اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-02-2006, 06:24 AM
الصورة الرمزية amr_2010
amr_2010 amr_2010 غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,089
معدل تقييم المستوى: 0
amr_2010 is an unknown quantity at this point
افتراضي

فتاة فى العمر الأربعينى "

الماضى يجمل دائماً ذكرى كثيراً ما تكون الأمل الوحيد فى أستمرار الحياة .. فى الصغر كنت احلم وأحلم ولا اتوقف عن الحلم أبداً . وعندما أخذت الحياة بداخلى تنمو مع نمو جسدى أصبحت طفولتى لغزاً معقداً يحتاج إلى آلاف التفاسير .. ولكن احداً لا يعرف سرى بعد .
وإن كانت لى أسرار من الأساس .. فالعقدة أيها السادة هى تلك البساطة التى كنت احيا بها ، فكم من أخطاء يرتكبها المرء باسم البساطة ..
إننى فتاة فى العمر الأربعيني الآن ، كنت أمتلك الحلم حتى صارت حياتى جحيماً بسببه ، البعض سيظن أننى ساتكلم عن الفقر كبداية وتمهيد . ولكن من المستحيل أن أتكلم عنه لأننى لم أعشه ، ولا أعرف معناه بالمرة ، غرفتى فى بيتنا القديم كانت تمتلئ بالألعاب والثياب برغم عدم مطالبتى بها ؛ الغنى الواضح معالمه على أفراد أسرتى كان الدافع دائماً ليجلبوا لى المزيد والمزيد من اللعب والملابس والدمى .
لم أشتك يوماً من الحاجة إلى شئ ما .. مجرد تفكيرى فى أمر يجعلوه حقيقة واقعة أمامى مباشرة قالت لى أمى ذات يوم من حقى أن اعيش هكذا ، لأنهم قد ذاقوا الفقر فى ويوماً ما ، لذا يجب الأ نعرفه نحن أبداً ..
لم أكن احمل بداخلى سوى احلم ، لم أكن أريد المزيد من الترهات المسماه بالحق ..
فرضت على حياة لم أعتدها أبداً ، برغم أستمرارها وملاحقتها الدائمة لى . عندما ذهبت إلى الجامعة فجاة بعد أن فوجئت بأنه من الطبيعى أن أكون فى مثل ذلك العمر فى الجامعة .. كنت ما زلت أحمل عقل طفلة وأحلاماً طفولية عقيمة .. تنبهت من أول لحظة أننى دخلت عالماً غريباً عجيباً بكل تفاصيله ومتناقضانه ونقائصة ..
كان من الطبيعى أن أحبّ .. ومن هنا بدأت اول معرفتى بالفقر ..
" أيمن " ذلك الشاب الرقيق الوديع الذى يملك قلباً قلماً تجده فى هذه الحياة .. صاحب وسامه يحسده عليها معظم زملائنا الشبان ، وعقله الراجح يفوق كل هذا ..
ندرت لقاءاتنا فى أول الأمر ، ولكنى تعمدت بعد ذلك أن أضمه لصفى مهما كان فى ذلك من تعب ومشقة ، تفننت فى أرتداء أفخر الثياب وأغلاها ، كنت أريده بجنون كدمية جديدة تضم إلي مجموعة الدمى التى أملكها ولا أظن ذلك ، فأنى لم احب الدمى فى يوم من الأيام ، لكنه هو يظن ذلك .. بعد سنه من تعارفنا صرح لى بكل وضوح أنى بالنسبة له مجرد صديقة لا غير ، ولكننى كنت مدلهه فى حبه ، ولا أستطيع التراجع الأن .
فقد كان يملك كل مشاعرى وقلبى ، حاولت تقريب وجهات النظر بيننا .. وهنا فقط عرفت معنى الفقر وبدأت أول معرفتى به بصدمه لم أكن أتوقعها ، فقد صحبنى فى عربتى الفارهة إلى حيهم الفقير وبيته المهدد بالانتكاس ، وأخية النقاش الذى يعمل ليلا نهارا لتوفير مصروفات كليته .. قال لى صراحة أنتهى عصر الأحلام يا فتاة ، فلم يعد هو الشاطر حسن ولم تعد هى ست الحسن .. أنتهت قصة معبودة الجماهير .. فليس هو بـ ( حليم ) ولست أنا بـ ( شادية ) وصرخ فى قائلاً : فى هذا الزمن لا مجال للتميز .. فالفقير يزداد فقراً ، والغنى يزداد تعلقاً بالمال ، وليس هناك فرصة واحدة كى نعيش ، وانتهى ذلك العصر يا محبوبتى .. انتهى منذ أمد بعيد ، وأنت لا تشعرين .. والآن من الأفضل أن تخرجى ن هنا .. خرجت من بيته شبه مذهولة فقد طردنى بمنتهى ال*** والصلف ، طردنى من بيته ومن حياته معاً ، كى أفكر لأول مرة فى معنى الفقر والحاجة . لذا قلت فى البداية إن الماضى يحمل دائماً ذكرى خاصة ، ولذلك أيضاً ما زلت فتاة فى العمر الأربعينى مولعة بجمع الدمىّ ....
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:54 PM.