اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > علوم القرآن الكريم

علوم القرآن الكريم هنا أن شاء الله كل حاجة عن القرآن الكريم من مسموع ومرئي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-01-2014, 09:40 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New متى يتحول الصراع من الدفاع إلى الهجوم؟..نظرات تأملية على سورة الطارق


متى يتحول الصراع من الدفاع إلى الهجوم؟

نظرات تأملية على سورة الطارق


أصل الطرق الضرب، إلا أنه أخص، إذ هو ضرب توقيع، كضرب مطرقة الحداد، والطريق هو السبيل الذي تطرقه أرجل السالكين، وأطلق على المسلك الذي يسلكه الإنسان محمودا أو مذموما، والطارق هو السالك للطريق، ولكنه خص بالآتي ليلا لحاجته إلى طرق الباب، وسمي النجم بالطارق لأنه يأتي بالليل [1]، كما أننا نهينا أن نطرق غيرنا دون استئذان أو إخطار سابق حتى ولو كانوا أهلنا، فليس ذلك من حسن الخلق، يقول المولى سبحانه ﴿ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ﴾ [البقرة: 189]، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق - الرجل - أهله ليلًا [2]، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلًا) [3]، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم العلة من ذلك، فعن جابر بن عبد الله قال: قفلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة - أي رجعنا - فتعجلت.... فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم "امهلوا حتى تدخلوا ليلا - أي عشاء - لكي تمشط الشعثة وتستحد المغيبة [4] [5]، فكانت السنة الإخبار المسبق للأهل حتى يتهيؤوا للاستقبال، فعن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقدم من سفر إلا نهارا، قال الحسن في الضحى، فإذا قدم من سفر أتى المسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس فيه[6].

وقد أجابت السورة عن السؤال ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ﴾ بأنه ﴿ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴾ كمثال تعريفي للطارق، وفيه كذلك تخصيص بصفته أنه ثاقب دون تحديد لنجم معين، قال ابن القيم الجوزية (والمراد به ال*** لا نجم معين، ومن عينه بأنه الثريا أو زحل، فإن أراد التمثيل فصحيح، وإن أراد التخصيص فلا دليل عليه) [7]، يقال نَجَم النبتُ يَنْجُم إِذا طلع وكلُّ ما طلع وظهر فقد نَجَم [8]، وأجابت سورة الصافات عن طبيعة هذا النجم بأنه يثقب الشياطين (فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ)، ذلك أن التفرقة بين النجم والشهاب ليست في اللغة العربية كما في المفهوم الفلكي الحديث الآن [9]، لأن الشِّهابُ هو ذلك العُودُ الذي فيه نارٌ [10]، ففي التنزيل ﴿ إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ﴾ [ النمل: 7]، وقيل الشُّهُبُ النُّجومُ السَّبْعَة المعْروفَة بالدَّراري[11]، فالشهاب يطلق على النجم والنجم يطلق على الشهاب أحيانا، والمعنى الذي أشارت إليه السورة، أن الطارق ذلك الجرم الذي يأتي بلا موعد ولا استئذان، والطوارق نوعان، ثاقب، وغير ثاقب، فإن كان طارق خير فهو ثاقب، كالشهب التي تحرق الشياطين، وكالحيوان المنوي الذي يثقب بويضة المرأة لتلقحها فيتكون جنينا يثقب جدار رحم أمه، ويولد على الفطرة بإذن الله تعالى، وكالملائكة الحفظة للإنسان من ضر الشياطين، فحضور الملائكة من الخير، والمولود الذي يولد على الفطرة من الخير كذلك، وإن كان طارق شر فليس بثاقب لحفظ الله تعالى الأرض والسماء من طوارق شر، فلا يطلق على النجم بأنه ثاقب إلا إذا نجح في دحر الشر ومنعه، وحضور الشياطين شر، فالشياطين حالما تصعد للسماء لتنفذ من أقطارها لا تستطيع، فتفشل في ثقب السماء حيث تردها الشهب والنجوم وتثقبها بنارها فتحرقها، ومن ثم شرعت الاستعاذة من حضورها، ﴿ وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ *وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ﴾ [المؤمنون: 97-98]، فعن يحيى بن سعيد أنه قال أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى عفريتا من الجن يطلبه بشعلة من نار كلما التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم رآه، فقال له جبريل أفلا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شعلته وخر لفيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى فقال جبريل فقل أعوذ بوجه الله الكريم وبكلمات الله التامات اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء وشر ما يعرج فيها وشر ما ذرأ في الأرض وشر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن [12]، يقول الإمام البقاعي (ما تقدم في آخر البروج أن القرآن في لوح محفوظ لأن منزله محيط بالجنود من المعاندين وبكل شيء، أخبر أن من إحاطته حفظ كل فرد من جميع الخلائق المخالفين والموافقين والمؤالفين؛ ليجازى على أعماله يوم إحقاق الحقائق وقطع العلائق، فقال مقسمًا على ذلك لإنكارهم له: ﴿ والسَّمَاءِ ﴾ أي ذات الأنجم الموضوعة لحفظها من المردة لأجل حفظ القرآن المجيد الحافظ لطريق الحق) [13].

