اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > الأدب العربي

الأدب العربي قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباء قديمًا وحديثًا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-11-2013, 10:18 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,687
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New سجية .. للأديبة ربيحة الرفاعى



بقلم / هشام النجار

تمَايَلتْ بِدَلالٍ عِندَ حَافَّةِ المَركِبِ تُغازِلُهَا عَينَاهُ بَيْنمَا تَكْشِفُ عَضَلَةُ فَكِّهِ المُتَقَلِّصَةِ انزعاجا مِن مُحَادِثَتِهِ عَلَى الطَّرَفِ الآخَرِ مِن خَطِّ الاتِّصَالِ الخَليَوِّي اقتَرَبَت مِنهُ وَمَالَت بِرَأسِهَا عَلَى كَتِفِهِ تَتَأمل البَحْرَ أمَامَهُمَا يَمْخُرُ عُبَابَهُ مَركِبُهُمَا الجَمِيلِ وَهُو يَقُولُ مُتَبَرِّمًا يُنْهِي المُكَالَمَة:
أيُّ غَدَاءْ! جَاؤُونِي بِشَطِيرةٍ مَا زَالَتْ أَمَامِي مُنْذُ سَاعَتَيْنِ لَم أَجِدْ فُرْصَةً لِتَنَاولِهَا بَعْد قُلتُ لَكِ مَشْغُولْ..مَشْغُول أَأَترُكُ عَمَلِي لآتِيكِ؟
وَبِذَاتِ الدَّلالِ وَضَعَتْ فِي فِيهِ قِطْعَةً مِن حَبَّةِ الدُّرَّاقِ التَقَطَهَا وَأَطرَافَ أَنَامِلِهَا مُدَاعِبًا، لِيَغرَقَا فِي مَوْجَةٍ مِن الضَّحِكِ نَسِيَ مَعَهَا تَشَنُّجَهُ مِنْ مُكَالَمَةٍ انْتَهَت وَغَابَا فِي جَلْسَةٍ هَانِئَةٍ عَلَى حَافَّةِ المَركِبِ تَتَغَنّى بِشَقِّهِ المَاءَ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَخَرِيرُهُ تَحتَهُ مُوسِيقَى تُرَافِقُ صَوْتَهُ يَرْسُمُ لَهَا جَنَّةً سَتَدخُلها بِزَوَاجِهِمَا.
رَفَعَتْ بِتَنْهِيدَةٍ وَلْهَى رَأسَهَا المُلْقَاةِ عَلى ظَهْرِ المَقعَدِ عَائِدَةً لِلوَاقِعِ مِن ذِكرَيَاتٍ تَستَعِيدُهَا بِحَنِين وَتَفَقَّدَتِ المَائِدَةَ أَمَامَهَا مَفْرُوشَةً بِمَا لَذّ تَزِينُهُ بَاقَةُ وَرْدٍ وَشَمعَدَان أَهدَاهُ إلَيْهَا قَبلَ زَوَاجِهِمَا تَحَسَّسَتهُ بِأصَابِعَ مُرْتَعِشَةٍ انحَدَرَت عَلَى تَعَارِيجِهِ نَحْوَ هَاتِفِهَا الخَليَوي تَنَاوَلَتهُ تَتَأَمَّلُ صُورَتَهُ عَلَى الشَّاشَةِ الكَبِيرَةِ بِضَحكَتِهِ السَّاحِرَة،وتَتَذكُرُ يَومَ التَقَطَتْ لَهُ تِلكَ الصُّورَةَ عِندَمَا انفَجَرَ ضَاحِكًا لِشَكلِهَا فِي سُترَتِهِ الضَّخمَةِ الَّتِي خَلَعَهَا لِيَضَعَهَا عَلَى كَتِفَيهَا تُدفِئُهَا مِن نَسْمَةِ بَردٍ فِي رِحلَةٍ رَبِيعِيَّةٍ.
"اشتَقْتُ لِضَحْكَتِكَ الغَالِيَةِ حَبِيبِي" فَكَّرَت بِشَوقٍ وَضَغَطَت الأَرقَامَ تَطلُبُهُ فَجَاءَ الصَّوتُ الحَبِيبُ مُغَرِّدًا
حَيَاتِي
تَأَخَّرتَ حَبِيبِي أَعَدْتُ تَسخِينَ الطَّعَامِ مَرّتَين.
