|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
سجن المعانى
سجنُ المـعاني ..! الزنزانةُ الأولى: هي تفيضُ حباً ! وهو يزيدُ غرقاً في فراغاتِ حبها ... لا يشتكي فالشكوى لايٌفكر بها الحمقى. والعاشقون حمقىَ حتى يأتيهم اليقينُ من الحب. الزنزانةُ الثانية: تتربصُ بي تلك الأوراقُ من كلمات. تعبثُ بجُلِ كياني ووطن إستيعابي. تتقفى فيني أموراً كنتُ أجهَلُها أو أموراً كنتُ أعقلها وتزدادُ تعقلاً على تعقلها. وتستنفرُ قلبي تلك الأفعال التي لا تستطيعُ الكلمات وصْفها. وفي أجمل محاولات الوصَف , تأتي شرائدُ لها شعورُ غريب ... كوصمةِ عارٍ من الجمال. أتت واختفت من الوجود نهائياً. كصعقةٍ من الضوء تملئُ قلبك للحظات ومع ذالك حتى وإن أتت مجدداً لا تعود على نفس الهيئة. غريبةُ هي وغريبُ أنا فيها مهما ارتحلت. الزنزانةُ الثالثة: نتلقى منها جرعات ... تلك الكلمات ... لا تكتفي أبداً في إبهارناً وإخراج أسوء ما فينا. الزنزانةُ الرابعة: هي لا تُسعِفُني ... تلك الكلمات ... حينما كنتُ أريدها يوماً. وفي كل مرة أزيدُ إصراراً تزدادُ جحوداً. و كلما شعرتُ أنني افهم ... وجدتُ أنني من أغبى ما يكون. الزنزانةُ الخامسة: الحكمةُ والمواعظ في هذهِ الدُنيا لا تنفدُ أبداً! كل ماتحتاجه هو " إدراكُها " ولكي تُدرك إسأل الله الحكمة! فللأرضِ والناس وكل ما بهذا الكون لغةُ حكيمه لا يستطيع فهمها إلا القليل. الزنزانةُ السادسة: ومن أعظم الهبات أن الكلم الطيب لايستبيح أعراض الناس والحقُ فيه ظاهرُ والدسيسةُ فيه لاتخفى على أصحاب العقول النيرة. نستطيع أن ندرك الذي به شبهةُ دائماً ... لا نستريحُ له .. نشعر وكما أن حولهُ ضبابُ لا ينقشع. وحتماً ينقشعُ الضباب وتظهر الحقيقة! الزنزانةُ السابعة: ترابطها ولاء للكلمة وتفرقها ثورةُ جاهل. - الحروف. الزنزانةُ الثامنة: حل عليها العناء ... تلك الكلمات ... حينما مسَك القلم جاهل. الزنزانةُ التاسعة: بينها وبين بياض الورق رسائل خفية خلف النصوص ... وعدةُ من الآحاجي السرية! تلك الكلمات وبياض الورق ... بينهم سرُ لا يعلمهُ إلا القلم. الزنزانةُ العاشرة: لاتنامُ أبداً ... تلك الكلمات ... التي تحملُ رسائل الحب! الزنزانةُ الحادية عشرة: لكي تسبحَ فيني عليك أولاً أن تتعلم السباحة. ولكي تغوص عليك أن تتعلم أن لا تخافَ الغرق! - تقول الكلمات! الزنزانةُ الثانية عشرة: مسكينةُ تلك الكلمات التي تشعرُ بالخوف ... لا يشعُرُ بها أحدُ أبداً ما لم تكُن الأنوار مطفئة! الزنزانةُ الثالثة عشرة: مظلومةُ ...هي تلك الحروف ... تعلمها السارقُ ليعرف ماذا يسرق! الزنزانةُ الرابعة عشرة: ولو امتلأت الصفحةُ بكل أنواع الكلام ... فلن يُفْهَمَ العناء ... سوى بكلمة " عناء "! الزنزانةُ الخامسة عشرة: سعيدةُ ... تلك الكلمات ... التي تزوجت شاعرُ اللحظة ... لا يتذكر منها إلا القليل! يا تُرى من سيتذكر منا اليوم ومن سينسى؟! ومن سيرحلُ مع الريح بسعادة! الزنزانةُ السادسة عشرة: مسكينةُ تلك الحروف ... التي تُضرب لكي تطبع " الألةُ الطابعة "! الزنزانةُ السابعة عشرة: إنها لا تحتمل ... كُثْر