لا يخفى على أحد مدى أهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصال في العصر الحالي، فتكنولوجيا المعلومات تعتبر محركا رئيسيا لتطور العلوم جميعها وتمثل سندا كبيرا وداعما لشتى العلوم وكافة الأنشطة الحياتية، فهي تلعب دورا هاما في دفع عجلة التعليم والمعرفة في شتى العلوم نحو آفاق جديدة وطرق حديثة في اكتساب المعرفة و الاستفادة منها بالطرق والظروف المختلفة فمن الممكن الآن الاستفسار عن المعلومة في مختلف الظروف والأوقات و من مصادر شتى فالمعرفة أصبحت عالمية بفضل تكنولوجيا المعلومات والاتصال.
يمكننا القول أن هذا العلم الذي ما سكنت رياحه منذ فترة له من القدرة والتطلع ما يمكنه لأن يكون علما مستقلا بذاته يتمتع بخصائص ومزايا لا توجد بغيره فهو علم لا يتوقف عند حد فما كان في القرن الماضي من الخيال العلمي أصبح الآن واقعا يعرفه الصغير قبل الكبير، وما نتخيله الآن قد يصبح من واقع وحياة الأجيال القادمة التي ستتمتع بتكنولوجيا متطورة نحلم بها الآن ونسعى للوصول لها.
أن مدى رغبة الناس في تعلم التكنولوجيا وتفاعلهم معها يرتبط ارتباطا شديدا مع حاجتهم لها، فنرى الآن العديد من الدوائر الحكومية تعتمد أنظمة معلوماتية تتيح وتوفر للأفراد بعض المعاملات الإلكترونية التي يرى فيها الفرد راحة وسهولة و توفيرا للوقت والجهد. ونرى الآن حاجة الطلاب في المراحل الأساسية والجامعية لاستخدام شبكة الإنترنت لجلب المعلومة التي تغني معرفته أو تساعده في كتابة أبحاثه وتقاريره .
لا بد من العمل على إيجاد مقدار محدد نجعل منه أساسا متينا لتكنولوجيا المعلومات والاتصال لدى الفرد بحيث يكون هذا المقدار قادرا على مساعدته في استغلال التكنولوجيا في خدمة علومه وأبحاثه عندما يكون طالبا أو باحثا أوعالما، وأن لا تكون هذه التكنولوجيا عائقا نحو تطوره بل تكون مساندة وداعمة له في تحصيل المعرفة والاستفادة منها، فهي تمثل في واقعنا مفتاحا نحو العلوم الأخرى.