اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-04-2013, 10:34 AM
الصورة الرمزية simsim elmasry
simsim elmasry simsim elmasry غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,872
معدل تقييم المستوى: 16
simsim elmasry has a spectacular aura about
Present الفقر.. رؤية واقعية ... (المشكلة والأسباب والعلاج 1-2)

الفقر.. رؤية واقعية (المشكلة والأسباب والعلاج 1-2)

لم تبلغ البشرية منذ خلق الله آدم عليه السلام

هذا المبلغ من التطور والتقدم والرخاء، ولم يعرف العالم هذا الكم العجيب من الأغنياء مثلما يعرفه اليوم؛ فثروة ثلاثة من أغنى أغنياء العالم تعادل الناتج المحلي لأفقر 48 دولة في العالم، كما أن ثروة 200 من أغنى أغنياء العالم تتجاوز نسبتها دخل 41% من سكان العالم مجتمعين.

وتوضح الدراسات أنهم لو ساهموا بـ 1% من هذه الثروات لغطت تكلفة الدراسة الابتدائية لكل الأطفال في العالم النامي!
لكن رغم ذلك كله مازال فقراء الأرض يعانون الفقر والحاجة والعوز، بل إن عددهم يتزايد بصورة جنونية لم تعهدها البشرية منذ الأزل.
هذا وإن من أعظم المصائب التي لحقت بأمة الإسلام في هذا العصر ما حل بأبنائها من فقر واحتياج، وعوز لم تشهد مثله من قبل، رغم ما تعجّ به بلادها من ثروات وخيرات هائلة، منها الزراعية، ومنها المائية، ومنها الظاهر، ومنها الدفين كالطاقة التي هي عصب الحياة الصناعية وروحها، ومنها ما يتعلق بعمقها الجغرافي، ومنها ما يتعلق بعمقها البشري. أضف إلى ذلك أنها تحيا في عصر التقنية، والتطور المادي وسرعة الاتصال ويسر المواصلات. رغم كل هذا تجدها - أي الأمة الإسلامية- تصنف في عداد الأمم الفقيرة.
وبينما يموت 35 ألف طفل يوميا بسبب الجوع والمرض، ويقضي خمس سكان البلدان النامية بقية اليوم وهم يتضورون جوعا، تقلُّ المساعدات المخصصة للدول الفقيرة عن طريق منظمة الأمم المتحدة عما تنفقه تسعة من البلدان المتقدمة على غذاء القطط والكلاب في ستة أيام فقط! ومن الطريف أن ميزانية إطعام القطط والكلاب في الولايات المتحدة الأميركية تعادل خمسة أضعاف ميزانية الأمم المتحدة في نيويورك، ففي عام 1979م صرف على القطط والكلاب الأميركية 2ر3 مليار دولار، بينما كانت ميزانيــة الأمم المتحدة لعام 1981م 683 مليون دولار فقط!
والسؤال الذي يفرض نفسه علينا هو: لماذا وصل الفقراء في العالم إلى هذا الحد من الخطورة؟ وما الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة؟ وهل يبذل الأغنياء والدول الغنية في العالم الجهد الكافي لمعالجتها؟ وهل هنالك نتائج خفية لهذه الظاهرة غير الجوع والمرض والموت؟ وما هو علاج هذه المشكلة في نظر الإسلام؟
ودون الدخول في الكلام عن خطر الفقر على حياة الإنسان والتي لا أدل على خطره من أن بعض المسلمين ارتدَّ عن دينه لأجل الدرهم والدينار، كما رأينا في بعض الدول ومنها الكونغو، والتي يقول الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية فيها الشيخ موديلو واماليما: إن المنظمات التنصيرية في القارة الإفريقية تقف وراء تناقص أعداد المسلمين من 20 مليون نسمة غداة استقلال الكونغو في حقبة الستينيات إلى 5 ملايين مسلم في الوقت الحالي!! مستفيدة من معاناة المسلمين لعقود من الفقر الشديد والتهميش السياسي والاقتصادي على يد حكومات الكونغو المتعاقبة!
