اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-08-2014, 06:25 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New فلسطين قضية أمة، فأين الهِمَّة؟!


الحمد لله الكبير المتعال، المتفرد بصفات الكمال والجمال والجلال، يُعزُّ من يشاء ويُذّلُّ من يشاء وإليه المرجع والمآل، والصلاة والسلام على قائدنا رسول الله وعلى صحبه والآل، أما بعد:

في ظل أمواج متلاطمة من الفتن[ ] ، تروج بالأُمَّة الإسلامية، حتى اختلف واضطرب وانقسم وتصارع في القضية الواحدة أبناء الوطن، وبرزت ألوان من المناهج والعقائد والطرائق والمِحن، حتى يحار فيها الحليم ويكاد العاقل أن يجنّ، وأُذهلت العقول وعَميت البصائر وأهملت وأُغفلت قضية فلسطين[ ] ، حتى اعتصرت القلوب[ ] كمدًا من شدة الحسرات والأسى والألم.

الحقيقة الكبرى والقضية العظمى، التي ينبغي أن ترسخ في عقول وأذهان وقلوب بل وتفكير المسلمين، والتي لا ينبغي التهاون فيها أو إغفالها والذهول عنها تحت أي ظرف، ولا بُدَّ لكل مسلم مراجعة نفسه وسلوكه ونهجه ومعتقده وعمله تجاهها؛ أن قضية الأرض الطيبة المقدسة المباركة هي قضية أُمّة بالكامل، منذ أن أوجد الله الخليقة على وجه الأرض حتى قيام الساعة، لأنها مرتبطة ارتباطًا وثيقُا برسالة السماء في بداية الزمان ووسطه وآخره.

أول مدينة عرفت التوحيد[ ] مكة المكرمة، قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} [آل عمران:96]، ومدينة القدس[ ] ثاني مدينة عرفت التوحيد، كما رجح الحافظ ابن حجر أن المسجد الأقصى وضع في زمن آدم عليه السلام، أخرج البخاري[ ] ومسلم من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عندما سأل النبي[ ] عليه الصلاة والسلام قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: «المسجد الحرام». قال: قلت: ثم أي؟ قال: «المسجد الأقصى». قلت: كم كان بينهما؟ قال: «أربعون سنة».

في ذلك إشارة إلى أن الأرض المقدسة، ارتبطت ارتباطا قويا برسالة السماء في بداية الزمان، ثم تتابع أنبياء الله عليهم السلام بواجب الدعوة[ ] إلى الله على هذه الأرض؛ منهم إبراهيم ولوط عليهما السلام، وفيها ولد إسحق وإسماعيل عليهما السلام، وولد يعقوب وأولاده ومنهم يوسف عليهم السلام عليها، وعلى تلك الأرض المباركة أقام داود عليه السلام خلافة إسلامية على منهاج النبوة ومملكة على التوحيد، كانت عاصمتها بيت المقدس، أي أن الوحي كان يتنزل على أرض فلسطين يحمل رسالة الإسلام إلى الأنبياء والمرسلين ونقلها إلى بني الإنسان.

وبيت المقدس "ما فيه شبر إلا وقد صلى عليه نبي مرسل أو قام عليه مُقرَّب.. وتاب الله على زكريا وبشَّره بيحيى في بيت المقدس وكان الأنبياء عليهم السلام يقربون القرابين في بيت المقدس. وأوتيت مريم[ ] عليها السلام فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء في بيت المقدس وولد عيسى عليه السلام وتعلم في المهد صبيًا في بيت المقدس ورفعه الله إلى السماء من بيت المقدس وأنزلت عليه المائدة في بيت المقدس. وأعطى الله البُراق للنبي صلى الله عليه وسلم تحمله إلى بيت المقدس" (الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، ص: [239]).

ولِمَ لا تكون تلك الأرض المباركة المقدسة قضية أمة، وفيها أول قبلة للمسلمين، وثاني مسجد وضع في الأرض، وثالث مسجد يشد إليه الرحال، وفيها مسرى نبينا عليه الصلاة والسلام ومعراجه إلى السموات العلى، وفيها تضاعف أجور الصلوات، وصلى فيها نبينا عليه الصلاة والسلام إمامًا بجميع الأنبياء، في إشارة ودلاله لأهميتها وارتباط جميع الرسالات بها، "وهي مهبط الأنبياء ومعدنهم وقبورهم فيها، ومهد الرسالات، وفلسطين هي ملجأ ومأوى ومهجر الأنبياء الذين أوذوا واضطهدوا من أقوامهم، فقد هاجر إليها أبو الأنبياء إبراهيم ونبي الله لوط من العراق، وكذلك هاجر موسى إليها من مصر[ ] ، وفيها يحسم الصراع مع الباطل وي*** المسيح الدجال[ ] ، وهي أرض المحشر والمنشر" (مقال القدس يا مسلمون أفلا تستفيقون؛ أيمن الشعبان).

ولِمَ لا تكون القدس قضية الأمة، وقد بورك فيها وبمن حولها، وفيها تضاعف أجور الصلوات، ويرجى لمن صلى في المسجد الأقصى أن يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمّه، وهي مبتغى الفاتحين ورباط المجاهدين، ومحل الطائفة المنصورة التي تقاتل على الحق إلى قيام الساعة، ولأهميتها بشَّر النبي عليه الصلاة والسلام بفتحها.

ولأن قضية المسجد الأقصى قضية أُمّة بأسرها؛ نذرت امرأت عمران ما في بطنها محرَّرًا لخدمة بيت المقدس، وتمنت أن يكون ذكرًا، في حرص شديد وقربان عظيم وتعلق منقطع النظير بتلك المقدسات، فرزقها الله سبحانه مريم عليها السلام وكانت سيدة نساء العالمين، قال تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران:35-36].

ولأن الأرض المباركة قضية هامة جدا في حياة الأنبياء همّ موسى عليه السلام وسار لفتحها إلا أن قومه خذلوه، ثم سأل موسى عليه السلام ربه أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية حجر، فكان قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر[1]، حتى قادهم إلى فتحها يوشع بن نون ولم تحبس الشمس لأحد إلا له.

