويرة وندم وتحير في أمره وعرف وكيع وسماعة قبح ما أتيا فراجعا رجوعًا حسنًا ولم يتجبرا وأخرجا الصدقات فاستقبلا بها خالدًا. وسار خالد بعد أن فرغ من فزارة وغطفان وأسد وطيئ يريد البطاح وبها مالك بن نويرة قد تردد عليه أمره وتخلفت الأنصار عن خالد وقالوا: ما هذا بعهد الخليفة إلينا إن الخليفة عهد إلينا إن نحن فرغنا من بزاخة واستبرأنا بلاد القوم أن نقيم حتى يكتب إلينا. فقال خالد: قد عهد إلي أن أمضي وأنا الأمير ولو لم يأتي كتاب ما رأيته فرصةً وكنت إن أعلمته فاتتني لم أعلمه حتى انتهزها وكذلك لو ابتلينا بأمر ليس فيه منه عهد لم ندع أن نرى أفضل ما يحضرنا ثم نعمل به فأنا قاصد إلى مالك ومن معي ولست أكرههم. ومضى خالد وندمت الأنصار وقالوا: إن أصاب القوم خيرًا حرمتموه وإن أصيبوا ليجتنبنكم الناس. فلحقوه. ثم سار حتى قدم البطاح فلم يجد بها أحدًا وكان مالك بن نويرة قد فرقهم ونهاهم عن الاجتماع وقال: يا بني يربوع إنا دعينا إلى هذا الأمر فأبطأنا عنه فلم نفلح وقد نظرت فيه فرأيت الأمر يتأتى لهم بغير سياسة وإذا الأمر لا يسوسه الناس فإياكم ومناوأة قوم صنع لهم فتفرقوا وادخلوا في هذا الأمر. فتفرقوا على ذلك ولما قدم خالد البطاح بث السرايا وأمرهم بداعية الإسلام وأن يأتوه بكل من لم يجب وإن امتنع أن ي***وه وكان قد أوصاهم أبو بكر أن يؤذنوا إذا نزلوا منزلًا فإن أذن القوم فكفوا عنهم وإن لم يؤذنوا فا***وا وانهبوا وإن أجابوكم إلى داعية الإسلام فسائلوهم عن الزكاة فإن أقروا فاقبلوا منهم وإن أبوا فقاتلوهم. قال: فجاءته الخيل بمالك بن نويرة في نفر من بني ثعلبة بن يربوع فاختلفت السرية فيهم وكان فيهم أبو قتادة فكان فيمن شهد أنهم قد أذنوا وأقاموا وصلوا فلما اختلفوا أمر بهم فحبسوا في ليلة باردة لا يقوم لها شيء فأمر خالد مناديًا فنادى: أدفئوا أسراكم وهي في لغة كنانة ال*** فظن القوم أنه أراد ال*** ولم يرد إلا الدفء ف***وهم ف*** ضرار بن الأزور مالكًا وسمع خالد الواعية فخرج وقد فرغوا منهم فقال: إذا أراد الله أمرًا أصابه وقد اختلف القوم فيهم فقال أبو قتادة: هذا عملك فزبره خالد فغضب ومضى حتى أتى أبا بكر فغضب أبو بكر حتى كلمه عمر فيه فلم يرض إلا أن يرجع إليه فرجع إليه حتى قدم معه المدينة وتزوج خالد أم تميم امرأة مالك. فقال عمر لأبي بكر: إن سيف خالد فيه رهق وأكثر عليه في ذلك. فقال: هيه يا عمر! تأول فأخطأ فارفع لسانك عن خالد فإني لا أشيم سيفًا سله الله على الكافرين. وودى مالكًا وكتب إلى خالد أن يقدم عليه ففعل ودخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد وقد غرز في عمامته أسهمًا فقام إليه عمر فنزعها وحطمها وقال له: أرثاء ***ت أمرًا مسلمًا ثم نزوت على امرأته والله أرجمنك بأحجارك! وخالد لا يكلمه يظن أن رأي أبي بكر مثله ودخل على أبي بكر فأخبره الخبر واعتذر إليه فعذره وتجاوز عنه و***ه في التزويج الذي كانت عليه العرب من كراهة أيام الحرب، فخرج خالد وعمر جالسٌ فقال: هلم إلي يا ابن أم سلمة. فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه فلم يكلمه. وقيل: إن المسلمين لما غشوا مالكًا وأصحابه ليلًا أخذوا السلاح فقالوا: نحن المسلمون، فقال أصحاب مالك: ونحن المسلمون، قالوا لهم: ضعوا السلاح فوضعوه ثم صلوا وكان يعتذر في ***ه أنه قال: ما أخال صاحبكم إلا قال كذا وكذا، فقال له: أو ما تعده لك صاحبًا ثم ضرب عنقه الرد : أصل الرواية في كتاب التاريخ للإمام الطبري. البداية والنهاية لابن كثير (774 هـ) الجزء5 صفحة 619 * كان قد صانع سجاح حين قدمت من أرض الجزيرة فلما اتصلت بمسيلمة لعنهما الله ثم ترحلت إلى