ودون الدخول في تفاصيل طويلة سأتناول في هذا المقال مشكلة الفقر وأسبابها، على أن أذكر في المقال القادم، بإذن الله العلاج، مستدلا ببعض التجارب العملية الناجحة في بعض الدول الإسلامية في معالجة الفقر.
مفهوم الفقر وتعريفه
الفقر-كما في لسان العرب-: هو الحاجة، والفقير هو الذي نزعت فقره من ظهره فانقطع صلبه من شدة فقره، أو الفقير المكسور الفقار، يضرب مثلا لكل ضعيف.
وذلك بأن يصبح الإنسان محتاجًا وليس له ما يكفيه.
ولا يمكننا أن نجمل معاني الفقر في تعريف واحد فقط، وذلك لأن الفقر يحمل معاني مختلفة باختلاف رؤى الباحثين؛ منها ما هو مادي ومنها ما هو اجتماعي وثقافي، ولذلك فالفقر ظاهرة مركبة تجمع بين أبعادها ما هو موضوعي (كالدخل والملكية والمهنة والوضع الطبقي)، وما هو ذاتي (أسلوب الحياة ونمط الإنفاق والاستهلاك وأشكال الوعي والثقافة).
ويمكن القول بأن الفقر لا يعبر فقط عن عجز الإنسان عن إشباع حاجاته البيولوجية كما يقرر رجال الفكر الاقتصادي، بل يعني كذلك عجز البناء الاجتماعي عن توفير مستلزمات الإنسان المادية والمعنوية، وتأثير ذلك على عمليات الاندماج والعلاقات الاجتماعية وتكوين شخصية الفرد في المجتمع وتشكيل قيمته وثقافته؛ بل تحديد دوره ووزنه السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
وباختصار يمكن اعتبار الفقر حالة يعجز فيها الإنسان بسبب مجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية عن تلبية حاجاتها المادية والمعنوية.
وقد عرف البنك الدولي الدول منخفضة الدخل أي: الفقيرة بأنها: تلك الدول التي ينخفض فيها دخل الفرد عن 600 دولار، وعددها 45 دولة معظمها في إفريقيا، منها 15 دولة يقل فيها متوسط دخل الفرد عن 300 دولار سنويا.
وقد عرف جمهور فقهاء الإسلام الفقير بأنه: من لا يملك شيئا من المال أو الكسب إلا يسيرا لا يكفي لحاجته وحاجة من يعولهم.
أنــــــــــواع الفـــــــقر:
الفقر المطلق وهو الحالة التي لا يستطيع فيها الإنسان عبر التصرف بدخله، الوصول إلى إشباع حاجاته الأساسية المتمثلة بالغذاء، والمسكن، والملبس، والتعلم، والصحة. وحينها يعتبر فقيرا فقرا مطلقا.
وهذا النوع من الفقر يمكن القضاء عليه وهو أحد أهم واجبات الحكومة والمجتمعات، ليس فقط لأنه واجب ديني وإنساني، ولكن لأنه أيضا ضمان للاستقرار والسلم الاجتماعي.
الفقر النسبي
وهو عدم قدرة الإنسان على أن يعيش بنفس المستوى المعيشي الذي يعيشه غالبية من حوله في المجتمع، وهذا النوع من الفقر لا يمكن القضاء عليه لأنه وبكل بساطة نسبي. والفقر المدقع هو الحالة التي لا يستطيع فيها الإنسان، عبر التصرف بدخله، الوصول إلى إشباع حاجاته الغذائية لتأمين عدد معين من السعرات الحرارية التي تمكنه من مواصلة حياته عند حدود معينة.
أسباب مشكلة الفقر
لاشك أن هناك أسبابًا بشرية وسّعت دائرة الفقر، وسحقتْ كثيرين إلى حضيضه، وعملت على جعل المال دُولة بين الأغنياء، واستنزفت المال العام، وابتزت الأموال بالاحتكار وبصور كثيرة من أكل أموال الناس بالباطل.