إن أعظم وأعجب وأسرع رحلة عبر التاريخ، رحلة الإسراء والمعراج[ ] في وسط الزمان، التي أسري فيها بالنبي عليه الصلاة والسلام من مكة إلى بيت المقدس، ثم عرج إلى السموات العلى، ورأى من آيات ربه ما رأى، وفرض أعظم ركن بعد التوحيد فيها، ثم عاد إلى المسجد الأقصى وصلى إماما بجميع الأنبياء، كل ذلك لم يكن ليحصل لولا أهمية وفضل ومكانة تلك الأرض المقدسة وارتباطها الوثيق عبر الزمن برسالة السماء.

ولأن فلسطين قضية أمة، حذا نبينا عليه الصلاة والسلام -إمام الأنبياء وحبيب الرحمن وقدوة الأمة- حذو سائر الأنبياء فكان لتلك الأرض المقدسة همّ وحضور في حياته، فقد بشّر عليه الصلاة والسلام بفتحها، وعقد لواء لزيد بن حارثة في سرية عرفت بسرية مؤتة سنة 8 هـ، لمنازلة الروم المحتلين لأرض الشام[ ] بما فيها بيت المقدس، وغنم فيها القادة الثلاثة بالشهادة في سبيل الله وهم زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم، وتسع من المسلمين.

وفي شهر رجب من العام 9 هـ خرج عليه الصلاة والسلام بنفسه إلى تبوك لمنازلة 40 ألف جندي روماني، ليؤكد أهمية أرض الشام وفضلها ويعطي توجيهًا عمليًا للأُمّة بضرورة شحذ الهِمَّة وبذل النفس[ ] من أجل بيت المقدس، وفرّ الروم وجبنوا عن مواجهته عليه الصلاة والسلام وكان هذا بمثابة إعلان من نبينا عليه الصلاة والسلام لأعداء الأُمّة ولأُمّة الإسلام على امتداد تاريخها "أيها المحتلون المغتصبون لأرض الإسلام قد آن الأوان لتحرير مقدساتنا".

وقبل وفاته عليه الصلاة والسلام عقد لواء أسامة بن زيد رضي الله عنه وجهته أرض فلسطين والقدس، واقتضت حكمة الله إكمال أبو بكر رضي الله عنه المسيرة، لكن الخطوة الأولى خشوا أن يبيتوا ليلة واحدة دون إمامة فأقاموا الخلافة الإسلامية وبعدها كان قرار قتال المرتدين وإمضاء بعث أسامة.

وتحرَّرت القدس وذهب عمر رضي الله عنه ليستلم مفاتيحها بعد 700 سنة من الاحتلال الرومي، وانكسرت شوكة الروم وانهاروا على أرض الشام كلها وتحرَّرت دمشق وحمص وحلب، وأوقف الخليفة عمر أرض بيت المقدس في إشارة بأن قضية القدس وما حولها من سائر أرض فلسطين قضية أُمّة، ولكي يستنهض الهِمَم وتبقى راسخة في أذهاننا ومخيلتنا في كل وقت وحين.

حتى في الحالات العصيبة وأحلك الظروف، كان المسلمون يستحضرون ما يجب عليهم من نصرة قضايا الإسلام المهمة وعِزَّة المسلمين، فهذا البطل التاريخي تقي الملوك ليث الإسلام ناصر أمير المؤمنين نور الدين محمود زنكي، عندما عَلِم ما حصل للمسلمين في بيت المقدس، سنة اثنين وتسعين وأربعمائة للهجرة، إذ دخل ألف ألف مقاتل صليبي بيت المقدس، مكثوا فيه أسبوعًا ي***ون المسلمين، حتى بلغ عدد ال***ى أكثر من ستين ألفًا، منهم أئمة وعلماء ومتعبِّدون ومجاورون للمسجد الأقصى، ورُفِعت الصلبان وأُدخِلت الخنازير ونُودي من على مآذن المسجد أن الله ثالث ثلاثة! حتى صنعوا ما لا تصنعه وحوش الغاب وفعلوا الأفاعيل، حتى ظن الناس أن بيت المقدس لن يرجع إلى المسلمين أبدًا، لكن ماذا فعل نور الدين زنكي؟ هل اكتفى بالخطب الرنانة والشجب والتنديد والاستنكار على حدِّ قول القائل:

خطب وتهديد وما من ناصرٍ *** ومهازل تغني عن التبيان
يستنكرون ويشجبون ولا أرى *** طِحنًا فهل قد أخطؤوا عنواني؟!
أم جلس -حاشاه- يكتب البيانات ويرفع صوته بالتصريحات والجعجعات والمناشدات والنداءات؟!
لكنه رحمه الله لم يفعل ذلك، فشمَّر عن ساعد الجد وبنى أسوار مدن الشام وقلاعها، وبنى المدارس والمساجد ونشر التوحيد والعلم وقمع البدع[ ] ، وقرَّب العلماء[ ] والصالحين ورفع من شأنهم، ونشر العدل وأنصف المظلومين، وأكثر من الأوقاف واهتم برعاية حقوق الناس ومصالحهم، وأخذ على عاتقه تحرير بيت المقدس فكان مهيبًا وقورًا، حتى قيل فيه "شديدٌ في غير عُنف، رقيقٌ في غير ضعف".

ذكر أبو شامة المقدسي في كتاب (الروضتين في أخبار الدولتين): "أنه جاء إلى نور الدين ذات يوم جماعة من العلماء فقالوا: جئنا نروي عنك بسندٍ متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا مسلسلًا قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم، فتبسّم نروِه عنك. فالتفت إليهم نور الدين والهم يعصر فؤاده وهو يقول: كيف ابتسم والمسجد الأقصى راسف في قيود الذل والهوان، تحت سنابك خيل الأعداء؟".

نور الدين رحمه الله الذي يرجع نسبه إلى السلاجقة الأتراك، أسس لمن بعده طريق ناصع لتحرير بيت المقدس، فأتم المشوار القائد الهمام صلاح الدين رحمه الله، الذي يرجع نسبه إلى الأكراد، ومن قبل ففاتح بيت المقدس عمر بن الخطاب[ ] قرشي النسب، لكن جمعهم همٌ واحد وقضية كبيرة، فمتى نسير على خطاهم؟!

