اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2014, 06:56 PM
alaa 4 alaa 4 غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 935
معدل تقييم المستوى: 11
alaa 4 has a spectacular aura about
Exclamation قراءة في خطاب (الإسماعيلية)

بقلم: م.يحيى حسن عمر


كان خطاب (المارشال) الذي ألقاه بمناسبة البدء في مشروع تطوير قناة السويس واحدًا من أهم خطاباته واكثرها كشفًا عن رؤاه وأفكاره المستقبلية وطرق تنفيذها، وسيرى الكثير من أنصار المارشال الكثير من الإيجابيات فيه، وسيتعامون بطبيعة الحال عن الطوام والكوارث التي جاءت فيه والتي تربو على كل ما سبقها من الخطابات بإستثناء خطاب التفويض، لذلك أترك لهم – عن طيب خاطر – مهمة الحديث عن أية إيجابيات قد يجدونها في هذا الخطاب، وبعضها موجود بالفعل مثل أي خطاب لمسؤول يتحدث عن وجوب الإهتمام بمستقبل البلاد، ومواجهة التحديات....إلخ، أترك لهم هذا وأتدبر معكم النقاط الخطيرة في هذا الخطاب (التاريخي بحق) وليس ككل خطاب نطلق عليه لقب (تاريخي) دون وجه حق.

أخطر محاور الخطاب هو المتعلق بالجانب السياسي، ورؤيته للحياة السياسية في مصر في الفترة القادمة والتعامل مع المعارضة السياسية، وتمثلت هذا في جمل تحدث البعض عنها بإعتبارها (بادرة للتعايش)، وأراها على العكس تمامًا رؤى هدامة لفكرة التعايش، إذا قال- لا فض فوه- بالنص [أنا (ما عنديش مانع) يبقى فيه ناس عايشين وسطينا، (ليهم افكار مختلفة)، هما أحرار، لكن لا يؤذونا ولا يؤذوا البلد ]، فكأن هؤلاء الذين سيسمح له بالعيش وسط الناس هم غير الناس (إحنا شعب وهما شعب) !!، هذه واحدة، وكأنه يعطيهم إمتيازًا جديدًا لم يكن لهم !!، هذه ثانية، وكأنه كان بيده أن يمنحه أو يمنعه !!، هذه ثالثة، وهذا الإمتياز الممنوح مشروط بشرط عام هو وحده من يحدد ضوابطه، وهذه رابعة.

والمحور الثاني من المحاور السياسية مرتبط بالأول، إذ قال أن الذي يهدم الدول من حولنا [ أن هذه الدول أصبح فيها (أدمغة متعددة) بدلًا من (دماغ واحدة)، ولكل دماغ من هولاء مجموعة، ولكل مجموعة أفكارها، وتبدأ في الترويج لأفكارها !! ]، إذًا المدينة الفاضلة في رأيه والدولة التي يسعى لتكريسها هي الدولة ذات الدماغ الواحد والترويج (لفكر واحد) ينبت فقط من هذه (الدماغ)، فلا فكر يسمح بترويجه إلا فكر هذه الدماغ !!، وهذه الطريقة هي بإمتياز طريقة الدكتاتوريات العسكرية في التعامل مع المجتمعات المدنية، وهذا هو وبال حكم العسكر، وهو الذي يجعلنا نهتف في ثوراتنا (يسقط يسقط حكم العسكر)، حيث إرادة فرض الفكر الواحد، فكر القائد الزعيم المتبع.
ولقد أعفانا المارشال من أن نتهم بالتقول عليه وتفسير كلماته بما لم يرده، فضرب مثالًا عمليًا يوضح فكره السياسي في المرحلة القادمة، قال بالنص [الزعيم عبد الناصر كان محظوظًا، لأنه كان معه إعلام يقف (كله) معه ويروج لأفكاره ]، وينسى المارشال حقيقتين هامتين، الأولى أن هذا الحظ لم يكن قدريًا بحتًا !!، وإنما كانت وراءه حملة قمعية عام 1954 شملت إغلاق للصحف المعارضة، وسجن للصحفيين الذين عارضوا حتى من كان منهم أقرب الصحفيين لعبد الناصر، والتشهير بهم وتخوينهم والتعريض بنزاهتهم، وفرض الرقابة على الصحف، وحملة تشريد ونقل من المؤسسات الصحفية، والسيطرة على نقابة الصحفيين، وضرب للمعارضة في الجامعات، وغير ذلك من مظاهر القمع التي أدت في النهاية للإعلام الأحادي الذي يعتبره المارشال من (حظ) الزعيم جمال عبد الناصر، لا يا سيدي لم يكن الحظ وحده سبب هذه الأحادية، فقد خلقنا الله مختلفين لإختلاف الآراء والأهواء والنظر في المصالح والمفاسد، فلا (تتكون) هذه الأحادية بمجرد الحظ !!، إرجع إلى تاريخ تلك الحقبة لتعرف – وأنت تعرف وتنفذ وتسير على النفس الخطى بوتيرة أسرع وأقوى- أنه (القهر) وليس (الحظ).
والأمر الثاني الذي تناساه المارشال هنا أن النهاية – نهاية الفكر الأحادي – كانت وبالًا على عبد الناصر وعهده، وكان تكميم الأفواه وإخفاء الأخطاء وسيطرة الشللية العامل الرئيسي في الهزيمة الساحقة في 1967، وهكذا نسي المارشال في حديثه عن محاسن الإعلام الأحادي أن البداية لم تكن (الحظ)، وأن النهاية لم تكن سعيدة !!.