وبين طوارق الخير وطوارق الشر لا يزال الصراع قائما حتى تقوم الساعة، حيث لا يزال أهل الحق وأهل الباطل يتصارعون، ومن مراحل الصراع بينهما الكيد، حيث يطرأ الكائد على المكيد له ليوقعه فيما يؤذيه ويضره، والله تعالى تكفل بحفظ المؤمنين من كيد الشياطين وكيد أوليائهم، وفي ثنايا هذا الصراع يخلق الله الإنسان ليطرأ على هذه الدنيا، لعله يكون طارق خير بإذن الله، ومذ اللحظة التي يطرق فيها بابها يعترضه الشيطان محاولا ضره وأذيته فيستهل صراخا، لكن الله تعالى وكَّل ملائكة حفَظَة تقوم علي حفظه مادام ممسكا بمنهج الله، وتتركه لغوايته حالما يترك شرع ربه، ويكفر به، ولذلك يذكرنا الله تعالى بالبعث والحساب والجزاء، ويدلل على قدرته في البعث بقدرته على الإنبات، فكما أن الماء يصعد للسماء ثم يرجع مرة أخرى لتحيا به الأرض، فتفلقها الحبة وينبت فيها الزرع بإذن الله، فالأمر كذلك يسير على الله تعالى حين يحيى الموتى من القبور، فعلى الإنسان أن يدرك - بيقين - أن الأمر جلل وخطير، ولا وقت للعب في هذه الدنيا؛ فإما أن ينحاز لحفظ الله تعالى ورعايته، وإنما أن ينحاز لكيد الشيطان وأوليائه، فإذا انحاز للأخير فعليه أن يعلم أن كيد الشيطان كان ضعيفًا.

وليس الأمر قاصرًا على الحفظ وحسب، إذ لو ظل الصراع بين أهل الحق والباطل يتخذ صورة الهجوم من الباطل والدفاع من أهل الحق، لأعيا أهل الحق دفعهم للباطل دون جدوى من مدافعته؛ حيث لا يزال الباطل يشن هجومه عليهم، ولذلك يتخذ الصراع بينهما مرحلة أخرى في وقت معين، حيث يصير أهل الحق هم المهاجمين للباطل، وذلك عندما يكيد الله تعالى للذين آمنوا ليدحر كيد أعدائهم، بأن يمهل الكافرين حتى إذا طرق عليهم عذابه أخذهم بغتة.
قال تعالى: ﴿ والسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ *النَّجْمُ الثَّاقِبُ *إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ

الآيات (1-3) قوله تعالى: ﴿ والسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ *النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴾:
تمثل لنا السماء عالم كثير غيبه، لا نكاد ندرك منه شيئًا، بينما الجن والشياطين كثيرًا ما يحاولون النفاذ إلى هذا العالم، عن طريق محاولاتهم البائسة للنفاذ إلى السماء، وأنى لهم ذلك، يقول سبحانه ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴾ [الرحمن: 33]، ذلك أن الله تعالى تكفل بحفظ السماء من كل شيطان مارد، حيث تقذفه الشهب والنجوم الثاقبة، فتُرد المردة على أعقابهم مدحورين، فالتمرد وصف للشيطان، حيث يتمرد عن طاعة ربه، بل ويعلن عصيانه وعدم الانصياع لأوامره، من خلال محاولاتهم البائسة بمبارزة ربها بالاطلاع على الغيب، لكنها تفشل في استراق السمع، ويبوء تلصصها بالفشل، ولو فُرِض أن نجح أحدهم في التلصص على حديث الملائكة، وما كتب في القدر، فلا يكاد يفلت منها أحد إلا تبعته الشهب الثاقبة فتحرقه، يقول المولى سبحانه ﴿ إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ*وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ *لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ *دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ*إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴾ [الصافات: 6، 10]، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله كأنه سلسلة على صفوان؛ ﴿ إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [سبأ: 23]، فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض - ووصف سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه - فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا، فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء) [14]، وعن عائشة رضي الله عنها قالت سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس عن الكهان فقال ليس بشيء فقالوا يا رسول الله إنهم يحدثونا أحيانًا بشيء فيكون حقًّا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الكلمة من الحق يخطفها من الجني فيقرها في أذن وليه فيخلطون معها مائة كذبة) [15].

الآية (4) قوله تعالى: ﴿ إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ﴾:
فالشياطين أجسام لطيفة لها قدرة النفاذ من الأشياء غير المحفوظة، فهي تطرق وتحضر أينما شاءت، وتغوص وتجول وتطير ولا تُمنع إلا بذكر الله تعالى، فإذا طرأها ذكر الله تعالى ثقبها وطفأ نارها، ففي الحديث عن أبي التياح قال قلت لعبدالرحمن بن خنبش التميمي - وكان كبيرا - أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قال قلت كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الشياطين؟ فقال إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية والشعاب وفيهم شيطان بيده شعلة نار يريد أن يحرق بها وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهبط إليه جبريل عليه السلام، فقال يا محمد قل، قال ما أقول؟ قال قل أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن، قال فطفئت نارهم وهزمهم الله تبارك وتعالى [16].

