|
الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
رحماك يا ربنا
رُحْمَاكَ يَا رَبَّنَا قَدْ جُنَّتِ البَقَرُ *** وَقَلَّ فِي النَّاسِ مَنْ بِالآيِ يَنْزَجِرُ مَهْمَا النَّوَازِلُ حَلَّتْ قُرْبَ سَاحَتِنَا *** أَوْ بَاغَتَتْنَا عَلَى أَعْتَابِنَا النُّذُرُ فَنَحْنُ لا نَرْعَوِي وَالكِبْرُ فِي دَمِنَا *** لَسْنَا نُفِيقُ لِمَا يَجْرِي وَنَعْتَبِرُ انْظُرْ بِعَيْنٍ -أَيَا إِنْسَانُ- مُنْصِفَةٍ *** مَاذَا تَرَى؟ دُلَّنِي بِاللَّهِ مَا الخَبَرُ؟ هَلْ نَحْنُ فِي غَابَةٍ هَاجَتْ كَوَاسِرُهَا *** دَارَتْ رَحَى حَرْبِهَا وَالقَتْلُ يَسْتَعِرُ؟! هَلْ غَرَّتِ الأَرْضُ أَهْلِيهَا بِزُخْرُفِهَا *** وَازَّيَّنَتْ فَانْتَشَوْا مِنْ خَمْرِهَا سَكِرُوا؟! لا زِلْتُ فِي حَيْرَةٍ فِيمَنْ إِذَا وُهِبُوا *** بَعْضًا مِنَ البَأْسِ ضَلُّوا هَلْ هُمُ بَشَرُ؟! مَنْ يَحْسَبُونَ الدُّنَا دَانَتْ لِسَطْوَتِهِمْ *** فَالرَّأْيُ مَا قَدْ رَأَوْا، وَالأَمْرُ مَا أَمَرُوا فَهَلْ نُدَاوي جُرُوحًا فِي ضَمَائِرِنَا *** نَحْنُ الَّذِينَ حَفَرْنَاهَا أَنَنْتَحِرُ؟! رُحْمَاكَ يَا رَبَّنَا قَدْ غَصَّ عَالَمُنَا *** بِالظُّلْمِ وَاسْتَحْكَمَتْ فِي أَهْلِهِ التَّتَرُ فَاقُوا الأَوَائِلَ فِي غَيٍّ وَفِي صَلَفٍ *** وَيَسْتَجِيرُ الوَرَى مِنْ شَرِّ مَا مَكَرُوا صَاغُوا لَهُمْ هَيْئَةً تَشْتَدُّ قَبْضَتُهَا *** حِينًا، وَحِينًا تُرَى فِي الوَهْنِ تُحْتَضَرُ شَوْهَاءَ لا قَوْلُهَا مِنْ فِضَّةٍ أَبَدًا *** وَلَيْسَ لِلتِّبْرِ فِي صَمْتٍ لَهَا أَثَرُ مَهْمَا كَسَوْهَا رِدَاءَ الحُسْنِ وَاكْتَحَلَتْ *** وَمَشَّطُوا شَعْرَهَا فَالوَجْهُ مُعْتَكِرُ صَارَتْ كَحَبْلٍ وَكَفُّ السِّحْرِ تَجْعَلُهَا *** رَقْطَاءَ تَسْعَى، فَإِذْ بِالرُّعْبِ يَنْتَشِرُ كُلُّ الخُطُوطِ -رَعَاكَ اللَّهُ- قَدْ جُمِعَتْ *** فَالبَعْضُ مِنْهَا بَدَا وَالبَعْضُ مُسْتَتِرُ فِي كَفِّ عَاهِرَةٍ تُؤْتَى عَلانِيَةً *** بَاتَتْ بِأَمْرِ زُنَاةِ العَصْرِ تَأْتَمِرُ قَلَّبْتُ عَيْنَيَّ فِي أَرْجَاءِ أُمَّتِنَا *** فَارْتَدَّ فِي حَسْرَةٍ مِمَّا رَأَى البَصَرُ البَعْضُ يُذْبَحُ وَالبَاقُونَ شِرْذِمَةٌ *** مَنْ مَاتَ صَمْتًا، وَمَنْ لِلذَّبْحِ مُنْتَظِرُ لا شَيْءَ أَغْيَظُ مِنْ رَاضٍ بِذِلَّتِهِ *** يُدِينُ مَنْ غَاضِبًا لِلَّهِ يَنْفَجِرُ رُحْمَاكَ يَا رَبَّنَا سَادَاتُ عَالَمِنَا *** فِي سَاحَةِ العَدْلِ أَصْفَارٌ إِذَا ذُكِرُوا يُطَفِّفُونَ جِهَارًا دُونَمَا خَجَلٍ *** وَالرَّكْبُ فِي إِثْرِهِمْ وَالدَّرْبُ مُنْحَدِرُ ذَنْبُ الصِّغَارِ وَمَهْمَا قَلَّ كَارِثَةٌ *** جُرْمُ الكِبَارِ وَمَهْمَا جَلَّ مُغْتَفَرُ رَمْزُ العَدَالَةِ يَبْكِي مِنْ صَنَائِعِهِمْ *** كَيْفَ الشَّرِيفُ رَفِيعُ القَدْرِ يُحْتَقَرُ مَا عَادَ لِلحَقِّ فِي مِيزَانِهِمْ ثِقَلٌ *** وَالسَّيْفُ حَدَّاهُ غَمْطُ النَّاسِ وَالبَطَرُ أَمَّا الَّتي عَصَّبُوا لِلعَدْلِ أَعْيُنَهَا *** فَوَشْوَشُوهَا، وَبَاتَ الظُّلْمُ يُنْتَظَرُ لَوْ أَنَّ مَدْيَنَ تَدْرِي بَعْضَ مَا فَعَلُوا *** ذَابَتْ حَيَاءً أَقَرَّتْ أَنَّهُمْ فَجَرُوا الأَرْضُ ضَجَّتْ وَلَوْلا الوَعْدُ لانْفَجَرَتْ *** فَمَا الغَرِيبُ إِذَا مَا جُنَّتِ البَقَرُ؟! وحيد حامد الدهشان
__________________
|
#2
|
|||
|
|||
اقتباس:
بجد بجد بجد روعـــــــــــه تسلم ايدك وجزاك الله كل خير
__________________
معلمي هــل لي من هــذا المقام أٌحـــدي بنظــرةِ اشتياقٍ ممزوجـةٍ بالثنـاءِ الجميــل هي امنياتٌ تكْمُــــنُ فـي داخلي وبكثــــرةٍ وفي خاطـري أطيــافٌ لا تَمَـلُّ ولا تستميــل وددت لــو أني سطَّـــرت فيك كلمــــــــاتٍ أجزيك بهــــا على فتــرةِ عنـائك الطويــــل |
العلامات المرجعية |
|
|