بلادها فلما كان ذلك ندم مالك بن نويرة على ما كان من أمره وتلوم في شأنه وهو نازل بمكان يقال له: البطاح فقصدها خالد بجنوده وتأخرت عنه الأنصار وقالوا: إنا قد قضينا ما أمرنا به الصديق، فقال لهم خالد: إن هذا أمر لابد من فعله وفرصة لا بد من انتهازها وإنه لم يأتني فيها كتاب وأنا الأمير وإلي ترد الأخبار ولست بالذي أجبركم على المسير وأنا قاصد البطاح فسار يومين ثم لحقه رسول الأنصار يطلبون منه الانتظار فلحقوا به * فلما وصل البطاح وعليها مالك بن نويرة فبث خالد السرايا في البطاح يدعون الناس فاستقبله أمراء بني تميم بالسمع والطاعة وبذلوا الزكوات إلا ما كان مالك بن نويرة فأنه متحير في أمره متنح عن الناس فجاءته السرايا فأسروه وأسروا معه أصحابه واختلفت السرية فيهم فشهد أبو قتادة - الحرث بن ربعي الأنصاري - أنهم أقاموا الصلاة وقال آخرون : إنهم لم يؤذنوا ولا صلوا فيقال إن الأسارى باتوا في كبولهم في ليلة شديدة البرد فنادى منادي خالد : أن أدفئوا أسراكم فظن القوم أنه أراد ال*** ف***وهم و*** ضرار بن الأزور مالك بن نويرة فلما سمع الداعية خرج وقد فرغوا منهم فقال : إذا أراد الله أمرا أصابه * واصطفى خالد امرأة مالك بن نويرة وهي أم تميم ابنة المنهال وكانت جميلة فلما حلت بني بها ويقال: بل استدعى خالد مالك بن نويرة فأنبه على ما صدر منه من متابعة سجاح وعلى منعه الزكاة وقال : ألم تعلم أنها قرينة الصلاة ؟ فقال مالك : إن صاحبكم كان يزعم ذلك فقال : أهو صاحبنا وليس بصاحبك ؟ يا ضرار اضرب عنقه فضربت عنقه وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدرا فأكل منها خالد تلك الليلة ليرهب بذلك الاعراب من المرتدة وغيرهم ويقال : إن شعر مالك جعلت النار تعمل فيه إلى أن نضج لحم القدر ولم تفرغ الشعر لكثرته وقد تكلم أبو قتادة مع خالد فيما صنع وتقاولا في ذلك حتى ذهب أبو قتادة فشكاه إلى الصديق وتكلم عمر مع أبي قتادة في خالد : وقال للصديق : اعزله فإن في سيفه رهقا فقال أبو بكر لا أشيم سيفا سله الله على الكفار وجاء متمم بن نويرة فجعل يشكو إلى الصديق خالدا وعمر يساعده وينشد الصديق ما قال في أخيه من المراثي فوداه الصديق من عنده ومن قول متمم في ذلك : وكــنا كندمـانى جـذيـمـة برهـة* من الدهر حتى قيل لن يتصدعا فـلـمـا تـفـرقـنـا كـأنـي ومـالـكـا* لطـول اجـتماع لم نبت ليلة معا لقد لامني عند العبور على البكى * رفــيــقــي لتـذراف الـدمـــوع السوافك وقال أتبكي كل قبر رأيته * لقبر ثوى بين اللوى فالدكادك فـقلت له إن الأسى يبعث الأسى * فـــدعـنـي فـذا كله قبر مالك وخالد لا يكلمه ولا يظن إلا أن رأى الصديق فيه كرأي عمر حتى دخل على أبي بكر فاعتذر إليه فعذره وتجاوز عنه ما كان منه في ذلك وودى مالك بن نويرة فخرج من عنده وعمر جالس في المسجد فقال خالد: هلم إلي يا ابن أم شملة فلم يرد عليه وعرف أن الصديق قد رضي عنه واستمر أبو بكر بخالد على الامرة وإن كان قد اجتهد في *** مالك بن نويرة وأخطأ في ***ه كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى أبي جذيمة ف*** أولئك الأسارى الذين قالوا : صبأنا صبأنا ولم يحسنوا أن يقولوا : أسلمنا فوداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رد إليهم مليغة الكلب ورفع يديه وقال : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ومع هذا لم يعزل خالد على الإمرة الرد : أصل الرواية في كتاب التاريخ للإمام الطبري. كنز العمال للمتقي الهندي (975 هـ) الجزء5 صفحة619 الرد : 1- أصل الرواية في كتاب التاريخ للإمام الطبري. 2- كتاب كنز العمال كتاب فهارس ولا يحتج به.