فكم حاولت شياطين الإنس والجن أذية النبي صلى الله عليه وسلم مرارًا وتكرارًا إلا أن الله تعالى عصمه منها، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ بالله منها، فكان يتعوذ من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه عند القيام بالليل للصلاة [17]، وفي الكتاب العزيز ﴿ وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ﴾ [المؤمنون: 97-98]، وهي - كذلك - تحاول أذية ابن آدم، لتشاركه في رزقه، وفي كل شئون حياته، حيث تطرأ بلا استئذان، لأنها منحت هذه المقدرة لقوله سبحانه ﴿ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ﴾ [ الإسراء: 64}، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم (إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان) [18]، فإذا أردنا أن نحترز من طروق الشياطين، فعلينا بذكر الله تعالى.

والله سبحانه يحفظ الإنسان من شر كل الطوارق، يقول سبحانه ﴿ وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ﴾ [الأنبياء: 82]، قال ابن كثير (أي: يحرسه الله أن يناله - نبي الله سليمان - أحد من الشياطين بسوء، بل كل في قبضته وتحت قهره لا يتجاسر أحد منهم على الدنو إليه والقرب منه، بل هو مُحَكَّم فيهم، إن شاء أطلق، وإن شاء حبس منهم من يشاء؛ ولهذا قال: ﴿ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأصْفَادِ ﴾ [ص: 38]، فالمولى سبحانه قد خلق من عباده ملائكة وظيفتها أن تحفظ الإنسان من شر الخلق لا تفارقه حتى الموت، يقول سبحانه ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ﴾ [الأنعام: 61]، قال سفيان: (وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة) [19]، فهذه الملائكة لا تفارق الإنسان في كل لحظة يعيشها، فهي تتعاقب فيما بينها لأجل هذه الوظيفة، يقول المولى سبحانه ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ ﴾ [الرعد: 11]، فعن ابن عباس في قوله (معقبات): (ملائكة حفظة تعقب الأولى منها الأخرى) [20]، وفي الحديث موقوفا على الليث: " إياكم والتعري فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط، وحين يقضي الرجل إلى أهله حيَّوهم وأكرموهم" [21]، فلا يفزع المسلم من الطوارق طالما أنه في حفظ الله تعالى ورعايته، في نفسه وأهله وماله، يقول سبحانه في شأن نبيه يعقوب عليه السلام، ﴿ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 64].

ويضاف إلى هذه المهمة مهمة أخرى وهي حفظ الأعمال، يقول سبحانه ﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ *مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 17-18]، أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله إذ يتلقى المتلقيان قال: مع كل إنسان ملكان ملك عن يمينه وآخر عن شماله، فأما الذي عن يمينه فيكتب الخير، وأما الذي عن شماله فيكتب الشر [22].

قال تعالى: ﴿ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ
كم مرة يدعونا فيها القرآن لأن ننظر في أنفسنا وفي خلقنا، وكم مرة نتجاهل هذه الدعوة ولا نفكر فيها! فإذا ما غفلت أعيننا عن رؤية هذه المعجزة في خلق الإنسان، فإن الله تعالى يفتح أعيننا بهذه الآيات مبينا كيف خلق الإنسان، حيث تخرج النطفة من ماء الرجل تحمل الملايين من الحيوانات المنوية التي تتسابق فيما بينها لتخترق وتثقب جدار بويضة الأنثى لتلقحها وتخصبها فيتكون أول وحدة بنائية للإنسان بما يسمى [ الزيجوت)، فهذا الحيوان المنوي الجرثومي هو أيضا نجم ثاقب في منتهى الصغر يسبح في السائل المنوي المتدفق من صلب الرجل لحظة الجماع، وتظل ملايين الحيوانات المنوية تسبح في هذا الفضاء الفسيح الذي يكون لها بمثابة السماء التي تظله ليصل أقواها إلى بويضة المرأة فتثقبها وتخرقها، وهنا يحدث التخصيب، ومن ثم يتحقق أول طرق لبويضة المرأة في تلك الرحلة الطويلة بين ماء الرجل الذي يأتي من صلبه أسفل العمود الفقري، وماء المرأة يأتي من ترائبها - أي صدرها - ثم تبدأ مراحل تكوين الجنين ثم ولادته، وتكون ولادته بمثابة طرقة أخرى يثقب فيها فوة رحم الأم، فيطرق الحياة الدنيا لحظة ولادته، وقلما ينتبه الناس للموعد الذي يخرج فيه من رحم أمه.
ومهما احترز الإنسان من الإنجاب فإن قدر الله تعالى سابق، فقد استأذن الصحابة النبي في وضع وسائل لعزل منى الرجل عن رحم المرأة عند الجماع مخافة الإنجاب، فقالوا كيف ترى في العزل؟ فقال: (أو إنكم تفعلون ذلك؟ لا عليكم ألا تفعلوا ذلكم، فإنها ليست نسمة كتب الله أن تخرج إلا هي خارجة) [23]، وقال صلى الله عليه وسلم (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم) [24].
ومنذ هذه اللحظة - الولادة - يبدأ أول جهاد لهذا الطارق الجديد مع الشيطان الرجيم الذي هو طارق بالشر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان غير مريم وابنها)، ثم يقول أبو هريرة ﴿ وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ﴾[25]، يعلق صاحب الظلال على هذه الرحلة الطويلة قائلا (والمسافة الهائلة بين المنشأ والمصير.. بين الماء الدافق الذي يخرج من بين الصلب والترائب وبين الإنسان المدرك العاقل المعقد التركيب العضوي والعصبي والعقلي والنفسي.. هذه المسافة الهائلة التي يعبرها الماء الدافق إلى الإنسان الناطق توحي بأن هنالك يدًا خارج ذات الإنسان هي التي تدفع بهذا الشيء المائع الذي لا قوام له ولا إرادة ولا قدرة، في طريق الرحلة الطويلة العجيبة الهائلة، حتى تنتهي به إلى هذه النهاية الماثلة، وتشي بأن هنالك حافظًا من أمر الله يرعى هذه النطفة المجردة من الشكل والعقل، ومن الإرادة والقدرة، في رحلتها الطويلة العجيبة، وهي تحوي من العجائب أضعاف ما يعرض للإنسان من العجائب من مولده إلى مماته!

قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ * فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ ﴾.

الآية (8) قوله تعالى ﴿ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ﴾:
لابد وأن يسأل الإنسان نفسه، لماذا خلقه الله تعالى؟ إنه إذا تفكر في كيفية خلقه، ومراحل التخصيب ثم التكوين ثم الولادة ثم نموه العضلي والعصبي والفسيولوجي والفكري والنفسي...الخ، حتى يبلغ أشده ثم انتكاسته في الخلق ليرجع ضعيفًا مرة أخرى، ويصير في شيخوخة ثم يعود مرة أخرى إلى العدم بعد الموت، كل ذلك يعيد عليه السؤال مرة أخرى، لماذا خلقه الله تعالى؟ طالما أنه بعد كل ذلك، وبعد هذه الرحلة الطويلة سوف يعود مرة أخرى إلى العدم، (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شيئًا مَذْكُورًا)، نعم مرت عليه فترة من الزمن لم يكون شيئًا، وسوف تمر عليه هذه الفترة مرة أخرى ليموت جسده ويفنى ولا يكون شيئًا مذكورا في هذه الدنيا كما كان قبل أن يخلق، إذن فلماذا خُلق؟ لا يمكن الإجابة على هذا التساؤل إلا بالإقرار بحتمية البعث، ذلك أنه لابد وأن يكون ذلك كله مجرد عبث في عبث إلا إذا كان ثمة حياة أخرى يعيشها الإنسان بعد هذه الحياة القصيرة في الحياة الدنيا، وإلا لما كان ثمة معنى لأن يصير هذه الحياة الدنيا بكل مشتملاتها وإعجازها ودلائلها الدالة على الخالق اللطيف دون أن يكون لخلقه معنى ممتد خارج النطاق الزمني والمكاني لهذه الدنيا الفانية.

الآية (9) قوله تعالى ﴿ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ:
ولذلك يؤكد الله تعالى أنه سبحانه لم يخلق الإنسان عبثًا، وأنه خلقه ليرجع إليه مرة أخرى، فيبعثه بعد الموت، فيحيى في أرض غير الأرض، وفي سماء غير السماء، وفي عالم غير العالم، حيث تنكشف الغيوب، وتبلى السرائر، فتأتي الملائكة الحفظة بما حفظته من ديوان أعماله، لتكشف الأسرار، قال تعالى ﴿ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ *وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ *إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ﴾ [العاديات: 9- 11]، ويُقرأ الكتاب على الملأ، ويحاسب كل امرئ بما كسب، فتظهر كل أعمال ابن آدم وكل سر كتمه وعمل أخفاه ليُعرض كل ذلك على مولاه، يقول ابن القيم (الايمان من السرائر وشرائعه من السرائر فتختبر ذلك اليوم حتى يظهر خيرها من شرها ومؤديها من مضيعها وما كان لله مما لم يكن له) [26]، فيقدم قرينه من الملائكة ما لديه فيفضحه يوم القيامة، حيث تنكشف الضمائر والقلوب في العقائد والنيات، يقول المولى سبحانه ﴿ وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 23]، فعن ابن عيينة قال: (إذا وافقت السـريرة العـلانية فذلك العدل، وإذا كانت السريرة أفضل من العلانية فذلك الفضل، وإذا كانت العلانية أفضل من السريرة فذلك الجور)[27].

وذكر السرائر وفضحها يوم القيامة ناسب جو السورة حيث تتحدث عن كيد المنافقين، الذين يظهرون أنهم مسلمون، لكن يسرون الكفر، وناسب إمهالهم، وأنهم وإن نجحوا في إسرار الكفر، فإنهم سوف يفضحون يوم القيامة، اليوم الذي تبلى فيه السرائر، وليس إمهالهم إلى بعيد، فالدنيا قصيرة، وليس معنى ذلك أنهم غير مفضوحين في الدنيا، بلا ولكننا مأمورون بإمهالهم، يقول سبحانه ﴿ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ﴾ [محمد: 30]، ففي الحديث أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق قال النبي صلى الله عليه وسلم دعه لا يتحدث الناس أن محمدًا ي*** أصحابه [28]، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان حريصًا كل الحرص على إمهالهم رغم كيدهم وخبثهم إلى وقت الفصل الذي ليس فيه هزل، حيث تنزل عليهم كلمة الفصل كالصاعقة ويحسم الأمر.