سَامِحِينِي يَا غَالِيَة مَشْغُولْ.
أَلَن تَأتِي لِتَنَاوِلِ الغَدَاءِ مَعِي؟
مَشغُولٌ أُقْسِمُ لَا أَستَطِيعُ حَتّى تَنَاوُلَ شَطِيرَةٍ سَامِحِينِي.
مَسَحَتْ بِطَرَفِ إِصْبَعِهَا دَمْعَةً سَالَتْ عَلَى وَجْنَتِهَا بَينَمَا يَتَسَلَلُ لِأُذنِهَا عَبرَ سَمَّاعَةِ الهَاتِفِ صَوْتُ خَرِيرِ المَاءِ تَحتَ المَركِبِ.
رؤية نقدية
بقلم / هشام النجار
القصة القصيرة حقل لا أولَ له ولا آخر للتجارب الناضجة والغريبة ومعرض صور وبورتريهات آلاف الشخصيات التي تلعب بوعي وبدون وعى وبعلم وجهل وطهر ونزق وإدراك وغباء في ميادين وساحات الخير والشر والجريمة والخيانة والوفاء والبر والعطاء والعقوق والجحود والتسامح والغفران والخداع والتلون والفساد والعفة .. الخ .
الواقع بحلوه ومره وخيره وشره ليس من ابتكار الأديب إنما هو خلق المبدع الأكبر جل في علاه وتسامتْ حكمته وما يفعله القاص أنه يُعيد تشكيل هذا الواقع على الورق في صورة مختزلة هو صاحبُ ابتكارها واقتناصها وتأملها وصياغتها بشكل يُعرى الشخصية الشريرة الخائنة ويفضحها وينفر المتلقي منها وفى المقابل يضع الشخصية الخيرة في المكانة التي تستحق من التكريم والتعاطف .
في هذه القصة للأديبة الكبيرة ربيحة الرفاعى نقف قبالة إحدى الصور التي تذخر بها الإنسانية المعذبة بأهلها ويرقى الكاتب ويحجز مكانه سريعاً في قلوب الناس كلما استمد صوره وقضاياه من تجارب الحياة ومن دقائقها ومتناقضاتها ومآسيها .
ويبرع الكاتب كلما كان تصويره حاداً شرساً مُفجعاً جارحاً يقفز كقفزات الحياة وغدراتها ليضرب وجه الإنسانية ب*** وغضب علها تفيق من غيها وتخلع أقنعة الزيف والتلون والكذب والخداع .
انها سجية الحياة كما خلقها الله تعالى مجنونة بما فيها من شرور ونفوس لا تشبع ولا ترتوي من الخيانة وبناسها الذين احترفوا الكذب فلم يعد شذوذاً وعيباً إنما أصبحَ سجية .
ابتكار الصورة هنا لا ينتهي عند هذا الحد بنقل واختزال ملايين قصص الخداع والخيانة بين البشر بزحف جماعي نحو الخيانات يكرس في الوعي ويؤرخ للإنسان ككائن خائن فيما عدا صفحات قليلة على استحياء من الصدق والوفاء .
إنما تجاوز الابتكار إلى الدقة في نقل التلون الاحترافي ما بين الضحك والفرفشة والتبسط والنغنغة مع الأخرى على المركب فوق البحر الذي لا أمان له – واختيار المكان كان دقيقاً برعت الكاتبة فيه - وفى ذات الوقت الجدية والصرامة والشخط والنطر مع الزوجة المكلومة في مشاعرها بشكل لا يتقنه إلا من تمرس على هذا التلون مراراً لسنوات طويلة حتى صارَ سجية عنده .
كثير من السجايا المريضة في البني آدم رصدتها الكاتبة المبدعة في هذه القصة إلى جانب الكذب والخيانة والخداع والتمرد والجحود .
وكما نتتبعُ بمزيد من اهتمام مسيرَ الرجل الخائن ودرامية علاقته مع الاثنتين فهناك أيضاً المرأة الخائنة على الجهة المقابلة وما كثرت الخيانات إلا بتوفر عدد لا حصر له من النساء البديلات اللاتي يعرضن أنفسهن ومواهبهن الأنثوية كتجربة ثانية بإغواء ودلال زائد حتى صارَ سجية في قطاع لا يُستهان به في مجتمع المرأة .