__________________
|
#7
|
|||
|
|||
بماذا يرد على الشيعي الذي يقول:
في كنز العمال للمتقي الهندي: خالد بن الوليد ي*** مسلما بعد ان اخبره ان لم يرتد وشهد ابوقتادة ان لم يرتد فيصر خالد على *** مالك والزنا بزوجته !! وعمر يطلب من أبوبكر *** خالد على جريمته وأبوبكر يقول: تأول فأخطأ!! الصحابي خالد بن الوليد ي*** الصحابي مالك بن النويرة ويتزوج امراة مالك في نفس الليلة !!!! يا لهذا الدين ويا لهؤلاء الصحابة ويا لهذه الاحكام التي قالها (الخليفة ابي بكر) التي هي اعجب من *** خالد لمالك ... هل تعلمين من هو مالك ابن النويرة ... مالك هو من قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (((اذا اراد احدكم ان ينظر لرجل من اهل الجنة فلينظر الى مالك ))).... رحم الله مالك . وسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا... الجواب الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أولا : لا يُقال " شيعي " وإنما يُقال رافضي ! ورحم الله فقهاء الأمة إذا كانوا يقولون من رمى غيره بألفاظ نابية أنه يُعزّر ، وعدّوا من تلك الألفاظ قول ( يا رافضي ) ! وما ذلك إلاَّ لِخُبْثَ الروافض ! وقال ابن مُفلح في " الفروع " : وَيُعَزَّرُ فِي : يَا كَافِرُ ، يَا فَاجِرُ ، يَا حِمَارُ ، يَا تَيْسُ ، يَا ثَوْرُ ، يَا رَافِضِيُّ ! وفي " تكلمة المجموع " : ومن الألفاظ الموجبة للتعزير قوله لغيره : يا فاسق ، يا كافر ، يا فاجر ، يا شقي ، يا كلب ، يا حمار ، يا تيس ، يا رافضي ! يا خبيث ، يا كذاب . ورَحِم الله أئمة أهل السنة إذ كانوا يَرون أن أقوال الرافضة توجِب الْحَدَث ! قال طلحة بن مصرف : لولا أني على وضوء لأخبرتك ببعض ما تقول الشيعة ! رواه الإمام اللالكائي . ورحم الله ابن القيم إذ قال عن الرافضة : وتأمل حكمته تعالى في مَسْخِ من مُسِخ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم ، فإنها لما مُسِخَتْ قلوبهم وصارتْ على قلوب تلك الحيوانات وطباعها اقتضت الحكمة البالغة أن جُعلت صورهم على صورها لتتم المناسبة ويكمل الشَّبَه ، وهذا غاية الحكمة. واعْتَبِر هذا بمن مُسخوا قردة وخنازير كيف غَلبتْ عليهم صفات هذه الحيونات وأخلاقها وأعمالها . ثم إن كنت من المتوسِّمِين فاقرأ هذه النسخة من وجوه أشباههم ونظرائهم ! كيف تراها بادية عليها ، وإن كانت مستورة بصورة الإنسانية فاقرأ نسخة القردة من صُوَر أهل المكر والخديعة والفسق الذين لا عقول لهم ، بل هم أخفّ الناس عقولا وأعظمهم مكرا وخِداعا وفسقا ، فإن لم تقرا نسخة القردة من وجوهم فلست من المتوسمين ! واقرأ نسخة الخنازير من صور أشبهاهم ولا سيما أعداء خيار خلق الله بعد الرُّسُل وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنّ هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب ! وهي تَظهر وتَخفى بحسب خِنْزِيرية القلب وخُبْثه ، فإن الخنـزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا ، ومن خاصيته أنه يَدَع الطيبات فلا يأكلها ويقوم الإنسان عن رجيعه فيُبادِر إليه ! فتأمل مطابقة هذا الوصف لأعداء الصحابة كيف تجده مُنَطِبقًا عليهم ، فإنهم عَمدوا إلى أطيب خلق الله وأطهرهم فعادوهم وتبرؤوا منهم ، ثم والَوا كُلّ عَدو لهم من النصارى واليهود والمشركين ، فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمشركين والكفار ، وصرّحوا بأنهم خير منهم ! فأيّ شَبَه ومُناسبة أولى بهذا الضرب من الخنازير ؟ فإن لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فلست من المتوسمين . اهـ . وقد قرر أئمتنا أن الصحابة رضي الله عنهم كلهم عُدول ، ولا ينتقص أحدًا منهم إلاّ زِنديق . وهذا ما دلّ عليه صريح القرآن في قوله تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) . قال الإمام مالك : من أصبح وفي قلبه غيظٌ على أصحاب محمد عليه السلام فقد أصابته الآية . وعن جعفر بن محمد ابن علي عن أبيه عن جده علي بن الحسين رضي الله عنه، أنه جاءه رجل فقال له : يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما تقول في عثمان ؟ فقال له : يا أخي أنت من قوم قال الله فيهم : (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ) الآية ؟ قال : لا ! قال : فو الله لئن لم تكن من أهل الآية ، فأنت من قوم قال الله فيهم : (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ) الآية ؟ قال : لا . قال : فو الله لئن لم تكن من أهل الآية الثالثة لتخرجن من الإسلام ، وهي قوله تعالى : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ) الآية . قال الإمام البيهقي في " الاعتقاد " : فأثنى عليهم ربهم وأحسن الثناء عليهم ، ورَفَع ذِكْرهم في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم ، ثم وعدهم المغفرة والأجر العظيم فقال : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) ، وأخبر في آية أخرى برضاه عنهم ورضاهم عنه ، فقال : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) ، ثم بَشَّرَهم بِمَا أعَدّ لهم ، فقال : (وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ، وأمَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعفو عنهم والاستغفار لهم ، فقال : (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ) ، وأمَره بِمُشَاوَرَتِهم تطييبا لقلوبهم وتَنْبِيهًا لِمَن بعده من الحكام على المشاورة في الأحكام ، فقال : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) ، ونَدَب من جاء بعدهم إلى الاستغفار لهم وأن لا يجعل في قلوبهم غِلاًّ للذين آمنوا ، فقال : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) . ثانيا : من أراد أن يستدل على قوله فليأتِ بِصحّة ما يدّعيه ويزعمه . وأين هي الأسانيد الثابتة الدالة على أن خالدا رضي الله عنه فعل ذلك كله ؟ أيعلم هذا الرافضي فيمن يتكلّم ؟ إنه يطعن في خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي " سيف الله المسلول " ! أتدري فيمن تطعن ؟ في أقوام حطّوا رِحالهم في الجنة ! وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن أبي بكر رضي الله عنه : إن أمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت مُتخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلاّ سُدّ إلاّ باب أبي بكر . رواه البخاري ومسلم . وأبو بكر قد بشّره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة . وقال عليه الصلاة والسلام في شأن خالد بن الوليد رضي الله عنه : وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا ، قَدْ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتُدَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . رواه البخاري ومسلم . وشَهِد عليّ رضي الله عنه بِفضل أبي بكر رضي الله عنه ، إذ لا يعرف لأهل الفضل فضلهم إلاّ أهل الفضل ! قال محمد بن الحنفية قلت لأبي ( علي بن أبي طالب ) : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان . قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري . أما القصة المذكورة فقد ذَكرها سيف بن عمر في " الفتوحات " وسيف ليس عمدة في الرواية . ولذلك لَمَّا أورد ابن الجوزي حديث موضوعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي إسناده " سيف بن عمر " ، قال ابن الجوزي : وفيه مجهولون وضعفاء ، وأقبحهم حالاً سيف ! وقال ابن حبان : يروى الموضوعات عن الأثبات . وكذلك الهيثمي لَمَّا أورد حديثا وفي إسناده " سيف بن عمر " قال : وفيه سيف بن عمر التميمي ، وهو ضعيف . وكذلك الذهبي لََّما ذَكَر ضَعْف أبي مِخنف ، قال : وهو مِن بَابَةِ سَيف بن عمر التميمي صاحب " الردة " ! ومعلوم أن كِتاب " كَنْز العمال " كِتاب جَمَع فيه مؤلّفه من غير اشتراط صِحّة ، بل ولا أسانيد ، كهذه القصة التي نقلها الرافضي منه ! ثم لو افترضنا صِحّة ذلك كله ، فأين هي حسنات خالد بن الوليد رضي الله عنه ؟ وأين هي أيضا حسنات أبي بكر رضي الله عنه ؟ أغَمِطَها الرافضي كلها في جـرّة قَلَم ؟! أبَلَغَه أن الله سَخِط على أصحاب نبيِّه صلى الله عليه وسلم بعد أن رضي عنهم ؟! ولو افترضنا صِحّة ذلك لَكان لِخالدٍ رضي الله عنه عُذره ، فهو آنذاك في حروب أهل الرِّدَّة ، وقد بعثه أبو بكر رضي الله عنه على حروب الْمُرْتَدِّين . وقد اعتذر خالد رضي الله عنه بِما كان يقوله مالك بن نويرة . وكان خالد رضي الله عنه يقول : إنما أمَر بِقَتل مالك لأنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ما أخال صاحبكم إلاَّ قال كذا وكذا ! فقال له : أوَ مَا تَعُدّه لك صاحبا ؟ ومن هنا فقد اختلف المؤرِّخون حول م*** مالك بن نويرة ، هل قُتِل على الإسلام أو قُتِل مُرتدًّا ؟ وعلى كُلّ حال فالقوم أفضَوا إلى ما قدّموا ، وليس لدينا أسانيد ثابتة تدلّ على صِحّة القصة ، ولو ثبتت القصة لم يكن لأحد أن يطعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه . كما أن القصة لم تتضمّن صراحة ذِكْر زواج خالد رضي الله عنه بها ليلة م*** مالك بن نويرة . ومع ذلك فلو ثبت ذلك لكان خالد رضي الله عنه معذورا ، وذلك أن خالدا رضي الله عنه لم ي*** مالكا إلاّ لاعتقاده أنه ارتد عن الإسلام ، فكان حلال الدم والمال ، هذا من جهة . ومن جهة ثانية فقد اخْتُلِف في استبراء السبايا حال سبيِهِنّ ، فقد قال بعض أهل العلم : السَّبِيَّةُ الَّتِي لَهَا زَوْجٌ بِأَرْضِهَا يَسْبِيهَا الْمُسْلِمُونَ فَتُبَاعُ فِي الْمَغَانِمِ فَتُشْتَرَى وَلَهَا زَوْج قَالَوا : فَهِيَ حَلال . ففي المدونة على مذهب الإمام مالك : قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ : أَصَبْنَا سَبْيًا يَوْمَ أَوْطَاسٍ وَلَهُنَّ أَزْوَاجٌ فَكَرِهْنَا أَنْ نَقَعَ عَلَيْهِنَّ فَسَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) فَاسْتَحْلَلْنَاهُنَّ . وهذا رواه النسائي في الكبرى . وهذا الخلاف موجود حتى في " الفقه الشيعي " ! وعُذر ثالث أنه قد تكون حائضا فطهرت من ليلتها ، فعلى هذا رأى خالد رضي الله عنه جواز استرقاقها ، ومن ثم الاستمتاع بها . وفي " دعائم الإسلام " (فقه شيعي) : عن جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه قال : من اشترى جارية و هي حائض فله أن يطأها إذا طهرت . اهـ . ولو افترضنا صِحّة القصة جدلاً .. أليست الرِّدَّة أعظم من ال*** ؟ ومع ذلك فلو ارتد مُسْلِم ثم قَتَل ثم تاب لم يكن لِيُقْتَل ! بل تُقْبَل توبته . ومِن عَجَب أن يطعن الرافضة في مثل أبي بكر وفي مثل خالد مع ما سبق لهم من الحسنى ، ثم نجدهم يرفعون من شأن من لم تُعرف له قَدَم في الإسلام أصلا ! كأبي لؤلؤة المجوسي ! فهو مجوسي كافر ، ومع ذلك أقاموا له الأضرحة في " إيران " ! والرافضة تُسمِّيه " بابا شجاع الدِّين " ! وما ذلك إلاّ لِكونه هو الذي قَتَل عمر رضي الله عن عُمر .. فهذه من متناقضات الرافضة ، وما أكثرها !! ورَحِم الله أئمة آل البيت إذ لو كان أحد منهم حيا لَضَرَب عُنُق هذا الرافضي ! قال الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم لِرَجُل مِن الرافضة : إنّ قَتْلَك قُرْبة إلى الله ! فقال : إنك تَمْزَح ، فقال : والله ما هو مِنِّي بِمِزَاح . وكان بحضرته رَجل ذَكَر عائشة بِذِكْر قبيح من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ! فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا ! فقال : معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله عز وجل : (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) ، فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي خبيث ؛ فهو كافر ، فاضربوا عنقه . قال القاضي عتبة بن عبد الله الهمداني : فَضَرَبُوا عُنقه وأنا حاضر . رواه اللالكائي . وعن أبي جعفر بن الفضل الطبري أن محمد بن زيد أخَا الحسن بن زيد قَدِم عليه من العراق رجلٌ يَنوح بين يديه ، فَذَكَر عائشة بِسُوء ، فقام إليه بعمود وضرب به دماغه ! ف***ه ، فقيل له : هذا من شيعتنا وممن يتولانا ، فقال : هذا سَمَّى جَدِّي قِرْنان ، اسْتَحَقّ عليه ال*** ، فَقَتَلْتُه . رواه اللالكائي . ومِن عَجَب أن يتكلّم " الرافضة " في هذه المسائل ، وهم أكثر الناس خوضا وتخوّضا في " ال*** " ! فقد تمتّع أحد ملالي الرافضة بامرأة ! ثم تمتّع بابنتها بعد ستة عشر عاما ! وهذا يعني أنه تمتّع بامرأة فَحَمَلت منه ، ثم تمتّع بابنته من المتعة ! ومن عجب أن يتكلّم الرافضة أيضا في مسائل الفقه ، وهم يعتقدون أن فضلات الأئمة طاهرة يُتبرّك ويُتمسّح بها ! هذا هو الفقه الرافضي ! روى الكليني في " الكافي " (الجزء الأول – ص 388 ) عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ : لِلإِمَامِ عَشْرُ عَلامَاتٍ يُولَدُ مُطَهَّراً مَخْتُوناً ، وَ إِذَا وَقَعَ عَلَى الأَرْضِ وَقَعَ عَلَى رَاحَتِهِ رَافِعاً صَوْتَهُ بِالشَّهَادَتَيْنِ ، وَ لا يُجْنِبُ ، وَ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَ لا يَنَامُ قَلْبُهُ ، وَ لا يَتَثَاءَبُ وَ لا يَتَمَطَّى ، وَ يَرَى مِنْ خَلْفِهِ كَمَا يَرَى مِنْ أَمَامِهِ ، وَ نَجْوُهُ كَرَائِحَةِ الْمِسْكِ . النجو : الغائط !!! و" الكافي " أصح الكُتُب عند الرافضة ! * تنبيه : مِن أعجب ما رأيت في هذا القول استدلال الرافضي بقول عمر رضي الله عنه ! وعمر من ألدّ أعداء الرافضة ، وهم يلعنون أبي بكر وعمر ( رضي الله عنهما ) فليس حُـبًّا في عُمر بِقَدْر ما هو التشفِّي من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ! وكذلك الترحّم على مالك بن نويرة ، ليس حُـبًّا في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، بل من أجل الطعن في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم . والله تعالى أعلم .
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
جزاكم الله خيرا
وبارك فيكم
__________________
^-^بخِمارى انا ملكه ^-^ |
#9
|
|||
|
|||
بارك الله جهودك أخى الحبيب
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|