وهكذا تبقى هذه القضية قضية أُمّة بأكملها، والصراع على أرضها صراع بين الحق والباطل إلى قيام الساعة، يقول عليه الصلاة والسلام: «لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال[ ] » (صحيح أبي داود).

وأشار عليه الصلاة والسلام أن الأُمّة التي تحمل هم هذه القضية، من تكون على منهاج الصحابة[ ] اعتقادا وقولا وعملا، لذلك قال عليه الصلاة والسلام مخاطبا الصحابة الكرام ومن هم على شاكلتهم ومن يمضي على طريقهم «تُقَاتِلُونَ اليَهُودَ، حَتَّى يَخْتَبِيَ أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الحَجَرِ، فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، فَاقْتُلْهُ» (أخرجه البخاري).

لقد أيقن أعداء الإسلام وأعداء هذه القضية من اليهود[ ] ومن تحالف معهم، بأنه عندما يستشعر المسلمون حقيقة هذه القضية وأنها قضية أمة، فعند ذلك سوف يندحرون ويتغلب عليهم المسلمون، تقول غولدا مائير رئيسة وزراء الكيان اليهودي (1969-1974)م: "نحن لا نخاف من المسلمين إلا عندما يصلون الفجر[ ] في المسجد كما يصلون الجمعة[ ] ".

وتقول إحدى طوائف اليهود المتعصبة: "نحن نعلم أن نهايتنا على يد المسلمين وسوف يتكلَّم الحجر والشجر ويُخبِر المسلمين عن مكان وجودنا، ولكن ليسوا هؤلاء المسلمين في هذا الزمان، لانهم منشغلون عن صلاتهم باللهو واللعب".

مناقبٌ شهدَ العدو بفضلِها *** والفضلُ ما شَهدتْ به الأعداءُ
وعندما دخل اليهود القدس عام 1967م وأحرقوا المسجد الأقصى سأل أحد الصحفيين اليهود موشي ديان وزير الحرب الصهيوني حينها أن المسلمين يعتقدون في كتابهم القرآن أنهم سيدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة فما رأيكم؟

كان الجواب: "لا تقلق يا عزيزي فليس هذا هو الجيل الذي سيقوم بذلك، فسأله الصحفي قلقا فمتى سيحدث ذلك إذن؟ فأجاب ديان: سيحدث ذلك إذا رأيت عدد المصلين في صلاة الفجر[ ] يساوي عدد المصلين في صلاة الجمعة!".

فأعدائنا يعلمون أن الصراع على أرض فلسطين، هو صراع أُمّة بأكملها لا قومية ولا قطرية ولا فئوية ولا حزبية، في الوقت[ ] الذي تنكرنا وتنكبنا لأبسط وسائل النصرة والعزة، في زمن التطور والتكنولوجيا والابتكارات! فمتى ما حققنا ذلك وغرسنا في نفوسنا حقيقة الصراع فسوف نقلق مضاجع المحتلين، فكما أن للغاصبين المحتلين استراتيجيات كذلك للمحرِّرين إستراتيجيات، أولاها حقيقة استشعار المسؤولية وحمل الهم[ ] ّ وإيقاظ الهِمَّة في جميع الأحوال والظروف، لأن صحة الانتهاء من صحة الابتداء.

فلا عذر لأي مسلم تحت أي ظرف، التواني والتخاذل والتقاعس عن استرداد الأرض السليبة، بكل الوسائل الشرعية والطُرق المرعية، وأضعف الإيمان[ ] استنهاض الهِمَّة وتحريك النفوس، وتثقيف الأجيال وتوجيههم التوجيه الصحيح، بكل ما يتعلَّق بهذا الصراع وما يراد لتلك الأرض من طمس لمعالِمها وانتقاص من قدسيتها وضياع لتاريخها، وتربية الأجيال تربية صحيحة ناضجة بعيدة عن ردود الأفعال المجردة، والعواطف والحماسة الوقتية، فقضيتنا قضية أُمة فأين الهِمَّة؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] (أخرج الحديث البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه).





أيمن الشعبان

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-08-2014, 06:27 AM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New القدس يا مسلمون، أفلا تستفيقون؟!

الكل شاهد ولا زال يشاهد وتابع الأحداث المؤلمة المفجعة المفزعة في بيت المقدس، وما يدور في المسجد الأقصى وحوله وما يراد له من طمس لمعالمه، وهدم لبناءه وتهويد كامل لمُقدَّساتنا في فلسطين[ ] من قبل اليهود[ ] الغاصبين المعتدين الملاعين.

فلسطين والمسجد الأقصى الحدث المُتجدِّد الحاضر في أذهان ونفوس وقلوب وعقول جميع المسلمين، بل كثير من المهتمين والمتابعين في العالم، وربنا جل وعلا -لحكمة بالغة- جعل لُب الصراع بين الحق والباطل منذ أن أوجد الله الخليقة إلى قيام الساعة في تلك الأرض المباركة المُقدَّسة.

فالمسجد الأقصى أول قبلة للمسلمين، وثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، وثالث مسجد يُشد إليه الرحال، مسرى النبي[ ] عليه الصلاة والسلام ومعراجه إلى السموات العلى، فيه تُضاعف أجور الصلوات، وفيه صلى نبينا عليه الصلاة والسلام إمامًا بجميع الأنبياء، بورك فيه وبمن حوله، ويرجى لمن صلى فيه أن يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وبيت المقدس مبتغى الفاتحين وفيه رباط المجاهدين، وهو محل الطائفة المنصورة التي تقاتل على الحق، ظاهرين على من ناوأهم، وقد بشر النبي عليه الصلاة والسلام بفتحها، وهي مهبط الأنبياء ومعدنهم وقبورهم فيها، ومهد الرسالات، وفلسطين هي ملجأ ومأوى ومهجر الأنبياء الذين أوذوا واضطهِدوا من أقوامهم، فقد هاجر إليها أبو الأنبياء إبراهيم ونبي الله لوط من العراق، وكذلك هاجر موسى عليه السلام إليها من مصر[ ] ، وفيها يحسم الصراع مع الباطل وي*** المسيح الدجال[ ] ، وهي أرض المحشر والمنشر.