الآية (10) قوله تعالى ﴿ فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ:
وبعد أن ينتهي الحساب يبدأ الجزاء، فيصير إما إلى الجنة وإما إلى النار، فهل ثمة قوة تنجي من عذاب الله؟ وهل ثمة ناصر ينصره من دون الله؟ إن الذين يستمدون قوة من دون الله وناصرًا من غير الله مثلهم كمثل العنكبوت اتخذت بيتا ضعيفًا هينًا؛ ليكون مأواها فإذا هو يصير مقبرتها، يقول سبحانه ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [ العنكبوت: 41]، فالحقيقة أن بيت العنكبوت هو أبعد البيوت عن صفة البيت بما يلزم البيت من أمان وسكينة وطمأنينة، فالعنكبوت الأنثى ت*** ذكرها بعد أن يلقحها وتأكله، والأبناء يأكلون بعضهم بعضًا بعد الخروج من البيض، والأبناء يأكلون أمهم بعد اشتداد عودهم، ويهرب منه الذكر خوفًا على حياته، ولهذا يعمد الذكر إلى الفرار بجلده بعد أن يلقح أنثاه، ولذلك فهو أضعف بيت، بيت غابت منه المودة والرحمة، فهو بيت يقوم على المصالح والمنافع المادية الدنيوية المؤقتة، فإذا انتفت المصالح، وانتهت المنافع، ساءت العلاقة فيه بعد ذلك[29].

قال تعالى: ﴿ وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ

الآيتان (11-12) قوله تعالى ﴿ وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ:
يقسم المولى سبحانه وتعالى مرة أخرى بآية دالة على البعث والخلق والإيجاد، آيات دالة على قدرته سبحانه، فهذه السماء يصعد إليها بخار الماء، ويتكاثف في السحب تمامًا مثل البويضة بعد إخصابها، ثم ها هو يتساقط مطرا ترجعه السماء إلى الأرض مرة أخرى لتحي به حالما يصْدعها النبات فيشق قشرتها جِرمًا أرضيًّا آية أخرى من آيات الله تعالى، أجرام ونجوم قادرة على ثقب بويضة المرأة وثقب قشرة الأرض، لكنها لا تقدر على النفاذ من السماء؛ لأن الله حفظها، إن تلك الآيات الكونية المشاهدة والتي توصل إليها العلم أخيرًا لهي خير شاهد على قدرة المولى سبحانه وخير دليل على الحقيقة الغيبية التي يؤمن بها المؤمنون، حقيقة البعث والإيجاد بعد العدم، حقيقة لا ينكرها إلا جاحد ولا يستهزأ بها إلا كافر.

الآيتان (13-14) قوله تعالى ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ:
هذا هو المقسم عليه بأن هذا القول وهذا الكتاب لهو حق بشأن ما أخبر به من البعث والحساب والجزاء، وقد وصفوه فقالوا أن من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان أنه: (لا يقبل من أحد قط أن يعارض القرآن، لا برأيه ولا ذوقه، ولا معقوله، ولا قياسه، ولا وجْده؛ فإنهم ثبت عنهم بالبراهين القطعيات والآيات البينات أن الرسول جاء بالهدى ودين الحق، وأن القرآن يهدي للتي هي أقوم، فيه نبأ من قَبْلَهم، وخبر ما بعدهم، وحُكْم ما بينهم، هو الفَصْل ليس بالهَزْل، من تركه من جبار قَصَمَهُ اللَّه، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل اللّه المتين، وهو الذِّكْر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، فلا يستطيع أن يزيغه إلى هواه، ولا يحرف به لسانه، ولا يَخْلَق [أي: يبلى. انظر: القاموس، مادة: خلق] عن كثرة الترداد، فإذا ردد مرة بعد مرة لم يخلق ولم يمل كغيره من الكلام، ولا تنقضي عجائبه، ولا تشبع منه العلماء، من قال به صَدَق، ومن عمل به أجِر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم) [30].

ومن القول الفصل الذي أخبر به القرآن فضح المنافقين وانكشاف خدع الشيطان وخزيه لأنصاره وأوليائه، قال سبحانه ﴿ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ * إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [ الأنفال: 48-49)، فإذا كان الأمر كذلك فلابد إذن من أن يحدث صدام بين الفريق المستمسك بالقول بالفصل وفريق الهازلين، ولابد إذن من ابتلاء ولابد كذلك من تمحيص، وإن كان ذلك واقع وسيظل كذلك إلى يوم القيامة صراع بين طوارق الخير وطوارق الشر، فإنه حين تأتي القيامة يفصل الله بينهم بقول الحق، يقول سبحانه ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [ الحج: 17]، فالأمر جد خطير ليس فيه مجال للمزاح وليس فيه هزل، فمن الهزل أن يعبث أعداء الله محاولين النفاذ من السماء للاطلاع على الغيب، ومن العبث كذلك أن يحاولوا تبديل هذا الدين أو تغيير الكتاب، ومن العبث كذلك أن يظنوا أنهم قادرون على استئصال المسلمين ومحو ذكراهم، والله تعالى يطمئنا على هذا الدين بأنه محفوظ كما حفظ السماء من عبث الشياطين، فهو محفوظ كمنهج وكتاب في اللوح المحفوظ، ومحفوظ كواقع ومشهد في حياة المؤمنين، ولذلك عجز الأعداء المساس به، إذ لم يقدروا على لمس السماء بما أَرسلوا من شياطين، ولم ولن يقدروا على تغيير واقع المؤمنين وحياتهم، لأنهم يحيون بهذا الدين، وكل ما قدروا عليهم هو عزل أنفسهم عن الحق، ومحاصرة أنفسهم باللغو والهزل ظنا منهم أنهم بذلك يغلبون أهل الحق والفصل بهذا الهراء، قال تعالى ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴾ [فصلت: 26].