هناك النهم والطمع والجحود وإذا استكثرنا الخيانة من الرجل لزوجته فماذا نقول في خيانة امرأة لزوجها في تبادلية صارت في بعض المجتمعات العربية ظاهرة ولو لم تصل بعد إلى مستوى " السجية " كما في المجتمعات الغربية .
على الجانب الآخر هي خائفة عليه يشغلها هل تناول غداءه أم لا ! ويقسم هو بانشغاله الذي يعوقه عن تناول شطيرة وهو في الحقيقة منشغل بما يغرقه فيما طاب لنفسه الشريرة من همسات ولمسات ولذائذ الفاكهة والحلوى واللهو الحرام
هل هذا هو الإنسان..وهل هذه هي سجيته ؟
الطبيعي والمعتاد أن يكون مع زوجته وبما أعدته من ذكريات وطعام وحب كامل الدسم والشهية فهناك السعادة الحقيقية والاطمئنان النفسي لكن سجية الإنسان صارت كسر المألوف والمعتاد والخروج عن طبائع الأشياء وسنن الكون .
في اكتشاف الخيانة تجاوز غير معهود فمن يقدم على مغامرة محدودة حذراً مشفقاً على نفسه وسرعان ما يعود مستغفراً غالباً ما يستره الله ولا يكشف سره ويستره بستره .
وفى اكتشاف الزوجة للخيانة من مفارقة الرحلة البحرية النزقة دليل على أن الانحراف في نفس بطل القصة ليس طارئاً أو هامشياً إنما سجية .
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-11-2013, 06:01 PM
SoOoOo elasaly SoOoOo elasaly غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
العمر: 28
المشاركات: 257
معدل تقييم المستوى: 12
SoOoOo elasaly is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abomokhtar مشاهدة المشاركة

بقلم / هشام النجار

تمَايَلتْ بِدَلالٍ عِندَ حَافَّةِ المَركِبِ تُغازِلُهَا عَينَاهُ بَيْنمَا تَكْشِفُ عَضَلَةُ فَكِّهِ المُتَقَلِّصَةِ انزعاجا مِن مُحَادِثَتِهِ عَلَى الطَّرَفِ الآخَرِ مِن خَطِّ الاتِّصَالِ الخَليَوِّي اقتَرَبَت مِنهُ وَمَالَت بِرَأسِهَا عَلَى كَتِفِهِ تَتَأمل البَحْرَ أمَامَهُمَا يَمْخُرُ عُبَابَهُ مَركِبُهُمَا الجَمِيلِ وَهُو يَقُولُ مُتَبَرِّمًا يُنْهِي المُكَالَمَة:
أيُّ غَدَاءْ! جَاؤُونِي بِشَطِيرةٍ مَا زَالَتْ أَمَامِي مُنْذُ سَاعَتَيْنِ لَم أَجِدْ فُرْصَةً لِتَنَاولِهَا بَعْد قُلتُ لَكِ مَشْغُولْ..مَشْغُول أَأَترُكُ عَمَلِي لآتِيكِ؟
وَبِذَاتِ الدَّلالِ وَضَعَتْ فِي فِيهِ قِطْعَةً مِن حَبَّةِ الدُّرَّاقِ التَقَطَهَا وَأَطرَافَ أَنَامِلِهَا مُدَاعِبًا، لِيَغرَقَا فِي مَوْجَةٍ مِن الضَّحِكِ نَسِيَ مَعَهَا تَشَنُّجَهُ مِنْ مُكَالَمَةٍ انْتَهَت وَغَابَا فِي جَلْسَةٍ هَانِئَةٍ عَلَى حَافَّةِ المَركِبِ تَتَغَنّى بِشَقِّهِ المَاءَ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَخَرِيرُهُ تَحتَهُ مُوسِيقَى تُرَافِقُ صَوْتَهُ يَرْسُمُ لَهَا جَنَّةً سَتَدخُلها بِزَوَاجِهِمَا.