وقد ذكر مجير الدين الحنبلي في كتابه (الأنس الجليل بتاريخ القدس[ ] والخليل، ص: [239]) لمحة رائعة بفضل بيت المقدس من رواية مقاتل بن سليمان يقول: "ما فيه شبر إلا وقد صلى عليه نبي مرسل أو قام عليه مقرَّب.. وتاب الله على زكريا وبشَّره بيحيى عليهما السلام في بيت المقدس، وكان الأنبياء عليهم السلام يُقرِّبون القرابين في بيت المقدس. وأوتيت مريم[ ] عليها السلام فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء في بيت المقدس وولد عيسى عليه السلام وتعلَّم في المهد صبيًا في بيت المقدس ورفعه الله إلى السماء من بيت المقدس، وأُنزِلت عليه المائدة في بيت المقدس. وأعطى الله البُراق للنبي صلى الله عليه وسلم تحمله إلى بيت المقدس".

والقدس مدينة عريقة تاريخها مجيد: "ذلك لأنها صمدت لنوائب الزمان بجميع أنواعها، وطوارئ الأحداث بجميع ألوانها. حتى لم يبق فاتح من الفاتحين، أو غاز من الغزاة المتقدمين والمتأخرين الذين صالوا في هذا الجزء من الشرق، إلا ونازلته، فأما أن يكون قد صرعها، أو تكون هي قد صرعته" من (كتاب المفصل في تاريخ القدس؛ عارف العارف).

وبعد أن أذلَّ الله الإمبراطورية الرومانية وانصاعوا لدفع الجزية سلَّموا مفاتيح بيت المقدس لعمر الفاروق[ ] رضي الله عنه وأرضاه سنة 15 للهجرة، وولَّى عليها أبو عبيدة أمين هذه الأمة رضي الله عنه، وعندما أرسل إليه عمر بأربعة آلاف دينار وقال لرسوله: انظر ماذا يصنع بها، فقسمها أبو عبيدة، فلما بلغ عمر ذلك قال: "الحمد لله الذي جعل في الإسلام من يصنع هذا!".

وعندما قدم عمر لبيت أبي عبيدة رضي الله عنهما وعن جميع الصحابة[ ] لم يرَ في البيت شيئًا، فقال له عمر: "غيَّرتنا الدنيا[ ] كلنا غيرك يا أبا عبيدة"، فلا إله إلا الله كيف أعزَّ الله الإسلام وأهله ومُقدَّساتنا بأمثال هؤلاء الأبطال، الذين قل أشباههم هذه الأيام والله المستعان، وما ذلك إلا أنهم جعلوا شعارهم: "نحن قومٌ أعزَّنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العِزَّة في غيره أذلَّنا الله".


وما أصدق القائل فينا هذه الأيام:

أي الحكايا ستروى عارنا جلل *** نحن الهوان وذل القدس يكفينا
من باعنا خبروني كلهم صمتوا *** والأرض صارت مزانًا للمرابينا
هل من زمان نقي يف ضمائرنا *** يحيي الشموخ الذي ولَّى فيحيينا
القدس يا مسلمون تئِن وتصرخ متى تستيقظون؟! القدس في محنة في أزمة وهي اليوم لنا أحوج ما تكون.. فقد دنسها اليهود الحاقدون.. وانتهكوا حرمتها فماذا تنتظرون؟! ستون عامًا ونحن نائمون.. أما حان الوقت[ ] لأن نكون..

القدس يا مسلمون تنادي متى تنتصرون.. ولماذا أنتم قاعدون؟! أم أنكم رضيتم بالدون.. والله يوم القيامة[ ] ستسألون.. عن الأقصى عن المساجد التي دُنِّسَت بأيدي الغادرون.. عن معالمنا عن آثارنا وعن الزيتون.. ما لكم يا مسلمون أفلا تعقلون..!

اليهود قوم ملعونون ومغضوب عليهم، اجتمعوا من شتات الأرض ليغتصبوا أرضنا وبلادنا ومُقدَّساتنا، فهم شُذَّاذ الآفاق أكَّالون للسحت سمَّاعون للكذب، أُمّة مخادعة جُبِلَت على الخيانة والغدر والمكر، ومهما ادَّعوا من شعاراتٍ وتصريحات، فلا ينبغي تصديقهم، فتاريخهم قديمًا وحديثًا حافل بالمكائد للإسلام وأهله، فهلَّا قرأنا التاريخ واستلهمنا منه الدروس والعبر؟!

والله إن كل ما يفعله اليهود ليس بعيدًا عن صفاتهم، فهم يصرحون بأن معركتهم وصراعهم معنا صراع عقدي، والأرض يهودية وما كنيس الخراب الذي أعلنوا عن افتتاحه مؤخرًا لأكبر دليل لذلك، واليهود ينطلقون بتصرُّفاتهم تلك من عقدة النقص بقلة الآثار المُقدَّسة لهم وعليه فيبتكرون مصطلحًا ما، ثم يُقدِّسونه ثم يعملوا الدراسات والمشاريع لتنفيذ ذلك المُقدَّس "المزعوم" على أرض الواقع ثم يتم جمع الحشد والأموال من قبل يهود العالم والمتعاطفين معهم ثم مرحلة التطبيق.

سنة 1949م اليهود ادَّعوا أن لديهم 49 مكانًا مُقدَّسًا بفلسطين، وفي عام 2000م بلغت 326 مكانًا ليتجاوز العدد الآن أكثر من 360 مُقدَّسًا لديهم، وأساليب طمس المعالم وتهويد البلاد ومشاريعهم مستمرة من غير توقُّف، ولم يسلَم من عبثهم مسجد أو حارة أو معلَم أو حتى المقابر، فهم عازمون على المضي بمشروعهم التهويدي ولا تردعهم ما تُسمَّى بالقرارات الدولية أو اللجنة الرباعية أو اتفاقيات السلام، فهم يدعون السلام وفعالهم فعال أهل الحرب! وهم يترفعون على كل شيء ويعتبرون جميع العالم خدمٌ لهم وعندهم الغاية تُبرِّر الوسيلة وقد ذكر الله[ ] عنهم بأنهم قالوا: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران من الآية:75].