وهو يغلف طلبه في النهاية بأنه يريد المصريين (على قلب رجل واحد)، ونسي أن يقول لنا من هو هذا الرجل، كيف يكون المصريين موحدين قلبيًا والذي يقود المسيرة متهم بقتـل الآلاف منهم وسجن عشرات الآلاف ؟!، كيف يكون المصريين موحدين قلبيًا وملايين المصريين (من الشعب الثاني بزعمهم) يدعون ليل نهار على هذا القائد أن يذيقه الله وبال ظلمه، كان يمكن أن يتوحد المصريين تحت حكم شخصية توافقية، أو على الأقل شخصية غير متهمة بكل هذا، أما آخر شخصية يمكن أن يتوحد معها المصريين على قلب رجل واحد هو المتهم بقتـل وقمع عشرات الآلاف منهم، وتكميم افواه الملايين !!.

ومن المحاور السياسية الكارثية في خطابه التسليم الضمني المطلق للجانب الأثيوبي في موضوع سد النهضة، وإعتباره أمرًا واقعًا تتمثل المناقشة بخصوصه فقط في عدد سنوات ملئ الخزان، وهو تهاون غير مسبوق في الأمن القومي المصري، وستكون له بإجماع جميع خبراء الري نتائج كارثية، فهذا التسليم السريع وإسقاط جميع الخيارات الأخرى والحديث فقط عن عدد سنوات ملئ السد تراجع خطير في الموقف المصري.

فإذا إنتقلنا إلى المحاور الإقتصادية نجد العجب العجاب، أولًا بالنسبة لمشروع تطوير القناة تحدث عنه في إنصاف ضمني لمن سبقه دون أن يصرح بهذا الإنصاف، فلم يوجد حديث عن بيع قناة السويس، أو التهاون في حقوق مصر، كل ما ذكره أنه خشي من المشروع في طبعته الموسعة (والتي أعاد طرحها عليه رئيس هيئة قناة السويس العسكري)، مبررًا هذا الخوف بدواعي الأمن القومي، بل زاد وقال أن هذا التوسع قد يكون مقبولًا في أوقات وظروف أخرى، إذًا النظام السابق لم يكن يريد بيع القناة ولم يكن يريد كذا وكذا..إلى آخر الترهات الإعلامية لإعلام (مسيلمة الكذاب) كما يُطلَق عليه بحق !!.

المحور الثاني الخطير في منهجية المارشال هي العنتريات غير المدروسة ولو كانت لمجرد الفرقعة الإعلامية، فعندما يقول له الخبراء أن القناة الجديدة تحتاج لثلاث سنوات، فإذا به يطلب من المسؤول أن يقف ليتعهد فورًا أمامه أنها ستنتهي في عام واحد وهي تحتاج لخمسين مليار جنيه دون أن يتعهد هو له بتوفير هذه الخمسين مليار !!، وعندما يطلب من مسؤول الهيئة الهندسية الوقوف أمامه ليتعهد بالإنتهاء من 32000 كم من الطرق في عام واحد بتكلفة تقدر ب32 مليار جنيه هو لا يملكها، فهذا كله يدل إما على عشوائية في التخطيط، أو أن الأمر كله فرقعة إعلامية يعلم كل هؤلاء أنه لن يدخل حيز التنفيذ منها إلا القليل !!.

المحور ثالث في الشأن الإقتصادي وهو الأخطر في هذا المجال، وهو التلويح بالإبتزاز (حتدفع حتدفع)، وهو ما أتوقع معه قرارات خلال الشهر أو الشهرين القادمين لفرض (فرد) و(مكوس) على الرواتب الشهرية وعلى الشركات، في ظل المبالغ التي طلبها في خطابه وفي ظل ضعف الإقبال التطوعي على صندوق (تحيا مصر)، فهو يريد 100 مليار في عام، أي مليار كل ثلاثة ايام، ولم يجمع إلا مليارًا واحدًا منذ شهر، فلنا أن نتوقع إجراءات إبتزازية غير مسبوقة منذ ايام محمد علي.

المحور الأخير في الشأن الإقتصادي هو تكريس ثقافة (عدم الدفع وإبتزاز المقاولين) [مفيش فلوس.....آخد حقي وزيادة، زيادة علشان مصر]، هذه الثقافة أثبتت أنها أسرع طرق الخراب وإيقاف عجلة التنمية، وتؤدي لعدم إقبال الشركات على قبول أعمال جديدة، وزيادة الدين الداخلي، وتعثر البنوك وزيادة الديون المعدومة.

كانت تلك بعض الملاحظات على الخطاب التاريخي للمارشال، اسأل الله أن يصرف عن مصر الغمة، وأن يوفقها لطريق الخير والرشاد.


http://www.elshaab.org/article/12670...-widget-latest
__________________
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:28 AM.