#1
|
|||
|
|||
رسالة إلى المتهكمين
العاقل من جعل الدين شريعته، صافي القلب نظيف الصدر، الحلم طبيعته وليس هواه، وهو ملاذ الناس بخلقه الحسن، وسجاياه الطيبة. إن نطق أصاب خيرًا، تراه مجتهدًا، حسن الظن، طيب الكلمة، الرفق طبعه، واللين شيمته، يحب الخير للمسلمين جميعًا، متجرد مخلص غير متحامل، يؤثرك علي نفسه. أما التافه فإذا تكلم تعجب، تتمناه أن يسكت، لا يحمل مسؤلية، إن استنزل عن رأيه نزل، إن حمل القبيح حمل، وإذا استنصح لا ينصح! وإن وثقت به لم يؤمنك، وإن أسكته لم يسكت، وإذا خاصمك فجر، هو خادع أمام الناس، مخدوع أمام الله.. لقد كثر في مجتمعاتنا -مع كل أسف- التافهون، وساروا بيننا بعادات وسلوكيات تخرب علي الناس مزاجها وحياتها، والبعض منهم يلتزم قول السوء والصمت عن الحق، وصارت السخرية منهجهم وطريقتهم، حتى أصبح عندهم من الموضه الضحك علي المهازل مستخدمين طمس الكنز العقلي في إبراز الخلاف بالتهكمات والسخريه التافهه، إنهم يعيشون نصف حياتهم يهدرون أوقاتهم وأوقات من شابههم. إلي هولاء المتهكمين أقول: ما نفع القلب مثل عزله يدخل بها ميدان فكرة فاحذر، فالله مطلع عليك اعتزل هذا النوع من الكلام الردىء الساقط من النكت والبرامج، التي تحاول بها أن تخدش وتكسر وت*** حياء المسلمين، فهو غير جائز في الشرع، وهو عيب في العرف، وإن كنت تراها موضة، فهي موضة رديئة مقيتة بتقليد غربي أعمى لا يليق بنا، وليست من ديننا نحن الموحدون أبناء الأصول المحترمون. أدعوك أن تدخل بعقلك في ميدان الفكرة التي تأتي عليك وعلي بلدك بالخير والفائده والاحترام لك، وللمجتمع الذي يحتاج القدرات للبناء بدلا الهدم، فجميعنا في سفينة واحده، والضرر يلحق الجميع لا تأخد الموضوع عبثًا، تأمل وتفكر، وتدبر، فكر، فأنفاسنا تعد ورحالنا تشد، وعاريتنا ترد، والتراب من بعد ذلك ينتظر الخد، أي نعم {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران:185]. اشغل نفسك بالحق، فنفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل! فهي مخلوقة من الطين وستهوي بك إليه! فكر في عيوبك لترتقي، ارتق باكتشافها، وسترتقي بالقضاء عليها، كيف ستطور من نفسك ألا لو علمت عيوبك؟ لا تفكر في الأشياء التافهه من أجل إضحاك الناس فكما قالوا، المشغول لا يشغل استفد بكنزك الذي أعطاك الله، وطور نفسك وأخلاقك وفكرك وفكر من حولك، فهذه أمانة، وأمانة الكلمة عظيمة، فكر في الميزه التي تكون سر نجاحك، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت إن كان ولا بد من النقد فكن مسلمًا أمينًا! واستخدم النصيحة، وتذكر أن النصيحه أمام الملأ فضيحة. استحي، فلكل أمة خُلق، وخُلق الإسلام الحياء، لا تنشغل بعيوب الناس عن عيوبك، عليك ألا تتهكم علي أهل النقص، واسترهم ولو رأيتهم بعينك يفعلون الخطأ، استر علي المعصيه حتي لا تنتشر، وقل الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثيرًا ممن خلق تفضيلًا، انشغل بما كلفك الله به، وادعو الله أن يعينك عليه، ولا تتخذ غيرك سخريًا، ولا تتهكم عليه، فمن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة. احترس فـ{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق:18]. ألا تشعر بالرعب عندما تقرأ: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}؟ [الزمر:56]. أما المتهكم عليه، فأقول له: الناس يمدحونك، بما يظنون فيك، فكن أنت ذامًا لنفسك، لما تعلمه منها! توقف عن الصرخات والآهات، فكر تمامًا قبل التصرف، لأن مصيرك يتحدد من ردوود أفعالك. المسؤولية عظيمة، هناك شعوب بلا أوطان وما يحدث الآن بسوريا وفلسطين والروهينجا ليس علينا ببعيد، هذه شعوب تعصف بهم رياح المصالح، والإرهاب وهذا خطر على مجتمعاتنا، هذه تحديات عظيمة، الشعوب تتعرض لل*** وال*** بسبب مطالبتها بالحرية، عليك بتقويه نفسك حتى لا تكون عرضه لذي هوى، بالتجرد والصبر واستخدم عقلك بصوره تدرك بها النقاش أمام الملأ، لا تبتئس، ولا تغضب، ولا ترد الخطأ بخطأ، وانتبه لألوان الحرب التي تشن الآن ضد الإسلام. وإلي الجميع أقول: احذر يا من ترضى، وتضحك وتقهقه للتفاهات والسخرية والاستهزاء، وقم بثوره ضده، فلا تردد لهم، ولا تنقل لهم، ولا تحضر له ولا تفرح لهم ولا تسمع لهم، أعلامنا يستخدم أسلحته الفتاكه، فهو يسعد برؤيا الأجساد والرؤس المتطايرة، فتنة طائفية، حلقات ال*** وال*** والفوضى، ثورة لتأجيج الخلافات السياسية التي تخدم مصالحهم، والانفلات الأمني، ترويج التراجع الاقتصادي، ثورة تنجح في خلق مشهد سياسي مرتبك تحدثنا عنه يوميا بتلك الأخبار الكاذبة، مشهد يجعلنا نسأل أنفسنا، لماذا تداعت علينا الأمم؟ لماذا الغلو في الخلاف والتعصب.بان منا وتعري الخلو من السند الفكري والتدبر العقلي فإلى أين المسير؟ لسان حالنا يقول، أخبروهم أن يكفوا.. أخبروهم عن إسلامنا العظيم، أخبروهم وأخبروهم، أو اسقطوهم، فقد ثرنا لكرامتنا، لأننا سئمنا طعم الظلام وعيش العبيد. أأصبحت مصيبتنا في ظلم الأشرار، أم هي أيضًا في صمت الأخيار؟ لا يفيد البكاء علي اللبن المسكوب. فلنلجأ إلى الله عز وجل، كما يقول على رضي الله عنه "لا تبك على وسادتك، فلن تغير من الأمر شيئًا، قـم، وأبك على سجادتك وسيرزقك الله بـعـد الـعـسـر يـسـرًا". د. نادية محمد
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|