فالكون يسير في نظام دال على سنن الله الشرعية، فكما أن النجوم تولد وتزدهر ثم تموت، وقد يبقى من آثارها ما نشاهده عبر آلاف السنين ضوءًا ثاقبًا لظلمة السماء، وكما أن المؤمن يطرأ على هذه الدنيا ويزدهر ثم يموت ولا يبقى من آثاره إلا عمله الصالح، وكما أن السماء تستقطب ذرات الماء ثم تمطر خيرًا لا يبقى منه غير أثره نبتا طيبا تتشقق الأرض به وتتصدع، فإنه في المقابل تعجز الشياطين التي تطرأ لتؤذي ابن آدم عن فعل ذلك، حيث تكون الملائكة الحفظة لها بالمرصاد، وتلك التي تريد أن تثقب السماء تكون لها الشهب بالمرصاد، بما يؤكد استمرار مسيرة الخير واندحار مسيرة الشر والباطل، فالحق دائمًا منتصر والباطل دائمًا مهزوم ومندحر.

قال تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا
قال ابن عاشور: ( الكيد إخفاء قصد الضر وإظهار خلافه، فكيدهم مستعمل في حقيقته)[31]، وبالرغم من ذلك فهذا النظام الكوني البديع وهذا التفاعل الدقيق بين عالم الغيب وعالم الشهادة ليؤكد حفظ الله تعالى لعبيده؛ يقول سبحانه: ﴿ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴾، فمهما كاد الكفار لتدمير الإسلام وأهله، فإن الله تعالى حافظ عبيده وجنده، وإن كان كيدهم يضير المسلمين فإنه مجرد أذى يسير مهما كان في الظاهر، يقول سبحانه ﴿ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ ﴾ [آل عمران: 111]، وكما أنه سبحانه وتعالى رد كيد الشيطان، فإنه سبحانه قادر على رد كيد أعداء الإسلام والمنافقين، ففضحهم وأنبأنا كيف نرد كيدهم فقال سبحانه ﴿ إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شيئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [آل عمران: 120]، ورد كيد أولياء الشيطان، وبشرنا بضعفهم، فقال سبحانه: ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴾ [ النساء: 76].

أما الكيد المسند إلى ضمير الجلالة فهو مستعمل في الإمهال مع إرادة الانتقام عند وجود ما تقتضيه الحكمة من إنزال عذابه بهم، وهو استعارة تمثيلية شبهت هيئة إمهالهم وتركهم مع تقدير إنزال العقاب بهم بهيئة الكائد يخفي إنزال ضره ويظهر أنه لا يريده[32]، فكيد الله لهم استدراج، يقول سبحانه ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾ [ الأعراف182: 183}، ومن صور استدراج الله تعالى للظالمين الإمهال وأن يفتح عليهم من الدنيا ثم يأخذهم بغتة بالعذاب، فذلك قوله سبحانه ﴿ لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ *مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾ {آل عمران 196: 197}، ولا ينخدع بذلك إلا من أصر على تكذيبه للحق واللغو فيه، وسعيه وراء السراب والهزل، قال تعالى ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [ الأعراف: 96-99]، إن المشركين لما أجمعوا كيدهم، وتحزبوا على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وحاصروه من كل مكان وكان اليهود والمنافقين من خلفهم انقلبت الأمور على رأسهم، فأضحوا منذ هذه اللحظة يٌكاد عليهم ولا يُكاد لهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب قال يحيى يعني يوم الخندق الآن نغزوهم ولا يغزونا [33].

فالأمر بالإمهال في هذه الآية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فهو مأمور بإمهال الكافرين، وفي ذلك دلالة عظيمة تعلمنا كيف يتعامل الإسلام مع أعدائه؟ وكيف يتعامل مع الذين يكيدون له؟ إذ لو كان الأمر أمر مغالبة وحسب لما أمره الله تعالى بإمهالهم، ولو كان الأمر أمر مفاصلة وحسب لقضي الأمر بإعلان الجهاد أول ما ظهر منهم الكفر أو الكيد، ولكن الله تعالى أمره بإمهالهم، وذلك حتى يُستنفذ الجهد الدعوي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا يكون لهم بعد ذلك حجة بعدم البلاغ، وليس الأمر مجرد بذل جهد دعوى مما لا يجيد الدعوة، ولا أمر بالمعروف ممن لا يحسن المعروف، ولا نهي عن منكر ممن لا ينكره بقلبه، وإنما ينبغي أن تكون دعوتهم بإمهال لمن رُزق اللطف واللين والصبر على المدعوين، قال الزمخشري: ﴿ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴾ أي إمهالا يسيرًا؛ وكرّر وخالف بين اللفظين لزيادة التسكين منه والتصبير [34]، فإذا تحقق ذلك فقد اكتملت نصف المدة المقررة لإمهالهم، ليتبقى بعد ذلك نصفها الآخر.