الكتابة ... إنها تريدُ فقط النوم في جملةٍ واحدة بنقطةٍ واحدة. الزنزانةُ الثامنةُ عشرة: قسم اللغة العربية – قسم اللغة الإنجليزية – روايات – تاريخ تعيشُ معززةً مكرمة ... تلك الكُتب حينما تكونُ بالمكتبة. الزنزانةُ التاسعةُ عشرة: كتابُ مفيد ... وضع بجانب روايةٍ فاسقة! ذالك القارئ لا يحترمُ مطلقاً كرامة الكتب. الزنزانةُ العشرون: يكرهونها , يملون منها , يحبونها قليلاً ويكرونها أكثر فيقسمون ظهرها وينسون رأسها! يفعلون بها المستحيل... ولا هي اشتكت ولا هي بكت! تلك الحروف ... التي تسكنُ دفترٍ طفلٍ في أول سنةٍ دراسية! الزنزانةُ الواحدةُ والعشرون: مسكَ القلم ... أدارهُ. قلَبه ... قذفهُ ومسكهُ ... وضعهُ في فمه! مظلومُ ذالك القلم , لديه وظائفُ ليست مدرجة في عقده الأساسي ... الزنزانةُ الثانيةُ والعشرون: بها حرفان ينفيان كُل شيء. - لا ... الزنزانةُ الثالثةُ العشرون: لها مَفعولٌ سحري ... تلك الكلمات ... لابد أن نتقي خيرها وشرهها! الزنزانةُ الرابعةُ العشرون: تُحبُ الصبر ... وتنتظر صاحبها أن يموت! تلك الكلمات القابعة في مُذكرات رجلٍ عصامي. الزنزانةٌ الخامسةُ العشرون: تَشعرُ بالفخر هيَ ... تلك الكلمات ... التي بداخل القرآن الكريم. الزنزانةُ السادسةُ والعشرون: تلك الورقة لا تحتمل مطلقاً قلم الرصاص الأحمق التي تستطيع محَيَه إي ممحاةٍ بطرف إي قلمِ أخر. الزنزانةُ السابعةُ والعشرون: إنها لا تتنفس. لا تشربُ الماء. تعيش في دواخلنا ... تلك الكلمات... فتجعلنا أحياء! الزنزانةُ الثامنةٌ والعشرون: عُمرها بعمر أدم ... تلك الأسماء ...لا يوجدُ شكُ أنها أعظم هبة لنا! الزنزانةُ التاسعةُ والعشرون: تلك الكلمات ... نتعلمها فيتوب عنا الله بإذنه! - استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيُ القيوم وأتوب إليه! الزنزانةُ الثلاثون: السعادةُ كلمات ... والألمُ كلمات ... والحزنُ كلمات ... والأملُ كلمات ... وكل ما يفعل ذالك بنا هي كلمات! الزنزانةُ الواحدةُ والثلاثون: لابد أن نتحسس جيداً ونختار بعناية كل تلك الكلمات التي نريدُ أن نلمئ عقلنا بها. وإلا أصبحت عقولنا فوضى! الزنزانةُ الثانيةُ والثلاثون: مظلومةُ هيَ ... تلك الكلمات ... التي يتحدثُ بها الحمقى عن سلامِ لا يتحقق! الزنزانةُ الثالثةُ والثلاثون: حتى الصمت ألفوا فيه كلمات ... فلم يعد يُفهم الصمت إلا بإنقطاع الحوار وإنقطاع الكلام والكتابة وكل ما يمتُ للحرف بصلة. الزنزانةُ الرابعةُ والثلاثون: إنها تُدلي بشهادتها ... لاحقاً تلك الكلمات ... تشهدُ بكل ما قلناه وسنقوله. الزنزانةُ الخامسةُ والثلاثون: تستحقُ بكل تأكيد ... كل الاهتمام تلك الكلمات ... لأنها ربتنا وأحسنت تربيتنا! الزنزانةُ الأخيرة: لا يوجدُ سجنُ ولا سجانُ للمعاني .... نحبسُها قليلاً فنأسف , ونحزن و نخاف ونيأس! نُطلقها فنتنفس .. ندعوا بها فنتحرر. نحددُ بها هدفنا فننجو ونرفعُ بها الرايةُ فنعلوا. يمكننا أن نضعها في أي مكان وستكون حتماً شاهدةً إما لنا وإما علينا! مما راق لي
__________________
Im faded |
العلامات المرجعية |
|
|