وإذا جاز لنا أن نقول لفقير ضعفت حيلته، وضرب عليه الفقر بأطنابه: اصبرْ وارض بقضاء الله وقدره، فليس لنا أن نقول لمؤسسات المجتمع وأجهزة الدولة: الفقر في مجتمعنا قدَرٌ سابق، وسنة ماضية، وليس عليكم تبعة ولا مسؤولية في أن تكافحوه وتعالجوا أسبابه.
هذا وينظر الإسلام إلى مشكلة الفقر نظرة مختلفة عن الأنظمة الوضعية الرأسمالية، والاشتراكية.
فمشكلة الفقر من المنظور الوضعي هي اقتصادية تتمثل أساسا في الندرة؛ ندرة الموارد، وتعدد الحاجات، أو سوء التوزيع, وقد تعود ندرة الموارد إلى العوامل الطبيعية السيئة؛ ومنها السيول والأوبئة والرياح الشديدة العاصفة، أو العوارض السماوية التي تذهب بالزرع أو الماشية أو التجارة أو المساكن وغيرها من أصناف المال. وقد تعود ندرة الموارد إلى الفقير نفسه؛ نظرًا لعجزه عن الحصول على الدخل اللازم لإشباع احتياجاته وضعف قدراته أو المواهب البدنية والفكرية لديه.
والأمم الفقيرة هي تلك الأمم التي ليس بإمكانها الحصول على السلع والخدمات، حيث إن الفقر ينشأ أساسا نتيجة الفجوة القائمة بين الحاجات الإنسانية المتزايدة ومحدودية الموارد الطبيعية، وفي هذا الصدد يرى مالتوس أن السكان يتزايدون بمتتالية هندسية وتتزايد الموارد بمتتالية حسابية وفي النهاية يعجز الإنسان عن ملاحقة الموارد الطبيعية وتزداد فجوة الفقر في العالم.
أما أسباب مشكلة الفقر من الناحية الإسلامية، فالإسلام يتفق مع الأنظمة الوضعية في الإقرار بمشكلة الفقر، إلا أنه يختلف عن الأنظمة الوضعية في تحليله لأسباب المشكلة؛ فهو ينظر إلى المشكلة من جهة عدم العدالة وسوء توزيع الدخل، حيث يلعب الإنسان دورًا مهما في المشكلة، وعليه فالمشكلة في الإنسان نفسه لا في الندرة أو الوفرة، فنجد دولة غنية بالموارد ولكن فيها نسبة مرتفعة من الفقراء، وبذلك فالنظرة الإسلامية تعترض على فكرة الندرة مصداقا لقوله عز وجل:{وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا أنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار} (إبراهيم: 34).
وعليه فلا يمكن القول بوجود مشكلة فقر لأنها انطلقت من مبدأ أن الأصل في الموارد هو الوفرة وليس الندرة، ذلك لأن الخطاب الوارد في الآيات السابقة هو خطاب عام يتناول جميع الناس، كما إن وفرة الرزق وما يستتبعه من حاجات أخرى هو للبشر جميعاً، بل إن هذه الوفرة في الموارد أو الرزق تغطي حاجات البشر.
والمشكلة لا تتعلّق بوجود الموارد الطبيعية، فهي موجودة في هذه الأرض منذ أن خلقها اللّه سبحانه، لكنها تتعلق بمدى قدرة العقل البشري على اكتشافها، لأن اللّه سبحانه خلق تلك الأرض، وجعلها مذللة لبني البشر، وخلق الإنسان ليعيش عليها، وزوده بالعقل الذي يستطيع من خلاله اكتشاف تلك الموارد وتسخيرها لصالحه بالشكل الذي يكفي حاجاته. وقد يكون سبب مشكلة الفقر راجعاً إلى الإنسان نفسه من خلال ابتعاده عن منهج الله، وعدم تعظيمه لحرمات الله.