يقول سبحانه ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 36]، فقوله سبحانه ﴿ َسَيُنْفِقُونَهَا ﴾ أي أنه سبحانه سوف يمهلهم حتى ينفقونها، وفي ذلك فرصة لهم لأن يرجعوا عما هم فيه من الغي والضلال، فإذا ما أنفقوها فقد انتهت فترة إمهالهم لتكون بعد ذلك حسرة عليهم، ويتحقق وعد الله تعالى بغلبتهم في الدنيا وغلبتهم في الآخرة، قال تعالى ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [آل عمران: 178]، فإذا كان أهل الشر لديهم مدخر من الوسع والطاقة والقوة والمال لم يبذلوه في سبيل الشيطان ليصدوا عن سبيل الله تعالى فلا يزال إمهال الله تعالى لهم قائم، فإذا ما بذلوا كل ما في وسعهم للصد عن سبيل الله، هنا سوف تتحقق المعجزة الإلهية، حيث ييئس الرسل، وتكون الغلبة للذين كفروا وَفقًا لكل المقاييس والمعايير المادية - كما حصل في غزوة الأحزاب، يوم الخندق - ولكن الله تعالى شاءت مشيئته أن يكون نصره للمؤمنين لا بحسابات مادية ولا بقوة عقلية...الخ، وإنما مجرد الإيمان به فحسب، لتتحقق المعجزة بأن يكون النصر بقوة حفظ الله تعالى لهذا الدين وبقدر حفظ المؤمنين له في حياتهم وواقعهم، يقول سبحانه ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [ المجادلة: 21]، ويقول السمرقندي ﴿ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ﴾ يعني: أجلهم قليلًا فإن أجل الدنيا كلها قليل [35].
[1] معجم ألفاظ القرآن الكريم ج3 ص 136 صادر عن مجمع اللغة العربية 1416 هـ - 1996 م المطابع الأميرية.
[2] رواه البخاري ج 2 ص 638 رقم 1707.
[3] رواه البخاري ج 5 ص 2008 رقم 4946 – والرواية عند مسلم كذلك ج 2 ص 1086 ص 715.
[4] ( الشعثة ) غير المتزينة وهي منتشرة الشعر مغبرة الرأس. ( تستحد ) تستعمل الحديدة في إزالة شعر الإبط والعانة ونحو ذلك. (المغيبة) المرأة التي غاب عنها زوجها، وذلك كله حتى لا يرى ما يكره منهم، وحفاظا على حسن العشرة بينهم.
[5] رواه البخاري ج 5 ص 1954 رقم 4791.
[6] رواه أبو داود ج7 ص 436 رقم 2400 وصححه الألباني: صحيح وضعيف أبي داود ج 6 ص 281 رقم .2781.
[7] التبيان في أقسام القرآن ج1 ص 63.
ولم يقل غير ذلك من السلف أحد، وإنما قاله بعض المعاصرين.. وهو بعيد عن هذا السياق... فليس ثمة علاقة بينهما... وقد انتقده غير واحد في ذلك...... وإنما قد يصلح قوله في الخنس الجوار الكنس: منهم الدكتور زغلول النجار، إذ يقول: ( عرف العلماء مصادر الإشعاع الراديوي المميز بالسماء الدنيا، ومن أهمها النجوم النيوترونية شديدة التضاغط (Neutron stars Theultra-compact ) والمعروفة بالنجوم النابضة أو النابضات أو النوابض ( Pulsars )، وهي نجوم ذات كثافة وجاذبية فائقة وحكم صغير، ولذا فإنها تدور حول محورها بسرعات فائقة مطلقة كميات هائلة من الموجا الراديوية،و لذات تعرف باسم النوابض الراديوية لأنها ترسل نبضات منتظم من الأشعة الراديوية في كل جزء من الثانية أو في عدد قليل من الثواني حسب حجمها وسرعة دورانها حول محورها، وتقدر الطاقة الناتجة عنها بمائة مليون مليون مرة قدر طاقة الشمس.
ويعرف في الفضاء ما يسمى بالثقب الأسود، وهي منطقة في الفضاء، عبارة عن كتلة كبيرة في حجم صغير تسمى الحجم الحرج بالنسبة لهذه الكتلة، حيث تبدأ المادة بالانضغاط تحت تأثير جاذبيتها الخاصة ويحدث فيها انهيار من نوع خاص هو الانهيار بفعل الجاذبية،و ذلك ينتج عن القوة العكسية للانفجار حيث أن هذه القوة تضغط النجم وتجعله صغيرًا جدًا وذا جاذبية قوية خارقة، ويزداد تركيز الكتلة أي كثافة الجسم (نتيجة تداخل جسيمات ذراته وانعدام الفراغ البيني بين الجزيئات)، وتصبح قوّة جاذبيته قوية إلى درجة لا يمكن لأي جسم يمر بمسافة قريبة منه أن يفلت من جاذبيته مهما بلغت سرعته وبالتالي يزداد كمّ المادة الموجودة في الثقب الأسود، وبحسب النظرية النسبية العامة لـأينشتاين فإن الجاذبية تقوس الفضاء الذي يسير الضوء فيه بشكل مستقيم بالنسبة للفراغ، وهذا يعني أن الضوء ينحرف تحت تأثير الجاذبية، أما الثقب الأسود فإنه يقوس الفضاء إلى حد يمتص الضوء المار بجانبه بفعل الجاذبية، وهو يبدو لمن يراقبه من الخارج كأنه منطقة من العدم إذ لا يمكن لأي إشارة أو