حذيفة يسأل و النبي يجيب

[ahmaadmay]

ثبت عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم، فقلت: فهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر،فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها، فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: نعم، هم من بني جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، قلت: يا رسول الله، فما تأمرني إن أدركني ذلك؟قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك".
متفق عليه : البخاري (8 / 92 ) (11 فتن )، و [مسلم بشرح النووي] (12 / 236)، وأبو داود (4 / 445 ، 447 ) (فتن).
وفي هذا الحديث الخير الكثير من التحذير من الفتن والأمر بإتباع الجماعةوإمامها واجتناب الفتن. ولكنه أيضا يعطي تقسيما لمراحل التاريخ الإسلامي بعد البعثة. وكوننا في هذا الزمان الذي تحققت فيه اغلب علامات الساعةالصغرى وثبت لكل ذو عقل وبصيرة بأننا نعيش الأحداث السابقة للأحداث الكبرىوهذا ما دفعني في التمعن في هذا الحديث والمراحل التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيفية تطبيق هذه المراحل على التاريخ الإسلامي منذ بعثةرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حد الآن بما معناه هل نستطيع أن نقسم التاريخ الإسلامي إلى حقب ومراحل زمنية محددة اعتمادا على هذا التقسيم في هذا الحديث الشريف. وعليه فان المراحل حسب حديث رسول الله هي كالتالي:
1-مرحلة الخير الأولى و تبدأ من البعثة الشريفة
2-مرحلة شر غير محددة
3-مرحلة الخير الذي فيه دخن
4- مرحلة الشر بدعاة على أبواب جهنم
وهنا توقف حذيفة رضي الله عنه عن السؤال عن تعاقب الخير والشر وركز في سؤاله عن المرحلة الأخيرة ولا ندري هل إن هذه هي المرحلة الأخيرة من الدنياأم أن هناك مراحل لم تذكر لتوقف حذيفة رضي الله عنه عن السؤال وركز على هذه المرحلة الخطيرة والمتمثلة بدعاتها إلى جهنم
أعاذنا الله.

[life goes on]