اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-05-2013, 10:27 PM
فكري ابراهيم فكري ابراهيم غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,937
معدل تقييم المستوى: 18
فكري ابراهيم is a jewel in the rough
افتراضي مهاتير محمد .. تجربة نجاح

مهاتير محمد .. تجربة نجاح





مهاتير محمد ، مهندس ورائد النهضة الماليزية.

مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق الذي تولى رئاسة الوزراء في 16 يوليو 1981م ، يعد من أعظم
القادة السياسيين والاقتصاديين في آسيا، حيث استطاع تغيير وجه ماليزيا، وتمكن من أن ينهض بها تنمويًّا
ويجعلها في مصاف الدول الاقتصادية المتقدمة..

ومهاتير محمد أو" محاضر محمد" (ولد في 20 يونيو 1925) وتلقى دراسته بكلية السلطان عبد الحميد، ثم
درس الطب بكلية "المالاي" في سنغافورة، والتي كانت تعرف بكلية الملك إدوارد السابع الطبية، وقام بدراسة
الشئون الدولية بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1967م.
وبدأ ظهور الدكتور مهاتير محمد في الحياة السياسية الماليزية في عام 1970م، وذلك عندما ألف كتابًا بعنوان
"معضلة الملايو"، انتقد فيه بشدة شعب الملايو واتهمه بالكسل، والرضا بأن تظل بلاده دولة زراعية متخلفة
دون محاولة تطويرها، وكان في ذلك الوقت عضوًا في الحزب الحاكم، والذي يحمل اسم منظمة الملايو القومية
المتحدة، وقرر الحزب منع الكتاب من التداول نظرًا للآراء العنيفة التي تضمنها، وأصبح مهاتير محمد في
نظر قادة الحزب مجرد شاب متمرد لا بد أن تحظر مؤلفاته..
غير أن مهاتير سرعان ما أقنع قادة الحزب بقدراته، حتى صعد نجمه في الحياة السياسية بسرعة حتى تولى
رئاسة وزراء بلاده في عام 1981م، وأتيحت له الفرصة كاملة ليحوِّل أفكاره إلى واقع عملي .

وهو رابع رئيس وزراء لماليزيا في الفترة من 1981 إلى 2003، مما يجعلها أطول فترة لرئيس وزراء في
ماليزيا، وهي من أطول فترات الحكم في آسيا.
وقد امتد نشاط مهاتير السياسي لما يقرب من 40 عاما، منذ انتخابه عضواً في البرلمان الإتحادي الماليزي عام
1964، حتى استقالته من منصب رئيس الوزراء في عام 2003.




مهندس النهضة الماليزية

لم يكن مهاتير محمد مجرد رجل سياسة، بل كان -أيضًا- مفكرًا له كتبه ومؤلفاته، وكان صاحب رؤية لما ينبغي أن تكون عليه بلاده، ولقد استفاد مهاتير من كل ما حققته ماليزيا منذ الاستقلال من نجاحات واستثمرها وجعلها قاعدة لانطلاقته، ولم يرد الدكتور مهاتير أن يكون انطلاقه عشوائيًّا، بل بدأ يبحث في تجارب الدول الأخرى وخاصة الآسيوية، حيث اتسمت سياسته بالاتجاه شرقًا، واستقر اختياره على المعجزة اليابانية، فجعلها أمامه قدوة ومثلاً أعلى.. وقد كان توجُّه مهاتير محمد ناحية اليابان مستلهمًا من تجربة نجاحها ملحوظًا بشكل
كبير، وقد صرح بذلك في العديد من المناسبات .
كان لمهاتير محمد دور رئيسي في تقدم ماليزيا بشكل كبير، إذ تحولت من دولة زراعية تعتمد على إنتاج
وتصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية متقدمة يساهم قطاعي الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج
المحلي الاجمالي، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من اجمالي الصادرات، وتنتج 80% من
السيارات التي تسير في الشوارع الماليزية.
كانت النتيجة الطبيعية لهذا التطور ان انخفضت نسبة السكان تحت خط الفقر من 52% من اجمالي السكان في
عام 1970، أي أكثر من نصفهم، إلى 5% فقط في عام 2002، وارتفع متوسط دخل المواطن الماليزي من
1247 دولارا في عام 1970 إلى 8862 دولارا في عام 2002، اي ان دخل المواطن زاد لاكثر من سبعة
امثال ما كان عليه منذ ثلاثين عاما، وانخفضت نسبة البطالة إلى 3%
وكان خلال فترة حكمه من أكثر القادة تأثيراً في آسيا. كما يعتبر من أكثر المعارضين للعولمة.