ومن هذه الأسباب:
- الابتعاد عن منهج الله، إذ لا تستقيم حياة يذهب فيها كل فرد إلى الاستمتاع بحريته المطلقة إلى غير حد ولا مدى، يغذيها شعور بالتحرر الوجداني المطلق من كل ضغط وبالمساواة المطلقة التي لا يحدها قيد ولا شرط، ومن ثم فإن الشعور على هذا النحو يحطم المجتمع كما يحطم الفرد ذاته.
-غياب الحكم بما أنزل الله في شؤون الأمة عامة، وفي الحياة الاقتصادية خاصة، إذ استبدل الكفر جميعاً بأحكام الإسلام كافة، فغدت الأمة في مشارق الأرض ومغاربها تخضع لأحكام الكفر التي جرّت عليها ويلات تتلوها ويلات، ومصائب تعقبها مصائب، وكانت مصيبة الفقر أبرزها.
- البعد عن أدب الإسلام في حفظ النعمة، والاعتدال في الإنفاق من غير إفراط ولا تفريط، قال الله تعالى: {إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ} (الأعراف:31). فالمسلم مطالب بالكسب الحلال الطيب، وصرفه في مصارفه المشروعة (الواجبة والمندوبة والمباحة)، ولا يجوز له أن ينفقه فيما فيه ضرر عليه أو على مجتمعه، بل عليه أن يتصرف فيه بالحكمة، وفقاً لمراد الشارع، وعندئذ يكون معتدلا في نفقته، قائمًا بالقسط. فإن تجاوز الحد المشروع فقد دخل في دائرة الإسراف والتبذير.
وهما - الإسراف والتبذير- من الأمراض الاجتماعية والاقتصادية التي تهدد الأمم والشعوب بالوقوع في الترف والبذخ، والأشر والبطر، ومن ثم تعرضها للهلاك العام والعاجل. والإسلام وهو يحارب هذه الآفة (الإسراف والترف) فإنه يحارب كذلك ما يقابلها من الآفات، من البخل والشح والتقتير ومنعِ الزكاة ونحو ذلك.
والمجتمعات المسلمة في عمومها قديمها وحديثها لا تخلو من وجود هذه المشكلات المتناقضة، وتفشيها أحياناً، حتى تكون ظاهرة عامة. ولئن كانت تختلف تلك المشكلات من زمان إلى زمان ومن بيئة إلى أخرى، فإن المعاناة والشكوى قاسم مشترك بينهما ومجتمعنا المعاصر سرت فيه ظاهرة السرف حتى تحولت إلى مشكلة تستحق الدراسة والمعالجة.
ومن أسباب مشكلة الفقر أيضًا آثار وتبعات عهود الاستعمار: الاستعمار الذي مازال يجثو على صدر هذه الأمة، ويلقي بظلاله على جميع جوانب حياتها، ولاسيما الجانب الاقتصادي، حيث أصبحت بلاد المسلمين إحدى مصالحه الحيوية التي يستعد للدفاع عنها والتشبث بها حتى ولو كلفه ذلك الغالي والنفيس. ويشير المهتمون بظاهرة الفقر في العالم إلى أن السبب الذي جعل كل ما سبق يصل بالشعوب إلى حافة الهاوية هو أن هذه الشعوب كانت قد استنزفت خيراتها خلال عقود من الاستعمار تعرضت فيها لنهب جل ممتلكاتها. ورغم مناداة الدول الغربية بالعدالة واحترام حقوق الإنسان التي من أهمها احترام الممتلكات، فلم يسمع صوت واحد يطالب بدفع تعويضات لهذه الدول التي تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى لما هو لها، ويعيدون السبب إلى شدة ضعف الضعيف وقوة القوي، ومن أبرز معالم هذا الاستعمارفي هذه الدول :
- نهب المواد الخام وموارد الطاقة.
- استخدامها أسواقاً لسلعهِ ومنتجاته.
- وضعها في قفص المديونية، فلا توجد دولة من هذه الدول إلا وقد وقعت في المديونية.