وليس مستغربًا أن يفعل يهود بأرضنا ومُقدَّساتنا وتراثنا كل هذه الأفاعيل، فهم ***ة الأنبياء ومكذِّبوا الرسل ومحرِّفوا الكتب، ناقضي العهود، لكن أن نصل إلى حالة من عدم الإحساس واللا مبالاة بمقدراتنا وعقيدتنا وديننا وثوابتنا، فهذه والله طامة كبرى وخيانة عظمى ومأساة حقيقة تعاني منها الأمة.

إن الحقيقة الكبرى التي بدأت تتلاشى وتضعف في نفوس الأمة للأسف؛ هي أن القضية الفلسطينية قضية أُمَّة بالكامل، ولا ينبغي التهاون فيها أو التعامل معها بردود أفعال آنية وقتية عابرة، أو بعاطفةٍ وحماسة عاجلة، ولا بُدَّ لكل فردٌ مسلم مراجعة نفسه وسلوكه ومعتقده إزاء هذه القضية، فعمر رضي الله عنه وأرضاه قد أوقف بيت المقدس، وتوالت فتاوى[ ] العلماء[ ] قديمًا وحديثًا بعدم التنازل أو بيع أي شبر من أرض فلسطين لأن هذا سيؤدي لضياع القدس بأكملها لا قدَّر الله.

إن المواقف المخزية الهزيلة للأمة؛ إزاء ما تتعرض له مُقدَّساتنا بفلسطين لمؤشر خطير وانعطافة كبيرة ومرحلة محرجة، ينبغي على الجميع مراجعة نفسه ومواقفه حكامًا ومحكومين رؤساء ومرؤسين قادة ومقودين علماء ودعاة وأمراء وطلاب علم وأغنياء وفقراء، وكل له دوره وثقله بحسب مسؤوليته ومكانته في هذه الأمة المقهورة المغلوبة على أمرها، ونحن بأمس الحاجة الآن لأن نصطلح مع الله عز وجل ومع أنفسنا، كما أن القدس وفلسطين بأمسّ الحاجة منا لوقفة تاريخية شجاعة مسؤولة.

أيها الأخوة كفانا شعارات وادِّعاءات وخطابات ومهرجانات وصراخ وأنين وآهات، فنحن بحاجةٍ لخطوات عملية جدية ننصر فيها ديننا ومعتقدنا وقضيتنا وقدسنا وأرضنا، فالحاكم والرئيس ينبغي عليه أن يُسجِّل موقفًا تاريخيًا يكتب له، وإلا فلن يرحمه التاريخ ولا الأجيال القادمة وسيكون الخزي والعار يوم القيامة[ ] {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ} [الشعراء:88]، {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة:18]، فإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، ومن الوسائل العملية التي ينبغي على القادة والرؤساء والحكام اتخاذها في تلك القضية كأقل تقدير وأضعف الإيمان[ ] :

1- أن يتقِّ الله عز وجل جميع الحكام وأن يعودوا لرشدهم وتحكيم كتاب ربهم وسنة نبيهم فبهما النجاة والفلاح والعِزَّة والتمكين والغلبة والنصر {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء:10].

2- سحب جميع مبادرات السلام العربية المطروحة مع اليهود، لأنهم أُمَّة حرب وعِداء وفتنة ولا ينفع معهم السلام إطلاقًا.

3- إيقاف جميع أشكال التطبيع السياسية والاقتصادية والثقافية مع الكيان اليهودي وتحريم وتجريم ذلك، وطرد جميع السفراء وإغلاق السفارات اليهودية في الدول العربية والإسلامية.

4- إيقاف تصدير النفط وجميع أشكال التعاون الاقتصادي مع كل دولة تؤيد وتساند اليهود بتلك الأفعال والجرائم.

5- إلزام المدارس والكليات والمعاهد والجامعات تدريس مادة تتعلق بالقدس وفضائله وتثقيف جميع الأجيال بأسلمة القضية وأهميتها وجميع أبعادها.

6- السماح للشعوب والنزول عند رغباتهم المشروعة للتعبير والوقوف مع تلك القضية، ودعم صمود أهلنا بفلسطين ماديًا ومعنويًا وإعلاميًا وسياسيًا وبكل الأشكال.

لا سلام، لا كلام معكم *** فأنتم دومًا لمواثيقكم ناقضون
تعرفون أنه الحق من ربكم *** لهذا أنتم لديننا تحسدون

أغبياء أنتم لكن *** في الحيلة والمكر بارعون
تنكسون بالليل على أنفسكم *** وصم بكم عمي تصبحون
وبظننا أن هذه المطالب العملية والوسائل الممكنة -المقدور عليها- هي أضعف الإيمان ومن باب: {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف من الآية:164]، ووالله وبالله وتالله لو تحققت هذه لرأينا تقدُّمًا كبيرًا وشيئًا عجيبًا ولكن أين الإرادة والعزيمة والهِمَّة!

وفي خضم هذا الذل والهوان والغثائية المهلكة التي نمرُّ بها، عليك أيها المسلم وأيتها المسلمة واجبات ومهام ومواقف لا تقل عن أولئك أصحاب القرار ومن بيدهم الأمر، فما نزل بلاء إلا بذنبٍ وما رفع إلا بتوبة، وإن الذنب الذي نرتكبه يؤخر النصر علينا ويزيد من جرأة أعدائنا، لأن ربنا قد وعدنا وأخبرنا بقوله: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج[ ] من الآية:40]، {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد من الآية:7]، ولا يقول قائل أنا فقير ليس لدي مال أنفقه، أو أنا ضعيف ليس لدي جهد أبذله، أو أنا غير مُتعلِّم وهلمّ جرا... فهلَّا تأسينا بالنملة عندما أحسَّت بالخطر القادم أنذرت قومها وقد قصّ الله علينا هذا الحدث وأعلى ذكرها فقال عز وجل: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل:18]، فأخبرنا سبحانه بأنها نملة نكرة يعني أي نملة ليس لها منصب ولا مكانة ولا جاه ولا أبهة فتأمَّلوا!