معلومة أو موجة أو جسيم الإفلات من منطقة تأثيره فيبدو بذلك أسود، وأمكن معرفة وجوده بمراقبة بعض الإشعاعات من الأشعة السينية التي تنطلق من المواد حين تتحطم جزيئاتها نتيجة اقترابها من مجال جاذبية الثقب الأسود وسقوطها في هاويته، وللتوضيح فإن تحول الكرة الأرضية إلى ثقب أسود يستدعي تحولها إلى كرة نصف قطرها 0.9 سم وكتلتها نفس كتلة الأرض الحالية، أي بمعنى انضغاط مادتها لجعلها من غير فراغات بينية في ذراتها وبين جسيمات نوى ذراتها، مما يجعلها صغيرة ككرة المنضدة في الحجم ووزنها الهائل يبقى على ما هو عليه، حيث إن الفراغات الهائلة بين الجسيمات الذرية نسبة لحجمها الصغير يحكمها قوانين فيزيائية لا يمكن تجاوزها أو تحطيمها في الظروف العادية..
http: www.elnaggarzr.com: index.php?l=ar&id=96&p=2&cat=6.
[8] لسان العرب ج12 ص 568.
[9] يراجع في هذا المعنى بحث أعده عطية زادة بعنوان: الشهب بين آيات القرآن وعلوم الإنسان.
http:www.alu،ah.net: culture: 0: 29686:.
[10] لسان العرب ج1 ص 508.
[11] لسان العرب ج1 ص 508.
[12] رواه مالك في الموطأ ج6 ص 17 رقم 1497.
[13] نظم الدرر في تناسب الآيات والسور ج9 ص 390.
[14] رواه البخاري ج 14 ص 490 رقم 4426.
[15] رواه البخاري ج 18 ص 51 رقم 5320.
[16] رواه أحمد في مسنده ج31 ص 11 رقم 14913 وصححه الألباني: السلسلة الصحيحة ج2 ص495 رقم 840 – وقال في صحيح الترغيب والترهيب ج2 ص 120 رقم 1602 رواه أحمد وأبو يعلى ولكل منهما إسناد جيد محتج به.
[17] رواه أبو داود في سننه ج 1 ص 265 رقم 775 وصححه الألباني.
[18] رواه مسلم ج 3 ص 1606 رقم 2033.
[19] رواه مسلم ج 4 ص 2167 رقم 2814.
[20] رواه البخاري ج 4 ص 1732.
[21] والحديث روى مرفوعا إلى النبي عند الترمذي، إلا أنه ضعيف قال الألباني: قلت: وعلته ليث هذا وهو ابن أبى سليم قال الحافظ في " التقريب ": " صدوق اختلط أخيرا ولم يتميز حديثه فترك، انظر إرواء الغليل ج 1 ص 102.
لذا وقفت الحديث على ليث باعتباره من قوله لأنه القدر المتيقن.
انظر إرواء الغليل ج 1 ص 102.
[22] الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي.
[23] رواه البخاري ج 2 ص 776 رقم 2116.
[24] رواه الحاكم في المستدرك ج2 ص 176 رقم 2685 وصححه الذهبي في التلخيص، وصححه الألباني: الجامع الصغير ج1ص526رقم 5251 – صحيح أبي داود ج6 291 رقم 1789.
[25] رواه البخاري ج 3 ص 1265 رقم 3248.
[26] التبيان في أقسام القرآن ج1 ص 64.
[27] ابن الجوزي - صفة الصفوة ج 2 ص 234.
[28] رواه البخاري ج15 ص 195 رقم 4527.
[29] الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
http: www.eajaz.org: index.php: component: content: article: 75-Issue-XVII: 746-(Although-flimsiest-of-houses-cobweb-if-they-،new-)
كشف العلم مؤخرًا أن أنثى العنكبوت هي التي تنسج البيت وليس الذكر وهي حقيقة بيولوجية لم تكن معلومة إلى وقت قريب، كما كشف العلم أن خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات وأقوى من خيط الحرير وأكثر منه مرونة فيكون نسيج العنكبوت بالنسبة لاحتياجات العنكبوت وافيًا بالغرض وزيادة ويكون بالنسبة له قلعة أمينة حصينة.
http: www.jameataleman.org: main: articles.aspx?article_no=1182.
[30] مجموع فتاوى ابن تيمية في التفسير ج2 ص 26.
[31] تفسير القرآن - التحرير والتنوير - محمد الطاهر ابن عاشور – ج 15: 210.
[32] تفسير القرآن - التحرير والتنوير - محمد الطاهر ابن عاشور – ج 15: 210.
[33] رواه أحمد في مسنده ج37 ص 265 رقم 17589 والطبراني في المعجم الكبير ج7 ص98 رقم 6499 وصححه الألباني: السلسلة الصحيحة المجلدات الكاملة ج13 ص 46 رقم 3243.
[34] الزمخشري في تفسيره الكشاف ج7 ص 274.
[35] السمرقندي - بحر العلوم ج 4 ص 395



__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-01-2014, 09:34 AM
الصورة الرمزية alea2009
alea2009 alea2009 غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 1,916
معدل تقييم المستوى: 16
alea2009 is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرآ.
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:09 AM.