القرضاوي يحلل مونديال المؤمنين

[Tornadoo1970]

الخميس 7 نوفمبر 2013 3:12:07 م


سعود الريس


بدأت أقتنع أن ميسي رجل مؤمن، وأن نيمار مثله، وأن كريستيانو رونالدو مؤمن أيضاً، وبدأت أعتقد أن مشكلة المنتخب الفرنسي هي في قلة إيمانه، وهذه القناعات الجديدة التي هبطت على رأسي «الأصلع»،

وتغلغلت في مخيخي، هي بسبب الشيخ يوسف القرضاوي الذي اقتحم التحليل الرياضي في شكل متفرد لم يسبقه له أحد، إذ أقدم على هذه الخطوة نفع الله به من على منبر الجمعة،

محللاً أسباب فشل المنتخب المصري أمام غانا، وأخشى أن يقوم مريدوه وطلابه بالسير على دربه، لتتحول خطب الجمعة إلى «خط الستة» أو «البرنامج مع القرضاوي»، وربما زادت درجة التهور،

فيأخذ المغالون من الخطباء «اتصالاً هاتفياً» في ما بين الخطبتين لتحليل المباريات والشأن الرياضي، فمن فاز بالكونغ فو «شاب مؤمن»، ومن أحرز الهدف الوحيد «شاب مؤمن»، أما البقية فالله أعلم،

فالشيخ هنا لم يقل عنهم شيئاً أو يتهمهم بشيء معاذ الله أن يقوم بتصنيفهم، لكن الأهم أن الهدف جاء من «شاب مؤمن»، وبالطبع هو يقصد محمد أبوتريكة صاحب الهدف الوحيد.

في خطبة جمعة، أرجع القرضاوي هزيمة مصر «الساحقة من غانا بستة أهداف في مقابل هدف»، لسبب الانقلاب العسكري الذي حدث في 30 حزيران (يونيو)،

بل زاد أن الهدف الوحيد الذي سجله لمصلحة المنتخب المصري في المباراة لاعب النادي الأهلي محمد أبوتريكة جاء من اللاعب «المؤمن».

مع رؤية القرضاوي تلك، فلكي تلعب الكرة وتفوز وتحرز أهدافاً، عليك أن تكون «إخوانياً»، وإلا ستخسر اللقاء لا محالة أما بالنسبة إلى الأهداف، فإن كان أحد اللاعبين حديث «الأخونة» فقد يتحصل على «ضربة حرة»،

وإذا مرّ عليه أكثر من خمسة أعوام، فقد يتحصل على «بلنتي»، أما أكثر من خمسة أعوام، فهنا قد يحرز هدفاً، وبالنسبة إلى المحترفين أي درجة مرشد وما فوق قد يحرز «هاتريك، أو سوبر هاتريك».

أستحلفكم بالله، هل هذه عقلية يمكن لها أن تتحدث في الدين أو في الشأن العام أو حتى في «نفاس المرأة وحيضها»؟ فالطريقة التي تدار بها عقول هذه الفرقة تدلل على أنهم أكبر مقلب شربته الدول العربية عندما أولت جزءاً من قتها للتفكير فيهم،

فما اتضح هو أنهم أناس خاوون عقلياً، وأتباعهم الذين يقادون كالقطيع هم نموذج لرأس ذلك القطيع، فلا فكر ولا تفكير، بيد أنه على الجانب الآخر هذا ما يجعل من ذلك التنظيم الخطر الأكبر في هذه المرحلة على الأمة الإسلامية، وهذا موضوع لا يحتاج إلى خبير للتوصل إلى نتيجته،

وأيضاً لا يحتاج إلى «الضرب بالودع»، فالمسألة برمتها واضحة للعيان، وما شهدناه من حراك نفعي لهم في أعقاب الربيع العربي يدرك أنهم كرأس الأفعى التي تحتاج إلى من يقطعها،

تصدياً لمنهج تعميم الفوضى الذي يعد الشعار الذي يرفعونه في عدد من الدول العربية، وغالباً ثمن الفوضى الذي يشيعونه في كل موقع يسيطرون عليه،

تدفعه تلك الدول التي تحويهم سواء بأبنائها أم مقدراتها أم حتى مكتسباتها، وهنا بإمكاننا الإشارة إلى مصر على سبيل المثال وما تعانيه جراء الفوضى التي يثيرها هؤلاء الإخوان بتخرصاتهم.

كنا إلى وقت قريب، نحسب حساباً للإخوان «سياسياً»، أما رياضياً فقد كان اقتحام هذا المجال مفاجئاً، ودعاني إلى التساؤل عن كل البلدان «المؤمنة» التي شهدت ثورات عدة، كان القرضاوي طرفاً فيها في شكل أو آخر، أين هي الآن من صراع الوصول إلى «مونديال المؤمنين» بحسب رؤية القرضاوي؟

المؤشر الاعلامى : فؤاد المشيخص

http://www.elbashayer.com/news-309754.html