على جميع المسلمين تثقيف جميع الأجيال وغرس حب القدس وفلسطين في نفوسهم وقلوبهم، واستشعارهم بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم، ونشر فضائل المسجد الأقصى وإظهار المخاطر المحدقة به، وأنه آن الأوان ليكون لكل فرد مسلم دور في هذه القضية، وأن لا نتواكل لأمور استهلاكية أُغرقنا فيها وأشغلنا، حتى أضعنا ثوابتنا وأساسيات ديننا.

ثم اعلموا أيها الأخوة جميعًا أن القدس في خطر كبير، ولن تُحرَّر وتعاد إلى حياض المسلمين إلا إذا صدقنا مع ربّ العالمين، وأحسنَّا التوبة[ ] والإنابة وأحيينا عقيدة الولاء والبراء[ ] فبدونها لن يستقيم أمرنا، ونصبح كالمستجير من الرمضاء بالنار، فالله عز وجل إذا أراد شيئًا هيء أسبابه، وصحة الانتهاء من صحة الابتداء، ولا بُدَّ من الأخذ بالأسباب الشرعية للنصر والتمكين وتحرير البلاد، ولو تأمَّلنا كتاب ربنا لوجدنا أن جماع هذه الأسباب أمور معنوية وقضية الإعداد المادي من القوة والعدة والعدد أشياء ثانوية ونتائج لاحقة وتتمة لاستكمال الأسباب المادية لكن الأصل في تلك الوسائل شرعية معنوية، مثل الإيمان والعمل الصالح وكثرة ذكر الله والصبر والثبات والتوكل على الله والتقوى.

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "الطريق إلى القدس طريق واحد لا بديل عنه، هو الإيمان والتقوى والعمل الصالح، وما ضاع المسجد الأقصى إلا لأننا فرطنا في إيماننا، وضيَّعنا معالِمه وأوامره، ولا يرجع المسجد الأقصى إلا أن نرجع لتدارك ما فرطنا، فنعود إلى ربِّ العالمين، باتباع كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على منهج السلف الصالح.. والنصر لا يكون إلا بالأيدي المتوضئة وبالجباه الساجدة، والأنفس الزكية، والأجساد المُتطهِّرة، والألسنة المحفوظة، بذلك يقع النصر والتمكين إن شاء الله، ويشعر كل مسلم أن عليه واجبًا نحو النصر، نحو القدس، نحو دماء المسلمين، نحو ديار المسلمين".

واعلموا أن القدس ضاعت عندما كانت تحت حكم الدولة الفاطمية الرافضية ومؤخرًا عندما رفعت رايات عمية جاهلية غير إسلامية أيضًا ابتعدنا عن طريقها، ولن تعود أو تتحرَّر حتى نحقق شرط ربنا تعالى: {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور من الآية:55]، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها كما قال إمام دار الهجرة مالك رحمه الله، ويقول مفتي القدس الحاج أمين الحسيني رحمه الله: "عودوا إلى الله تعودوا إلى فلسطين".

وأخيرًا لا تبخلوا على أهلكم بفلسطين بدعوة صالحة خالصة فيها تضرُّعٌ واستكانة وخضوع لله عز وجل، ولا يقول قائل هذا أقل ما نُقدِّمه لأخواننا هناك كلَّا وحاشا، فالدعاء سلاح من لا سلاح له، وتأثيره عظيم والمتتبع لقصص الأنبياء وسير الصالحين يجد ذلك جليًا، إذ يقول عليه الصلاة والسلام: «هل تنصرون إلا بضعفائكم؟ بدعوتهم وإخلاصهم» (صحيح الجامع)، وعندما قيل للإمام أحمد؛ كم بيننا وبين عرش الرحمن؟ قال: "دعوة صادقة من قلب صادق".

نسأل الله العزيز بأسماءه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظ وينصر ويثبت أهلنا وإخواننا في فلسطين، ألهم أيدهم بتأييدك وكن معهم ولا تكن عليهم، وزلزل الأرض من تحت عدوك وعدوهم، اللهم عليك باليهود الملاعين، اللهم دمِّرهم أي دمار وشتِّتهم أي شتات واجعلهم عِبرة لمن يعتبر، وغنيمة للمسلمين، اللهم نصرك المؤزر الذي وعدت، اللهم حرَّر المسجد الأقصى من براثن اليهود الغاصبين وارزقنا صلاة فيه قبل الممات يا ربّ العالمين.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.



أيمن الشعبان
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-08-2014, 05:08 PM
الصورة الرمزية LoOoLy El Treikawya
LoOoLy El Treikawya LoOoLy El Treikawya غير متواجد حالياً
الفائزة بالمركز الأول مكرر فى مسابقة القسم العام عن الأسبوع الرابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 5,163
معدل تقييم المستوى: 20
LoOoLy El Treikawya is on a distinguished road
افتراضي

أي الحكايا ستروى عارنا جلل *** نحن الهوان وذل القدس يكفينا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-08-2014, 05:23 AM
تسلم الايادي 1 تسلم الايادي 1 غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 331
معدل تقييم المستوى: 10
تسلم الايادي 1 is on a distinguished road
افتراضي “هل باع الفلسطينيون أرضهم لليهود؟”

“هل باع الفلسطينيون أرضهم لليهود؟”

ذكرت صحيفة الأهرام في عددها الصادر في 28/29 تموز 1937 ما نصه: اغتيل بالرصاص “فلان” بينما كان في طريقه الى منزله ليلا، وهو مشهور بالسمسرة على الأراضي لليهود، وترأس بعض المحافل الماسونية العاملة لمصلحة الصهيونية، وقيل أن سبب اغتياله هو تسببه في نقل ملكية مساحات واسعة من أخصب أراضي فلسطين لليهود، وقد أغلق الفلسطينيون جامع حسن بيك في المنشية لمنع الصلاة عليه ولم يحضر لتشييعه سوى بعض أقاربه. وقد توقع أهله أن يمنع الناس دفنه في مقابر المسلمين لذا نقلوا جثته إلى قريته الأصلية قلقيلية وحصلت ممانعة لدفنه في مقابر المسلمين وقيل انه دُفن في مستعمرة صهيونية اسمها (بنيامينا) لأنه متزوج من يهودية.