عوامل النهضة فى ماليزيا ..

لعل أبرز ما يميز المرحلة المهاتيرية تلك الطفرة الاقتصادية اللافتة، حيث أصبحت فيها ماليزيا دولة صناعية
متقدمة، يساهم قطاعي الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الإجمالي، وفي عهده بلغت نسبة
صادراتها من السلع المصنعة 85% من إجمالي صادراتها، وأنتجت 80% من السيارات التي تسير في
طرقاتها، وأصبحت من أنجح البلدان في جنوب آسيا .

ويرى المحللون ان سر نجاح مهاتير محمد انه انطلق في عدة محاور في وقت واحد، ولكنه قام بالتركيز على ثلاثة محاور بصفة خاصة، وهي: محور التعليم، ويوازيه محور التصنيع، ويأتي في خدمتهما المحور الاجتماعي.
محور التعليم ..
كانت رؤية مهاتير ان الاهتمام بالتعليم يبدا منذ مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية؛ فجعل هذه المرحلة جزءًا من
النظام الاتحادي للتعليم وحرص على اضافة مواد تُنمي المعاني الوطنية، وتغرز روح الانتماء للتعليم
الابتدائي، أي في السنة السادسة من عمر الطفل.. ومن بداية المرحلة الثانوية تصبح العملية التعليمية شاملة،
فبجانب العلوم والآداب تدرَّس مواد خاصة بالمجالات المهنية والفنية، والتي تتيح للطلاب فرصة تنمية وصقل
مهاراتهم.
وإلى جانب ذلك كان إنشاء الكثير من معاهد التدريب المهني، التي تستوعب طلاب المدارس الثانوية وتؤهلهم لدخول سوق العمل في مجال الهندسة الميكانيكية والكهربائية وتقنية البلاستيك، وكان من أشهر هذه المعاهد معهد التدريب الصناعي الماليزي، والذي ترعاه وزارة الموارد البشرية، وقد أصبح له تسعة فروع في مختلف الولايات الماليزية .
وعمل على تقوية العلاقة بين مراكز البحوث والجامعات وبين القطاع الخاص؛ اى انه فتح المجال لاستخدام أنشطة البحث الجامعية لأغراض تجارية..
لقد حددت الدولة أولوياتها بدقة، فإذا نظرنا إلى إجمالي ما أنفقته الحكومة الماليزية على التعليم في عام 1996م
على سبيل المثال نجده 2.9 مليار دولار، بنسبة 21.7% من إجمالي حجم الإنفاق الحكومي، وازداد هذا المبلغ
إلى 3.7 مليار دولار عام 2000م بما يعادل نسبة 23.8% من إجمالي النفقات الحكومية.

محور التصنيع ..
وبالتوازي مع الاهتمام بالتعليم، فقد دخلت ماليزيا في التسعينيات مرحلة صناعية مهمة، وذلك حين شجعت الصناعات ذات التقنية العالية وأولتها عناية خاصة، وقد كان ذلك بعد أن توافر لديها جيل جديد من العمالة الماهرة المتعلمة، والمدربة بأحدث الوسائل، فأصبح في مقدورها إثبات وجودها، بل والمنافسة على الصدارة.
وكان الاهتمام بتصنيع الأسمنت والحديد والصلب، ثم التوسع في صناعة النسيج وصناعة الإلكترونيات،
والتي صارت تساهم بثلثي القيمة المضافة للقطاع الصناعي، وتستوعب 40% من العمالة.
بل وتصنيع السيارة الماليزية الوطنية (بريتون) .
وامتلكت المصانع الماليزية القدرة على التطوير، بل والابتكار والمنافسة، وإثبات وجودها في الأسواق المحلية والعالمية.
ولعل من أبرز ما يظهر نجاح الأداء الاقتصادي لماليزيا في الفترة المهاتيرية، ذلك التوسع الذي حدث في استثمارات القطاع الصناعي، حيث أنشئ أكثر من 15 ألف مشروع صناعي، بإجمالي رأس مال وصل إلى
220 مليار دولار، وقد شكلت المشروعات الأجنبية حوالي 54% من هذه المشاريع، ما يعكس مدى الاطمئنان
الذي يحمله المستثمر الأجنبي لماليزيا من ناحية الأمان، وبالتأكيد ضمان الربحية العالية، بينما مثلت
المشروعات المحلية 46% من هذه المشاريع.
وقد كان لهذه المشروعات عظيم الأثر والنفع على الشعب الماليزي؛ حيث وفرت مليوني وظيفة للمواطن
الماليزي، إلى جانب الفائدة الكبرى المتمثلة في نقل التقنية الحديثة وتطوير مهارات العمالة الماليزية..
كما تحققت في فترة ولاية مهاتير محمد طفرة ملحوظة في مشروعات الاتصالات والمعلومات التي كانت
تحظى باهتمام ودعم حكومته كعنصر مهم من عناصر خطته التنموية، وكان يسميه "الاقتصاد المعرفي"،
وبالفعل أصبحت ماليزيا محطة إقليمية وعالمية في مجال صناعة الاتصالات والمعلومات والإنترنت.