- تطبيق أحكام النظام الاقتصادي الرأسمالي عليها، فاستباحت الربا، والاحتكار، والتسعير والشركات المساهمة، والتأمين، وتغير مفهوم الملكية لديها واختلفت أسبابها وطرق تنميتها، ومفهوم التجارة الخارجية.
- اشغالها بالأزمات التي تستدعي تمويلاً يستنـزف خيرات البلاد دون أن تحقق نتيجة ترجى.
-جعل وجهة نظر المستعمر في الحياة وفي الاقتصاد قِـبْـلةَ المسلمين في حل مشاكلهم الاقتصادية، والتي تتلخص في القروض والضرائب وتقليص دور الدولة في رعاية شؤون الناس.
- الحروب والنزاعات والصراعات الدولية التي تحرم البلدان فرصة التنمية والتطوير، وسيطرة الاستعمار والتدخل في شؤون الدول الفقيرة استغلالا ونهبا لثرواتها، ويزداد الأمر تعقيداً إذا كان الاحتلال استيطانياً كما في فلسطين حيث تتدهور حالة الشعب الفلسطيني يوماً بعد يوم وتتسع فيه رقعة الفقر نتيجة إرهاب الدولة الصهيونية وتدميرها المتواصل للبنية التحتية، وهدم المنازل وتجريف الأراضي الفلاحية، فتتحول مئات العائلات بين يوم وليلة من حد الكفاف إلى حالة الفقر المدقع.
ومن أسباب مشكلة الفقر أيضًا سيطرة القطب الواحد: إذ إن السعي إلى السيطرة على العالم، وبسط النفوذ أديا في أكثر الأحيان إلى إفقار الدول أثناء ترويضها.
فالعقوبات الاقتصادية، وغزو واحتلال الدول بحجج واهية، وتأييد سياسة الاحتلال سعيا وراء السيطرة على المواقع الإستراتيجية في العالم، كلها أمور أدت إلى تفاقم مشكلة الفقر وحولت شعوبا كانت في الأصل غنية إلى حالة من الفقر الشديد.
ظاهرة العولمة: ففي الوقت الذي رفعت الدول الغربية شعار العولمة مبشرة بعهد جديد يخفف من معاناة الفقراء، ارتفعت الأصوات منذرة بدور هذه الظاهرة في نشر الفقر وتدمير اقتصاد الدول النامية.
يقول أحد أقطاب الاقتصاد العالمي الجديد في مقابلة معه: «لقد أدت العولمة إلى انتقال رؤوس الأموال من الأطراف (يعني: البلدان النامية) إلى المركز أي الدول الغربية»، وهذا يعني باختصار أن العولمة حوَّلت فتات ما كان يقتات عليه الفقراء إلى موائد المتخمين.
ويقول جون ستجلتيز الخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي: «إن الدول الآسيوية القليلة التي انتفعت من العولمة هي تلك التي أدارت العولمة بطريقتها، أما البلدان التي تضررت وهي الغالبية فهي التي أخضعت نفسها لأحكام الشركات الكبرى والمنظمات الاقتصادية الدولية وهي المؤسسات المؤيدة للعولمة».
وهناك أسباب أخرى لمعضلة الفقر منها:
- الربــا وهو من المهلكات الواضحة للأموال، حيث قال تعالى: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} (البقرة: 276).
- الظلم والبغي والإفساد في الأرض على مستوى الحكومات والأفراد والمجتمعات، وذلك في قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} (الأعراف: 130).
- غياب مفهوم رعاية الشؤون عن الدولة وعن الأمة، إذ إن الدولة في الإسلام تعني رعاية شؤون الناس داخلياً وخارجياً أفراداً وجماعةً، وهذا أمر كان مفهوماً عند الحكام ومن ناب عنهم، فاستقاموا وجهدوا في تحقيقه على أحسن وجه، وكان أيضاً مفهوماً عند الأمة التي ما توانت في محاسبتهم كلما رأت منهم تقصيراً أو تجاهلاً لشأن من شؤونها، إلا أن الأمر قد انقلب رأساً على عقب.