تبلغ مساحة أراضي فلسطين حوالي 27 مليون دونم ويبلغ مجموع ما استولى عليه الصهاينة إلى ما قبل نكبة1948 نحو 2 مليون دونم أي 7% من مجموع أراضي فلسطين الكلي وفق المعطيات التالية

حوالي 650 ألف دونم استولى عليها اليهود خلال عهد الحكومة العثمانية من خلال ما يسمى الأراضي الأميرية بحجة إنعاش الزراعة وإنشاء مدارس زراعية

حوالي 300 ألف دونم منحتها حكومة الإنتداب (الإستعمار) البريطاني لليهود دون مقابل وهي من أملاك الدولة

حوالي 200 ألف دونم منحتها حكومة الإنتداب (الإستعمار) لليهود لقاء أجرة اسمية وهي من أملاك الدولة

حوالي 600 ألف دونم اشتراها اليهود الصهاينة من عائلات لبنانية وسورية من الذين كانوا يملكون أراضي في فلسطين كمرج ابن عامر ووادي الحوارث والحولة

حوالي 250 ألف دونم معظمهن باعهن سماسرة فلسطينيين خونة وقد تمت ملاحقتهم من قبل الشعب الفلسطيني وتصفيتهم إلا من فر من البلاد ولجأ الى أقطار أخرى

وقد باع كثير من السوريين واللبنانيين أملاكهم في فلسطين لليهود الصهاينة. ومن العائلات التي باعت:

عائلة سرسق من بيروت – مشيل سرسق وإخوانه وقد باعوا حوالي 400 ألف دونم من سهل مرج ابن عامر وهي من اخصب الأراضي الفلسطينية وكانت تسكنها 2546 أسرة فلسطينية طردت من قراها لتحل محلها اسر يهودية أحضرت من اوروبا وغيرها.

عائلة سلام من بيروت: وقد باعت 165 ألف دونم لليهود الصهاينة من أراضي بحيرة الحولة

عائلة بيهم من بيروت: باعوا ما يملكون من أراضي حول بحيرة الحولة لليهود الصهاينة

انطون تيان واخوه ميشيل تيان: باعوا 5 ألاف دونم من أراضي وادي الحوارث لليهود الصهاينة فقاموا اليهود معززيين بقوة سلاح الاستعمار البريطاني بطرد الفلسطينيين من وادي الحوارث والسيطرة على 32 ألف دونم ولم يكتفوا بالـ 5 الاف دونم التي اشتروها من عائلة تيان اللبنانية.

آل قباني من بيروت: باعوا 4 الأف دونم من أراضي وادي القباني لليهود الصهاينة فسيطر اليهود على الوادي كله

عائلات القوتلي والجزائري وآل مرديني من سوريا: باعوا قسما كبيرا من أراضي صفد لليهود الصهاينة

آل يوسف من سوريا: باعوا لليهود الصهاينة قطعة أرض كبيرة كانت تابعة لشركة تطوير أراضي فلسطين

آل صباغ وأل تويني من بيروت – لبنان: باعوا لليهود الصهاينة اراضي قرى الهريج والدار البيضاء والانشراح والتي تسمى اليوم مستوطنة نهاريا

باع كل من خير الدين الأحدب ووصفي قدورة وجوزيف ضريج وميشيل سرجي ومراد دانا والياس الحاج وكلهم من لبنان باعوا لليهود الصهاينة مساحة كبيرة من الأراضي الفلسطينية المجاورة للبنان

اضافة إلى ما باعوه أشخاص من الطائفة البهائية من أراضي بلغت حوالي 13 ألف دونم في منطقة النقيب وخربة ام جوني لليهود الصهاينة

لقد دافع الفلسطينيون عن أراضيهم بكل ما أوتوا من قوة رغم حجم المؤامرة والتعاون الإستعماري لدول أوروبا وروسيا مع الصهيونية لإقامة دولة “إسرائيل” وقد فرضت القوانين التي تسهل إنتقال الأراضي العربية إلى الصهاينة أثناء الإستعمار البريطاني لفلسطين وقد ارتكبت المجازر ودمرت القرى الفلسطينية وطرد الفلسطينيين في نكبة 1948 وتم الإستيلاء على الأراضي بالقوة بعد فشلهم في شراء وإغراء فلاحيي الشعب الفلسطيني لبيع أراضيهم.

أما من باعوا أراضيهم لليهود الصهاينة من الفلسطينيين والذي بلغ 250 ألف دونم أي أقل من النصف من الأراضي التي بيعت من قبل عائلات سورية ولبنانية فقد تم تكفيرهم وتجريمهم وتخوينهم من قبل الشعب الفلسطيني بكافة مؤسساته وهيئاته الدينية الاسلامية كالمجلس الاسلامي الأعلى والمسيحية واحزابه الوطنية وقد تم الحكم بالإعدام على كل من يثبت تورطه ببيع أو تسهيل نقل اراضي لليهود الصهاينة.

منذ نكبة فلسطين عام 1948 بقيت حالات تسريب الأراضي الفلسطينية لليهود الصهاينة حالات فردية ونادرة إلى ان تفجر موضوع اوقاف الكنيسة الأرثوذكسية كأكبر ملف يتم التعامل معه حديثا في هذا الموضوع ويأكد على دور غير الفلسطينيين في بيع الأراضي والعقارات للصهاينة حيث يظهر دور الكنيسة اليونانية الذين يملكون حق التصرف بالأملاك والعقارات الكنسية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في القدس خاصة وفي فلسطين عامة في بيع الأراضي للصهاينة. وقد اعترف محامي البطريريكية سوخورفسكي عن الدور الكبير للكنيسة اليونانية في بيع الأراضي والمباني للصهاينة.

من بين الأراضي الذي يجري الحديث عن بيعها في صفقات سريه هي:

- قطعة الأرض المقام عليها مبنى الكنيست الصهيوني.

- قطعة الأرض المقام عليها ديوان وبيت رئيس الكيان الصهيوني.