ادارة الازمة المالية ..
في نهاية التسعينيات تعرضت العملة الماليزية، وهي "الرينجيت" إلى مضاربات واسعة بهدف تخفيض قيمتها، وظهرت عمليات تحويل نقدي واسعة إلى خارج ماليزيا، وبالأخص من جانب المستثمرين الأجانب،
وبدا أن النجاح الذي حققته على وشك التحول إلى فشل.
وبعد بحث مستفيض للموضوع أصدر مهاتير محمد مجموعة قرارات تهدف إلى فرض قيود على التحويلات النقدية خاصة الحسابات التي يملكها غير المقيمين، وفرض أسعار صرف محددة لبعض المعاملات، في الوقت الذي اتجهت فيه معظم الدول لسياسة تعويم العملة تنفيذًا لنصائح صندوق النقد الدولي، ورغم ضغوط البنك الدولي أصر مهاتير على سياسته التي أثبتت الأيام أنها كانت ناجحة، وبفضلها اجتازت ماليزيـا هذه الأزمة
بأقل الخسائر، بل إن دولاً كثيرة درست سياسته، وحاولت تكرارها والاستفادة منها.




الانسحاب في قمة المجد..

بعد أن شعر مهاتير محمد بأنه قد انتهى من أداء رسالته أعلن استقالته من جميع مناصبه واعتزال الحياة
السياسية تمامًا وهو في قمة مجده، وبكامل إرادته، وذلك في قراره التاريخي، في 31 أكتوبر 2003م .
معطيًا الفرصة لغيره من أبناء وطنه أن يساهم في تطوير وبناء ماليزيا الحديثة .
وبالطبع لم يكن ما قام به مهاتير محمد -76 عامًا في ذلك الوقت- بالحدث العابر؛ فهو أطول زعماء شرق آسيا
المنتخبين حكمًا، واسمه ارتبط بالحكم في ماليزيا محليًّا ودوليًّا، ومن ثَم أثارت استقالته جدلاً كبيرًا، وظل
الكثير لفترة غير مصدق ويعتقد أنها مناورة سياسية.

الدروس المستفادة ..
لعل من اهم العوامل التى ساهمت فى نجاح مهاتير محمد "القدوة "و "الإدارة الجيدة"
ويتجلى ذلك فى حرصه على ان يبدأ من حيث انتهى الآخرون. ونجد هذه القاعدة بوضوح عندما قرر مهاتير
محمد البحث في تجارب الدول الناجحة، والتعرف على الطرق التي سلكوها لتحصيل النجاح والاختيار من
بينها، إلى جانب التعرف على الأخطاء التي وقعوا فيها، والمشاكل التي واجهتهم في طريقهم حتى يتجنبها..
مع الانتباه إلى أنه ما يصلح لدولة ليس بالضرورة أن يصلح لغيرها .

وبعدما توافرت إرادة النجاح لدى المجتمع الماليزي، بجانب تكوين قاعدة ارتكاز من تعليم جيد وقدر من
صناعات وطنية تتجه نحو تحقيق الاكتفاء، ياتى دور القائد الماهر الذي يستطيع إدارة هذه العوامل ويجيد
استخدامها ليصل إلى النجاح المنشود، هذا الدور الذي قام به باقتدار مهاتير محمد، ولم يكن الأمر سهلاً، فكان
عليه ان يستنهض همة شعب بكامله ويحفزه للعمل، و يتابع تنفيذ مراحل خطته دون كلل، فى الوقت الذى
يحاول القضاء على أي محاولة لإثارة الفتنة بين التركيبة الصعبة للمجتمع الماليزي بكل حزم، وذلك بجانب
حرصه على تنفيذ سياسة خارجية متميزة، جعلت له مكانة في المحافل الدولية كمفكر وصاحب رأي.ونموذج
يحتذى به ..
__________________
فكري إبراهيم الكفافي
مدير التعليم الابتدائي
بإدارة الجمالية التعليمية
دقهلية

أمين اللجنة النقابية للمعلمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:17 PM.