- انخفاض مستوى التعليم، وقلة الخبرات الفنية في كثير من الأقطار مع قلة السعي للتنمية وتحسين الإنتاج، والتشرد الذي يعانيه كثير من المسلمين الذين تركوا أوطانهم لاضطراب الأوضاع ولفقدان الأمن، والأوضاع السياسية غير المستقرة في بعض الأقطار مما يضيع كثيراً من الطاقات والثروات، والتبعية الاقتصادية للدول الغربية الكبرى التي تستغل ثروات العالم الإسلامي.
- إهمال عمليات الإصلاح الاقتصادي مما أدى إلى تفاقم ظاهرة الفقر والجوع والبطالة وغيرها.
- الفساد الإداري: وتمثل هذه الظاهرة القوة الخفية التي تستنزف الموارد المالية بطريقة عجيبة، وعدم الرغبة في مكافحتها بالرغم من خطورتها.
- تدمير القطاع الزراعي لهذه الدول ومنعها من تصدير منتجاتها بسبب السياسات التي تطبقها الدول المتقدمة.

المراجع
الكسب محمد بن الحسن الشيباني، ، تحقيق: د.سهيل زكار، عبدالهادي حرصوني للنشر، دمشق، الطبعة الأولى، 1400هـ – 1980م
الإحكام للآمدي، ط دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1404، ت: سيد الجميلي.
الأحكام السلطاني والولايات الدينية أبوالحسن الماوردي، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، 1973م
المجموع للنووي، ط: دار الفكر، بيروت.
لسان العرب، لابن منظور، ط: دار صادر، بيروت، ط الأولى، 2000
المصباح المنير للفيومي، ط: المطبعة الأميرية، القاهرة، 1330
مبادئ الاقتصاد السياسي, الاقتصاد الجزئي، د.رضا عبدالسلام، دار الإسلام للطباعة والنشر, 2002
مشكلة الفقر مع بيان أسبابها من المنظور الإسلامي. د.شعبان عبده أبوالعز المحلاوي. الإسلام والتوازن الاقتصادي بين الأفراد والدول، د.محمد شوقي الفنجري, الطبعة الثانية. سلسلة قضايا إسلامية, تصدر عن وزارة الأوقاف, العدد 148, يونيو 2007 .
واجب الدولة في توفير حد الكفاية، د.حسين حامد حسان:، مجلة الاقتصاد الإسلامي، الصادرة عن بنك دبي الإسلامي، العدد 317 سبتمبر 2007
أسباب وآثار الفقر، د.محمد حسن العزازي: بحث منشور بمجلة البحوث الإدارية, الصادرة عن أكاديمية السادات للعلوم الإدارية, عدد يوليو 2001 .
الاقتصاد الإسلامي، د.محمد منذر قحف، دار القلم، بدون سنة نشر.
الإسلام والفقر حلول عملية لكل زمان ومكان، د.زيد بن محمد الرماني.
التنمية الاقتصادية، د.علي لطفي، دراسات في النظرية، مكتبة عين شمس، القاهرة، 2000م
التنمية الاقتصادية، د.محمد زكي شافعي، الكتاب الأول، دار النهضة العربية، القاهرة، 1996م
فقر الشعوب بين الاقتصاد الوضعي والاقتصاد الإسلامي، د.حمدي عبدالعظيم، الناشر: المؤلف، القاهرة، 1999م
http://www.alwaei.com/site/index.php?cID=891
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-04-2013, 11:07 AM
الصورة الرمزية محمد محمود بدر
محمد محمود بدر محمد محمود بدر غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 23,386
معدل تقييم المستوى: 38
محمد محمود بدر is just really nice
افتراضي



جزاكم الله خيرا


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15-04-2013, 12:18 PM
الصورة الرمزية simsim elmasry
simsim elmasry simsim elmasry غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,872
معدل تقييم المستوى: 16
simsim elmasry has a spectacular aura about
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد محمود بدر مشاهدة المشاركة


جزاكم الله خيرا



__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:01 AM.