- قطعة الأرض المقام عليها مبنى وزارة المعارف الصهيونية.

- سبعون دونم في جبل أبو غنيم.

- بيع مآوى بإسم “القديسة جوانا” في حي النصارى في القدس.

- بيع 750 دونم تقع حول كنيسة “القديس ايليا” جنوب مدينة القدس.

- بيع المقبرة المسيحية الأرثوذكسية التي بنيت على أنقاضها 250 منزلا للمستوطنين الروس من الصهاينة.

- تأجير أرض عند مدخل بيت لحمللجيش الإسرائيلي لإقامة الحاجز العسكري مقابل 200 ألف دولار.

- بيع فندق “ماريوحنا” في حارة النصارى في القدس عام 1990م.

- تأجير سور الدير في يافا لمدة 99 سنة منذ عام 1998م.

طبعا سجلات الكنيسة اليونانية الرسمية تبين ان الكنيسة تمتلك نحو 18% من مساحة غربي القدس و 17% من مساحة شرقي القدس و 3% من مدن اللد والرملة ويافا وحيفا. كما تكشف الوثائق عن صفقة بيع وتاجير عقارات في ميدان “عمر بن الخطاب” في البلدة القديمة في القدس وتشمل فندق امبريال وفندق البتراء و27 محلًا تجاريًا وذلك بموجب وكالة خاصة منحها “البطريرك ايرينيوس الاول” إلى “نيكولاوس بابا ديميس” يحمل عنوان “بروتكول تفويض وكالة” حيث تم بيع شارع بأكمله في القدس تشمل معظم المباني المتواجدة على الطريق الذي يمتد من الكنيسة الأرثوذكسية عند باب الخليل حتى السوق العربي.

ولقد ذكرت التقارير أن البطريريك “ارينيوس” اُستخدم كمخلب للموساد الصهيوني لضرب وتهميش الشخصيات الوطنية داخل الكنيسة فاضطرت دولة اليونان بعد فضائح تسريبات وبيع الأراضي للـ “كيرين كييمت” إلى عزل البطريرك من منصبه.

كما استولى المستوطنون على عدد من العقارات العربية في القدس بطرق مشبوهة ومن الأمثلة على ذلك:

1- خان النابلسي: يقع في سويقة باب العامود من الداخل وقد صادرته البلدية عام 1985 ووضعت يدها عليه دائرة الآثار الصهيونية بذريعة أنه مكان آثري وحولته إلى متحف صغير للزائرين.

2- البنايتان اللتان بيد عواد أبو اسنينة في الحي الإسلامي في البلدة القديمة : البناية الأولى تتكون من طابقين ودكاكين وفي عام 1987 أجلت جمعبة “عطيرات كوهنيم” ترافقهم قوة من الجيش الصهيوني أربع عائلات فلسطينية تسكن البناية وهم: عائلة سعدي أبو ارميلة وأم سعد الراجي وأبناءها وعائلة يوسف أبو الدولة وموسى الجرو. أما البناية الثانية فتتكون من ثلاث طوابق وقد باعت جمعية “عطيرات كوهنيم” شقة من الطابق الثالث لاريئيل شارون.

دار الباشا: تقع في شارع الواد مقابل مفرق عقبة المفتي (طريق الالآم) وفُتح فيها كنيس للصهاينة.

دار البشتاوي: تقع في زاوية طريق الالآم.

دكان السيوري بالقرب من دار البشتاوي.

منزل آل الترهي: يقع المنزل في طريق الواد زاوية طريق باب الحديد.

سكن سلمان أبو ميالة: يقع جانب عقار آل ترهي.

سكن يوسف أبو صبيح (عكاشة) ودار اليماني: يقع على طريق باب الحديد.

حائط حوش رباط الكرد: والذي يسمى حوش الشهابي في الجهة الغربية من سور ساحة المسجد الأقصى المبارك مقابل المدرسة الأرغونية

وعشرات البيوت والمحلات التي تمت السيطرة عليها من قبل جمعيات الاستيطان الصهيونية اما بتزوير الوثائق أو عبر سماسرة خونة أو بحجة قانون “أملاك الغائبين” ناهيك عن الإستيطان في ضواحي القدس كسلوان والشيخ جراح مثلا.

الإستيطان في القدس وصهينة هذه المدينة مستمر وليس آخرها ما تم الاعلان عنه في خطة 2020 حيث سيكون باب العامود محطة قطارات مركزية لنقل المستوطنين من وإلى القدس وكمصادرة الـ 750 دونم من أراضي العيساوية والطور بحجة حديقة قومية تابعة للبلدية.

على المؤسسات الوطنية والدينية الإسلامية والمسيحية والأحزاب الوطنية وكافة الشرفاء التحرك الفوري من أجل دعم صمود المقدسيين ومنع تهريب وتسريب أي أراضي أو عقارات جديدة إلى . الصهاينة وأن يتم الضرب بيد من حديد لكل من يثبت تورطه في عقد أي صفقة مشبوهة مع الإحتلال الصهيوني. وهنا أتسائل عن دور الأوقاف الاسلامية في منع تسريب مباني تابعة لها للإحتلال الصهيوني وعن الفساد المستشري فيها!

إن مدينة القدس والتي تتنافس القداسة والدناسة عليها فآثرت هي الصمت لم تعد فقط مدينة للأشباح بفعل سياسات الاحتلال الصهيوني بحق أبنائها من هدم وطرد واعتقالات وفرض المزيد من الضرائب بل إن المتجول في هذه المدينة يلاحظ أن أعداد الصهاينة المتجولين في البلدة القديمة خاصة فيما يعرف بالحي الإسلامي يكاد او كاد منافسة عدد الفلسطينيين فيها وأصبحت مقولة الصهاينة القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة موحدة للصهاينة فعلًا لا قولًا فقط.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29-08-2014, 11:25 AM
الصورة الرمزية العشرى1020
العشرى1020 العشرى1020 غير متواجد حالياً
مسئول الأقسام العامة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 18,483
معدل تقييم المستوى: 34
العشرى1020 has a spectacular aura about
افتراضي

جزاك الله خيرا ونفع بك
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:16 AM.