رَفَعَتْ بِتَنْهِيدَةٍ وَلْهَى رَأسَهَا المُلْقَاةِ عَلى ظَهْرِ المَقعَدِ عَائِدَةً لِلوَاقِعِ مِن ذِكرَيَاتٍ تَستَعِيدُهَا بِحَنِين وَتَفَقَّدَتِ المَائِدَةَ أَمَامَهَا مَفْرُوشَةً بِمَا لَذّ تَزِينُهُ بَاقَةُ وَرْدٍ وَشَمعَدَان أَهدَاهُ إلَيْهَا قَبلَ زَوَاجِهِمَا تَحَسَّسَتهُ بِأصَابِعَ مُرْتَعِشَةٍ انحَدَرَت عَلَى تَعَارِيجِهِ نَحْوَ هَاتِفِهَا الخَليَوي تَنَاوَلَتهُ تَتَأَمَّلُ صُورَتَهُ عَلَى الشَّاشَةِ الكَبِيرَةِ بِضَحكَتِهِ السَّاحِرَة،وتَتَذكُرُ يَومَ التَقَطَتْ لَهُ تِلكَ الصُّورَةَ عِندَمَا انفَجَرَ ضَاحِكًا لِشَكلِهَا فِي سُترَتِهِ الضَّخمَةِ الَّتِي خَلَعَهَا لِيَضَعَهَا عَلَى كَتِفَيهَا تُدفِئُهَا مِن نَسْمَةِ بَردٍ فِي رِحلَةٍ رَبِيعِيَّةٍ.
"اشتَقْتُ لِضَحْكَتِكَ الغَالِيَةِ حَبِيبِي" فَكَّرَت بِشَوقٍ وَضَغَطَت الأَرقَامَ تَطلُبُهُ فَجَاءَ الصَّوتُ الحَبِيبُ مُغَرِّدًا
حَيَاتِي
تَأَخَّرتَ حَبِيبِي أَعَدْتُ تَسخِينَ الطَّعَامِ مَرّتَين.
سَامِحِينِي يَا غَالِيَة مَشْغُولْ.
أَلَن تَأتِي لِتَنَاوِلِ الغَدَاءِ مَعِي؟
مَشغُولٌ أُقْسِمُ لَا أَستَطِيعُ حَتّى تَنَاوُلَ شَطِيرَةٍ سَامِحِينِي.
مَسَحَتْ بِطَرَفِ إِصْبَعِهَا دَمْعَةً سَالَتْ عَلَى وَجْنَتِهَا بَينَمَا يَتَسَلَلُ لِأُذنِهَا عَبرَ سَمَّاعَةِ الهَاتِفِ صَوْتُ خَرِيرِ المَاءِ تَحتَ المَركِبِ.
رؤية نقدية
بقلم / هشام النجار
القصة القصيرة حقل لا أولَ له ولا آخر للتجارب الناضجة والغريبة ومعرض صور وبورتريهات آلاف الشخصيات التي تلعب بوعي وبدون وعى وبعلم وجهل وطهر ونزق وإدراك وغباء في ميادين وساحات الخير والشر والجريمة والخيانة والوفاء والبر والعطاء والعقوق والجحود والتسامح والغفران والخداع والتلون والفساد والعفة .. الخ .
الواقع بحلوه ومره وخيره وشره ليس من ابتكار الأديب إنما هو خلق المبدع الأكبر جل في علاه وتسامتْ حكمته وما يفعله القاص أنه يُعيد تشكيل هذا الواقع على الورق في صورة مختزلة هو صاحبُ ابتكارها واقتناصها وتأملها وصياغتها بشكل يُعرى الشخصية الشريرة الخائنة ويفضحها وينفر المتلقي منها وفى المقابل يضع الشخصية الخيرة في المكانة التي تستحق من التكريم والتعاطف .
في هذه القصة للأديبة الكبيرة ربيحة الرفاعى نقف قبالة إحدى الصور التي تذخر بها الإنسانية المعذبة بأهلها ويرقى الكاتب ويحجز مكانه سريعاً في قلوب الناس كلما استمد صوره وقضاياه من تجارب الحياة ومن دقائقها ومتناقضاتها ومآسيها .
ويبرع الكاتب كلما كان تصويره حاداً شرساً مُفجعاً جارحاً يقفز كقفزات الحياة وغدراتها ليضرب وجه الإنسانية ب*** وغضب علها تفيق من غيها وتخلع أقنعة الزيف والتلون والكذب والخداع .
انها سجية الحياة كما خلقها الله تعالى مجنونة بما فيها من شرور ونفوس لا تشبع ولا ترتوي من الخيانة وبناسها الذين احترفوا الكذب فلم يعد شذوذاً وعيباً إنما أصبحَ سجية .
ابتكار الصورة هنا لا ينتهي عند هذا الحد بنقل واختزال ملايين قصص الخداع والخيانة بين البشر بزحف جماعي نحو الخيانات يكرس في الوعي ويؤرخ للإنسان ككائن خائن فيما عدا صفحات قليلة على استحياء من الصدق والوفاء .
إنما تجاوز الابتكار إلى الدقة في نقل التلون الاحترافي ما بين الضحك والفرفشة والتبسط والنغنغة مع الأخرى على المركب فوق البحر الذي لا أمان له – واختيار المكان كان دقيقاً برعت الكاتبة فيه - وفى ذات الوقت الجدية والصرامة والشخط والنطر مع الزوجة المكلومة في مشاعرها بشكل لا يتقنه إلا من تمرس على هذا التلون مراراً لسنوات طويلة حتى صارَ سجية عنده .
كثير من السجايا المريضة في البني آدم رصدتها الكاتبة المبدعة في هذه القصة إلى جانب الكذب والخيانة والخداع والتمرد والجحود .
وكما نتتبعُ بمزيد من اهتمام مسيرَ الرجل الخائن ودرامية علاقته مع الاثنتين فهناك أيضاً المرأة الخائنة على الجهة المقابلة وما كثرت الخيانات إلا بتوفر عدد لا حصر له من النساء البديلات اللاتي يعرضن أنفسهن ومواهبهن الأنثوية كتجربة ثانية بإغواء ودلال زائد حتى صارَ سجية في قطاع لا يُستهان به في مجتمع المرأة .
هناك النهم والطمع والجحود وإذا استكثرنا الخيانة من الرجل لزوجته فماذا نقول في خيانة امرأة لزوجها في تبادلية صارت في بعض المجتمعات العربية ظاهرة ولو لم تصل بعد إلى مستوى " السجية " كما في المجتمعات الغربية .
على الجانب الآخر هي خائفة عليه يشغلها هل تناول غداءه أم لا ! ويقسم هو بانشغاله الذي يعوقه عن تناول شطيرة وهو في الحقيقة منشغل بما يغرقه فيما طاب لنفسه الشريرة من همسات ولمسات ولذائذ الفاكهة والحلوى واللهو الحرام
هل هذا هو الإنسان..وهل هذه هي سجيته ؟
الطبيعي والمعتاد أن يكون مع زوجته وبما أعدته من ذكريات وطعام وحب كامل الدسم والشهية فهناك السعادة الحقيقية والاطمئنان النفسي لكن سجية الإنسان صارت كسر المألوف والمعتاد والخروج عن طبائع الأشياء وسنن الكون .
في اكتشاف الخيانة تجاوز غير معهود فمن يقدم على مغامرة محدودة حذراً مشفقاً على نفسه وسرعان ما يعود مستغفراً غالباً ما يستره الله ولا يكشف سره ويستره بستره .
وفى اكتشاف الزوجة للخيانة من مفارقة الرحلة البحرية النزقة دليل على أن الانحراف في نفس بطل القصة ليس طارئاً أو هامشياً إنما سجية .
تحفه تسلم ايد حضرتك بجد تحفه
__________________
معلمي هــل لي من هــذا المقام أٌحـــدي
بنظــرةِ اشتياقٍ ممزوجـةٍ بالثنـاءِ الجميــل
هي امنياتٌ تكْمُــــنُ فـي داخلي وبكثــــرةٍ
وفي خاطـري أطيــافٌ لا تَمَـلُّ ولا تستميــل
وددت لــو أني سطَّـــرت فيك كلمــــــــاتٍ
أجزيك بهــــا على فتــرةِ عنـائك الطويــــل
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:41 AM.